تجربتي مع استسقاء الدماغ هي درس وعبرة، فمرض استسقاء الدماغ لا يعاني مصابه فقط بل يعاني من حوله معه، فهو مرض صعب ومؤلم جسديًا ونفسيًا لكل من مر بهذه التجربة، فهذا المرض يجعلنا نشكر الله على نعمه، حيث إن ممكن أن سبب بسيط أو حتى إهمال بسيط يؤدي إلى كارثة تستمر سنوات، فمن خلال موقع زيادة سأقص عليكم تجربتي مع استسقاء الدماغ.
تجربتي مع استسقاء الدماغ
مرض استسقاء الدماغ هو مرض قد يصيب أي شخص في أي عمر، ولكن تكثر الإصابة خلال سن الطفولة بين الأطفال، وأيضًا عند بلوغ سن الـ 60 عند البالغين.
يعرف مرض استسقاء الدماغ بأنه زيادة كمية السائل الموجود في تجاويف الدماغ، وهذا السائل يسمى بسائل الغدة النخامية الذي يتم إفرازه من العمود الفقري وغرف الدماغ، وفي حالة زيادة كمية السائل النخامي فإنه يؤدي إلى الضغط على الدماغ، مما قد يتسبب بحدوث تضرر كبير في أنسجة الدماغ.
تجربتي مع هذا المرض بدأت في عمر الـ 18 فكنت وقتها لا أقوم بالتركيز، واقع أحيانًا أو أشعر أن العالم يدور بي، وبالتأكيد علمت أنه اختلال في التوازن فقد كانت لي خلفية طبية بسيطة لا بأس بها، ولكن ظننت أن هذا بسبب عكفي الدائم على المذاكرة، مما كان له آثره على النظر.
إلا أن الأمر استمر أطول مما يمكنني أن أحتمل، فذهبت لطبيب عيون، وقال لي إن المشكلة ليست نظر، فوجهني إلى طبيب صديق له لأمراض الدماغ، ذهبت وأجريت الكشف والفحوصات التي طلبها مني، ولكن للأسف كانت حالتي بحاجة إلى عملية.
ما إن قال هذا حتى شرعت والدتي بالبكاء، فالظن الشائع أن أي شيء يتعلق بالدماغ هو كارثة، إلا أني توكلت على الله وأجريت العملية، وتخلصت من هذه المشكلة، ومن ثم أريد أن أفيدكم بما اكتسبته من معلومات، ولهذا سأعطيكم خلاصة معلوماتي التي استنتجتها من التجربة، وهذا عبر سطور هذا الموضوع.
اقرأ أيضًا: علاج استسقاء الدماغ بالطب النبوي
أسباب مرض استسقاء الدماغ
علمت من خلال تجربتي مع استسقاء الدماغ أنه ينتج هذا المرض من عدم الاتزان بين السوائل التي يتم إفرازها في المخ والسوائل الموجودة في الجسم، وعدم التوازن هذا يتسبب في:
- وجود تشوه خلقي للشخص المصاب، كما أنه تحدث أورام تتسبب في انسداد أو تقليل التدفق الطبيعي لسائل الغدة النخامية، مما ينتج عنه ظهور الأمراض نتيجة تراكم السوائل.
- حدوث مشاكل في سائل الزائدة الدودية؛ بسبب الالتهابات البكتيرية التي ينتج عنها عدم قدرة الأنسجة على امتصاص السائل النخاعي بشكل سليم.
- من أسباب قلة امتصاص الأنسجة للسوائل الموجودة بالمخ هو أن يتم إفراز السوائل في الجسم أكثر من المستويات الطبيعية.
أسباب أخرى لإصابة الأطفال باستسقاء الدماغ
يتم ذلك في حالات مختلفة نذكرها لكم عبر النقاط التالي ذكرها:
- في حالة إصابة الجنين بمتلازمة داندي ووكر.
- إصابة الأم بفيروس الحصبة الألمانية أثناء الحمل.
- حدوث تسمم للجنين أثناء تناول فيتامين أ.
- حدوث نزيف في المخ بسبب معاناة الطفل من صدمة بالرأس أثناء الولادة.
أعراض مرض استسقاء الدماغ
توجد بعض الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب ولكن تختلف باختلاف المرحلة العمرية، وسنشرح أعراض كل مرحلة عمرية فيما يلي:
1- مرحلة الرضاعة
ينام الطفل لفترات طويلة أكثر من اللازم، مع ثبات في عينه وإسهال، كما أنه يمكن أن تلاحظ الأم بسهولة زيادة في حجم الرأس، مع حدوث قيء وحالات هياج عصبي شديدة.
2- مرحلة الطفولة
خلال مرحلة الطفولة تحدث تغيرات في نبرة الصوت لدى الطفل، مع حدوث قيء وغثيان مزمن، مع حدوث تغير في بنية وجه الطفل، بالإضافة إلى حدوث حالة من عدم التوازن؛ بسبب زيادة حجم الرأس مع التغير المعاكس في عينه.
3- مرحلة المراهقة
لا تختلف هذه المرحلة عن سابقيها، بل يضاف عليها الصداع المزمن الشديد، مع زيادة في فقدان التوازن الجسدي، كما أنه تحدث للمصاب صعوبات في الحركة والمشي، وأيضًا يصاحب ذلك تبول لا إرادي مع ضعف في الذاكرة، ومشاكل في الإبصار.
كما يصاحب ذلك عدم قدرة المصاب على أن يتحكم بحركات الرأس مع تغير في شكل العينين.
4- أعراض الاستسقاء للبالغين
الأعراض هنا قد تصل إلى فقدان الذاكرة.. نعم إن الأعراض على الأكبر سنًا قد تكون في بعض الحالات أسوأ، وهذا يعتمد على الحالة الصحية للمصابين، كما أنه من الممكن أن يحدث له مشكلات أثناء المشي، أو حتى الأدهى تمامًا وهو أن يفقد القدرة على التفكير السليم.
اقرأ أيضًا: عملية سحب الماء من الرأس عند الكبار
النظام الغذائي لمرض استسقاء الدماغ
من واقع تجربتي مع استسقاء الدماغ تم نصحي باتباع نظام غذائي، وتجنب بعض الأطعمة سأذكرها لكم فيما يلي:
- يجب اتباع نظام غذائي صحي، مع عدم تناول اللحوم بأنواعها في كل الوجبات لمدة شهر أو أكثر من ذلك حسب تعليمات الطبيب.
- يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على الشوفان والبقوليات وكل الحبوب الكاملة؛ حيث إن هذه الأصناف لها دور كبير في علاج مرض استسقاء الدماغ.
تشخيص وعلاج استسقاء الدماغ
في الغالب يتم تشخيص الحالة عن طريق الأشعة السينية وعمل صور طبقية للدماغ ويمكن التشخيص أيضًا من خلال:
التشخيص من خلال الفحص العصبي
سيبدأ الطبيب بعمل بعض الاختبارات البسيطة، والتي تتم لفحص واختبار قوة العضلات مع فحص القدرة على تحريكها، كما يتم هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كانت الحواس تعمل بشكل طبيعي أم لا.
التشخيص عبر الفحص بالأشعة
يمكن للأشعة أن تساعد على معرفة الأسباب الكامنة التي أدت إلى حدوث مرض استسقاء الدماغ لدى الكبار، كما أنها تساعد في تشخيص بعض الحالات الأخرى التي من الممكن أن تسبب حدوث نفس الأعراض، ويوجد العديد من اختبارات الأشعة، وهذه الاختبارات كالآتي:
استخدام الأشعة بالموجات فوق الصوتية: هذا الإجراء آمن ويعتبر خالي من المخاطر، وتتم هذه الأشعة عن طريق استخدام موجات عالية التردد تقوم بإنتاج صور متعددة للدماغ، ويمكن للطبيب أن يقوم بتشخيص مرض استسقاء الدماغ عند الجنين قبل ولادته باستخدام الأشعة بالموجات فوق الصوتية.
استخدام أشعة الرنين المغناطيسي: يتم من خلال استخدام مجال مغناطيسي مع موجات الراديو؛ وذلك لأخذ صور للدماغ غاية في الدقة والتفصيل.
علاج مرض استسقاء الدماغ
من أهم العلاجات التي تتوافر للمريض المصاب باستسقاء الدماغ:
- عمل تحويلة تساعد على تصريف السوائل الموجودة بالجمجمة، وتسمى تركيب “شانت”، وهي وصلة يتم تركيبها بداية من المخ تنتهي بالمعدة، كي يتم عن طريقها سحب السوائل الموجودة في المخ وتصريفها في المعدة.
- يمكن أن يلجأ الطبيب إلى عملية توسيع بالتجويف الدماغي.
- يمكن التخلص من السوائل المتراكمة في الجمجمة عن طريق البزل القطني أو ما يسمى اختبار الضخ القطني.
علاج استسقاء الدماغ بالأعشاب
علاج استسقاء الدماغ له عدة طرق ومنها العلاج بالأعشاب وسنذكر عدة طرق فيما يلي:
لبان الدكر والعسل: يتم إحضار ملعقة كبيرة من اللبان الدكر مع 2 ملعقة كبيرة من الماء المغلي، ويضاف إليهم عسل النحل بكمية أكبر، ويتم خلط هذه المكونات جيدًا، ويتم دهان هذا الخليط فوق وأسفل منطقة السرة بجسم المريض.
زيت الزيتون والكراوية: ويتم خلط كمية من الكراوية مع زيت الزيتون، ويتناول المصاب من هذا الخليط كل يوم.
البصل: تؤخذ ثلاث حبات من البصل مع كمية قليلة من الماء، وتوضع على النار، وبعد غليان الماء يصفى ويشرب منه المريض كل يوم.
الجرجير: توضع كمية من الجرجير والماء في الخلاط الكهربائي لعمل عصير طازج ويشربه المريض يوميًا.
حبة البركة: يتم خلط كمية من حبة البركة مع الخل، وتنقع، ثم يتناول منها المريض ملعقة كبيرة من الخليط صباحًا ومساءً.
إلا أننا نذكر أنه بالطبع رغم إن الأعشاب علاج، فهو مساهم جيد في الشفاء، إلا أنه ليس الأساس أو القاعدة، بل الطبيب وما يصفه من أدوية وعمليات جراحية إن لزم الأمر لهو الحل النهائي -بإذن الله-.
نصائح للوقاية من استسقاء الدماغ
يتم اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية التي تساعد في تجنب حدوث مثل هذا المرض مثل:
- يجب أن تحصل الأم الحامل على الاهتمام الكامل بعمل كافة الفحوصات والمتابعة الدورية اللازمة مع الطبيب المختص في كل مراحل الحمل.
- يجب عدم إهمال التطعيم ضد السحايا، وأخذه في وقته؛ لتجنب الإصابة بهذا المرض.
- عند ركوب السيارات من اللازم ارتداء حزام الأمان للحماية من إصابات الرأس.
- عند ممارسة بعض الرياضات يجب ارتداء الخوذات الواقية مثل: ركوب الدراجة.
اقرأ أيضًا: علاج المياه على المخ بالاعشاب وأسبابه وأعراضه
بهذا أكون قد عرضت عليكم تجربتي مع استسقاء الدماغ؛ لتعم الفائدة على الجميع، ونأمل دومًا بإفادتكم.