قصتي مع سرطان الحنجرة

قصتي مع سرطان الحنجرة كان بها من الصعوبة ما يكفي أن يُعلمني لباقي حياتي أن الإنسان قادر على تحدي أصعب الصراعات والأزمات التي تمر في حياته، بالإضافة إلى أن المرور بابتلاء مثل ذلك جعلني أشعر بحب الله وحب كل من حولي لي، ومن خلال موقع زيادة سوف أشارككم قصتي مع هذا المرض.

قصتي مع سرطان الحنجرة

أعتقد أن قصتي مع سرطان الحنجرة يمكن أن تكون أحد القصص الملهمة للكثير ممن يعانون من هذا المرض ويحاولون محاربته رغم شعورهم بالضعف والألم، فبينما كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي شعرت ببعض الأعراض التي كانت تبدو في البداية طبيعية ولم أكن أتخيل أنني مصابة بسرطان الحنجرة.

فقد كنت أعاني بصعوبة في البلع وبحة في الصوت كذلك كان لي فترة أشعر بفقدان للشهية حتى أن وزني بدء في الانخفاض وكنت أتعامل مع الأمر بشكل طبيعي حتى وجدت كتلة في رقبتي عند موضع الحنجرة وكانت لا تتحرك فأدركت أنها ليست مرض جلدي بل إن الأمر يستدعي اللجوء للطبيب.

حين ذهبت إلى الطبيب بدء في فحصي وسؤالي بعض الأسئلة التي من شأنها أن تعينه في تشخيص المرض ثم استخدم ما يسمى بالتنظير الداخلي لفحص حلقي من الداخل، فقد أدخل كاميرا دقيقة تظهر له ما بحلقي على شاشة وبعد إجراء هذا الفحص قرر الطبيب أنه يتعين عليَ اللجوء إلى جراحة تنظير حتى يأخذ عينة من تلك الكتلة لتحليلها ومعرفة إذا كان هذا الورم حميد أم خبيث.

بعد أخذ الجرعة وتحليلها تبين بالفعل أنني أعاني من سرطان الحنجرة من النوع الذي يصيب الخلايا الحرشفية أو الخلايا المسطحة المبطنة للحلق كما قال الطبيب ومن الواضح أن سبب إصابتي بهذا المرض كان العامل الوراثي حيث عانى أكثر من شخص من عائلتي من الأورام السرطانية.

بدأت بعد ذلك رحلة علاجي التي بدأت بعملية لاستئصال الورم بعد ذلك خضعت للعلاج الإشعاعي والكيميائي وقد أوضح لي الطبيب أن لكلٍ منهُما وظيفته، حيث إن الإشعاع من شأنه أن يقضي على أي خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة أما الكيميائي فهو يحارب ويوقف نمو الخلايا الخبيثة.

لا أخفي عليكم أن فترة العلاج كانت من أكثر الفترات الصعبة التي مرت في حياتي لكني أيضًا تعلمت منها الكثير وأصبحت أعلم جيدًا أنه لا يوجد ما يستطيع أن يهزمني أو يضعفني.

اقرأ أيضًا: هل سرطان الحنجرة قاتل

أسباب سرطان الحلق

في إطار توضيحي لقصتي مع سرطان الحنجرة كنت قد بينت أن سبب إصابتي بهذا المرض كان العامل الوراثي ومعاناة أكثر من شخص من عائلتي من الأورام السرطانية وذلك ما جعل فرصة إصابتي بالورم كبيرة.

إلا أن الطبيب قد شرح لي أن هناك عدة أسباب أخرى من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان الحنجرة لذلك أحب أن أبينها لكم حتى يكون لديكم الوعي الكافي بهذا المرض وذلك فيما يلي:

  • وجود خلل أو ضعف في الجهاز المناعي.
  • المعاناة من مرض الارتداد المعدي المريئي.
  • حدوث خلل في الطفرات الجينية.
  • عدم اِتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كل العناصر الغذائية المفيدة.
  • التدخين بشكل مفرط.
  • المعاناة من إحدى الإصابات المناعية التي تنتقل من خلال الاتصال الجنسي مثل الإيدز أو الورم الحليمي البشري.
  • تناول المشروبات الكحولية.
  • الإصابة ببعض الأمراض الجينية مثل داء أنيميا فانكوني.
  • التعرض إلى المواد السامة أو المواد الكيميائية.

أعراض سرطان الحنجرة

في صدد حديثي عن قصتي مع سرطان الحنجرة يتعين عليَ أن أوضح لكم أنني قد عرفت من المرضى الذين كنت أتعالج معهم أن لسرطان الحنجرة العديد من الأعراض التي تختلف من شخص لآخر، كذلك تختلف باختلاف شدة الإصابة وقد بينوا لي أن الأعراض كالتالي:

  • رائحة الفم الكريهة.
  • تنميل في الجزء السفلي من الوجه.
  • آلام شديدة في الحلق.
  • صعوبة البلع.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • السعال المستمر والذي يصاحبه خروج دم أو بلغم مزمن.
  • المعاناة من ضيق التنفس الحادث نتيجة انسداد مجرى الهواء.
  • الصداع المزمن.
  • وجود كتلة أو تورم في الرقبة.
  • آلام في منطقة الأذن.
  • الشعور بالتعب والإعياء المستمر.
  • التهاب الحلق.

تشخيص سرطان الحنجرة

من خلال قصتي مع سرطان الحنجرة عرفت من الطبيب المعالج لي أن تشخيص الإصابة بهذا المرض يمر بعدة مراحل حتى يتمكن الطبيب من التأكد ما إذا كان هذا الورم حميد أم خبيث كذلك ليحدد مرحلة الإصابة في حالة كون الورم خبيث، لذا سأوضح مراحل تشخيص الإصابة بسرطان الحنجرة فيما يلي:

1- مرحلة أخذ العينة

في هذه المرحلة يأخذ الطبيب عينة من نسيج الكتلة أو الورم الموجود في الحنجرة ليتم فحصها في المختبر والتأكد من كون الورم حميد أم خبيث وهناك أكثر من نوع عينة يمكن للطبيب أن يطلب إحداها وهم كالتالي:

  • عينة بالإبرة: ويكون عن طريق أن يدخل الطبيب إبرة في مكان الورم ويأخذ بها عينة من خلايا كتلة الورم.
  • عينة بالمنظار: يستخدم الطبيب المنظار الداخلي في أخذ هذه العينة حتى يتمكن من الوصول إلى مكان الورم.
  • عينة بالجراحة: يتم أخذ هذه العينة عن طريق أن الطبيب يفتح شق صغير في الرقبة في موضع الورم ويأخذ عينة من خلاله وذلك بعد تخدير المريض ويتم ذلك في غرفة العمليات.

2- اختبارات التصوير المختلفة

يطلب الطبيب عمل اختبارات التصوير ليحدد مدى انتشار السرطان في الجسم حيث قد يكون هناك أورام سرطانية في أي جزء من أجزاء الجسم والشائع في حالة الإصابة بسرطان الحنجرة قد يكون هناك أورام أخرى في الرأس أو الرقبة أو الصدر أو في أي مكان آخر من الجسم، وسأوضح أنواع التصوير فيما يلي:

  • التصوير المقطعي: يكون ذلك التصوير بالأشعة السينية ومن شأنه أن يظهر الأنسجة الرخوة وأعضاء جسم الإنسان الداخلية فيستطيع الطبيب من خلاله تحديد مدى تضرر كلٍ من الرئة والغدد الليمفاوية.
  • الأشعة السينية للصدر: يطلب الطبيب هذه الأشعة في حالة شكه في وجود أورام سرطانية في الرئتين.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم هذا التصوير من خلال توجيه موجات راديو مغناطيسية على منطقة العنق وباقي أجزاء الجسم وذلك لأنها قادرة على إظهار الأعضاء الداخلية ويحدد الطبيب من خلالها مدى انتشار السرطان في الجسم.
  • تصوير الأشعة مع الباريوم: وهو تصوير يتم فيه استخدام سائل الباريوم وهو سائل مشع يتم بلعه حتى يتم فحص الجهاز الهضمي للمريض من خلال تصويره بالأشعة.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: يستخدم هذا التصوير عادةً في مراحل السرطان المتقدمة حيث يقوم الطبيب بحقن نوع من السكر المشع للمريض ويتم تصويره مقطعيًا فتظهر مناطق النشاط الإشعاعي حيث تتفاعل الخلايا السرطانية مع السكر المشع بشكل مختلف.

3- تحديد مراحل السرطان

من ضمن عرض قصتي مع سرطان الحنجرة، فإن بعد أخذ العينة وعمل الفحوصات اللازمة يحدد الطبيب المرحلة التي وصل لها الورم السرطاني في جسم المريض حتى يتعين عليه وصف العلاج المناسب للحالة ويمكن أن يكون الورم في مرحلة من خمسة مراحل سنوضحهم فيما يلي:

  • المرحلة الأولى: يكون الورم في الطبقة العليا من الخلايا حيث يكون في الجزء معين مصاب من الحنجرة فقط.
  • المرحلة الثانية: يكون الورم أقل من 2 سم ويقتصر وجوده في الجزء المصاب من الحنجرة فقط.
  • المرحلة الثالثة: يتراوح حجم الورم ما بين 2 سم إلى 4 سم ويكون قد بدء في النمو إلى منطقة مجاورة.
  • المرحلة الرابعة: يكون الورم أكبر من 4 سم حيث يكون قد بدء بالانتشار في الحنجرة وتعداها حتى وصل إلى عقدة ليمفاوية واحدة.
  • المرحلة الخامسة: يكون الورم قد زاد في الغدد الليمفاوية أو إلى الأعضاء البعيدة من الجسم.

اقرأ أيضًا: اعراض سرطان الحنجرة والحلق

علاج سرطان الحنجرة

عندما كنت أحكي قصتي مع سرطان الحنجرة قد أوضحت أنني قد خضعت إلى العلاج الإشعاعي وكذلك الكيميائي ولكن لا يعني هذا أن كل مريض بسرطان الحنجرة يعالج بنفس العلاج وإنما يحدد الطبيب العلاج المناسب لكل حالة وفقًا لعمرها وحالتها الصحية كذلك يتحدد بناءً على المرحلة التي قد وصل لها الورم.

لذلك دعونا نتعرف أكثر على طرق علاج سرطان الحنجرة ليكون لدى الكثيرين الوعي الكافي ومعرفة الطريق الذين سوف يسيرون به حتى الوصول لنقطة الشفاء وذلك فيما يلي:

1- العلاج بالجراحة

غالبًا ما يتم العلاج بالتدخل الجراحي عندما يكون الورم في مرحلة مبكرة وفي هذا الوقت من الممكن أن يقوم الطبيب بعمل إحدى الجراحات التالية:

  • الجراحة بالمنظار حيث يستأصل الورم دون أن يقوم بشق جراحي.
  • استئصال جزء من الحنجرة.
  • استئصال الحنجرة بالكامل.

إن الخضوع للجراحة لا يعني انتهاء العلاج في كثير من الأحيان وإنما يخضع المريض بعد ذلك لأحد طرق العلاج الأخرى للقضاء على ما تبقى من ورم أو لمنع نموه وذلك ما يُحدده الطبيب بعد متابعة الحالة وفحصها.

2- العلاج الإشعاعي

يخضع المريض للعلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية الموجودة في جسمه وينبغي أن نوضح أنه يمكن أن تقتصر خطة العلاج على الإشعاع وذلك إذا كان الورم في مرحلة مبكرة وقد يُستخدَم كعلاج مكمل بعد خضوع المريض للجراحة وتكون هذه الطريقة في العلاج باستخدام أحزمة من الإشعاع عالي الطاقة.

3- العلاج الكيميائي

تتم هذه الطريقة في العلاج عن طريق تلقي الحالة لبعض العقاقير التي من شأنها أن تقضي على الحمض النووي للخلايا السرطانية وبالتالي توقف نموها وتكاثرها ويحدد الطبيب هذه العقاقير بناءً على حجم السرطان والمرحلة التي وصل لها.

كذلك من الممكن أن يجعل الطبيب الحالة تخضع إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي قبل الجراحة لإنقاص حجم الورم ليكون استئصاله سهل، ويتم استخدام العلاج الكيميائي في المراحل المتقدمة من سرطان الحنجرة أو عند رجوع السرطان إلى المريض بعد شفائه منه.

من الأعراض الجانبية الشائعة التي يسببها العلاج الكيميائي التقيؤ لذلك يصف الطبيب مع العلاج الكيميائي بعض العقاقير المضادة للتقيؤ.

4- العلاج البيولوجي

يخضع لهذا العلاج المرضى الذين يعالجون بالعلاج الإشعاعي ولا يستطيعون أن يخضعوا للعلاج الكيميائي وذلك لأن العلاج البيولوجي يعمل أيضًا على وقف نمو الخلايا السرطانية وعادةً ما يتم استخدامه مع مرضى الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى والقلب.

كذلك من الممكن أن يجمع الطبيب بين العلاج الكيميائي والبيولوجي إذا استدعت حالة المريض لذلك وكان يعاني من سرطان الحنجرة في مرحلة متقدمة.

اقرأ أيضًا: اعراض سرطان الحنجرة المبكر

طرق الوقاية من سرطان الحنجرة

بما أنني قد حكيت لكم قصتي مع سرطان الحنجرة فسألت طبيبي عن طرق الوقاية من هذا المرض حتى يتعين عليَ نقلها لكم ليستفيد منها أكبر عدد ممكن ويحاول قدر الإمكان أن يتجنب المرور بهذه الأزمة، وذلك فيما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين نهائيًا والجلوس مع المدخنين لعدم التعرض إلى ما يعرف بالتدخين السلبي.
  • اتباع نظام غذائي متكامل يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة كمضادات الأكسدة التي لها دور كبير في مقاومة الأمراض وكذلك الفيتامينات والمعادن.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومستمر حيث تعمل الرياضة على تنشيط الدورة الدموية وبالتالي فإنها تنشط جهاز المناعة.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية.
  • عدم التعرض إلى المواد السامة أو الكيميائية.

إن قصتي مع سرطان الحنجرة أثرت في حياتي ومن خلال مروري بهذه الرحلة الطويلة يجدر بي أن أوضح سرعة التوجه إلى الطبيب عند الشعور بأي عرض غريب.

قد يعجبك أيضًا