11 معجزة من معجزات موسى عليه السلام لفرعون

معجزات موسى عليه السلام لفرعون أرسل الله تعالى بها نبيّه موسى إلى قوم بني إسرائيل لإثبات صدق نبوّته، وكان عددها تسع معجزات ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا (101)، فنذكر لكم معجزات موسى عليه السلام لفرعون عبر موقع زيادة.

معجزات موسى عليه السلام لفرعون

معجزات موسى عليه السلام لفرعون

المعجزة هي آية وكرامة خصّ الله تعالى بها كل نبيّ أرسله إلى قومه، والمعجزة خارجة عن المعتاد لا يقدر عليها إلا الله تعالى، وتظهر على يد أنبيائه لإثبات صدق نبوّتهم.

أكثر ما اشتهر به قوم بني إسرائيل هو السّحر والشعوذة، لذا جاءت معجزات نبي الله موسى عليه السلام مناسبة لحالهم، حيث تفشّى وانتشر السحر في زمن فرعون وقومه بني إسرائيل، من أجل إبطال ما جاءوا به من السحر، حينما التهمت عصا موسى عليه السلام الأسحار التي عملوها وأدت إلى هلاكها.

سيدنا موسى عليه السلام هو كليم الله ونبيه ورسوله الذي بعثه بمهمة الرسل، وهي أن يكون نذيرًا وبشيرًا، ليخرج الله سبحانه وتعالى الناس من الظلمات إلى النور، وكانت التوراة هي كتاب سيدنا موسى عليه السلام ورسالته، بعثه الله تعالى إلى فرعون وقومه، أرسله بمعجزات عدّة ذكرها لنا سبحانه وتعالى مفصّلة في كتابه الحكيم، وكانت على النحو التالي:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة موسى عليه السلام مختصرة وأهم معجزاته

العصا

من معجزات موسى عليه السلام لفرعون هي العصا، التي انقلبت إلى حية تسعى، وأبطلت سحر قوم فرعون وأهلكته، وكانت تلقف الحبال التي ألقاها سحرة فرعون، لكن تعود على طبيعتها عندما يأخذها موسى عليه السلام بيده.

كان النبي موسى عليه السلام قد طلب من الله تعالى برهانًا للتصديق، فسأله الله تعالى عن عصا كانت بيده قال وما تلك بيمينك يا موسى، فقال سيدنا موسى عليه السلام بأنها العصا التي يستخدمها في رعاية الأغنام ويستخدمها في الاتكاء عليها، فأمره الله تعالى بأن يلقي عصاه من يده.

عندما ألقى موسى عصاه تحوّلت تلك العصا إلى ثعبان يمشي فأصاب سيدنا موسى عليه السلام الخوف، ثم أمره الله تعالى بأن يأخذها فعادت إلى طبيعتها مرة أخرى، لقوله تعالى:
“وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى  قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى  قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى” (سورة طه:17-21).

أبطلت العصا السحر والشعوذة التي قام بها قوم فرعون، وابتلعت حبالهم على مرأى بصرهم وقد أصابتهم الدهشة وذُهلوا حين رأوا ذلك، بعد أن أمرهم فرعون بأن يؤذوا موسى عليه السلام حتى يرتدّ عن دينه، قال -تعالى- في سورة الأعراف: فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107).

فكان هذا البرهان القوي من الله سبحانه وتعالى معجزةً عظيمة لموسى عليه السلام، ودلالة على قدرة الله، وأنه لا يأتي بتلك المعجزة إلا نبيّ أرسله الله -سبحانه وتعالى-.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة موسى مع الخضر لقاءهما ورحلتهما وما حدث فيها

اليد البيضاء

هي من معجزات موسى عليه السلام لفرعون الدالّة على صدق نبوّة موسى عليه السلام، فبعد أن تحولت العصا إلى حية تسعى، أمر الله تعالى نبيه موسى بأن يُدخل يده في جيبه، فخرجت يده بإذن الله بيضاء دون أي أثر أو مرض أو سوء، متلألئة مثل القمر.

ورد ذكر معجزة خروج اليد البيضاء في الآيات، قال -تعالى-: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22)، وقال تعالى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ (32)، فقد أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يضع يده على قلبه بعد خوفه مما رأى، حتى يتخلص من فزعه ويطمئن.

الرجز

قال المفسرون إن المراد بالرجز هو وباء الطاعون، وقد يكون المراد هو ألوان العذاب التي أنزلها الله تعالى على طل ظالم وفاسق من قوم فرعون، فكانت سببًا في موت الكثير منهم خلال أيام معدودة، ورد في قوله -تعالى-: وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ (134)، يريدون زوال ما حلّ عليهم من عذاب.

انفلاق البحر

ذُكرت قصة سيدنا موسى عليه السلام وهو يعبر البحر في مواضع عديدة، كان بنو إسرائيل ذاهبين لقصد الأرض المقدسة، فلحق بهم فرعون وجنوده، لذا أصيب بنو إسرائيل بالخوف والهلع وظنوا أنه سيدركهم، فأمر الله موسى عليه السلام بأن يضرب البحر بعصاه، فكان انشقاق البحر أحد معجزات موسى عليه السلام لفرعون.

عندما ضرب موسى عليه السلام البحر بعصاه تراجع الماء عن يمينهم وعن يسارهم فأصبح لهم سورًا مرتفعًا وطريقًا يمشون من خلاله، فتقدّم بنو إسرائيل فيه وكان يتبعهم فرعون وجيشه، في وسط البحر، وعند وصول موسى عليه السلام وقومه إلى البر سالمين، عاد الماء إلى مكانه فأغرق فرعون وجنوده.

انقسام البحر كان نجاة لنبي الله موسى عليه السلام ومن آمن معه وصدقه، وأيضًا كان سببًا في هلاك فرعون ومن تبعه، فحين ضرب موسى عليه السلام البحر بالعصا انقسم إلى اثني عشر طريقًا من اليابس.

ورد ذكر تلك الحادثة والمعجزة في قوله -تعالى-: فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قبر موسى عليه السلام ومكانته ومكانة موسي عليه السلام

الحجر

كان عدد أسباط بني إسرائيل اثنا عشر وكانوا في حالة من التيه والعطش، فأوحى الله تعالى لموسى عليه السلام أن يضرب الأرض بعصاه، فلما فعل موسى ذلك انفجرت اثنتا عشرة عينًا على عددهم حتى لا يحصل بينهم خلاف، فيكون لكل سبط العين تخصه وقومه، فهي من الأرزاق والمعجزات التي أعطاها الله -تعالى- لموسى.

تظليل الغمام وإنزال المنّ والسلوى

كما أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بتظليل الغمام لهم، قال -تعالى-: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)، فقد أمر الله الغمام بأن يسترهم ويقيهم شدة الحرارة فيستريحون، والمراد بالغمام هو السحاب الأبيض وتمت تسميته بذلك لأنه يغم ويواري السماء.

أنعم الله -تعالى- على قوم بني إسرائيل بأن أنزل عليهم منًّا وسلوى، حيث كان ينزل عليهم شيء مثل الندى، يبدأ وقت نزوله من الفجر وحتى تطلع الشمس، والمن يشبه الصمغ وله طعم حلو به حموضة، أو كان ينزل على الأشجار فيقومون بالأكل منه كيفما شاءوا، ويأخذ الرجل منه ما يكفي يومه كله، وهو مثل نبات الكمأة.

معنى السّلوى أي طائرٌ صغير يشبه السّمان، فأنعم الله عليهم أن يأتي هذا الطائر في أول النهار وآخره.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما اسم زوجة فرعون ؟ وما هي قصتها نبي الله موسى عليه السلام ؟

ألوان من عذاب قوم فرعون

لم يصدق فرعون وقومه سيدنا موسى عليه السلام، لذا أرسل الله -تعالى- عليهم ألوانًا من العذاب، بعد أن كفروا بما جاء به نبي الله موسى عليه السلام، قال -تعالى-: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133).

الطوفان

من العذاب الذي بعثه الله إلى فرعون وقومه هو الطوفان، أي المطر القوي الشديد الذي يتسبب في غرق البيوت والزرع، وكان الطوفان سببًا في فيضان النيل.

الدم

قيل إنه ماء النيل الذي تحوّل إلى دماء وأغرقهم، وأصبحت مياه النيل غير صالحة لأن يسقى منها، أو أن الدم هو مرض أصابهم كالنزيف والرعاف.

الجراد والقمّل والضفادع

من ألوان العذاب والوعيد من الله تعالى لفرعون وقومه بأن عمّ القحط، وانتشر بينهم حشرات كالجراد والقمل، والجراد هو عبارة عن حشرة تطير وتتسبب في فساد الزرع، فهي تحرم الإنسان والحيوان من قوتهم، والقُمّل هي حشرة مضرّة تتعدى إلى جسد الإنسان.

كذلك انتشرت الضفادع في أرض فرعون وقومه حتى تسببت في فساد الزرع، ونشرت الضجيج بصوتها الذي أزعجهم، فأصبحت الحياة التي يعيشونها صعبة.

السنين ونقص الثمرات

اختبر الله تعالى قوم فرعون بالسنين أي أن الجدوب والقحط قد أصابهم سنة بعد سنة، ونقصت الثمرات وذهبت منهم إلا القليل، وكان هذا عبرة وعظة لهم، وليعرفوا بأنهم على ضلال ويفزعوا بالتوبة إلى الله تعالى، ورد في قوله -تعالى-: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ام موسى عليه السلام ومعجزات موسى عليه السلام
هكذا نكون قد ذكرنا معجزات موسى عليه السلام لفرعون وألوان من العذاب الذي أرسله الله -تعالى- إلى فرعون ومن تبع ضلاله، وكانت تلك إحدى القصص التي ذكرها -سبحانه تعالى- في كتابه العزيز لأخذ العظة والعبرة منها، متمنين لكم دوام الفائدة.

قد يعجبك أيضًا