هل أسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ؟

هل أسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ؟ هل الزواج قدر أم اختيار؟ وإذا كان قدراً هل يعنى هذا أن لا إرادة لنا في اختيار من نتزوج؟ هل يتنافى الأيمان بالقضاء والقدر كجزء من عقيدة المسلم مع الأخذ بالأسباب؟ كل هذا وأكثر سنشرحه تفصيلياً في المقال التالي عبر موقع زيادة.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: وجعل بينكم مودة ورحمة والزوج والزوجة في القرآن الكريم

هل أسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ؟

هل اسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ؟

  • مما لا شك فيه أن كل ما يقع في الكون فهو مكتوب عند الله عز وجل في اللوح المحفوظ على الصفة التي وقع عليها بلا تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا نقصان.
  • وما من شيء إلا واقع على حسب ما قدر الله سبحانه وتعالى فقد قال تعالى: (وأن الله أحاط بكل شيء علماً) الآية رقم 12 من سورة الطلاق.
  • ومن ضمن هذه الأشياء اسم الزوج والزوجة وموعد الزواج وهل سيستمر أم لا، وسنسوق لكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.

كما أدعوك للتعرف على: هل يجوز التجرد من الثياب وقت الممارسة الزوجية بدون أي غطاء؟

الأدلة من الكتاب والسنة

يوجد الكثير من الأدلة على أن كل شيء مقدر ومكتوب علينا قبل أن نولد كذلك اسم أزواجنا وأعمارنا وعدد أبناؤنا، فيوجد العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على أن اسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ ومن هذه الأدلة ما يلي:

1.  الأدلة من القرآن الكريم

من الأدلة من القرآن الكريم على أن اسم أزواجنا وكل شيء في حياتنا مكتوب في اللوح المحفوظ ما يلي:

قول الله تعالى: (وإن كل شئ خلقناه بمقدار).

وقوله أيضًا: (الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكلُ شيء عنده بمقدار). سورة الرعد الآية 8.

  • وكذلك قول الله تعالى في سورة هود في الآية 6:

(وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتابٍ مبين).

  • الآية 2 من سورة الفرقان في قوله تعالى:

(وخلق كل شيء فقدره تقديراً).

  • كذلك في سورة النمل الآية 75 قال تعالى:

(وكل شيء أحصيناه في إمام مبين).

2.  الأدلة من الحديث الشريف

ومن الأدلة على أن الأقدار محفوظة باللوح ومكتوبة علينا من السنة النبوية ما يلي:

  • قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عن مسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قالا:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء).

  • كذلك ما رواه الإمامين البخاري ومسلم، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن امه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك.

ثم يكون مضغطه مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات:

بكتب رزقه وأجله وعمله، وشقىٌ أو سعيد، فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا زراع.

فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع.

فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).

 

أنواع القدر

بعد أن عرفنا إجابة السؤال هل اسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ، بالأدلة من القرآن والسنة، سنتعرف على القدر وأنواعه وهما كما يلي:

1.  قدر مطلق أو مبرم

القدر المطلق أو القدر المبرم يعني:

  • القدر المكتوب في اللوح المحفوظ (أم الكتاب أو الإمام المبين أو الكتاب المبين) يعلمه الله وحده ولا يطلع عليه غيره سبحانه.

قال تعالى: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين).

  • فالله بعلمه الواسع المطلق يعلم مآلات أمور الخلائق ودعائهم وإذا كان دعاءهم سيغلب قدرهم أم لا وأعمالهم وما ستستقر عليه خياراتهم فأمر القلم بكتابتها على اللوح المحفوظ قبل الخلق.
  • وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد).

  • وهو مثبت في اللوح لا يمكن تغييره ولا محوه.

قال تعالى: (ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد).

2.  قدر معلق أو مقيد

أما النوع الثاني من القدر فهو القدر المعلق أو القدر المقيد ويعني:

  • القدر المكتوب في صحف أو كتب الملائكة ويكون قابلاً للتغيير وقد يرده الدعاء.
  • ولكي نفهم أكثر علينا أن نتدبر في:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يُبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).

  • وكأن المعنى: انظروا يا ملائكتي إلى عبدي إذا وصل الرحم فزيدوه من العمر كذا وكذا فإذا وصل زادوه ولكن الله يعلم إلى ما ستنتهي به أمور الخلائق وما سيصدر منهم وأثبت ذلك في أم الكتاب وهذا إمضاءا

لقوله تعالى: (لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).

  • بمعنى أن بسط الرزق هنا قدر معلق على صلة الرحم أي يتوقف على اختيار الإنسان إن كان سيصله أم لا وهذا ما لا يعلمه الملك وبالتالي يمكن تغيير ما يكتب، أما النتيجة النهائية لاختياره يعلمها الله مسبقاً وكتبها باللوح المحفوظ قبل بدء الخلق فهي قدر مطلق لا يتغير.
  • والقدر المعلق يمكن تغييره بالدعاء أو الصدقة وقد أورد البعض في سندهم:

قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

وأورد آخرون قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء والقضاء يعتلجان بين السماء والأرض).

  • وقال فريق من أهل العلم أن القدر يتغير إلا الآجال فإنها لا تتغير لقوله تعالى:

(لكل أجل كتاب).

  • وكما معروف فإن روح العبادة هو الدعاء، وهناك مواقيت لإجابة الدعاء يجب أن يتحراها العبد المؤمن كما في شهر رمضان خاصة ليلة القدر فهي ليلة أعظم من ألف شهر،ويوم الجمعة، وبين الآذان والإقامة، وكذلك الثلث الأخير من الليل.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: الخطبة والزواج في الإسلام وشروطها وأركانها وحقوق الزوج والزوجة

هل الزواج قدر معلق أم مطلق؟

هل الزواج قدر معلق أم مطلق؟

بعد أن تعرفنا على أنواع القدر وأنه يوجد قدر مطلق وقدر معلق بالدعاء فإلى أي قدر ينتمي الزواج:

  • الزواج قدر معلق على اختياراتنا ودعائنا مطلق لعلمه سبحانه بالنتائج وإذا كنا سندعو ونأخذ بالأسباب أم لا فيكتب من ومتى وكيف نتزوج في اللوح المحفوظ.
  • فإذا اتفق ما كتب في كلا من الصحف واللوح المحفوظ وقع القدر وإن لم يتفق تغير ما في الصحف ليقع ما في اللوح لا محالة.
  • إذاً فإجابة سؤال هل اسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ؟ هي نعم.
  • ولكن هل هذا يعنى أن لا إرادة للإنسان في اختيار شريك حياته؟ بالطبع لا فمع علمنا أن الأقدار مكتوبة وأن الأرزاق مكتوبة لكننا مع ذلك نسعى ونأخذ بالأسباب كما أمرنا الله.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).

  • ودعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العمل وعدم التواكل والتحجج بالقدر.

فقال: (ما منكم من أحد إلا وقد عُلم مقعده من الجنة ومقعده من النار، قالوا: يا رسول الله، أفلا ندع العمل ونتكِل على الكتاب؟ فقال: لا، اعملوا فكلٌ ميسر لما خُلِق له، أما أهل السعادة فييسروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسروا لعمل أهل الشقاوة).

  • لذا فالأخذ بالأسباب والدعاء واجب على كل إنسان وكذلك بذل ما بوسعه لاختيار زوج صالح أو زوجة صالحة، وقد وضح الشرع أسس الاختيار الصحيح.

فقال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فأظفر بذات الدين تربت يداك).

وقال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).

يمكنك التعرف على المزيد عبر: ماذا يقال في عقد الزواج؟ وحقوق الزوج والزوجة في الدين الإسلامي وشروطه

عرفنا هل أسم الزوج والزوجة مكتوب في اللوح المحفوظ نعم فهو مكتوب ولكن يوجد نوعان من القدر وهما القدر المطلق والقدر المعلق، وكما عرفنا أنه لا راد لقضاء الله إلا رحمة الله سبحانه وتعالى والدعاء، فالدعاء هو الشيء الوحيد القادر على تغيير وتبديل الأقدار.

قد يعجبك أيضًا