تجربتي مع الصدقة يوميًا

تجربتي مع الصدقة يوميًا ليست من التجارب العادية بل هي معجزة من الله -عز وجل-، ووددت أن أعرفكم عليها كي يستفيد منها كل من يعاني من عرقلة أي أمر في حياته، حيث إن الصدقة من الأفعال التي تغير حياة الشخص للأفضل، وسوف نتعرف من خلال موقع زيادة على كافة المعلومات التي تدور حول تجربتي مع الصدقة يوميًا.

تجربتي مع الصدقة يوميًا

تجربتي مع الصدقة يوميًا

لقد تزوجت وكنت مثلي مثل أي فتاة أحلم بالأمومة والإنجاب، ولكن شاء القدر أن حملي تأخر وقد مر عام منذ زواجي، وذهبت للطبيب المختص مشهور في أمور تأخر الحمل، وطلب مني ومن زوجي عدة تحاليل وفحوصات لمعرفة سبب تأخير حدوث الحمل.

عندما ظهرت نتيجة الفحوصات كانت الصدمة أنني أعاني من مشاكل في الرحم ولم أقدر على الإنجاب، ولقد قلت بيني وبين نفسي لما هذه الطبيبة بالتحديد التي يلجأ لها الكثيرين من الأشخاص، وتعالجهم من أمراض العقم المختلفة، ولما تقول لي هذا الكلام القاسي الذي أصابني بالصدمة الشديدة.

ذهبت من غرفتها وكانت ملامح الأسى تظهر على وجهي، وقررت ألا أخبر زوجي بما قالته لي، وذلك لأنني كنت أثق في قدرة الله -عز وجل- في تغير الأحوال، وخاصة أنني دائما ما أتقرب من الله تعالى بالطاعات والصلاة والدعاء، وفي يوم من الأيام كنت ذاهبة إلى والدتي ووجدت شخص مسكين.

قمت بشراء طعام له وأعطيته مال وفرح هذا الشخص فرحًا شديدًا، وكنت كل يوم أتجول بالشوارع وأتصدق على كل محتاج يأتي أمامي، وكنت أقم بالدعاء إلى الله -عز وجل- ورجوته أن يرزقني الحمل والإنجاب وألا يحرمني من فرحة الأمومة.

بعدها بأسبوعين تأخر نزول الدورة الشهرية، وقمت بعمل اختبار الحمل بعد أسبوع من التأخير وكانت النتيجة إيجابية، وفي ذلك الوقت لم أكن اصدق من الصدمة فلقد سعدت سعادة لا مثيل لها، وهذه هي نتيجة تجربتي مع الصدقة يوميًا، والآن رزقت بولد جميل معافي أسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين والبارين بي وبوالده، وفيما يلي سأعمل على عرض مزيد من التفاصيل بشأن هذه التجربة.

اقرأ أيضًا: فضل الصدقة في دفع البلاء

فضل الصدقة اليومية

ضمن إطار عرض تجربتي مع الصدقة يوميًا سوف نتعرف على فضل الصدقة اليومية، حيث إنه هنالك العديد من الفوائد للصدقة، وسوف نذكرها لكم فيما يلي:

  • إن الصدقة من الأفعال التي إذا قام المسلم بها تطفئ غضب الله -سبحانه وتعالى-، والدليل على ذلك الحديث الشريف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “أنَّ صدقةَ السرِّ تُطفئُ غضبَ الربِّ”.
  • إن الصدقة تقي المسلم المتصدق من عذاب النار يوم القيامة، والدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف في قول رسول الله -عليه افضل الصلاة والسلام-: “فاتَّقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ فإنْ لَمْ تجِدوا فبكلمةٍ طيِّبةٍ”.
  • من فضل الصدقة أنها تمحو الذنوب والسيئات والأعمال التي تغضب الله تعالى، ودلالة ذلك الحديث النبوي الشريف في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النار”.
  • إن المسلم الذي يتصدق يكون تحت ظل صدقته يوم القيامة، ودلالة ذلك قول الرسول -صلى الله عليه الصلاة والسلام-: “الرجلُ في ظلِّ صدقتِه حتى يُقضى بين الناسِ”.
  • المسلم الذي يتصدق يحميه الله من شرور الابتلاءات، وقد جاء في حديث الحارث الأشعري أن يحيى بن زكريا -عليه الصلاة والسلام-أمره الله أن يبلغ بني إسرائيل، قال: “آمركم بالصدقة، فإن مثلها كمثل رجل أسره العدو، قدموه ليضربوا عنقه وجعل يفتدي منهم نفسه بالقليل والكثير”.
  • من فضل الصدقات أن الملك يقوم بالدعاء لمخرجها، وذلك في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ما من يومٍ إلَّا وفيهِ ملَكٌ ينادي اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خَلفًا”.

فوائد إخراج الصدقات

من خلال تجربتي مع الصدقة يوميًا توصلت إلى أنه هنالك العديد من الفوائد التي تعود على المسلم المتصدق، ويتضح ذلك من خلال قول الله تعالى في الآية الكريمة (39) من سورة سبأ: “وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”، وسوف نتعرف على هذه الفوائد من خلال التالي:

  • تساعد الصدقة على مباركة الله تعالى في أموال المتصدق، والدليل على ذلك الحديث الشريف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما نقَصَ مالٌ من صدَقةٍ”.
  • لا يبقى لصاحب المال من أمواله إلا ما قام بالتصدق به، وهذا عندما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الشاة الذي ذبحوه قالت: “ما بقي منها ؟ قالت : ما بقي منها إلا كتُفها، قال : بقِي كلُّها غيرَ كتِفِها”.
  • إن الله -عز وجل- يضاعف للمسلم المتصدق أجره، والدليل على ذلك قوله تعالى: “إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَٰعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ”.
  • إن المتصدق يدخل من باب الصدقة في الجنة.
  • إن الصدقة تعمل على تطهير الأموال، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوصي التجار بإخراج الصدقات.

اقرأ أيضًا: فضل الصدقة في عشر ذي الحجة

حكمة الله تعالى من إخراج الصدقات

إن الله -سبحانه وتعالى- له حكمة من حث المسلمون على إخراج الصدقات، وهذه الحكمة سوف نتعرف عليها ضمن إطار تجربتي مع الصدقة يوميًا، والتي تتمثل فيما يلي:

  • إن إخراج الصدقات تعمل على زيادة المحبة والمودة بين المسلمين، كما أنها تساعد على إزالة الحقد والغل والحسد من قلوب الفقراء والمحتاجين على الأغنياء الذين يمتلكون أموال.
  • إخراج الصدقات يعمل على التقليل من انتشار الفقر في المجتمعات الإسلامية.
  • الحكمة من الصدقة هي إثبات قوة الترابط والتماسك بين المسلمون في المجتمعات الإسلامية.
  • إخراج الصدقة يساهم في سهولة التعارف بين المسلمين.
  • إن الصدقة تعمل على نشر المودة والرحمة والألفة بين المسلمين.

قواعد وآداب إخراج الصدقات

يوجد العديد من القواعد والآداب التي يجب على المسلمين الالتزام بها عند إخراج الصدقات، وسوف نذكر لكم هذه القواعد من خلال التالي:

  • يشترط أن يتم إخراج الصدقة للأقربون، ومن يستحقها من الأشخاص المحتاجين والفقراء.
  • ينبغي أن تكون الصدقات من الأموال الطيبة الحلال، فلا يحل إنفاق الصدقة من مال حرام.
  • يتوجب على المسلم ألا يستقل قيمة الصدقة التي يخرجها، حيث إنه من الممكن أن يكون بالتصدق ولو بشق تمره.

اقرأ أيضًا: صور وآداب الانفاق في سبيل الله

أنواع الصدقات

للصدقة افضال وفوائد عديدة كما تعرفنا في السابق، وفيما يلي سوف نتعرف على أنواع الصدقات، التي انقسمت إلى نوعان وهما على النحو الآتي:

الصدقة النافلة

تشمل صدقة النافلة أوجه الإحسان إلى المحتاجين والمساكين والفقراء من الأموال التي لا تختص بالزكاة، حيث إن الدين الإسلامي أمر المسلمين بالعطاء والإنفاق.

كما وردت النصوص الشرعية التي تحث المسلمين على إخراج الصدقات، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ”.

كما أن صدقة النافلة لا تشتمل على الأموال فقط وإنما هي تشمل كل أنواع الخير، حيث إن كل معروف يقدمه المسلم لأخيه المسلم هو صدقة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإنَّ منَ المعروفِ أن تلقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ وأن تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيكَ”.

الصدقة المفروضة

هي الزكاة التي فرضها الله -عز وجل- على المسلمين في العام الثاني من الهجرة، كما أنه جعلها لها شروط خاصة ومحددة ومصارف تم تعينها في الشرع، وذلك في قوله تعالى:

“إنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ”.

كما أن الصدقة المفروضة قد ثبت وجوبها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وذلك لأهميتها الكبيرة على المجتمعات الإسلامية.

اقرأ أيضًا: على من تجوز الصدقة

هكذا أكون قد عرضت لكم تجربتي مع الصدقة يوميًا، كما أوضحت من خلال هذا الموضوع فوائد الصدقة والحكمة من إخراجها، بالإضافة إلى آداب إخراج الصدقات، وأتمنى أن أكون قد قدمت لكم الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا