تجربتي مع سورة الأنبياء

تجربتي مع سورة الأنبياء وسبب تسميتها وفضلها ومقاصدها سوف نتعرف عليها اليوم عبر موقع زيادة ، حيث تلاوة القرآن الكريم لها فضل عظيم في رفع درجات المسلم واستجابة دعائه، ولمّا قرأتُ كثيرًا عن فضائل تخص بعض سوره، كانت تجربتي مع سورة الأنبياء نافعةً بفضل الله، لذلك أحببت قصّها عليكم.

اقرأ أيضًا: قصص سورة البقرة والأنبياء والرسل

تجربتي مع سورة الأنبياء

تجربتي مع سورة الأنبياء 

سأحكي لكم عن تجربتي مع سورة الأنبياء وكيف أن الله تعالى رزقني أخيرًا بالذرية بعد مرور 7 سنوات على زواجي، حيث:

  • عانيت في بداية زواجي من الإجهاض المتكرر، فكنت كلما أحمل لا يمر على حملي سوى بضعة أسابيع حتى ينزل الجنين قبل اكتمال الحمل.
  • وصل عدد مرات الإجهاض التي حدثت معي إلى 3 مرات، بعدها توقف الحمل تمامًا ولم أعد أحمل كما كنت في السابق.
  • ذهبت للعديد من الأطباء، وتناولت أنواعًا مختلفةً من الحبوب المُنشّطة للحمل، حتى أنني قمت بإجراء عملية من أجل أن أحمل.
  • لكن كل ذلك لم يَفلَح معي، فأصبت بعدها بالإحباط واليأس، ودخلت في حالة من الاكتئاب استمرت معي لسنوات.
  • ثم بدأت أتقرب إلى الله عز وجل أكثر فأكثر، وألحَحْت عليه في الدعاء وأكثرت من صلاتي ومن قراءة القرآن.
  • وخلال تعمُّقي في القراءات الدينية، عَثَرتُ على مقالٍ على الإنترنت لسيدة تحكي فيه عن تجربتها مع سورة الأنبياء، وفضل قراءتها في إتمام حملها.
  • فقررت بعدها أن أبدأ أنا تجربتي مع سورة الأنبياء، فكنت أقراها كل ليلة وأدعو الله تعالى بعدها بإلحاح شديد أن يَمُنَّ عليّ بالذرية الصالحة.
  • فما أن مر على قراءتي لها شهرين، حتى حملت ورزقت بابني الذي سميته “يحيي”، تيمُّنًا بنبي الله “يحيي” عليه السلام الذي رزق الله به سيدنا زكريا استجابة لدعوته.

تجربتي مع سورة الأنبياء للحسد

قرأت يوما منشورا لفتاة على إحدى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وكان المنشور بعنوان تجربتي مع سورة الأنبياء، تحكي فيه الفتاة عن معاناتها مع العين والحسد، فبعد أن كانت الفتاة طالبة متفوقة في دراستها، أصبحت تشعر دائما بالكسل والخمول ولا تَقوى على مُدارسة كتبها، وفقدت الرغبة في استكمال مشوارها العلمي.

فأحست بالضعف واليأس وعدم القدرة على التغلب على هذه المشاعر، وكانت دائمًا تهرب للنوم حتى لا تفكير في وضعها المُحزِن، وفي ليلةٍ رأت في منامها أن عينًا خرجت من إحدى عينيها ثم فُقِعَت.

فاستيقظت فَزِعة وأحست أن لهذا الحلم دلالة ما، فذهبت لأحد رجال الدين ذا علمٍ بتفسير الأحلام، الذي أكد لها أنها مُصابة بالحسد، وأشار عليها بتلاوة سورة الأنبياء كل يوم مع قراءة الرقية الشرعية، وبالفعل عملت الفتاة بنصائح الشيخ، إلى أن شفاها الله من العين وتحسنت حالتها النفسية ورجعت لدراستها بحماسٍ ونشاطٍ.

اقرأ أيضًا: عجائب سورة الكوثر

ما هي سورة الأنبياء؟

سورة الأنبياء هي رقم 21 من حيث ترتيب السور في المصحف العثماني أي تقع بين سورتي طه والحج، وترتيبها الزمني لنزول السور رقم 71 بعد سورة السجدة وقبل النحل، ويبلغ عدد آياتها 112 آية، وتقع في الجزء رقم 17 والحزب رقم 33 للمصحف.

وهي واحدة من السور المكية، التي نزلت في أواخر فترة وجود النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، أي قبل الهجرة النبوية، وتتناول السورة أخبار الأنبياء السابقين، وما لاقوه من إيذاءٍ من أقوامهم، وما قاسوه من معاناة في تبليغ الدعوة.

كما تتناول أيضًا الحديث عن العقيدة الإسلامية، وعن الأمور الغيبية مثل البعث والحساب والجزاء، شأنها في ذلك شأن سائر السور المكية.

سبب تسمية سورة الأنبياء

جاءت تسمية أغلب سور القرآن الكريم باجتهادٍ من النبي وصحابته الكرام، فبعض السور سميت باسم أول آياتها مثل الحاقة والقارعة، وبعض السور سميت بأسماء من وردت قصصهم بها مثل سورة يوسف وسورة مريم، ولم تَرِدْ التسمية الصريحة بنزول وحي إلا في عدد قليل من السور.

في فترة تجربتي مع سورة الأنبياء قرأت أنه يرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى أنها حَوَت أسماء عدد كبير من الأنبياء وصل عددهم إلى 16 اسم، وأنه لم يَرِدْ ذكر مثل هذا العدد في أيٍ من سور القرآن الكريم سوى في سورة الأنعام، حيث حوت أسماء 18 نبيًا من الأنبياء.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الإسراء

فضل سورة الأنبياء

أثناء تجربتي مع سورة الأنبياء كنت أُطالع الكثير من الكتب التي تتحدث عن فضائل سور القرآن الكريم، ووجدت أن لسورة الأنبياء بعض الخصائص التي اختصت بها دونًا عن غيرها من السور:

  • من الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل سورة الأنبياء، قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حين قال:

(بني إسرائيل -يعني الإسراء- والكهف ومريم وطه والأنبياء، هُنَّ من العِتاق الأُوَل وهُنَّ من تِلادِي).

  • وكلمة “العتاق”: مفردها “عتيق”، وهذه الكلمة في لغة العرب تطلق على الشيء القديم الذي بلغت جودته درجة عالية.
  • وكلمة “تلادي”: تعني أنها من السور المحببة التي كان يقرأها الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا.
  • وهذا يبين فضل سورة الأنبياء في أنها من السور الأوائل في النزول، فلها خصائص تميزها عن غيرها من السور، كما أن حب النبي لها وتعهده لها بالقراءة، يدفعنا نحن أيضًا لحبها وتلاوتها باستمرار.
  • ومن الأحاديث التي رُويت بإسنادٍ حسنٍ ما جاء عن عامر بن ربيعة، أنه قدم عليه رجل من العرب، فأحسن ضيافته، وحَدّث عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى الرجل وقال:

“إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديًا، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولِعَقبك من بعدك”.

فقال عامر: “لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا”.

“اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون”.

أما ما ورد من أحاديث أخرى مثل الحديث: (من قرأ “اقترب للناس حسابهم”، حاسبه الله حسابًا يسيرًا، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن)، فهو حديث موضوع غير صحيح.

وكذلك من الأحاديث المكذوبة في فضل سورة الأنبياء ما روي عن النبي أنه قال لسيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (يا علي من قرأ هذه السورة -أي سورة الأنبياء- فكأنما عبد الله على رضاه).

ولعلّ من أَجَلّ فضائل سورة الأنبياء، أنها شملت عدد من أسرار الأدعية المستجابة، التي وردت على لسان الأنبياء السابقين الذين مروا بابتلاءات عظيمة.

ومن هذه الأدعية التي ثبت أنها مستجابة ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، فإنه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قط إلا استجاب الله له”.

وورد بالسورة أيضًا ذكر دعوة نبي الله زكريا -عليه السلام- المستجابة حين دعا، قال تعالى: (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيي وأصلحنا له زوجه).

  • والآية فيها تسلية عظيمة لمن ابتلي بالعقم أو تأخر الإنجاب، كما كانت تجربتي مع سورة الأنبياء لهذا الغرض.
  •  ففيه إقرار بأن الله تعالى على كل شيء قدير وأنه سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
  • وتحكي سورة الأنبياء عن دعاء تفريج كرب سيدنا أيوب وعن استجابة الله لدعوته فيقول تعالى:

“وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين* فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين”.

  • فيجب على من ابتلي بالأمراض ألا يَغفَل دعاء سيدنا أيوب وأن يكثر منه وسيرى شفاءًا من الأسقام بإذن الله تعالى.
  • كما ورد في سورة الأنبياء ذكر قصة النبي نوح -عليه السلام- واستجابة الله لدعائه، فقال تعالى:

(ونوحًا إذ نادى من قَبلُ فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم).

  • كل هذه الأدعية يبين لنا الله عز وجل أسباب استجابتها من الأنبياء؛ كي نقتدي بهم ونتحلى بما تَحلُّو به من أدبٍ مع الله، فقال تعالى:

(إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين).

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة يس

مقاصد سورة الأنبياء

مقاصد سورة الأنبياء

أثناء مدة تجربتي مع سورة الأنبياء كنت أقرأ في كتب التفاسير، عن معانيها وعن الحِكَم والمَقاصد من وراء نزولها، حتى يتسنى لي قراءتها بتدبرٍ وخشوعٍ، وكان مما قرأت:

  • التأكيد على قرب قيام الساعة، وعلى حقيقة البعث ومحاسبة العباد.
  • الوعيد الشديد لكل من ينكر أو يكذب الكتب السماوية أو الرسل عليهم جميعا الصلاة والسلام،

(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون).

  • تؤكد السورة الكريمة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو لمثل ما دعا به الرسل السابقين من توحيد الألوهية لله عز وجل.
  • تتحدث السورة عن الرسل السابقين، وعن ما تحملوه من أذى في سبيل تبليغ الدعوة، لبيان فضلهم على سائر البشر.
  • تحكي السورة معجزة خليل الله إبراهيم عليه السلام، وخروجه من النار سليمًا ومعافىً، وفي هذا دليل على قدرة الله الذي يقول للشيء كن فيكون.
  • تبين السورة أن الله سبحانه وتعالى حليمٌ على الكفار، وأنه وإن كان لم يعذبهم بعدُ في الدنيا، فإنه ينتظرهم العذاب الأليم في الآخرة.
  • ذكر الله تعالى علامة من علامات الساعة الكبرى وهي خروج قوم يأجوج ومأجوج، حتى يتعظ المشركين ويتهيؤوا لملاقاة الله.
  • يدعونا المولى عز وجل للتفكر في خلق السموات والأرض، وما فيهما من مخلوقات تدل على عظمة الخالق سبحانه.
  • وأن هذا الكون المُحْكَم لابد وأن خالقه واحد لا شريك له.

(لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون).

  • يقُصُّ الله عزّ وجل على نبيه محمد قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم وما قاسوه من إيذاء، تسلية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم.
  • لكي يصبر على إيذاء قريش له ويحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، كما صبر أولو العزم من الرسل السابقين.
  • بينت السورة الكريمة فضل الدعاء في التقرب إلى الله عز وجل وأنه سببٌ لتفريج الكروب وتحقيق الرغائب والأمنيات.
  • أثنى الله تعالى على رسله وذكر سبب استجابته لدعواتهم، ووصفهم بأنهم كانوا يدعونه سبحانه رَغبًا في جنته وخوفًا من عذابه.
  • يؤكد المولى عز وجل أن استجابة الدعاء ليست قاصرة على الرسل، فقال تعالى:

(وكذلك ننجي المؤمنين).

اقرأ أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها البعوض

أحببتُ نشر تجربتي مع سورة الأنبياء لتعُم الفائدة ابتغاءَ وجه الله تعالى، ولتذكير الناسَ بعِظَم فضل هذه السورة الجليلة، ولبيان المقاصد التي نزلت من أجلها.

قد يعجبك أيضًا