تجربتي مع وسواس الموت والأحلام

تجربتي مع وسواس الموت والأحلام وكيف تخلصت من أعراض الوسواس، تلك قصص وحكايات الأشخاص المتعافين من اضطراب وسواس الموت وما تم عمله لمساعدتهم على التعافي والشفاء، وهذا ما سنضعه نُصب أعينكم لتحديد مخاطر المرض وكيفية علاجه فَتابعونا من خلال ما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الجسدية

تجربتي مع وسواس الموت والأحلام

تجربتي مع وسواس الموت والأحلام

يعد مرض وسواس الموت والأحلام من إحدى الأمراض النفسية التي تتطلب اللجوء إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي المؤهل لتقديم يد العون والمساعدة للمريض.

ولحسن الحظ فإنه توجد حالات تم شفائها من وسواس الموت والأحلام إمّا بالدعاء والاستغفار وأخرى بعلاجات دوائية تكون مُقررة من الطبيب النفسي فقط وحسب درجة الوسواس، وسنذكر لكم تجارب لحالات مُتعافية كان بها الحظ الوافر في تخطي هذا الاضطراب وهي كـ التالي:

التجربة الأولى

تقول صاحبة هذه التجربة وهي تبلغ من العمر 44 عامً تعيش بإحدى الدول العربية: “لقد مررت بأصعب تجارب الحياة وهي وسواس الموت الذي أفقدني كل معنى من معاني الشعور بالراحة والهدوء، فقد توفيت والدتي في حادث تصادم شديد الصعوبة وكنت حينها في عمر 8 سنوات، وكان منظر الحادث لا يُفارق عيني وعقلي وساعد هذا الأمر على أن أُصاب بحالة من التوهان والقلق وأن لا أنام خوفًا من ألّا استيقظ مرة أخرى من نومي.

ثم مرت الأعوام وكنت لا زلت أعاني الكثير من الآلام الجسدية ورؤية الكوابيس حتى بدأت أبحث عن حلول تساعدني على التخلص من هذه الوساوس، وخاصة أنني شاهدت حوادث متكررة طيلة سنوات حياتي الماضية كانت تُزيد من الوسواس بصورة ملحوظة.

وقد أشارت عليّ صديقتي باللجوء إلى الطبيب النفسي حتى أنه وصف لي عقار “بروزاك” ولم أشعر بأي تحسُّن، حتى قمت باللجوء إلى الله تعالى والدعاء والاستغفار والصلاة كثيرًا، فَشعرت بالراحة عن ذي قبل وبدأت أعيش حياتي بشكلٍ طبيعي”.

التجربة الثانية

أرسلت لنا إحدى المتابعات عبر موقعنا عن تجربتها القاسية مع وسواس الموت والأحلام قالت فيها: “عانيت كثيرًا من وسواس الموت بدرجة كانت لا تجعلني أنام مُطلقًا كما كنت أخاف من النزول من البيت ورؤية أحد أو أظهر في أي أماكن مزدحمة، أو أن أركب أي وسيلة مواصلات حتى لا أتعرض لحادث وفاة.

ومنذ أن بدأت المخاوف والوساوس وأنا أشعر وكأن الموت في كل اتجاه من حولي وفقدت السيطرة على نفسي ولم أعد أُطيق القيام بأي شيء، ثم يبدأ قلبي يتسارع في نبضاته مع الشعور بأن ريقي جاف وأمورًا عدة باتت تؤثر على جسدي.

ثم لجأت إلى إحدى الطبيبات المختصات بالصحة النفسية وتم تشخيصي بمرض فوبيا الموت أو وسواس الموت وهو أحد أنواع اضطراب القلق ولابد من علاجه لمدّة لا تقل عن 1 عام وبدأت أواظب على جلسات التأهيل النفسي”.

التجربة الثالثة

يحكي صاحب تجربة وسواس الموت والأحلام وهو شاب في العقد الثاني من العمر: “لقد بدأ وسواس الموت معي منذ أن كنت في عمر الـ 15 عشر حين تعرضت لرؤية حادث سير لأحد أصدقائي، وأصبحت أخاف من الموت بشكلٍ غير عادي حتى أني كنت أرى في أحلامي كوابيس وأشباح تأتي لمطاردتي.

ثم تحول الأمر إلى هوس كلّما سمعت خبر وفاة أحد الأشخاص المحيطين بي، ثم نصحتني أمي بالذهاب إلى طبيب مُتخصص في العلاج التنفسي التخلص من هذه المخاوف ومعاودة الحياة بشكلها الطبيعي، وبدأت بالفعل في جلسات التأهيل النفسي والذي ساعدني إلى حدٍ ما على تخطي بعض أعراض وسواس الموت ولازلت مُداومًا على الذهاب إلى الطبيب حتى اليوم”.

اقرأ أيضًا: أفضل علاج للوسواس القهري الشديد

أعراض وسواس الموت والأحلام

من خلال تجربتي مع وسواس الموت والأحلام يتضح ظهور مجموعة من الأعراض تحدد بأن الشخص لديه فوبيا الموت والتي منها ما يلي:

  • الاحساس الدائم بالقلق والاكتئاب والخوف.
  • ظهور احساس الهلع ونوبات الفزع التي تؤدي إلى زيادة في ضربات القلب، الدوار، الغثيان ، والتعرُّق الزائد.
  • كما تظهر آلام في المعدة حيال لحظة التفكير في الموت مع رؤية أحلام مُخيفة.
  • الإحساس بالقلق الشديد وقت التفكير في لحظة موت شخص عزيز.
  • الابتعاد عن الأماكن التي يوجد بها أشخاص متوفين.
  • عدم استطاعة الشخص المصاب باضطراب الموت والأحلام من أن يمارس حياته اليومية.
  • التفكير في الموت لمدة تزيد عن 6 أشهر.
  • فقدان الشهية ومن ثم انخفاض وزن الجسم.

أسباب اضطراب وسواس الموت والأحلام

توجد العديد من الأسباب المؤدية إلى التفكير في الموت ومن ثم رؤية أحلام مُفزعة، ومن تجارب البعض من المشاركين لنا سنلاحظ أن هناك مسببات مشتركة لبعض الحالات منها ما يلي:

  • أفادت مصادر ودراسات بأن الأفكار السلبية والوسواسية قد تجلب فوبيا الموت نتيجة الخوف المستمر من رهبةً الموت أو أن يتسبب أحد في إلحاق الضرر بالشخص المصاب.
  • فكرة التركيز على تفكير محدد كَتلك التي تتعلق بفكرة الغرض من الحياة ولماذا نعيش؟ من الأفكار الصعبة والتي تدخل في إطار اليأس والاكتئاب الحاد.
  • شعورك الدائم بالحزن من كل شيء وعدم الاستمتاع بما في يديك، قد يتسبب في الخروج عن التفكير المنطقي واللجوء إلى أفكار سوداوية يختلط بها وسواس الموت والأحلام.

اقرأ أيضًا: وسواس النوبة القلبية

علامات التعافي من وسواس الموت والأحلام

تجربتي مع وسواس الموت والأحلام

بعد تجربتي مع وسواس الموت والأحلام لاحظت عدة علامات جعلتني أشعر بالشفاء من اضطراب الموت وكانت كما يلي:

  • بدأت أشعر بأن نوبات الهلع والفزع التي كنت أعاني منها قد بدأت في التلاشي.
  • أصبحت أستطيع القيام بكافةً الأنشطة اليومية بشكل طبيعي وبالتدريج.
  • لم أعد أخاف من سماع قصص عن الموت أو رؤية أحلام وكوابيس مُفزعة.
  • كما بدأت مخاوفي تقل عند التفكير في فقد شخصٍ عزيزٍ لدي، كما بدأت استشعر بأني قد تجاهلت كل ما كان يؤثر على عقلي الباطن ويتسبب في وسواس الموت والأحلام.
  • بدأت أشعر بالتقرُّب إلى الله تعالى ولذة الإيمان والتسليم التام بأن الموت هو الحقيقة المُطلقة في حياتنا.
  • كما أن المواظبة على الأدوية المناسبة لحالتي قد ساعدتني بشكل كبير على تقليل أعراض وسواس الموت والأحلام بدرجة ملحوظة.

اقرأ أيضًا: أسباب وعلاج وسواس الخوف من الموت

علاج الأشخاص الأكثر عرضة لاضطراب وسواس الموت والأحلام

إنَّ تجربتي مع وسواس الموت والأحلام أظهرت من خلال حكايات الكثيرين بأن أكثر من يتعرضن لهذا المرض هن النساء، فقد أفادت دراسات بحثية بأن السيدات أكثر الأشخاص إصابة بوسواس الموت والأحلام مقارنة بالرجال بمعدل يتراوح بين 1-4%، وذلك في حالة التغييرات الهرمونية والفسيولوجية والتي من شأنها أن تؤدي إلى وسواس التفكير في الانتحار، ويتم علاج وساوس الخوف والقلق من الموت بعدة طرق مختلفة من أهمها:

  • يتم وصف مضادات السيروتونين المساعدة على ضبط وتحسين الحالة المزاجية للمصاب والتعافي من وسواس الموت.
  • كما يتم علاج المشكلة بما يُعرف بالعلاج المعرفي الإدراكي السلوكي أو العلاج بالكلام، والذي يُفيد في دعم وتعزيز الإحساس بالانتماء إلى المجتمع.
  • تغيير طريقة التفكير في حقيقة الموت.
  • المساعدة على تقليل الأفكار السلبية والوسواس القهري.
  • القيام بالتمارين الرياضية.
  • التنفس والاسترخاء مع التفكير بدون مشاعر القلق والخوف.

 إرشادات علاجية داعمة

لكي يتم التغلب بصورة نهائية عن وسواس الموت والأحلام إليك مجموعة من النصائح التي تفيد في دعم وتعزيز القدرة على مواجهة المرض والسيطرة عليه وهي كـ التالي:

  • عليك إدراك حقيقة الموت وأنّه أمرٌ واقعيًا لا يمكن تغييره أو تبديله أو تخطيه، فهو حقيقة الحقائق المُطلَقة.
  • يستطيع الشخص أن يقوم بتدوين كافةً المخاوف في كراس صغير وكتابة وترديد حقيقة الموت.
  • في حالة أن قمت بالتفكير في الموت أو تكرر أحلام مُزعجة، فإنه يلزم التواجد بشكل مستمر بين الأقرباء أو الأشخاص المُقرّبين لك.
  • في حالة الشعور بالحزن فعليك منع التواصل الاجتماعي عبر التطبيقات المختلفة على الإنترنت، فذلك قد يزيد من خطر التعرض إلى وسواس الموت والأحلام بأكثر من صورة.
  • العمل على تحقيق التناغم بين نفسك داخليًا وبين توجهاتك إلى تثقيف نفسك والتزوّد بما يساعدك على حماية نفسك من الوقوع في براثن وسواس الموت والأحلام.
  • باستطاعتك اللجوء إلى أحد الشيوخ أو أهل الدين وطلب النصيحة والاستفسار عن كل الأسئلة التي تتعلق بالموت.
  • عليك بتجنُّب التعامل مع الأشخاص الذين لديهم طاقات سلبية تتسبب في احباطك ومن ثم اللجوء إلى الأفكار السلبية والتعرض لوسواس الموت والأحلام.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس والخوف من الموت

وفي النهاية لا يسعنا من خلال تجربتي مع وسواس الموت والأحلام إلّا أن نفهم ونُدرك بأن الجميع إلى زوال، ولن يبقى أحدٌ سوى الواحد القهار، وفي حالة أن شعرت بأي أعراض تتعلق بوسواس الموت والأحلام التي ذكرناها في هذا المقال بادر بالذهاب إلى الطبيب النفسي لإبداء رأيه ووضعك على الطريق الصحيح سواء بالعلاج الدوائي أو النفسي لمعاودة حياتك بصورة عادية.

قد يعجبك أيضًا