ما فضل الخشوع؟

كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة قبل بدأها وأثناء تأديتها؟ يتبادر هذا السؤال إلى جميع أذهان المؤمنين عند إقبالهم على أداء فريضة الصلاة؛ فالصلاة هي عماد الدين، وقد فرض الله (سبحانه وتعالى) على المسلم 5 فروض في اليوم؛ ويحرص كل مسلم على تأديتها تنفيذًا لأوامر الله (عز وجل) وللفوز بالجنة، فالصلاة تشرح الصدر وتحافظ على مداومة التواصل بين العبد وربه؛ لذا سوف نحاول من خلال هذا المقال التعرف على كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة عبر موقع زيادة

مفهوم الخشوع والتذلل إلى الله تعالى في الصلاة

سنتعرف فيما يلي على مفهوم الخشوع لغةً واصطلاحًا:

1- الخشوع في اللغة

يقصد به السكون والانخفاض والذل، كما جاء في قول الله (سبحانه وتعالى) “َيوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا”، والمقصود بخشعت هنا أَي سكنت وذلّت، وكذلك قوله تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ”، فقد تم وصف الْأَرْض هنا بالخشوع، مما يدل على يبسها وانخفاضها

2- مفهوم الخشوع اصطلاحًا

اختلف أهل العلم في تفسير مفهوم الخشوع اصطلاحًا، وانتهوا إلى أنه تحقق كمال الاستكانة والخضوع والتذلل إلى الله (سبحانه وتعالى)، والخشوع محله في القلب، ويظهر أثره على جميع جوارح المؤمن، فالإنسان الخاشع لله تعالى نجده ممتثلًا لأوامر الله (عز وجل)، ومعظمًا لحرمات الله، وباكيًا من خشية الله تعالى.

» نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: كيفية الخشوع في الصلاة وما هى وسائل الخشوع في الصلاة

كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة

يتطلب تحقيق الحب والذل في الصلاة استحضار بعض المشاعر القلبية، واستحضار الرغبة في الصلاة، وهناك أعمال تكون أثناء أداء الصلاة نفسها، وسوف نتعرف فيما يلي على الأعمال التي تحقق كمال الحب والذل في الصلاة بشيء من التفصيل:

أولًا: أعمال تحقق كمال الحب والذل لله تعالى قبل بدء الصلاة

يجب أن يقوم المسلم بتهيئة النفس قبل بدء الصلاة؛ لما لذلك من أثر عظيم على النفس، ويستطيع المسلم القيام بذلك من خلال اتباع ما يلي:

1- معرفة الله

وذلك من خلال معرفة أسماء وصفات الله (عز وجل)، واستحضار عظمة الله تعالى، واستشعار مراقبته في كافة الأمور، وذلك بالتيقن في شهادة لا إله إلا الله، فيشعر قلب المسلم بالذل لله وتوقيره، ويتعلم الحياء من الله (عز وجل).

2- تعظيم قدر الصلاة

يتحقق تعظيم قدر الصلاة بتعظيم المؤمن لله (عز وجل)، واستشعار أنه واقف بين أيدي الله تعالى، واستحضار مشهد يوم القيامة الأعظم، ففي ذلك الوقت لا بد لجميع جوارح الإنسان أن تخشع، فتدمع العين، ويخضع القلب.

3- الاستعداد للصلاة

استعداد المسلم للصلاة، وحرصه على تأديتها في جماعة وفي وقتها المحدد، يدل على حب الله (سبحانه وتعالى) له، ومن أساليب الاستعداد للصلاة، أنه إذا قال المؤذن “حي على الصلاة، حي على الفلاح” يقول المسلم وقتها “لا حول ولا قوة إلا بالله”.

4- تعلم فقه الصلاة

فإن تعلم فقه الصلاة أمر ضروري على كل مسلم موحد حيث أن المسلم الذي يجهل أحكام الصلاة، لا يستطيع أدائها بإخلاص.

5- اتخاذ السترة

وذلك لكي لا يشغل المسلم أي شيء عن الصلاة، ولا يقطع خشوعه أحد المارين أمامه سواء من الإنس أو من الجن، مما يؤدي إلى حرمانه من كمال الحب والتذلل إلى الله (عز وجل).

ثانيًا: أعمال لتحقيق كمال الحب والذل إلى الله تعالى أثناء الصلاة

يجب على المسلم أن يستحضر كل مشاعره بكل لحظة من الصلاة، بدايةً من التكبير حتى التسليم، ويمكن الاستعانة على ذلك باتباع ما يلي:

1- البدء بتكبيرة الإحرام

فعند قيام المؤمن بتلبية نداء الله (سبحانه وتعالى)، وترك حطام الدنيا وراءه، تكون بذلك تكبيرة الإحرام بمثابة أول شجرة يقطف منها المسلم ثمرة الذل والخشوع إلى الله (سبحانه وتعالى).

2- التأمل في دعاء الاستفتاح

هناك العديد من أدعية الاستفتاح، والتي تتضمن معاني التوحيد، والتأمل في هذه الأدعية يجعل المؤمن يستشعر عظمة وقدرة الله (سبحانه وتعالى).

3- تدبر القرآن في الصلاة

يعتبر تدبر القرآن من أعظم أسباب تحقق كمال الحب في الصلاة، حيث تتضمن آيات القرآن الكريم الوعد، وحديث أهل الجنة والنار، ويوم القيامة، وأحوال الموتى، وأخبار الرسل وما تعرضوا له من تعذيب، وما إلى ذلك؛ الأمر الذي يجعل المسلم يعتبر بما تتضمنه آيات القرآن الكريم.

4- التذلل إلى الله في الركوع

ويظهر التذلل في هذه الحالة في انحناء ظهر وجبهة المسلم لله (عز وجل)، فيجب هنا على المؤمن أن يحسن التفكير في عظمة وسلطان وملكوت الله (سبحانه وتعالى)، وأن يستحضر تقصيره وذنوبه، ويظهر احتياجه إلى غفران الله تعالى لذنبه، وهدايته لما هو خير له في الدنيا والآخرة.

5- التقرب من الله تعالى في السجود

يظهر في السجود أعلى درجات الخضوع والتذلل إلى الله تعالى؛ حيث يكون المؤمن شديد القرب من الله (عز وجل)، فبإذن الله تعالى يغفر له ذنبه ويرفع درجاته.

» نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم وشروط أدائها

فضل الخشوع في الصلاة

الأساس في الصلاة الخشوع، فلا تصح الصلاة بدون خشوع، وقد نبهنا الله تعالى إلى الخشوع في قوله تعالى “الذين هم في صلاتهم خاشعون”، بمعنى أن الخاشعين في صلاتهم هم المفلحون؛ لذلك يجب التدبر والخشوع في الصلاة.

» نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: دعاء السجود في الصلاة وفضل الصلاة والخشوع فيها

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال وذلك بعد أن تم توضيح كافة المعلومات عن مفهوم الخشوع والتذلل إلى الله تعالى في الصلاة، وأيضًا كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة وفضل الخشوع في الصلاة، ونرجو أن ينال المقال على إعجابكم.

قد يعجبك أيضًا