ما حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا؟

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا يختلف فيه العلماء على قولين، حيث تعد زكاة الفطر واجبة وفقًا للمذاهب الأربعة، لكنهم اختلفوا في جواز إخراجها نقودًا، فقد ذكر أهل العلم إخراج الزكاة كما كان يفعل النبي -صل الله عليه وسلم- .

لذا من خلال موقع زيادة سوف نعرض إليكم ما حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا وفقًا للمذاهب الأربعة في السطور التالية.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهذا وفقًا للمذاهب الفقهية الأربعة، كما أنه يجب على الأب أن يقوم بدفع زكاة الفطر عن أولاده الصغار الذين لا يملكون المال، إذا أمكنه ذلك.

والدليل على أن زكاة الفطر واجبة حديث ابن عمر.

عن ابنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله تعالى عنهما- قال: “فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطر صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا من شَعيرٍ، على العبدِ والحُرِّ، والذَّكرِ والأنثى، والصَّغير والكبيرِ مِنَ المسلمينَ، وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ”. وفي لفظٍ آخَرَ: “فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صدقةَ الفِطرِ صاعًا من شَعيرٍ، أو صاعًا مِن تَمرٍ، على الصَّغيرِ والكبيرِ، والحرِّ والمَملوكِ”.

لكن اختلف العلماء حول إخراج زكاة الفطر فمنهم من يرى أنه يجوز إخراجها نقدًا ومن يرى أنه لا يجوز إخراجها نقدًا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر

الرأي الأول

وهو المنع من إخراج زكاة الفطر نقدًا وفقًا لمذهب الجمهور من المالكية، والحنابلة، والشافعية، واختاره ابن حزم، وقاموا بالاستدلال على ذلك من حديث أبي سعيد الخدري.

عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “كنَّا نُخرِجُها على عَهدِ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صاعًا مِن طعامٍ، وكان طعامُنا التَّمرَ والشَّعيرَ، والزَّبيبَ والأقِط.”

الدليل على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام بفرض الصدقة في أنواع الطعام، وأخرجها هو وأصحابه طعامًا، فمن قام بدفعها نقدًا، فقد ترك ما هو مفروض.

عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: فرَضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ.

حيث يتعين أن تكون زكاة الفطر المفروضة طعامًا لا نقودًا، فإخراج زكاة الفطر غير الطعام يعد مخالفًا لأمر النبي، ويكون غير مقبولًا.

الرأي الثاني

يقول بأنه يجوز أن يتم إخراج زكاة الفطر نقودًا أو غيرها، ويرجع هذا الرأي إلى الإمام أبو حنيفة وأصحابه، والحسن البصري، والخليفة عمر بن عبد العزيز.

حيث أقروا بجواز قيمة زكاة الفطر، وأنه يتم تفضيل النقد عند حاجة الفقير للمال، والقصد من ذلك هو إغناء الفقراء والمساكين من صدقة الفطر، وسد حاجتهم.

رأي ثالث

قال ابن تيميه بأنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا عند المصلحة أو الحاجة، لأن الأصل في إخراجها هو الإطعام، ولا يجب أن يتحول الأصل إلا لضرورة أو لحاجة.

إخراج زكاة الفطر

يجب على كل مسلم ومسلمة إخراج زكاة الفطر، والدليل على ذلك:

عن عمر بن عبد العزيز قال: “أمرَ بزَكاةِ الفطرِ صاعًا من تمرٍ ، أو صاعًا من شعيرٍ قالَ عبدُ اللَّهِ : فجعلَ النَّاسُ عدلَهُ مدَّينِ من حِنطةٍ.”

حديثُ أبي سعيدٍ: “كُنَّا نُخرِجُ في عهدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يَومَ الفِطرِ صاعًا مِن طَعامٍ”.

عندَ البَيْهقيِّ قولُه: “أدُّوا صاعًا مِن طَعامٍ في الفِطرِ”.

عِندَ النَّسائيِّ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ قال وهو يخطُبُ على المِنبَرِ: “صدَقةُ الفِطرِ صاعٌ مِن طَعامٍ.

هذه النصوص من النصوص الصريحة التي تدل على أنه يجب على المسلم إخراج صدقة الفطر من الطعام، كما أنه حينما كان يخطب ابن عباس على المنبر ويقول بأن صدقة الفطر هي صاع من طعام، لم يتم مخالفته من أحد، ولم يتم أثبات عكس ذلك من الصحابة.

الأمر الذي يدل على عدم دفع القيمة في زكاة الفطر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل تجوز الزكاة للأخ العاطل عن العمل؟

زكاة الفطر

زكاة الفطر في اللغة هي الطهارة، كما أنها تدل على البركة والنماء.

زكاة الفطر في الشرع هي ما يقوم المسلم بدفعه بعد رمضان للفطر منه، حيث يطلق عليها اسم صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، لما يوجد فيها من تزكية لنفس الصائم، وتطهير لها.

وقد أوضح النبي الحكمة من زكاة الفطر، عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: فرَضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ.

الحكمة من هذا هو تطهير الصائم من أي شيء قد يقع فيه كالرفث واللغو، بالإضافة إلى أن فيها إسعاد ورحمة للفقراء والمساكين.

وقت زكاة الفطر

أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتم إخراج زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة، أي بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد، وهذا الوقت يعد أفضل أوقاتها، كما أنه يشرع خروجها من بداية غروب شمس آخر يوم من رمضان.

كما أنه يشرع خروجها قبل العيد بيوم أو يومين، وآخر موعد لخروجها هو صلاة العيد، وقيل أن آخر وقت لخروجها هو غروب شمس أول أيام عيد الفطر المبارك، وإن خرجت بعد ذلك الوقت يتم احتسابها من الصدقة، ولم يتم وقوعها زكاة فطر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة وأنصبتها؟

إخراج زكاة الفطر عن الزوجة

يختلف أهل العلم حول إخراج زكاة الفطر عن الزوجة، يقول الجمهور من المذهب المالكي، والحنابلة، والشافعية بأنه يلزم على الزوج إخراج صدقة الفطر عن زوجته، لأن النكاح سببًا لوجوب النفقة، فيجب به الفطرة كالقرابة وملك اليمين، على خلاف زكاة المال فإنها لا تتحمل بالقرابة أو ملك اليمين.

بينما القول الثاني يقول بأنه لا يلزم على الرجل أن يخرج صدقة الفطر عن زوجته، وأنه على المرأة أن تقوم بإخراجها بنفسها، وهذا وفقًا للمذهب الحنفية، والظاهرية، قال به سفيان الثوري، واختاره ابن المنذر، والقرضاوي، وابن عثيمين، واستدلوا على ذلك من السنة في حديث ابن عمر.

عن ابنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله تعالى- عنهما قال: “فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ صاعًا مِن تَمرٍ، أو صاعًا مِن شَعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذَّكَرِ والأنثى، والصَّغيرِ والكبيرِ مِنَ المُسلمين“.

والفرض هو أنه يجب على كل شخص بعينه، كما أن صدقة الفطر زكاة وجبت عليها مثل زكاة مالها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من يستحق الزكاة ومن لا يستحقها؟

ذكرنا لكم في هذا الموضوع حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، وهل زكاة الفطر، والوقت المفضل لإخراج زكاة الفطر، بالإضافة إلى حكم إخراج زكاة الفطر عن الزوجة، حيث تعد زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، ويجب على الأب إخراج زكاة الفطر لأبنائه.

قد يعجبك أيضًا