تجربتي مع ألم العضلات

تجربتي مع ألم العضلات أكسبتني معلومات جديدة عن مرض أزعجني كثيرًا، فقد عانيت بالفعل لفترة طويلة وأنا لا أعرف ماذا أصابني، كما أن نمط حياتي تغير للأسوأ.

لكن عندما مررت بالتجربة كاملة استفدت الكثير، لذلك أردت أن أشارككم تجربتي مع ألم العضلات من خلال موقع زيادة.

تجربتي مع ألم العضلات

تجربتي مع ألم العضلات

 

من العادي أن أبدأ يومي بنشاط، فمن المعروف عني أنني من الشخصيات النشطة ولا يعرف عني الكسل أو التباطؤ، فروتين اليوم بالنسبة لي أن أستيقظ مبكرًا دون كلل وبعدما أوقظ زوجي للذهاب لعمله أمارس الرياضة لبعض اليومي ثم أكمل يومي بطريقة عادية.

ظلت الأمور تسير على ما يرام حتى أتى موعد ولادتي ومرت الولادة بسلام مع الفترة التي تلتها، وهي رضاعة ابنتي، لكن الأمور لم تعد كطبيعتها، فبدأت أشعر بتعب وآلام في جسدي كلما هممت بالقيام بأي عمل ولو كان بسيط.

كنت في السابق أُرجع لأمر لأنني ما زلت أعاني من مرحلة ما بعد الولادة أو أن الرضاعة ترهقني لكن كل هذا انتهى ولم تنتهي الأعراض، فكنت أشعر وكأن أحد أوسعني ضربًا حتى صار كل جزء في جسدي يؤلمني.

كما أنني لاحظت أنني لم أعد منتظمة خلال فترة نومي فاستيقظ عدة مرات دون سبب، وأصبح مزاجي متقلب، أجلس هادئة ثم فجأة تنتابني حالة من الحزن أو حتى العصبية، فلم أدري ماذا أفعل.

فأنا لا أريد أن يشعر زوجي بما أنا فيه، لكني لم أعد أستطيع التحمل، وبالفعل أخبرته بما أعانيه من آلام وأعراض تزعجني فقال لي أنه يجب ألا نهمل فعلينا أن نذهب للطبيب لعلاج أي شيء قد يكتشفه.

فعلاج أي أمر في بدايته يكون أمر هين، فقلت له إذن لمن سنذهب هل طبيب عظام أم طبيب أعصاب، فقال لي بما أن الآلام التي تعانين منها في العضلات من الممكن أن نذهب لطبيب مختص في الطب الطبيعي.

فقلت له ماذا تقصد بالطب الطبيعي هل هي الأعشاب وما شابه، فضحك قليلًا وقال لي الطب الطبيعي هو العلاج الطبيعي والتأهيل، فوافقت وحجزنا موعد لدى طبيب مختص في الطب الطبيعي.

اقرأ أيضًا: نصائح لعلاج ألم العضلات

ما هو ألم العضلات الليفي؟

عندما ذهبنا للطبيب وقابلته بدأت أعرض عليه شكواي وما أشعر به من ألام وأعراض تزعجني، فقال لنا أنه بداية علينا أن نجري بعض التحاليل لأن الأعراض التي أشكو منها تتشابه مع بعض الأمراض الأخرى فيجب أن نستبعد كل الأسباب المتشابهة حتى نقف على حقيقة المرض.

بالفعل ذهبت مع زوجي للمختبر لإجراء التحاليل اللازمة، وبعدما استلمنا نتائج التحاليل ذهبنا للطبيب وقابلناه، وبعد النظر في نتائج التحاليل والفحوصات التي طلبها، أخبرني أنني أعاني من مرض يسمى ألم العضلات الليفي، وطلق عليه أيضًا فيبروميالجيا، وكانت هذه هي بداية تجربتي مع ألم العضلات.

فقلت له هل تقصد التهابات العضلات العادية التي يمكن أن نعاني منها، قال لي لا المرضين مختلفين عن بعض لكن من الممكن تتشابه أعراضهم مع بعض.

لذلك طلبت منك إجراء التحاليل حتى أعلم إن كان هناك أي مرض آخر يمكن أن يسبب هذه الأعراض وبالفعل صدق ظني بأن حالتك هي ألم عضلات ليفي، فقلت له أستأذنك أن تشرح لي وتخبرني ما هذا المرض فأنا لم أسمع به من قبل.

فقال لي أن ألم العضلات الليفي هو اضطراب يحدث لعضلات الجسم ويسبب ألمًا شديدًا في الجسم، كما أن من يصاب به يجد نفسه مرهق دائما ويصاحب هذا الإرهاق أرق وعدم انتظام في فترات النوم، كما أن أغلب من يصاب بهذا المرض السيدات في سن الشباب أو التي وصلت لمنتصف العمر.

أما بالنسبة للأطفال أو من بلغ سن المراهقة، والرجال يصابون به أيضًا لكن بنسبة أقل من النساء.

أسباب الإصابة بألم العضلات الليفي

بعدما عرفني الطبيب بماهية هذا المرض أردت أن أعرف معلومات أكثر في تجربتي مع ألم العضلات، فطلبت منه أن أعرف الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بألم العضلات الليفي.

فقال لي أنه إلى الآن لا يوجد مسبب رئيسي لحدوث المرض لكن الدراسات أثبتت أنه توجد بعض العوامل التي تدخل كسبب في حدوث المرض، والأسباب التي تم اكتشافها ما يلي:

خلل الهرمونات وألم العضلات الليفية

قال لي الطبيب أنه توجد عدة هرمونات مسئولة في أجسامنا عن الشعور بالألم، فعند حدوث خلل أو تغير في مستوياتها في الجسم وبالذات عندما تقل في مستوياتها عن المعدل الطبيعي، يؤدي ذلك أن يصبح الجسم أكثر عرضة للشعور بالألم مثل هرمون الدوبامين، والسيروتونين، والنورأدرينالين.

المحفزات وألم العضلات الليفية

عند تعرض الشخص لحادث نفسي صعب مثل فقدان شخصية عزيزة لديه أو أن ينفصل الفرد عن شريك حياته فكل هذا يدخل تحت بند الإصابة بالصدمة النفسية.

كما أنه في بعض الحالات الجراحية مثل الولادة أو غيرها من جراحات، والإصابة بمرض معدي مثل الإنفلونزا مثلًا.

كل هذه الأسباب تعتبر من المحفزات التي تجعل الجهاز العصبي في جسم الإنسان أكثر استجابة للألم.

الإشارات الغير طبيعية للألم والعضلات الليفية

بعض الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي لا يقوم جهازهم العصبي بمعالجة الإشارات التي تعبر عن الألم بصورة صحيحة، مما يجعل لذلك أثر في الحساسية الزائدة تجاه الشعور بالألم.

العوامل الوراثية وألم العضلات الليفية

توجد بعض العائلات التي يوجد فيها الألم العضلي الليفي بشكل وراثي، فيعبر ذلك عن أن الجينات الوراثية لها دور في استجابة الجسم للإشارات الخاصة بالألم.

فالأشخاص الذين يكون لديهم عامل وراثي للإصابة بالألم العضلي الليفي يُعتقد أنهم حاملين لجين أو عدة جينات تجعلهم أكثر تحفزًا للشعور بالألم من الشخص العادي.

تشخيص ألم العضلات الليفي

ثم استرسل الطبيب في حديثه قائلًا إن هذا المرض من الأمراض الغريبة التي لا يمكن اكتشافها بتحليل معين أو أشعة معينة، فقلت له إذن لم التحاليل والفحوصات التي طُلبت مني.

فقال لي أن بسبب عدم توافر تقنية محددة للكشف عن المرض مثل تحليل أو أشعة أو أي فحص مشابه، فنقوم بعمل التحاليل لاستبعاد وجود أي مرض تتشابه أعراضه مع أعراض مرض ألم العضلات الليفي لكن يمكن تشخيصه بالتحاليل أو الأشعة.

ففي حالة خلو نتائج الفحص من الإصابة بأي أمراض أخرى لا يتقى لنا سوى ألم العضلات الليفي، كما أنه توجد أماكن معينة عند الضغط عليها وشعور المريض بألم شديد.

فيدل هذا الألم بجانب نتائج الفحوصات على الإصابة بألم العضلات الليفي، خاصة إذا كانت شكوى المريض من الألم وصلت مدتها إلى 3 أشهر أو من الممكن أن تتعدى هذه الفترة.

أعراض الإصابة بألم العضلات الليفي

من خلال تجربتي مع ألم العضلات سأذكر لكم ما ذكره لي من أعراض، فكما قال لي أن هذه الأعراض التي سأذكرها لكم في السطور القادمة تتشابه مع بعض أعراض الأمراض الأخرى.

لكن شكوى المريض بهذه الأعراض مع استبعاد احتمالات الإصابة بأي مرض آخر تدل على إصابة الشخص بألم العضلات الليفي، وهذه الأعراض هي:

أولا: آلام شديدة في مناطق مختلفة بالجسم

يشعر الأشخاص المصابون بألم العضلات الليفي بآلام متفرقة في أجزاء متفرقة ومختلفة من الجسم، فيصيب الألم العضلات، وما حول المفاصل، والأربطة والأوتار، وتتركز الآلام في هذه المناطق التالية:

أعلى الكتفين، وأعلى الخصر، مؤخرة الرقبة، وأعلى الصدر، بين لوحي الأكتاف، مقدمة العنق، والمرفقين من الخلف، جوف الركبتين، وجانبي الخصر.

كما قال لي أنه عند الضغط على هذه المناطق يشعر المصابين بألم العضلات الليفي بآلام شديدة، بينما الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض يشعرون بأثر الضغط فقط.

اقرأ أيضًا: كيف أفرق بين ألم العضلات وألم القلب؟

ثانيًا: صعوبة التركيز وضعف في الذاكرة

ذكر لي الطبيب أن الأشخاص الذين يصابون بمرض ألم العضلات الليفي، يعانون من بعض الاضطرابات في الذاكرة القصيرة المدى، أي أن الشخص يتذكر الأشياء التي مر عليها وقت طويل لكن الأحداث القريبة ينساها بسرعة، وهذا من شأنه أن يتسبب في مشاكل كثيرة.

تظهر هذه المشاكل بالذات للأشخاص في وظائفهم أو في أحداث حياتهم اليومية.

ثالثًا: اضطرابات النوم

عند استيقاظ الشخص المصاب بألم العضلات الليفي يشعر بأنه مرهق جدًا وكأنه لم ينم أصلًا أو نام ليتعب لا ليستيقظ مرتاح.

ولا تختلف فترة النوم للشخص المصاب بألم العضلات الليفي سواء كانت فترات النوم طويلة أو قصيرة، حيث إن فترات نومه متقطعة تشعره بالأرق.

رابعًا: الصداع

نصف الأشخاص الذين يعانون من مرض ألم العضلات المزمن يصابون بالصداع النصفي والصداع الناتج من التوتر، وقد يكون هذا الصداع نتيجة التي يعانون منها في مؤخرة الرقبة أو الرأس أو أعلى الظهر.

خامسًا: التيبس الصباحي

يجد الشخص المصاب بألم العضلات المزمن صعوبة في بدأ يومه بسهولة، حيث إنه يستيقظ ويشعر بأنه يحتاج لوقت لتسترخي عضلات جسمه

فهذا سببه التيبس الذي يحدث في العضلات والمفاصل الموجودة في الذراعين، والساقين، وعضلات الظهر، لذلك تجد أن من طبيعة المصاب بألم العضلات الليفي أنه لا يقوم من فراشه مباشرة حتى يستجمع قواه.

سادسًا: الاضطرابات المزاجية

الأشخاص المصابين بألم العضلات الليفي 50% منهم يعانون من قلق واكتئاب، وقد يكون ذلك بسبب شعورهم الدائم بالألم والتعب فيكون ذلك إرهاق وضغط زائد عليهم.

سابعًا: التنميل في اليدين والأقدام

من الممكن أن يشعر الشخص بوخز أو تنميل في الأطراف، وقد يصاحب هذا شعور بالحرقان، ويستمر هذا الشعور لبضع دقائق أو أنه قد يأخذ وقت أطول قليلًا

ثامنًا: تهيج القولون

من الأعراض التي قد تظهر على المصابين بألم العضلات الليفي، تهيج القولون وقد يحدث هذا التهيج بسبب التوتر والألم الذي يعانون منه، كما أن حالات القلق والاكتئاب من الحالات التي من الممكن أن يصاحبها تهيج للقولون.

علاج ألم العضلات الليفي

من واقع تجربتي مع ألم العضلات، قال لي الطبيب أنه يمكن علاج ألم العضلات الليفي بثلاث طرق، إما بالعلاج الطبيعي أو عن طريق الأدوية أو بالعلاجات البديلة، ثم قام بشرح كل نوع كما يلي:

اقرأ أيضًا: كيفية علاج ألم العضلات

العلاجات البديلة لألم العضلات الليفية

في هذه الطريقة يتم استخدام بعض أنواع العلاج التي من شأنها الحد من الشعور بالألم وتقليل الإجهاد مثل:

  • العلاج بالتدليك.
  • الوخز الإبري.
  • ممارسة اليوجا والتاي تشي.

علاج ألم العضلات بالأدوية

ذكر لي الطبيب أن الأدوية التي سأذكرها لكم هي ليست مخصصة لعلاج ألم العضلات الليفي، لكنها لعلاج الأعراض التي تظهر بسبب الإصابة بالمرض، فذلك من شأنه تخفيف الآلام التي يشعر بها المصاب بألم العضلات الليفي، والأدوية التي ذكرها لي الطبيب هي ما يلي:

  • مضادات التشنج: مثل الجابابنتين، وبريجابالين، ويتم استعمال هذه الأنواع من الأدوية لعلاج بعض الآلام المعينة.
  • المسكنات للألم: يمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة للألم مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين، فهذه الأدوية تساهم في علاج الآلام العضلية، فيستطيع المريض النوم بأريحية.
  • مضادات الاكتئاب: كما ذكر أنه من الأعراض التي تظهر على المصاب بألم العضلات الليفي، هو تعرضهم للاكتئاب لذلك يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مثل ميلناسيبران أو دولوكسيتين.

كما أنه يتم استخدام أميتريتيلين أو سيكلوبنزابرين كباسط للعضلات للمساعدة على عدم الشعور بتيبس العضلات أو الآلام التي يشعر بها المريض أثناء النوم.

العلاج الطبيعي لألم العضلات

من خلال تجربتي مع ألم العضلات ذُكر لي أنه يمكن أن يتم علاج المريض بألم العضلات باستخدام العلاج الطبيعي عن طريق اتباع تمارين معينة تعمل على مرونة العضلات وزيادة قوتها.

نصائح لمريض ألم العضلات الليفي

من خلال تجربتي مع ألم العضلات نصحني الطبيب باتباع بعض الأمور التي سيكون لها دور مهم وفعال في التقليل من الآلام التي أشعر بها، وهذه النصائح هي:

  • الانتظام على ممارسة التمارين الرياضية.
  • اتباع نظام غذائي سليم
  • الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين قدر الإمكان، بالذات مساءً.
  • محاولة الإقلال من مسببات الضغط النفسي والتوتر
  • يجب أن يحصل المصاب بألم العضلات الليفي على قدر كافي من النوم

اقرأ أيضًا: علاج تمزق العضلات

بهذا أكون قد نقلت لكم تجربتي مع ألم العضلات، كما عرضت عليكم الأسباب والأعراض التي تؤدي إلى حدوث المرض، والعديد من المعلومات الأخرى الذي تخص هذه التجربة.

قد يعجبك أيضًا