طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين

هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين في الشريعة الإسلامية أم لا؟ حيث وضع الله أحكامه لكي تستقيم بها في الحياة، لكن في بعض الأحيان يختلط الأمر على النساء في المفاضلة بين طاعة الوالدين وطاعة الزوج، حيث إن بعض النساء لا تعرف أيهما واجب تقديمه، لذلك في هذا الموضوع يقدم لكم موقع زيادة كل ما يتعلق بطاعة الوالدين وطاعة الزوج وأيهما أوجب تقديمه.

طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين

قام الرسول بالتوصية على طاعة الزوجة لزوجها وكذلك بر الوالدين، ولكن ترغب الكثير من النساء في معرفة أيهما يجب تفضيله عن الآخر، مما لا شك فيه أن للزوج حقوق على زوجته ومن ضمن هذه الحقوق الطاعة، وكذلك للمرأة واجبات تجاه والديها لذلك قد يحتار البعض في الأمر ولكن الإسلام قام بفض النزاع ووضع الأحكام والضوابط التي تدل كل مسلم ومسلمة.

قد أقر القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية على الحق المؤكد للزوج على الزوجة وقد أمرها الإسلام بطاعته وبسبب أهمية طاعة الزوجة لزوجها قد قدم الله طاعة الزوج على طاعة الوالدين وكذلك إخوانها، حيث إنه جنتها ونارها، قال تعالى:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم”.

كما جاء الحديث الشريف عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ)، مما يدل على أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، وهذا لا يعني أن طاعة الوالدين غير مهمة ولكن طالما كانت المرأة في حكم زوجها فإن واجب طاعته مقدمة.

اقرأ أيضًا: متى تسقط طاعة الزوج

واجبات الزوجة لزوجها في الإسلام

حلل الله حق قوامة الرجل على زوجته وذلك من خلال رعايتها وتقديم النصائح لها وأمرها بالمعروف فهو يعتبر الوالي المسؤول عنها، قد خلق الله الرجل بسمات عقلية وجسمانية تسهل عليه القيام بمثل هذا الدور، بالإضافة إلى أن جعل الله حقوقًا مالية عند الزوج ولكن في المقابل على الزوجة أن تقدم الطاعة لزوجها وتؤدي ما عليها من واجبات، التي لا تتعارض مع الشرع والإسلام.

إن حقوق الزوج على زوجته هي ما تضمن الحياة الزوجية السليمة والعلاقة الصحية بينهما لضمان الحياة الكريمة والآمنة، والتزام الزوجة بواجباتها تجاه زوجها هي عماد الأسرة الصالحة المتماسكة وفيما يلي حقوق الزوج على زوجته:

  • إمتاع الزوج: أجاز الشرع حق استمتاع الرجل بزوجته لذلك ينبغي على الزوجة أن تتيح نفسها له في حالة أنه طلب ذلك، ويجدر الإشارة إلى أن المرأة إذا تمنعت على زوجها فإنها تخالف الشرع وتقع في المحظور إلا في حالة أن المانع شرعيًا مثل أن تكون الزوجة حائض.
  • استئذان الزوج: في حالة أن الزوج يكره دخول بعض الأشخاص إلى بيته فعلى الزوج ألا تدخل إلى بيتها من يكرهه زوجها أو تتجه إلى طلب الإذن منه إلى جانب عدم الذهاب خارج المنزل بدون إذن زوجها حيث إن الإسلام مكن الزوج من منع زوجته من الخروج من منزل الزوجية، في حالة أن خروجها ليس ضروري أو واجب.
  • حفظ الأسرار: ينبغي على الزوجة أن تحفظ أسرار زوجها وبالتالي أسرار بيتها وتجنب كثرة الشكوى إلى أهل الزوج أو أهلها في حال أن ضاقت عليها المعيشة ولم يتمكن الزوج من الإنفاق عليها بسبب ضيقة مادية، في هذه الحالة يجب أن تكون الزوجة ملجأ زوجها وبئر أسراره.
  • تأديب الزوج لزوجته: حلل الشرع للزوج تأديب زوجته في حالة أنها فعتت أمر يعصي أوامر الله، ويكون هذا التأديب في شكل نصائح في الأول ومن ثم بالهجر في حالة أنها لم تتعظ وأخيرًا بالضرب إن لم تتعظ، وذلك طبقًا لأوامر الله وشريعة الإسلام.
  • خدمة الزوج: فرض الإسلام على الزوجة خدمة زوجها بنية سالمة لله وبالمعروف حيث إن ذلك لا يكون في هيئة استعباد وإنما أمر الإسلام بخدمة الزوج في قدر المستطاع وبما لا يحقر من شأنها ولا يحط من قيمتها أو كرامتها، كما أمر رسول الله بمساعدة الزوجة في مهام المنزل لتخفيف الضغط من عليها.

اقرأ أيضًا: هل تجب طاعة الزوج في كل شيء

حدود طاعة الزوجة لزوجها

قد أشار الإسلام والشرعية الإسلامية إلى أن الطاعة الزوجية مثلها كمثل الطاعة بين باقي العباد والعلاقات الأخرى حيث إنها تكون بما يرضي ويتبع حكم الله، فعلى الرغم من أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين إلا أن هذه الطاعة ليست بالطاعة المطلقة، بل هناك العديد من الأمور التي إن وجدت سقطت طاعة الزوجة لزوجها:

  • تقصير الزوج في إعطاء زوجته كافة حقوقها من ضمنها المعاملة الحسنة، وعليه فإلا تكون طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين.
  • في حالة عدم توفير الزوج المسكن الشرعي الملائم للحياة الزوجية، أحل الشرع عدم طاعة الزوج في هذه الحالة.
  • في حالة قيام الزوج بإلحاق الضرر لزوجته فمن الممكن أن يسقط حق طاعة الزوجة لزوجها.
  • في حالة عدم دفع الزوج مهر الزوجة، يسقط حقه في طاعة زوجته له.

حكمة الإسلام في طاعة الزوجة لزوجها

تعتبر طاعة الزوجة لزوجها أمر مفروغ منه وذلك من منطلق محاولة إرضاء شخص محبوب لقلب الزوجة، من الواجب أن يشعرها هذا بنوع من الراحة النفسية والفرحة بسبب إرضائها لمن تحب، وفي حالة إن الطاعة أُخذت في إطار المحبة والمودة والمعاملة الحسنة التي أمر بها الإسلام، فسوف تكون العامل الأساسي في استمرار الأسرة.

في حالة عدم وجود طاعة الزوجة لزوجها فإن هذا سيكون أول عامل في هدم أساس الأسرة، أحكام الشريعة والآيات القرآنية التي وردت عن الطاعة تحدثت من منطلق ضرورة الطاعة الزوجية وذلك لضمان عدم التشتت والتفرق في الأسرة الذي يؤدي إلى هلاكها.

حرص الإسلام على طاعة الزوجة لزوجها وذلك لضمان بناء سليم للأسرة والمجتمع، فيما يلي نوضع أسباب أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والحكمة في الإسلام من تعظيم حق الزوج:

  • تحميل المسؤوليات للزوج: قبل زواج المرأة وعندما يكون الوالدان هما المسؤولان عن النفقة والكسوة وتربية وتعليم المرأة فكان الحق الأعظم للطاعة من نصيبهم ولكن بعد الزواج تصبح المرأة في عصمة زوجها مما يعني أن صار أمر الإطعام والسكن والنفقة على الزوج لذلك كان حقه مقدمًا على طاعة الوالدين.
  • تجنب عاطفية الزوجة: تعتبر المرأة الركن الأساسي في تكوين الأسرة، ولكن بسبب طابع المرأة العاطفي وتأثر مشاعرها بشكل سريع، فجاءت حكمة الله بأن يكون الزوج أولى بالطاعة وذلك لحفظ كيان الأسرة والأولاد من خلال توحيد جهة القيادة وكذلك الطاعة وذلك عن طريق تعظيم حقوق الزوج.
  • الاستقرار العاطفي للزوجة: بما أن الزوج هو المسؤول الأول عن الاستقرار العاطفي لزوجته وكذلك الإشباع المادي والمعنوي فقد جاء جزاؤه تعظيم حقوقه على زوجته.

اقرأ أيضًا: حديث عن طاعة الزوجة لزوجها

شروط طاعة الزوجة

يتواجد في الإسلام سلسلة من الشروط الواجبة على الزوج لكي يراعيها في طاعة الزوجة له، وفيما يلي أبرز هذه الشروط:

  • ألا يأمر الزوج زوجته بطاعته إلا فيما شرع الله له بالإضافة إلى حرصه على ألا يضيق عليها في طاعته من خلال ألا يأمرها بما قد يؤذيها.
  • ألا يستغل طاعتها له لكي يقلل من شأنها أو يحقرها أو يهين كرامتها ولكن يبادلها الطاعة في أهم الأمور ويستشيرها في أموره ويعاملها معاملة حسنة.
  • يلتزم بما فرضه الله من واجبات زوجته عليه حيث لا يأمرها بفعل ما لا تقدر على فعله، قال الله-تعالى-: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.

تعتبر طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين وذلك بسبب أن تلبية مطالب الزوج من قبل زوجته يعبر عن الحب والسعادة مما يؤدي إلى استقرار الأسرة وتجنب هدمها.

قد يعجبك أيضًا