تجربتي مع متلازمة توريت

تجربتي مع متلازمة توريت كانت إحدى التجارب القوية والتي سببت هزة كبيرة في حياتي، كما تبحث فئة كبيرة من الأسر عن متلازمة توريت تحت عنوان تجربتي مع متلازمة توريت، لاكتشاف أسرارها، خاصةً مع وجود تلك الحالة في بعض الأطفال من سن السابعة، وانتشارها في المجتمعات المدرسية بصورة كبيرة.

اقرأ أيضا: ما هي متلازمة توريت

تجربتي مع متلازمة توريت

تجربتي مع متلازمة توريت

بناءً على تجربتي مع متلازمة توريت لطفلي ذو التسع سنوات فمن المنتشر لدى الكثيرين أن متلازمة توريت ما هي إلا وصلة متكررة من شتم الآخرين والإلقاء بالألفاظ البذيئة عليهم بشكل لا واعي.

وحقيقة الأمر أن متلازمة توريت تندرج تحت تشخيص التأخر الوظيفي العصبي، وهي ناتجة عن حالة من عدم التوازن في الدماغ، فالعقل لا يقوم بوظيفته بالشكل المطلوب، وتحمل المتلازمة اسم الطبيب جورج جيل دولا توريت ذو الأصل الفرنسي.

وظهرت أعراضها مع طفلي في سن مبكرة على شكل اضطرابات متكررة في حركته، وبدأت من سن عامين واستمرت حتى 15 عامًا.

فالذكور معرضون للإصابة بمتلازمة توريت نحو أربع أضعاف إصابة الإناث بها، وفي بعض الحالات تكون الأعراض المصاحبة لحالة طفلي مزعجة، وفي حالات أخرى يمكن السيطرة على التشنجات اللاإرادية، وغالبًا ما حدثت السيطرة بشكل ملائم في سن المراهقة.

اقرأ أيضا: فرط الحركة عند الأطفال عمر ثلاث سنوات

أعراض الإصابة بمتلازمة توريت

من واقع تجربتي مع متلازمة توريت فإن أهم أعراضها تتمثل في الآتي:

  • أبرز الخصائص الرئيسية صدور حركات وألفاظ متكررة بصورة لا إرادية من الطفل تعرف بالعرّات، وتتراوح بين العبارات البسيطة والحادة.
  • بالإضافة إلى تشنجات تختلف أنواعها ما بين تشنجات لا إرادية حركية وصوتية.
  • تكون الحركات كرمش العين، أو هز الرأس والأكتاف، والقيام بحركات غريبة بالفم من التشنجات البسيطة، وأيضًا إصدار أصوات كالنباح والنحنحة.
  • ويعد السير بشكل معين، والقفز بشكل سريع وغريب، واشتمام الأشياء والإصرار على لمسها، من التشنجات المعقدة والتي قد تصل إلى ترديد ألفاظ غير لائقة.
  • يعاني الطفل من نقص الانتباه وصعوبة التركيز في أمر معين، وفرط الحركة والنشاط.
  • اضطرابات النوم كالاستيقاظ بشكل متكرر بعد فترات نوم قليلة، أو التحدث أثناء النوم.
  • مواجهة صعوبات في القراءة والكتابة وأداء العمليات الحسابية والجلوس بوضعية مستقيمة.
  • ويواجه البعض حالة سلوكية من الوسواس القهري، أي تكرار الأعمال بصورة مبالغ فيها.

أسباب الإصابة بمتلازمة توريت

  • لا توجد أسباب واضحة بعد للإصابة، ولكن يرى الأطباء أنها تحدث في العادة بسبب العوامل الوراثية (الجينات) وبعض العوامل البيئية.
  • أو سبب عضوي كوجود خلل في دور بعض المواد الكيميائية في الدماغ والمسؤولة عن نقل نبضات العصب، وتتضمن الناقلات العصبية هرمونات الدوبامين والسيروتونين.
  • ويرجح بعض الأطباء أنها فرط نشاط في نظام هرمون الدوبامين، ويؤدي التوتر النفسي أيضًا إلى الزيادة من حدة الأعراض.
  • ولأنها حالة وراثية فهي ليست مُعدية، أي لا تنتقل من الشخص المصاب لغيره.

اقرأ أيضا: ماهي متلازمة داون

طرق تشخيص وعلاج متلازمة توريت

  • في البداية عندما يلاحظ الوالدان ظهور تشنجات لا إرادية صادرة من طفلهم فلا يجب تجاهل الأمر، وعليهم المبادرة بزيارة طبيب الأعصاب، فسيسهل هذا من تعامله مع حالته فور نشأتها.
  • يقوم الطبيب بطلب الحصول على التاريخ العائلي والطبي، ويلاحظ أعراض الطفل.
  • قد يتطلب الأمر القيام باختبارات للدم، وفحص للدماغ وغيرها من الاختبارات الأخرى.
  • بتقدير الطبيب لوضع الحالة يقوم بوصف الدواء المناسب، فلا يوجد دواء موحد لجميع المصابين بمتلازمة توريت.
  • ومن واقع تجربتي مع متلازمة توريت فالأدوية المتاحة تساعد طفلك على التقليل من الأعراض التي يعانيها، ولكن لا تقوم بإزالتها تمامًا، وتقوم العلاجات السلوكية بدور ممتاز أيضًا.
  • ولأن معظم الحالات تستدعي العلاج النفسي أكثر منها للعلاج الدوائي، فيكون التعريف بالمرض ومنح طفلك الشعور بالطمأنينة كافيًا للتقليل من حدة الأعراض بشكل كبير.
  • وزيارة الطبيب النفسي يساعد على العلاج بشكل فعال، فعلى الرغم من كون متلازمة توريت ليست مشكلة نفسية إلا أن للطبيب النفسي دوره في تعليم طفلك مهارات الاسترخاء، والتأقلم مع التشنجات المفاجئة والقلق ومحاولة السيطرة عليها.
  • قد يصف الطبيب لمصاب متلازمة توريت في مرحلة المراهقة على سبيل المثال مضاد للاكتئاب للحد من أعراض الوسواس القهري والقلق المفرط، أو علاجات أخرى لتقليل الدوبامين بالمخ، بجرعات مناسبة لتجنب آثارها الجانبية كزيادة الوزن.

اقرأ أيضا: الطفل المنغولي في السونار

كيف تعامل طفلك المصاب بمتلازمة توريت؟

كيف تعامل طفلك المصاب بمتلازمة توريت؟

  • بإمكاني القول من خلال تجربتي مع متلازمة توريت أن تطور حالة طفلك يعتمد بشكل أساسي على الأشخاص المحيطين، كما أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق الأسرة.
  • فكما هو الحال في المجتمعات المدرسية عن حالات التنمر والسلوكيات العدوانية الغير لائقة وما دون ذلك من السلوكيات التي تهدم نفسية طفلك.
  • وجدير بالذكر أن أطفال متلازمة توريت كالأطفال الآخرين دون فرق، يستطيعون القيام بالأمور العادية، كما تتحسن حالتهم مع النمو، فلا داع للقلق حيال الأمر.
  • وتهيئة بيئة متفهمة حول طفلك من شأنه أن يساعده على التأقلم مع الأعراض، سواء أكانت البيئة المدرسية أو محيط المنزل والعائلة وصولًا للمقربين.
  • بإمكانك الحصول على مساعدة المختصين لتتعلم الكثير حول الأمر فتكون قادرًا على تقديم الدعم والمساندة لطفلك، وتشكيل حياة اجتماعية محبة له.
  • توعية طفلك جزء كبير من دورك كأب أو كأم، فهذا يمنحه مزيدًا من الوعي حول طبيعة الحالة التي هو عليها، وأنه ليس مادة للسخرية أو الخوف منه، ومعاملته بهذا الشكل ما هو إلا تصرف ينم عن مشكلة بالآخرين وليست به.

اقرأ أيضا: متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

ختامًا بعد سرد تجربتي مع متلازمة توريت، يجب الإشارة بوضوح على ضرورة دعم طفلك المصاب ومحاولة حمايته من سلبيات المجتمع خاصة في بداية مراحل تعرفه بحالته، فشرح الأمر بصورة ميسرة يجعله متأقلمًا على الوضع ومتقبلًا إياه، وبالطبع لا تستهن بدورك في دعمه.

قد يعجبك أيضًا