متى وقعت معركة حطين

متى وقعت معركة حطين؟ وأين حدثت؟ تعد معركة حطين من أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي والتي لابد أن ترد إلى ذهنك إذا تحدث أحدهم عن إنجازات الناصر صلاح الدين الأيوبي. ويفخر المسلمون في كل مكان بذكرها وكيف نصرهم الله على أعدائه الذين قاموا بالكثير من الأشياء القاسية والمنافية لمبادئ الإنسانية، لذا ومن خلال موقع زيادة سنعرض متى وقعت معركة حطين.

متى وقعت معركة حطين؟

لابد لك كشخص عربي أن تعرف جيدا كل ما يخص المعارك التي قاوم العرب بها جيوش الغرب وأعماله المنافية لمبادئهم ومن أشهرها بالطبع معركة حطين والتي قام بها الناصر صلاح الدين لأسباب عديدة وقدم بها الكثير والكثير من الخدمات للإسلام والمسلمون ولأي عربي في أنحاء المعمورة.

وقعت معركة حطين في (عام 583هـ) وبالتحديد في (يوم السبت الموافق 14 من ربيع الآخر) وهو تاريخ هام جدا في تاريخ الإسلام وفى تاريخ شعوبنا العربية بالتأكيد فعليك عزيزي أن تحتفظ به في ذاكرتك جيدًا.

اقرأ أيضًا: معركة قادها صلاح الدين ضد الصليبيين في بلاد الشام

أين تقع حطين؟

تقع حطين القرية العربية الفلسطينية الشهيرة في غرب طبرية وتبعد حطين عن طبرية 9 كيلو متر غربا.

كانت حطين على أتصال بالسهول الواقعة في منطقة الجليل الأدنى، ونعرف أن حطين الفلسطينية تقع على ارتفاع (مائة إلى مائة وخمسة وعشرون متر) عن سطح الأرض.

كما يذكر البعض عن تلك القرية حيث وقعت معركة حطين أن بها مكان قبر النبي شعيب عليه السلام والله أعلم.

ما هي معركة حطين؟

معركة حطين هي معركة شهيرة قامت بقيادة الناصر صلاح الدين ووقعت معركة حطين في العام 583 من الهجرة في ربيع الأول.

نعرف أن حطين هي منطقة واقعة بين كل من مدينة عكا ومدينة طبرية.

كانت معركة حطين والتي اتخذت نفس أسم القرية التي وقعت بها هي البداية لتحقيق إنجازات مدوية الصدى للمسلمين كفتح بيت المقدس والقضاء على الصليبين بها.

من أهم إنجازات معركة حطين أيضا هو القضاء على الصليبين ببلاد الشام.

أسباب وقوع معركة حطين

استمرارا لما ذكرناه بينما كنا نجيب عن السؤال متى وقعت معركة حطين؟ فجدير بالذكر التعرض إلى أسباب وقوع تلك المعركة، وهي كالاتي:

  • قيام صاحب الكرك ويدعى أرناط بالهجوم على قافلة كانت متجهة من مدينة القاهرة إلى الشام حيث أسر كل من بها وسلب جميع الأموال واستولى على كل ما وجده.

لذلك طالبه صلاح الدين بالإفراج عن رجال القافلة وأن يرجع لهم كل ما أخذه من أموال وبضائع فلم يستمع له بل تجرأ وتهكم وقال (قولوا لمحمد أن يخلصكم) فغضب صلاح الدين جدًا وحلف أن يجعله يندم عن فعلته وما تهكم به من القول.

  • هجوم أرناط كذلك (في عام 582 هجريا) على قافلة حجاج كانت تتجه عبر بلاده إلى مكة المكرمة حيث قام بالاستيلاء على كل ما وجده بها وأسر جميع الأشخاص ورفض كذلك طلب القائد صلاح الدين بإرجاع أموالهم وفك أسرهم فعزم على الحرب وبدء بالاستعداد لها.
  • حماية جميع الحجاج الذين يمرون بالكرك في طريقهم إلى مكة المكرمة بهدف الحج
  • كذلك وجد صلاح الدين أن الصليبين ينقضون عهدهم معه والصلح الذي كان بينهم بمهاجمتهم قوافل التجار والحجاج ففض صلاح الدين السلام وعزم على حرب وبدأ بتوحيد صفوف الجيوش المصرية والشامية وتدريبهم للحرب.

ما قبل معركة حطين

كان القائد صلاح الدين يدرب جيوشه لمدة حوالي سبعة عشر عام لتلك المعركة والتي كانت ضد الصليبين.

حيث قام بإرسال دعوة للجهاد ومحاربة الصليبين إلى جيوش مصر والتي كان يقودها العادل وهو شقيق صلاح الدين كما أرسل أيضًا إلى الجيوش بالشام وبالجزيرة والتي كان يقودها الملك الأفضل وهو ابن صلاح الدين.

بذلك وحد صلاح الدين بلاد الشام والعراق والجزيرة ومصر تحت قيادته.

كان صلاح الدين قبل المعركة مقيمًا في الجهة الجنوبية من بحيرة طبرية في الأقحوانة وكان ذلك لمدة 5 أيام، ثم ارتحل غربًا إلى الصنبرة وهي قرية تقع في منطقة التلال قريبًا من بحيرة طبرية.

لم يشتبك صلاح الدين مع الجيوش الصليبية رغم نيته لذلك حتى يثير تحفزهم حتى يقوموا بالزحف تجاهه وهذا ما تم بالفعل حيث أمر قائدهم لوزنيان أن يترك الجنود مركزهم في صفورية وكانت أعداد جيوشهم تتخطى ال 50 ألف رجلًا.

باكرا في صباح الجمعة والموافق (23من شهر ربيع الأخر و2 من شهر يوليو) تحركت جيوش الصليبين بالفعل كان يتقدم جيوش الأعداء القائد ريموند الثالث حيث أن الجيوش كانت تجتاز الأمارة التي يحكمها.

اقرأ أيضًا: لقب اطلق على صلاح الدين الايوبي

أحداث معركة حطين بالترتيب

وقعت معركة حطين والتي قادها القائد العظيم والذي لقب بلقب الناصر نظرًا لما حققه من نصر عظيم في تلك المعركة وفيما يلي سنتناول كيف بدأت المعركة وسنتحدث عن ترتيب أحداثها بالتفصيل:

  • كان الصليبيون قد سيطروا على بيت المقدس وكثير من الأمارات من وقت طويل، وفي نهايات شهر محرم في عام 583 هجريا تجمعت الجيوش الأيوبية تحت قيادة قائدهم المغوار صلاح الدين وكان عددهم 12000 فارسًا.
  • كانت الجيوش الصليبية قد تجمعت في صفورية حيث توجد مصادر المياه العذبة بكثرة للشرب ويوجد سبيل للحصول على المؤن عن طريق البحر من خلفهم إذا ما تم حصارهم عن طريق البر وكذلك وجود مراعي خضراء لإطعام خيولهم.
  • علم صلاح الدين بصعوبة مهاجمتهم في صفورية فاستولى على مدينة طبرية ليدفعهم للمجيء إليه خوفا على القدس من الاحتلال.
  • في يوم السبت الموافق الرابع والعشرون من ربيع الآخر والثالث من يوليو اكتشفت الجيوش الصليبية خطة صلاح الدين للإيقاع بهم حيث وجدوا أنفسهم في حصار بعيدًا جدًا عن أي مصدر مياه صالحة للشرب.
  • بسبب العطش وعدم تواجد ماء نزلت جيوشهم مسرعة إلى حطين وهنا وقعت معركة حطين حيث هاجمت مجموعة من جيوش الصليبين تحت قيادة القائد ريموند الثالث المسلمين بغرض الوصول إلى ينابيع حطين وأبارها وذلك لمحاولة السيطرة على الممر الذي يؤدى إلى تلك القرية الفلسطينية.
  • دارت معركة شرسة حققت فيها جيوش المسلمين نصرًا قويًا على جيوش الصليبيين حيث حاصرهم المسلمون في الممر المؤدي لحطين وحاولوا الهرب لكن دون جدوى حيث قام الرماة برميهم بالنبال كما قام المسلمون بأسر كثير منهم.
  • حاول ريموند الثالث أن يجتمع بجيوشه يجعلها تستعيد قواها لكن بائت محاولته بالفشل حتى فكر في الهرب ونادوا جميعا أن يهرب منهم من يستطيع الهروب لكن حتى الهرب بات مستحيلا.
  • قام ريموند بتكرار محاولات الهرب فاستطاع بالفعل بصنع منفذ لجيوشه عبر المجموعة المقابلة له من المسلمين والتي كان يقودها القائد المسلم تقي الدين عمر.
  • أستطاع ريموند الهرب والوصول إلى صور ثم اتجه منها إلى طرابلس هربا من المسلمين.

ما المشكلات التي واجهت الجيوش الصليبية

لقد واجهت الجيوش الصليبية مشكلات كثيرة في حربهم مع الأيوبيين ومنها التالي:

  • حدوث فوضى وإحباط لجيوشهم وذلك بسبب الانقسام في الأراء حيث رأى بعض قادتهم أن يتقدموا وعارض البعض ذلك التقدم.
  • حرارة الشمس القاسية والتي يعرف بها شهر تموز والتي أصابت الجيوش بالعطش والإرهاق.
  • عدم توفر مياه قريبة صالحة للشرب ليستعيد الجيش نشاطه.
  • طول المسافة حيث بلغ الطريق 16 ميل.
  • الهجمات المفاجئة التي قامت بها جيوش المسلمين.

القبض على صليب الصلبوت

ظل الأعداء يقاتلون حتى بعد قتل الكثير منهم وضعفهم الشديد فأمر صلاح الدين القائد تقي الدين عمر وهو أبن أخيه بأن يهاجم بجيوشه من الخيالة جيوش الأعداء.

في الوقت نفسه قام المسلمون بإشعال النيران في الحشائش الجافة وتعالت النيران ودفعتها الرياح باتجاه الجيش الصليبي حتى بدأ الجيش ينهار تقريبا حيث ضاق عليهم الخناق كثير من النيران والدخان من جهة ومن السيوف التي انهالت عليهم من جهة ومن العطش الشديد لعدم وجود مياه من جهة ثالثة.

حاولت الجيوش الصليبية أو بالحري ما قد تبقى منها مهاجمة المسلمين وتجمعوا حول خيمة ملكهم.

بادرهم المسلمون بالهجوم من فوق التلة وقضوا عليهم بعزم وأنهوا المعركة وأسروا الجميع بما فيهم الملك وأخيه وكذلك القائد رينولد شاتيون وهو صاحب الكرك.

استولى تقي الدين على صليب الصلبوت وكانت هذه ضربة موجعة جدا لجيش الصليبين.

قتل كذلك المسلمون مجموعة من قوات الاسبتارية والداوية.

اقرأ أيضًا: من قائل لولا أن الموت أتاني لجعلت كل الدول الأوروبية إسلامية

صلاح الدين يقتل بيده رينولد شاتيون

ساق المسلمون الأسرى من الصليبين إلى خيمة صلاح الدين حيث أجلس صلاح الدين الملك ورينولد شاتيون على جانبيه وقام بتقديم الشراب المثلج للملك والذي كان سيموت عطشا.

قدم لهم صلاح الدين الطعام حسب مبادئ الضيافة العربية ثم اتجه بنظره إلى شاتيون وقام بتذكيره بكل ما أرتكب في حق المسلمين وما ارتكبه من محرمات تنافى الأخلاق الإسلامية ثم قام بضرب عنقه.

أرتعب الملك شاعرًا أن أجله قادم تاليًا لشاتيون لكن صلاح الدين طمأن الملك قائلا (إن الملك لا يقتل ملكًا، وإنما هذا فإنه تجاوز الحد، فجرى ما جرى).

ماذا فعل صلاح الدين بالأمراء والأسرى؟

قام صلاح الدين بإصدار أوامره بالإبقاء على الأمراء وعدم قتلهم لكنه أمر بقتل رهبان وفرسان الإسبتارية والداوية.

أمر صلاح الدين أيضًا ببيع الفقراء من الأسرى كرقيق في السوق الخاص بذلك وساق المسلمون حسب أوامر قائدهم الأسرى حتى دخلوا بهم مدينة دمشق.

الذهاب إلى بيت المقدس

شعر الصليبين بالذعر إذ أن صلاح الدين أسر كثيرا من قاداتهم وأمرائهم وكبار رجالهم وفرسانهم حتى ملكهم جاي لوزينان قد وقع أسيرًا لدى صلاح الدين.

لم يبقى أمام الجيوش الأيوبية إلا دخول بيت المقدس وإمارة أنطاكية وإمارة طرابلس بعد خسارتهم للجزء الأكبر والأقوى من جيوشهم في حطين.

بدأ صلاح الدين بالاستيلاء على الحصون والمدن والقلاع بسهولة كبيرة وذلك نظرًا لأنه لا يوجد قوات كافية للدفاع عن أي منها.

افتتح صلاح الدين مدينة عكا وقلعة طبرية ومدن الجليل وكذلك المدن الساحلية وكان قد أتاح للأشخاص المقيمون بأي منها سواء في حصن أو مدينة أو غيرها من التي قام بافتتاحها أن يبقوا هناك أو يذهبوا.

فذهب معظمهم إلى مدينة صور وقام بعد ذلك بفتح مدينة عسقلان والتي سيطر على بيت المقدس من جهة البحر.

نتائج معركة حطين

كان هناك كثير من النتائج الجيدة والتي حدثت نتيجة لمعركة حطين نذكر هنا بعضها وهو كالاتي:

  • القيام بتطهير أهم مكان بالنسبة لكل مسلم وهو المسجد الأقصى، وكذلك إرجاع المباني من حوله إلى نفس نظامها القديم الذي عرفت به.
  • تخليص بيت المقدس من الصليبين ورجوعها تحت لواء الإسلام مرة أخرى وكذلك تحرير كثير من مدن فلسطين.
  • التخلص من أرناط الذي كان يقود الفرنجة وقد توفى كذلك البابا يوربان الثالث لما سمع بنبأ وفاة أرناط وكل ما حل بجيوش الصليبين ووقوع بيت المقدس في أيدي الأيوبيين.
  • تغير خريطة التوزيع السياسي حيث فتح صلاح الدين المدن الواقعة يافا وعكا وبيروت وصيدا وعسقلان وجبيل ما عدا مدينة صور.
  • قضى المسلمون على الحركة الاستعمارية الأكبر في تاريخ العصور الوسطى بالقضاء على الصليبين.
  • ارتفاع مكانة صلاح الدين بين المسلمين وبشكل خاص عند أهالي مدينة دمشق والتي كانت تشكل المركز الأساسي لصلاح الدين وأعماله.
  • وضحت معركة حطين أهمية موقع أي مكان من الناحية الجغرافية وثغراته وكيفية استغلالها بشكل صحيح لتحقيق النصر في أي معركة.
  • إن أخلاق صلاح الدين وشهامته وكرمه حتى في معاملته للأعداء والأسرى كان لها دور كبير في دفع أهالي المدن والحصون بعد ذلك إلى الاستسلام له سريعا دون خوض أي معارك أو أدنى مقاومة.

اقرأ أيضًا: أفضل المسلسلات التاريخية على الإطلاق

أهمية معركة حطين

كان لمعركة حطين أهمية كبيرة جدًا حيث نتج عنها استسلام بيت المقدس وعودتها تحت لواء الإسلام على يد صلاح الدين وجيوشه والتي حاصرته من جهتي البحر والبر حتى أستسلم لهم رغما عنه.

كما عملت تلك المعركة على تقوية العلاقات بين بلاد الشام ومصر والعراق والجزيرة بعد قيام صلاح الدين بتوحيدهم تحت قيادته بغرض الاستعداد للحرب مع الجيوش الصليبية.

كان هذا موضوعنا عن متى وقعت معركة حطين وجميع ما أتت به تلك المعركة من نتائج رفعت شأن الإسلام والمسلمين عاليًا وجعلت كل متحدث للعربية فخور بتاريخه ويفخر كثيرًا بالحديث عن إنجازات صلاح الدين في تلك المعركة وبخلقه الراقي في معاملة الجميع حتى ألد أعدائه.

قد يعجبك أيضًا