شعر غزل فاحش في وصف جسد المرأة جاهلي

صور قصائد شعر غزل فاحش في وصف جسد المرأة جاهلي من أكثر الصور الشائعة لهذا الفن، حيث كان هذا الغرض الشعري من أهم وأشهر أغراض الشعر في هذه الفترة من الزمان بالرغم من كونه ليس بالأمر الجيد ولا يمت للفضيلة والشرف بصلة، وسنتحدث عن هذه القصائد عبر موقع زيادة.

شعر غزل فاحش في وصف جسد المرأة جاهلي

لقد تعددت أغراض وألوان الشعر العربي منذ قديم الأزل، وتحديدًا منذ بداية العصر الجاهلي، وهو السابق لعصر الإسلام مباشرة، وكان عرب الجاهلية يتمتعون بفصاحة لسان وجزالة ألفاظ لا مثيل لها عند أي من الأقوام من قبلهم، ولا حتى من بعدهم، ولكن لا يعني رقيهم ومنزلتهم العظيمة في قوة اللغة وتفردها أنهم كانوا من الفئة المحافظة الملتزمة.

بل في الحقيقة كان شعراء العرب في هذا العصر لا يتركون لونًا ولا غرضًا في الشعر إلا وأبدعوا بالنظم فيه، حتى وإن كان الغرض سيئا بذيئًا لا يراعي حدود الأدب والنخوة والاحتشام.

الدليل على ذلك ما لا يزال موجودًا من آثارهم الشعرية في وقتنا الحالي في شعر غزل فاحش في وصف جسد المرأة جاهلي، وتوجد العديد من نماذج شعر غزل فاحش في وصف جسد المرأة جاهلي، مثل:

1- قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

يتعجب البعض حينما يعرفون أن قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول من نظم الشاعر كعب بن زهير الذي يعرف أطلق عليه لقب شاعر الرسول، فكيف لشاعر الرسول أن ينطق وينظم مثل تلك الأبيات الفاحشة الخليفة غير اللائقة.

إلا أن الحقيقة هي أن كعب بن زهير قد نظم تلك القصدية في النصف الأول من حياته لكونه من الشعراء المخضرمين الذين عاصروا الحقبتين الجاهلية وصدر الإسلام، وقد قال في هذه القصيدة ما يلي:

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً لا يشتكي قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ

شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

في هذه القصيدة يصف كعب بن زهير فتاة تدعى سعاد ويوضح كم هي جميلة، ومن فرط جمالها إذا ما جاءت أو رحلت يتبدل حال الرجال، ووصف مشيتها بالهيفاء أي المتمايلة ذات الدلال متوسط طول جسمها مما يغري الناظرين إليه، وبسمتها وشفتيها كالراح أي حلوى الملبن والتي تجعل الرجال يشتهونها.

اقرأ أيضًا: ابيات شعر غزل قصيرة

2- قصيدة عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار

نظم النابغة الذبياني شعر غزل فاحش في وصف جسد المرأة جاهلي، فهو واحد من أمهر وأبلغ شعراء عصر الجاهلية على الإطلاق ولقد تفنن في نظم العديد من قصائد الشعر بمختلف أغراضه وألوانه، إلا أنه كان متفردًا بغرض الاعتذار، المدح والغزل الصريح ونظم فيه الكثير والكثير من القصائد، مثل:

بَيضاءُ كَالشَمسِ وافَت يَومَ أَسعَدِها    لَم تُؤذِ أَهلاً وَلَم تُفحِش عَلى جارِ

تَلوثُ بَعدَ اِفتِضالِ البُردِ مِئزَرَها    لَوثاً عَلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ الهاري

وَالطيبُ يَزدادُ طيباً أَن يَكونَ بِها      في جيدِ واضِحَةِ الخَدَّينِ مِعطارِ

تَسقي الضَجيعَ إِذا اِستَسقى بِذي أَشَرٍ    عَذبِ المَذاقَةِ بَعدَ النَومِ مِخمارِ

كَأَنَّ مَشمولَةً صِرفاً بِريقَتِها       مِن بَعدِ رَقدَتِها أَو شَهدَ مُشتارِ

أَقولُ وَالنَجمُ قَد مالَت أَواخِرُهُ         إِلى المَغيبِ تَثَبَّت نَظرَةً حارِ

أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ رَأى بَصَري      أَم وَجهُ نُعمٍ بَدا لي أَم سَنا نارِ

دأب النابغة الذبياني كدأب غالبية شعراء الجاهلية الذين عرفوا بكسر قيود الأدب والوقار في الشعر، فكان متبجحًا كمعظمهم وهذا ما اتضح لنا في أبيات هذه القصيدة التي تفنن فيها بوصف أجزاء حسية من جسد المرأة، وفعله وتأثيره على الرجل الذي يجامع بائعات الهوى.

كما أن شعراء الجاهلية كانوا يهيمون في عشق صدر ونهد المرأة لذا كانوا يجعلون منه مفتاحًا لتكوين الصورة الجنسية في القصيدة كي تتجاوز حدود العالم الحسي، فكانوا يصفون النهد بالرمان في الاستدارة وصفائه بحق العاج وبياضه بالمرمر الناصع مثلما فعل الذبياني في هذه القصيدة.

اقرأ أيضًا: شعر غزل فصيح

3- قصيدة ودع هريرة إن الركب مرتحل

كان الأعشى من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي، وقد لقب بهذا الاسم لأن نظره كان ضعيفًا أو بالكاد يرى حتى عمي تمامًا في نهاية عمره، فيعد الأعشى من الشعراء المخضرمين الذين عاصروا الجاهلية، والإسلام إلا أنه لم يسلم، وكان من الشعراء البارعين في النظم بجميع الأغراض وعلى رأسها الغزل الصريح وله بهذا الغرض العديد من القصائد مثل:

وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ             وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ

غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها    تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ

كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها              مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت        كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

في هذه الأبيات يخاطب الأعشى الرجال عن امرأة تدعى هريرة، أو شبهها هو بالهريرة الصغيرة سائلًا إياهم باستنكار هل يطيقون رحيلها، ويتغزل بتفاصيل جسمها التي وصفها بالمصقولة ووصف مشيتها بالمتمايلة المثيرة للرجال لا هي بسريعة ولا بطيئة.

الغزل الصريح في العصر الجاهلي

إن شعر الغزل الفاحش أو الإباحي هو نفسه الغزل الصريح الذي تناول وصف مفاتن المرأة الحسية مع الطرف عن محاسنها الجوهرية، وهي على النقيض تمامًا من الغزل الصريح وغزل الحب العذري الطاهر، فكان هذا الغرض من الشعر سائدًا في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وكان من يتغنون به من الشعراء يفخرون به.

لا يوجد واحد من شعراء الجاهلية يمكننا القول بأنه تخصص في شعره فقط بالغزل الصريح، بل نجد تقريبًا أن كل واحد من شعراء هذه الحقبة الزمنية له العديد من القصائد التي تناولت هذا الغرض، وكان الغزل الفاحش منصب كله على الأفكار الإباحية الدنيئة والرذيلة والزنا والعهر الذي اتسم به هذا العصر المظلم من تاريخ العرب.

حينما نزل الإسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بشبه الجزيرة العربية أمر الناس بعدم الاستماع إلى شعر الغزل الصريح أو ترديده، ولقد جهر بحسم وحزم بتحريم الإسلام لهذا اللون والغرض من الشعر ونهى عنه وحتى وقتنا الحالي هو من المحرمات.

اقرأ أيضًا: قصائد عمر بن أبي ربيعة الغزل الإباحي

رائد شعر المجون في العصر الجاهلي

لكل لون أو غرض من الشعر في حقبة زمنية معينة شخصًا كان يتميز فيه أو كان راعيًا رسميًا له ومتفردًا فيه دونًا عن غيره، وهذا الأمر ينطبق على العصر الجاهلي الذي كان امرؤ القيس هو أكبر رموزه، فلقد كان هو زعيم الشعراء الجاهليين في عصره ويتمتع بمكانة كبيرة بين الناس.

امرؤ القيس شب وترعرع في حياة مترفة لأن أبوه كان ملكًا وكانت القبيلة التي ينتمي إليها من أهم وأقوى القبائل في شبه الجزيرة العربية آنذاك، ولكنه يختلف عن سائر شعراء هذا العصر بكون غالبية قصائده كان منصبة على هذا الغرض، ومن بين أجرأ قصائده تلك:

قصيدة لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر

تعد قصيدة لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر من أهم وأشهر قصائد امرؤ القيس، وقد كانت تدرس في المدارس الشعرية القديمة لكي يتعلم الدارسون والمتعمقين في الشعر، كيف كان الشاعر الجاهلي قادر على تطويع الألفاظ القوية الراقية من أجل استخدامها في الغزل الصريح.

أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى   وَليداً وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر

إِذا ذُقتُ فاهاً قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ    مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر

هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ     لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر

إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُم    نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر

كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ     مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر

يصف الشاعر في هذه القصيدة واحدة من مفاتن المرأة الحسية التي تلهب شهوة الرجال فيها وهي الشفاه، ويحاول وصف جمالها متخيلًا نفسها يلتقطها لكي يتذوقها ووصفها بأنها مؤكد لا مثيل لها وليست كشفاه الكثير من النساء أو حتى مما اعتاد هو عليه منهن.

كان من الخير أن حرم الإسلام هذا اللون من الشعر، ولكن مع الأسف هناك العديد من الشعراء حتى بعد نزول الإسلام وحتى وقتنا الحالي لا يزالون يتفننون في كتابة هذا الغرض.

قد يعجبك أيضًا