بخيل في بيته كريم على غيره

الزوج البخيل في بيته كريم على غيره يُعتبر ذا شخصية مُتناقضة في أعين أنثاه، فلا تدري أتسخط عليه أم تُراجع نفسها لأنها السبب في بُخله، فعلى الرغم من أنه المسؤول الأول عنها وأبنائها فكيف له أن يكرم غريبًا دونها؟ هذا ما نستطيع الإشارة إليه من خلال موقع زيادة.

بخيل في بيته كريم على غيره

ذلك البخيل الكريم الذي يُعتبر في أنظار النساء أسوأ أنواع الرجال.. فالبُخل من الصفات المشينة غير المقبولة لا في الرجال ولا النساء، فما بالك بالزوج البخيل على زوجته وبيته؟

ما يزيد الأمر سوءًا في ناظري زوجته أنها لا ترى منه بُخلًا مع الغرباء، بل هو بخيل في بيته كريم على غيره، وهذا ما يُثير سخطها، كما أن للبخل أبعادًا تتجاوز بُخل المال، فهناك بُخل المشاعر وبُخل المحبّة.. حتى في الكلمة الطيّبة!

إنّ البخيل في بيته هو من لا يُلبي احتياجات أهل بيته، زوجته وأبنائه عادةً ما يظلون في حاجةً إليه إثر بُخله، ويكون الأمر أشد عجبًا إن كان هذا الزوج كريمًا وسخيًّا على من هم ليسوا من أهل بيته.. فيربط البعض أن الزوجة هي السبب وراء ذلك البخل.

لعلّها مُسرفة بالقدر الذي يجعله مُديرًا لشؤون بيته وفق طريقته التي يراها؟ أو هي ذات متطلبات متزايدة عن الحد، أو أنها عادةً ما تستنفذ كل ما يملك من الجلد والسقط.. كلها أسباب مُحتملة لكنها أبدًا لا تغفر له فعلته!

حيث إنّ تلك الصفة المزدوجة في شخصيته تجعله نُقمة في أُسرتهِ، حيث تؤثر على استمرارية الحياة الزوجية، وتُشكل عبئًا على الزوجة.

اقرأ أيضًا: حكم اطعام الرجل اهل بيته

حكم البخيل على أهل بيته

لا خلاف على أن الزوج البخيل في بيته كريم على غيره أوقع نفسه في الإثم والذنب حتى وإن كانت لديه أسباب.. لأن رسولنا الكريم أخبرنا في حديثه: “خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلِي” (صحيح).

كما قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)” سورة النساء.

فيجب على الأزواج أن يأخذوا رسول الله قدوة حسنة في التعامل مع أهل بيته، حتى يجدون في أبنائهم خيرًا، ولا يلقون منهم سخطًا أو عنفًا أو سلوكًا عدوانيًا.. نتاجًا عن حِرمانهم.

فإن كان الرجل عليه أن يُكرم ضيفه ويساعد المحتاج.. فكيف له التقصير مع أهل بيته وهم أولى الناس بالرعاية منه؟ حيث تشمل الرعاية مادية ومعنوية، وتلك من حقوقهم عليه.

على جانب آخر يجدر الذكر أنّ الزوجة يُمكنها أن تنفصل عن زوجها البخيل طالما كانت متضررة من العيش معه.. حيث إنّ استحالة العِشرة بين الطرفين تحلّ لأي منهما طلب الطلاق والانفصال.

اقرأ أيضًا:  قصص قصيرة عن الكرم

سبب بخل الزوج على بيته فقط

إنّ تفسير شخصية الزوج البخيل في بيته كريم على غيره من الناحية النفسية أنه عادةً ما يُعاني من النقص والاضطراب، فيُسقط ضعفه على الغير، فيُحاول أن يظهر كريمًا ليكون له مكان عند الآخرين.. ولعلّ ذلك المكان يفتقد أن يصنعه لنفسه في منزله.

ثمَّة أسباب فسرتها الزوجات باختلاف الحالات فيما بينهنّ هي ما تدفع الزوج البخيل إلى البخل في بيته فقط.. أبعادِها تختلف وفقًا للظروف والطبائع، فربما يكون الزوج مُصابًا بالانفصام.

أو يُعتقد أن فعلته تلك من قُبيل الرياء مع الغير.. فهو الكرم أبعد عن طبعه، لكنه يتظاهر به حتى ينال المديح والثناء، فقط من أجل التظاهر.. وطباعه الحقيقية تتجلى في منزله.

كما أن بعض الأزواج يكونون كذلك حتى لا يتهمهم الناس بالبخل، فيُظهر الزوج كم هو كريم، وأن الزوجة هي التي تظلمه.. حتى لا يواجهه الأهل والأقارب والمجتمع باعتباره من الأزواج البُخلاء.

زوجات أخريات يعتبرن أن الرجل البخيل على بيته فقط إنما هو منافق، حيث يدعي في ظاهره على النقيض مما يبطن، وهو ظالم، يوقع الظلم على أهل بيته وهو مقتدر على الإنفاق، فيُخالف الشرع وما أمره الله به.. وثمَّة أسباب أخرى.

  • صفة مُكتسبة من أبيه أو أمه.. فوجد أن أمثل إدارة لشؤون بيته تكمن في عدم الإسراف، فكان متطرفًا في تلك الصفة.
  • الرغبة في السيطرة ربما تدفع الزوج إلى البخل، كونه المتحكم في آلية الإنفاق بمنزله، فيظل مُتحكمًا في المال ليظل مسيطرًا على الدوام.
  • أحيانًا ما يكون فقدان الثقة بالنفس عاملًا يجعل الزوج بخيل في بيته كريم على غيره، لتعويض ذلك الفقدان.. لاسيمًا إن كانت زوجته ليس لديها من يعولها غيره.

اقرأ أيضًا:  كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط

نصائح للتعامل مع الزوج البخيل في بيته

هنا لا يكون التعامل مع الزوج البخيل لكونه بخيلًا مع الجميع.. لكن تعامل الزوجة يكون لتعزيز طبعه الكريم مع الغير ليكون معها هي وأبنائها.

فإن وُجدت أسباب تدفعه لذلك عليها الحديث معه ومحاولة تفهم أسبابُه وعلاجها.. فهي في النهاية لا ترغب إلا في الاستقرار، وربما كانت مُخطئة، وما يكون بخله إلا لتقويمها.

  • الثناء عليه إن جلب لهم شيئًا حتى وإن كان من قُبيل الأساسيات.
  • مدحُه أمام الآخرين بكرمه وعطائه السخيّ.. لتعزيز صفة الكرم لديه.
  • تقدير تعبه وبذله للجهد بيد توفير المال.. ليعرف أنه ذو رسالة يؤديها، وهي التي تتجلى في رعايتهم وتوفير احتياجاتهم.
  • لا تأخُذ الأمر على محمل تذكيرُه بالواجبات كنوع من الأمر والإلزام، بل تجعل المسؤولية مُلقاة على عاتقهما معًا.. فتطرح عليه ما يحتاجه الأبناء.
  • لا تشكو من بخله أمام أحد، وتذكر أمامه أن الادخار واجبًا وأنها تُشجعه على الأمر.. لكن قليل من الرفاهية المطلوبة لا يضر.
  • تُحاول إصلاح ذات بينها وبين زوجها، حتى لا تكون هي السبب بطباعها الجافّة في بُخله عليها.
  • تغمره بمزيد من المحبة والمشاعر الفيّاضة، فتُذهب عن قلبه البخل.. وجيبه أيضًا!

عادةً ما يكون الرجال هم الأكثر اتهامًا بالبخل؛ لأنهم هم المسؤولون عن الإنفاق بطبيعة الحال، إلا أن تلك الصفة في الرجل يُعوّل عليها في فشل الزيجات.. وقليل من ذلك الفشل يعود إلى الزوجة في المقام الأول.

مع العلم.. أن البخيل في ماله بخيل في العطاء بشكل عام، فيجب أن تتحرى الزوجة تلك الصفة فيمن تختار ليكون زوجًا لها، حتى لا يُربى أبنائها في بيئة محرومين من احتياجاتهم، فيصيرون غير أسوياء.

البُخل أبعد ما يكون عن الحرص والحيطة.. بل يُصيب أهل بيت البخيل بكآبة ونفور منه، فعادةً ما ينال منّا الكرماء نصيبًا من الحب والاحترام.

قد يعجبك أيضًا