الحركة بعد الولادة القيصرية

ما أهمية الحركة بعد الولادة القيصرية؟ وما التمارين المخصصة بعد الولادة؟ حيث إن ألم ما بعد الولادة القيصرية يحتاج بعض الوقت للتعافي التام منه لذا يصعب على الكثير من السيدات الحركة بعد الولادة القيصرية، ويختلف مدى ألم الولادة حسب طبيعة كُل جسم، وتُعد الولادة القيصرية من أصعب المراحل التي تمر على المرأة والتي تحتاج إلى عناية خاصة، لذا من خلال موقع زيادة سنقوم بمعرفة كيف تكون الحركة بعد الولادة القيصرية.

الحركة بعد الولادة القيصرية

تُعد فترة ما بعد الولادة القيصرية من الفترات التي تحتاج إلى العناية الجسدية بشكل كبير للمرأة، وينصح الكثير من الأطباء بضرورة الحركة بعد الولادة القيصرية، تجنبًا للتعرض بجلطات الدم، ولتسهيل حركة الأمعاء.

أما عن التمارين فينصح الأطباء بعدم ممارستها بكثرة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، وذلك عن التمارين البسيطة فقط ولا يُنصح بعمل التمارين والرياضات الشاقة أبدًا.

الحركة بعد الولادة القيصرية لها العديد من الفوائد وتساعد على التحسن والاهتمام بجرح الولادة، وتساهم الحركة بعد الولادة القيصرية فيما يلي:

  • سرعة التئام الجرح وتحفيز شفاء منطقة الولادة.
  • تقوم بتخفيف الانتفاخات الناتجة من الغازات مع منعها.
  • تقوم بالمساعدة على التبرز وعودة العمليات الحيوية مرة أخرى كما كانت قبل القيام بالعملية القيصرية، وذلك مثل البول والهضم.
  • تعمل على منع الالتهاب الرئوي وجعل الصدر خالي من السوائل والإفرازات.
  • تساهم في التخفيف من اكتئاب ما بعد الولادة وذلك لأن المشي والحركة يعملان على خروج الطاقات السلبية من الأم.
  • تساعد على التخلص من الوزن الزائد الناتج عن الحمل، وتساهم في فقدان كيلوجرامات من الجزء السفلي من الجسم، وهي أكثر منطقة تزيد وزنها في فترة الحمل للمرأة.
  • الحد من تشكل الجلطات الدموية الناتجة عن جلوس الأم لفترات طويل في السرير دون الحركة بعد الولادة القيصرية.

اقرأ أيضًا: متى يمكن الأكل بعد الولادة القيصرية

الألم الناتج عن الحركة بعد الولادة القيصرية

تحتاج المرأة بعد الولادة القيصرية إلى ما يُخفف لها الألم، وعادة ما يُنصح بأخذ المسكنات بشكل منتظم في العشر أيام الأولى بعد الولادة وليس أخذ المسكن عند الشعور بألم.

عادة ما ينصح الطبيب المختص أو الصيدلاني بأخذ المسكنات الآمنة والغير مؤثرة بالسلب على الرضيع، وذلك لعبورها في حليب الألم إذا كانت الألم ترضع رضاعة طبيعية، لذا لا يجب الإفراط في أخذ هذه المسكنات ومن أمثلتها: الباراسيتامول، والآيبوبروفين.

في حالة عدم الشعور بالراحة بعد أخذ المسكنات يجب الرجوع إلى الطبيب المختص، لعدم التأثير سلبًا على الرضيع، وعادة ما يُنصح الأطباء بعمل بعض التمارين للتخفيف من الألم مع مراعاة عدم الإفراط فيها.

ممارسة التمارين بعد الولادة القيصرية

تُعد العناية الجسدية والفيزيائية مهمة بشكل كبير بعد الانتهاء من الولادة القيصرية، ومساعدة الأم على الحركة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة من أهم المراحل، لمساعدتها على عدم الإصابة بتجلطات الدم، وللتخفيف من الألم، وسنقوم بتوضيح ذلك في الفقرة الآتية:

عادة ما تقوم الممرضة في المستشفى بمساعدة الأم وتشجيعها على النهوض والحركة حتى لو كانت بسيطة، مثل الذهاب إلى الحمام، وذلك في خلال أول 12 ساعة بعد الولادة القيصرية، وإن كانت الحركة صعبة وتشعرها بالألم إلا أنها مهمة وتستحق من الأم بذل المجهود.

جدير بالذكر أنه لا يجب على الأم الحركة بعد الولادة القيصرية بمفردها في البداية وعليها طلب المساعدة، لاحتمالية الإصابة بالدوار أو ضيق التنفس.

كلما بدأت الأم بالحركة بعد الولادة القيصرية مباشرة كُلما ساعدها ذلك على سرعة التعافي من الألم، ومع تكرار الحركة في كُل مرة ستشعر بسهولة الأمر، ويُنصح مع الحركة البسيطة بعد الولادة القيام ببعض التمارين الخفيفة ومنها:

1– تمرين التنفس بعمق

للقيام بهذا التمرين اجلسي في منطقة تحتوي على هواء نقي مع التنفس من مرتين إلى ثلاثة مرات كل نصف ساعة بعمق وببطء، يساهم هذا التمرين في التقليل والتخفيف من احتقان الرئتين وذلك بسبب جلوس الأم بالسرير بكثرة هذه الفترة.

اقرأ أيضًا: هل ألم الفخذ من علامات الولادة

2– تمرين تدوير الأكتاف

أثناء هذا التمرين اجلسي في السرير بوضع مستقيم، ثم أديري مفصل الكتفين 20 مرة للأمام وأيضًا 20 مرة للخلف كُل ساعة لعدم التعرض بتصلب أو تشنج في الكتفين والرقبة.

3– تمرينات التمدد بلطف

يمكنك القيام بهذا التمرين بالوقوف على حائط مستقيم ورفع الذراعين فوق الرأس ببطء شديد للشعور بتمدد عضلات البطن خلال 5 ثوان ثم استريحي، يُمكن القيام بهذا 10 مرات في اليوم، وذلك لزيادة مرونة الغرز والشق في البطن وهو أثر الولادة القيصرية.

تمارين ما بعد الذهاب إلى المنزل

يجب على الأم طلب المساعدة من الآخرين في الأعمال المنزلية، ومن الأفضل عدم الحركة أو عمل أي وظيفة تتطلب الحركة الكثيرة لعدم التعرض إلى الإصابة والضغط على جرح الولادة.

يُنصح بعدم رفع أي شيء يمتلك وزن أثقل من وزن الطفل، وعدم الانحناء بكثرة أو رفع الأيدي لأعلى كثيرًا.

من الأفضل في هذه الفترة النوم الكافي والراحة وعدم الإجهاد، مع القيام بالحركة البسيطة التي ستشعرك بالتحسن تدريجيًا.

يجب ممارسة الحركة الخفيفة فقط في المنزل، وذلك لأن الحركة الخفيفة ستساعدك على التحسن وعدم حدوث تجلطات الدم، وستساعدك على التخفيف من الغازات، وينصح بعدم قيادة السيارة في الفترة الأولي بعد الولادة أو ممارسة التمارين الشاقة، ومن التمارين التي ينصح بممارستها:

1– تمرين الجسر

يمكن القيام بهذا التمرين من خلال النوم على الظهر وثني الركبتين ووضع اليدين على جانبي الجسم، ثم عليك رفع الحوض ببطء إلى أعلى مع إنزال الظهر، يمكنك القيام بهذا التمرين من 4 إلى 8 مرات يوميًا.

اقرأ أيضًا: اسباب جرح العملية القيصرية مفتوح

2– تمرين الكوبرا

يمكنك القيام بهذا التمرين بالنوم على بطنك مع مد الجسم بشكل مستقيم ملامس للأرض، مع رفع الجسم من خلال عضلات الظهر، ثم النزول مرة أخرى إلى الأرض، يمكنك القيام بهذا التمرين من4 إلى 8 مرات يوميًا.

العناية النفسية بعد الولادة القيصرية

تُعد العناية النفسية بعد الولادة مهمة بشكل كبير وذلك لحدوث حالة اكتئاب ما بعد الولادة، منعًا لتأثر هذه الحالة سلبًا على الرضيع، لذا نقدم بعض النصائح للعناية النفسية بعد الولادة القيصرية في السطور الآتية:

  • قُومِي بقضاء بعض الوقت في الجلوس والتحدث مع طفلك يوميًا.
  • تحدثي مع الطبيب المختص بك قبل حدوث العملية على جميع التساؤلات التي تدور برأسك حول الولادة القيصرية وذلك للتخلص من القلق والتوتر المتعلق بالولادة.
  • اقض وقتًا كافيًا بمفردك للتخفيف من الضغوطات العاطفية بعد الولادة إذا كُنتِ تحتاجين لذلك.
  • يجب عليك التحدث مع الطبيب المختص إذا كُنتِ تعاني من الرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية لأخذ بعض النصائح في كيفية التعامل معها.
  • إذا كُنتِ تعانين من مشاعر وطاقة سلبية بعد الولادة القيصرية تحدثي مع شخص مقرب وداعم لكي لإخراج كافة الطاقة السلبية والشعور بالراحة والتحسن.

التعامل مع الأعراض والعلامات الأخرى بعد الولادة

قد تتعرض الأم بعد الولادة القيصرية إلى عدة أعراض مثل تغييرات المزاج واكتئاب ما بعد الولادة وغيرها، وتساهم الحركة في التخفيف والتخلص نهائيًا منها، وسنقوم بتوضيح بعض الأعراض في السطور الآتية:

1– فقدان الوزن

يبدأ جسم المرأة بفقدان الوزن تدريجيًا في فترة ما بعد الولادة، حيث تفقد المرأة ما يقارب من 6 كيلوغرام أثناء الولادة وهي وزن الطفل والمشيمة والسائل الأمينوسي، وفي فترة الحركة بعد الولادة القيصرية يتخلص الجسم من السوائل الزائدة فتفقد المرأة المزيد من الوزن.

مع ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي بعد فترة التعافي يساعد ذلك في فقدان المزيد من الوزن وعودة الجسم كما كان قبل الحمل.

2– تساقط الشعر وتغيرات البشرة

في فترة الحمل تزيد مستويات الهرمونات في جسم المرأة مما يؤدي ذلك إلي زيادة نمو الشعر وكثافته، لكن بعد الخضوع للولادة القيصرية ستعاني المرأة من تساقط الشعر بكثرة لمدة قد تصل إلى خمسة أشهر.

أما عن علامات تمدد الجلد التي تظهر بعد الخضوع للولادة القيصرية فلن تختفي، لكنها ستتحول من اللون الأحمر إلى اللون الفضي، ولكن ستختفي البقع الداكنة الظاهرة على البشرة أثناء فترة الحمل.

اقرأ أيضًا: أسباب آلام الرقبة بعد البنج النصفي

3– تحجر الثدي

شعور المرأة بثقل وألم وانتفاخ في الثديين بعد مرور أيام بعد الولادة القيصرية، للتخلص والتخفيف من هذا الألم قُومِي بإرضاع الطفل، وإن لم تستطيعي ذلك فقُومِي بسحب الحليب بواسطة مضخة الحليب.

عليك القيام بوضع كمادات باردة، أو وضع بعض المكعبات من الثلج على الثدي، وأخذ حمام دافئ، في حالة عدم الشعور بالراحة من الممكن أخذ بعض المسكنات الآمنة للتخفيف من الألم.

4– تسريب الثديين

تشعر الكثير من الأمهات الجدد بتسريب الثديين وليس لديها القدرة على إيقافه، قد تساهم فوط الرضاعة التي توضع داخل حمالة الصدر على إيقاف هذا التسريب ويتم تغييرها بعد كُل رضاعة، وتساهم الحركة المستمرة في التخفيف من الألم الناتج عن التسريب.

يُفضل عدم استخدام الفوط المبطنة أو المدعمة بالبلاستيك في هذه الحالة لأنها قد تؤدي إلى تهيج الحلمة.

اقرأ أيضًا: نصائح بعد الولادة القيصرية

حالات استشارة الطبيب

عادة ما يُعطي الطبيب المختص بالأم موعدًا للمراجعة بعد مرور ستة أسابيع بعد عملية الولادة القيصرية وذلك للاطمئنان على حالة الطفل والأم، ويقوم الطبيب بفحص المهبل، وعنق الرحم، وضغط الدم، والوزن لدى الأم.

يقوم الطبيب المعالج بتقديم بعض المعلومات والنصائح حول تنظيم الأسرة وتنمية الطفل لتوعية الأم كيفية التعامل مع طفلها، وفي هذه الحالة يُمكن للأم الاستفسار عن كافة ما يدور في ذهنها.

في حالة التعرض للإصابة بالعدوى أو أي مضاعفات أخرى، يجب الرجوع فورًا إلي الطبيب، ومن الأعراض التي قد تتعرض لها الأم بعد الولادة القيصرية:

  • ظهور ألم مفاجئ في البطن، كالشعور بألم عند محاولة لمس البطن، أو الشعور بحرقة في البطن.
  • الصداع الشديد الذي تشعُر به الأم بعد الولادة القيصرية إذا استمر لفترة طويلة بنفس مدى الألم.
  • خروج رائحة كريهة من الإفرازات المهبلية.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو أكثر من ذلك.
  • ظهور طفح جلدي.
  • ظهور ألم مفاجئ في جرح العملية ويكون مصحوبًا بإفرازات.
  • الشعور بالقلق أو الاكتئاب الشديد المستمر.
  • تورم واحمرار ببعض الأجزاء في الساقين والشعور بالألم الشديد بها.
  • الشعور بحرقة شديدة أثناء التبول، أو ظهور دم في البول.
  • وجود ألم واحمرار في أجزاء من الثدي، ويكون مصاحبًا بأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا.
  • النزيف المهبلي الشديد الغزير جدًا، وهو خروج كتل أو قطع دموية كبيرة بالفوط الصحية السميكة المخصصة للنزيف الغزير كُل ساعة، وهنا تستوجب الحالة مراجعة الطبيب على الفور.

من الطبيعي شعور المرأة بالألم بعد الولادة القيصرية وقد يستمر الألم لعدة أسابيع، لكن الحركة بعد الولادة القيصرية تساعد على التخفيف والتعافي من ذلك الألم.

قد يعجبك أيضًا