لا يسخر قوم من قوم ما هو تفسير الآية

لا يسخر قوم من قوم سوف نقدم لكم اليوم عبر موقع زيادة تفسير هذه الآية الكريمة وسوف نعرض لكم مختلف الآراء حول تفسيرها.

النهي عن التنمر.. لا يسخر قوم من قوم

“لا يسخر قوم من قوم” هي نهي صريح من الله تعالى للمؤمنين عن السخرية والتنمر من الآخرين بسبب امتلاكك لشيء لا يملكونه أو تفوقك عليهم بأي شكل من الأشكال، وإليكم أشهر التفاسير لهذه الآية.

تعرف على تفسير الآية وسبب نزولها من خلال قراءة هذا المقال: هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء سبب نزول الآية الكريمة هذه الآية

تفسير السعدي في لا يسخر قوم من قوم

  • قال تعالى في سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
  • يقول الإمام السعدي في تفسيره: “وهذا أيضًا، من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن {لا يسخر قوم من قوم بكل كلام، وقول، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم.
  •  فإن ذلك حرام، لا يجوز، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر، كما هو الغالب والواقع.
  •  فإن السخرية، لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق، متحل بكل خلق ذميم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم”

تعرف على أسباب نزول هذه الآية من خلال قراءة هذا المقال: ويمكرون والله خير الماكرين.. أسباب نزول الآية وتصريحات الله للكفار في هذه الآية

تفسير الطبري في لا يسخر قوم من قوم

  • قال الطبري في تفسيره لقوله لا يسخر قوم من قوم  يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين (عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ) 
  • يقول: المهزوم منهم خير من الهازئين (وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ) يقول: ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات، عسى المهزوء منهنّ أن يكنّ خيرا من الهيئات.
  • واختلف أهل التأويل في السخرية التي نهى الله عنها المؤمنين في هذه الآية، فقال بعضهم: هي سخرية الغنيّ من الفقير، نهي أن يسخر من الفقير لفقره.
  • وقال آخرون: بل ذلك نهي من الله من ستر عليه من أهل الإيمان أن يسخر ممن كشف في الدنيا ستره منهم.
  • والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله عمّ بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية، فلا يحلّ لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره، ولا لذنب ركبه، ولا لغير ذلك.

تعرف على: نبي معجزته الناقة ارسل لقوم ثمود والدروس المستفادة من القصة

تفسير القرطبي في لا يسخر قوم من قوم

  • يقول القرطبي: قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم قيل عند الله. وقيل: خيرا منهم أي: معتقدا وأسلم باطنا. 
  • والسخرية: الاستهزاء. سخرت منه أسخر سخرا (بالتحريك) ومسخرا وسخرا (بالضم). وحكى أبو زيد سخرت به، وهو أردأ اللغتين.
  •  وقال الأخفش: سخرت منه وسخرت به، وضحكت منه وضحكت به، و هزئت منه هزئت به، كل يقال.
  • والاسم السخرية والصخري، وقرئ بهما قوله تعالى: ليتخذ بعضهم بعضا سخريا وقد تقدم. وفلان سخره، يتسخر في العمل. يقال: خادم سخرة، ورجل سخرة أيضا يسخر منه، وسخرت (بفتح الخاء) يسخر من الناس.

تعرف على اول رسول الى الاارض وسيرة حياته وتفاصيلها من خلال قراءة همن هو اول رسول الى اهل الأرض وحياته ووفاته

أسباب نزول الآية عند القرطبي

يقول القرطبي: واختلف في سبب نزول لا يسخر قوم من قوم:

  •  فقال ابن عباس: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنه وقر، فإذا سبقوه إلى مجلس النبي – صلى الله عليه وسلم – أوسعوا له إذا أتى حتى يجلس إلى جنبه ليسمع ما يقول، فأقبل ذات يوم وقد فاتته من صلاة الفجر ركعة مع النبي – صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف النبي – صلى الله عليه وسلم – أخذ أصحابه مجالسهم منه، فرفض كل رجل منهم بمجلسه، وعضوا فيه فلا يكاد يوسع أحد لأحد حتى يظل الرجل لا يجد مجلسا فيظل قائما، فلما انصرف ثابت من الصلاة تخطى رقاب الناس ويقول: تفسحوا تفسحوا، تفسحوا له حتى انتهى إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وبينه وبينه رجل فقال له: تفسح. فقال له الرجل: قد وجدت مجلسا فاجلس! فجلس ثابت من خلفه مغضبا، ثم قال: من هذا ؟ قالوا فلان، فقال ثابت: ابن فلانة! يعيره بها، يعني أما له في الجاهلية، فاستحيا الرجل، فنزلت. 
  • وقال الضحاك: نزلت في وفد بني تميم الذي تقدم ذكرهم في أول (السورة) استهزءوا بفقراء الصحابة، مثل عمار وخباب وابن فهيرة وبلال وصهيب وسلمان وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم، لما رأوا من رثاثة حالهم، فنزلت في الذين آمنوا منهم.
  •  وقيل: نزلت في عكرمة بن أبي جهل حين قدم المدينة مسلما، وكان المسلمون إذا رأوه قالوا ابن فرعون هذه الأمة. فشكا ذلك إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فنزلت.

تعرف على كافة التفاصيل عن الاسراء والمعراج من خلال قراءة هذا المقال: الاسراء و المعراج كيف ومتى حدثت ولماذا تمت رحلة الإسراء والمعراج

السخرية بين النساء

  •  قوله تعالى: لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا أفرد النساء بالذكر لأن السخرية منهن أكثر. وقد قال الله تعالى: إنا أرسلنا نوحا إلى قومه فيشمل الجميع.
  • قال المفسرون: نزلت في امرأتين من أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – سخرتا من أم سلمة، وذلك أنها ربطت خصريها بسبيبة – وهو ثوب أبيض، ومثلها السب – وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجرها، فقالت عائشة لحفصة – رضي الله عنهما: انظري! ما تجر خلفها كأنه لسان كلب، فهذه كانت سخريتهما. 
  • وقال أنس وابن زيد: نزلت في نساء النبي – صلى الله عليه وسلم -، عيرن أم سلمة بالقصر. وقيل: نزلت في عائشة، أشارت بيدها إلى أم سلمة، يا نبي الله إنها لقصيرة.
  •  وقال عكرمة عن ابن عباس: إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا رسول الله، إن النساء يعيرنني، ويقلن لي يا يهودية بنت يهوديين! فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: هلا قلت إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد. فأنزل الله هذه الآية.

تعرف على معنى هذا القول من خلال الاطلاع على هذا الموضوع: كان الله في عون العبد ولا يزال الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه

ماذا تكون عاقبة الساخرين والمستهزئين ؟

  • أما من يجترئ على السخرية وتجاوز قوله تعالى: لا يسخر قوم من قوم فله عاقبة مشينة.
  • يقول السعدي: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب.
  • {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} فهذا [هو] الواجب على العبد، أن يتوب إلى الله تعالى، ويخرج من حق أخيه المسلم، باستحلاله، والاستغفار، والمدح له مقابلة [على] ذمه.
  • {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} فالناس قسمان: ظالم لنفسه غير تائب، وتائب مفلح، ولا ثم قسم ثالث غيرهما.
  • يقول الطبري وقوله (بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) يقول تعالى ذكره: ومن فعل ما نهينا عنه، وتقدّم على معصيتنا بعد إيمانه، فسخر من المؤمنين، ولمز أخاه المؤمن، ونبزهم بالألقاب، فهو فاسق (بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ).
  •  يقول: فلا تفعلوا فاستحقوا إن فعلتموه أن تسموا فساقا، بئس الاسم الفسوق، وترك ذكر ما وصفنا من الكلام، اكتفاء بدلالة قوله (بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ) عليه.
  • وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثنا به يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، وقرأ (بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) قال: بئس الاسم الفسوق حين تسميه بالفسق بعد الإسلام، وهو على الإسلام. 
  • فوجه ابن زيد تأويل قوله (بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) إلى من دعي فاسقا، وهو تائب من فسقه، فبئس الاسم ذلك له من أسمائه.
  • وغير ذلك من التأويل أولى بالكلام، وذلك أن الله تقدّم بالنهي عما تقدّم بالنهي عنه في أوّل هذه الآية، فالذي هو أولى أن يختمها بالوعيد لمن تقدّم على بغيه، أو بقبيح ركوبه ما ركب مما نهى عنه.
  • لا أن يخبر عن قُبح ما كان التائب أتاه قبل توبته، إذ كانت الآية لم تفتتح بالخبر عن ركوبه ما كان ركب قبل التوبة من القبيح، فيختم آخرها بالوعيد عليه أو بالقبيح.

في ختام هذا المقال قدمنا لكم تفسير لا يسخر قوم من قوم ونخلص من هذا إلى أنه لا يجوز لأي كان أن يتجرأ على غيره مهما رأى فيه، فقد يكون أطيب قلبا وأنقى سريرة وأقرب إلى الله ، فبذلك يظلم المستهزئ نفسه لاستهزائه بالذي عظمه الله عنده.

قد يعجبك أيضًا