قصائد وفاة النبي مكتوبة

تتواجد الكثير من قصائد وفاة النبي مكتوبة تُعبر عن الحزن البالغ الذي أصاب الأمة الإسلامية حينها، بعد أن مات خاتم المرسلين والأنبياء تسابق الشعراء في الرثاء عن وفاته صلى الله عليه وسلم، أرسل الله النبي صلى الله عليه وسلم للأمة بشيرًا ونذيرًا ليبلغ رسالة الله عز وجل في الأرض ويدعو لتوحيد.

لذا فمن خلال موقع زيادة سنعرض أفضل قصائد وفاة النبي مكتوبة من خلال الفقرات التالية.

قصائد وفاة النبي مكتوبة

ولِد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة خلال عام الفيل في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وعاش يتيم الأب والأم، توفى والده قبل مولده وتوفيت والدته بعد ولادته بفترة قصيرة، وقد أُرسل إلى الأمة ليخرجِها من ظلمات الكُفر إلى نور الإيمان والطاعة وعبادة الله وحده لا شريك له.

توفى صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول في العام الـ 11 من الهجرة بالمدينة المنورة، عندها انتشرت سرد الكثير من قصائد وفاة النبي مكتوبة رثاءً له صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن قصائد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة ما يلي:

1- رثاء فاطمة الزهراء بعد وفاة النبي

هذا الرثاء يُعد واحد من قصائد وفاة النبي مكتوبة التي من خلالها عَبرت فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم عن حزنها، وهي من أكثر القصائد المؤثرة في النفوس، ونذكرها فيما يلي:

قُل للمغيّب تحتَ أَطباقِ الثّرى ** إِن كنتَ تسمعُ صَرخَتي وَنِدائِيا

صبّت عَليّ مَصائبٌ لو أنّها ** صُبّت عَلى الأيّام صِرنَ لياليا

قَد كنتُ ذاتَ حِمى بظلٍّ محمّدٍ ** لا أَخشَ مِن ضيمٍ وكان جماليا

فَاليومَ أَخشعُ لِلذليلِ وأَتّقي ** ضَيمي وَأَدفع ظالِمي بِرِدائيا

فَإِذا بَكَت قمريّة في ليلها ** شَجناً عَلى غصنٍ بكيتُ صباحِيا

فَلأجعلنّ الحزنَ بَعدكَ مُؤنسي ** وَلأجعلنّ الدمعَ فيك وِشاحيا

ماذا عَلى مَن شمّ تُربة أحمدٍ ** أَن لا يشمّ مَدى الزمان غَواليا

اقرأ أيضًا: قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة

2- رثاء الإمام علي لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم

أصاب الحُزن قلب علي بن أبي طالب، فعبَر بأبيات شعرية تُعتبر ضمن قصائد وفاة النبي مكتوبة والتي قال بها:

نَفسي عَلى زَفَراتِها مَحبوسَةٌ ** يا لَيتَها خَرَجَت مَعَ الزَفَراتِ

لا خَيرَ بَعدَكَ في الحَياةِ وَإِنَّما ** أَبكي مَخافَةَ أَن تَطولَ حَياتي

أَمِنْ بَعدِ تَكفينِ النَّبيِّ ودَفنِهِ ** بِأثْوَابِهِ آسى عَلَى هَالِكٍ ثَوى

رُزِئْنَا رَسُولَ اللهِ فِينَا فَلَنْ نَرى ** بِذَاكَ عَديلاً مَا حَيِيْنا مِنَ الوَرى

أَلا طَرَقَ الناعي بِلَيلٍ فَراعَني ** وَأَرَّقني لَمّا اِستَهَلَّ مُناديا

فَقُلتُ لَهُ لَمّا رَأَيتُ الَّذي أَتى ** أَغيرَ رَسولَ اللَهِ أَصبَحتَ ناعيا

فَحَقِق ما أَشفَيتَ مِنهُ وَلَم يبل ** وَكان خَلِيلَي عِدَّتي وَجَماليا

فَوَاللَهِ لا أَنساكَ أَحمَدُ ما مَشَت ** بِيَ العِيسُ في أَرضٍ وَجاوَزَت واديا

وَكُنتُ مَتى أَهبِط مِنَ الأَرضِ تلعَةً ** أَجِد أَثَراً مِنهُ جَديداً وَعافيا

3- نعي حسان بن ثابت للنبي

عبَر حسان بن ثابت عن حُزنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم برثاء في واحدة من قصائد وفاة النبي مكتوبة والتي بعنوان (يا عين جودي منك أسابل) بثلاثة عشر بيتًا قائلًا:

يا عَينُ جودي بِدَمعٍ مِنكِ أَسبالِ ** وَلا تَمَلِّنَّ مِن سَحٍّ وَإِعوالِ

لا تَعِدانِيَ بَعدَ اليَومِ دَمعَكُما ** إِنّي مُصابٌ وَإِنّي لَستُ بِالسالي

فَإِنَّ مَنعَكُما مِن بَعدِ بَذلِكُما ** إِيّايَ مِثلُ الَّذي قَد غُرَّ بِالآلِ

لَكِن أَفيضا عَلى صَدري بِأَربَعَةٍ ** إِنَّ الجَوانِحَ فيها هاجِسٌ صالِ

سَحَّ الشَعيبِ وَماءِ الغَربِ يَمنَحُهُ ** ساقٍ يُحَمَّلُهُ ساقٍ بِإِزلالِ

عَلى رَسولٍ لَنا مَحضٍ مَشارِبُهُ ** سَمحِ الخَليقَةِ عَفٍّ غَيرِ مِجهالِ

حامي الحَقيقَةِ نَسّالِ الوَديقَةِ فَك ** كاكِ العُناةِ كَريمٍ ماجِدٍ عالي

كَسّابِ مَكرُمَةٍ مِطعامِ مَسغَبَةٍ ** وَهّابِ عيدِيَةٍ وَجَناءَ شِملالِ

عَفٍّ مَكاسِبُهُ جَزلٍ مَواهِبُهُ ** خَيرِ البَرِيَّةِ سَمحٍ غَيرِ نَكّالِ

واري الزِنادِ وَقَوّادِ الجِيادِ إِلى ** يَومِ الطِرادِ إِذا شُبَّت بِأَجذالِ

وَلا أُزَكّي عَلى الرَحمَنِ ذا بَشَر** لَكِنَّ عِلمَكَ عِندَ الواحِدِ العالي

أَنّى أَرى الدَهرَ وَالأَيّامَ تَفجَعُني ** بِالصالِحينَ وَأَبقى ناعِمَ البالِ

يا عَينُ فَاِبكي رَسولَ اللَهِ إِذ ذُكِرَت ** ذاتُ الإِلَهِ فَنِعمَ القائِمُ الوالي

اقرأ أيضًا: قصائد عن الأم المتوفية

4- قصيدة البردة لتميم البرغوثي لرثاء النبي

تميم البرغوثي هو شاعر فلسطيني، أول ظهور له كان ببرنامج إذاعي ألقى به قصيدة عن القدس ووالده مريد البرغوثي من أشهر شعراء فلسطين ووالدته تكون الكاتبة رضوى عاشور وهي مصرية الجنسية، من قصائد وفاة النبي مكتوبة نجد قصيدته البردة والتي بها رثاء ومدح النبي، وتتكون من 207 بيت شعري ومن أبيات القصيدة نذكر:

ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا ** وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم ** والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم ** وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً ** وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا

وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي ** لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى

يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى ** فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا

بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا ** أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا

أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها ** مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا

وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ ** يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا

تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ ** بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا

جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ ** خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا

يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ ** قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا

قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تَأْسِرُهُمْ ** مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا

لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً ** بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا

وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ ** إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا

لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا ** لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا

وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها ** قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا

ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ ** عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا

يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ ** فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا

وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي ** فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا

ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا ** وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم ** والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم ** وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ولِد في مكة المكرمة بعام الفيل، كان صلى الله عليه وسلم يعمل في الرعي والتجارة، نزل الوحي على النبي لأول مرة بغار حراء في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان الكريم في عام 13 قبل الهجرة، والدته آمنة بنت وهب ووالده كان يُدعى عبد الله بن عبد المطلب من قبيلة قريش.

كانت حليمة السعدية وثويبة، وكان لنبي الله -صلى الله عليه وسلم- إخوة في الرضاعة هم: حمزة، أبو سلمة بن عبد الأسد، أبو سفيان وعبد الله بن الحارث والشيماء وأنيسة بنت الحارث، أما عن زوجاته -صلى الله عليه وسلم- هم: خديجة بنت خويلد، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، ميمونة بنت الحارث.

بالإضافة إلى زينب بنت خزيمة، سودة بنت زمعة، أم سلمة، زينب بنت خزيمة، جويرية بنت الحارث، زينب بنت جحش، أم حبيبة، صفية بنت حيي، مارية القبطية، أما عن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم فقد توفى جميع الذكور وهم: عبد الله وإبراهيم والقاسم، أما عن بناته فأكبرهم هي زينب ثم رقية وأم كلثوم وأصغرهم هي فاطمة.

مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بالكثير من الأحزان في حياته وفيها كان مثلًا وقدوة للصبر والرضا، فهناك عامًا مرّ عليه -صلى الله عليه وسلم- أطلق عليه عام الحزن، فيه توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها، وفيه مرض أبو طالب الذي كان يحمي النبي من أذى قريش وتوفى فيه أبو طالب.

اقرأ أيضًا: مختارات من شعر أحمد مطر

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد أن اشتد المرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- طلب من زوجاته أن يبقى في منزل عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، فمن عادات النبي صلى الله عليه وسلم عند مرضه الدعاء وتلاوة الرقية الشرعية وكانت عائشة تقوم بهذا له، وطلب النبي حضور ابنته فاطمة إلى جانبه وأخبرها ببضع الكلمات في أُذُنيها فبكت في الأولى وضحكت في الثانية.

سألتها بعد ذلك السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك فأخبرتها فاطمة بأن نبي الله أخبرها أولًا أن روحه ستُقبض وبعدها أخبرها أنها أول من سيُلحق به من أهل بيته، في يوم وفاته -صلى الله عليه وسلم- ظهر من غرفته بعد أن أبعد عنها الستار فظن أبو بكر أنه سيقوم بأمهم في الصلاة، ولكنه أشار لأبي بكر بالشروع في الصلاة.

اختلفت الآراء حول عُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهُم من قال بأنه توفى عن عُمر 63 عامًا والرأي الآخر يقول إن النبي توفى بعُمر 65 عامًا، دُفن -صلى الله عليه وسلم- في مكة بغُرفته التي مات بها في يوم الاثنين عام 11 هجريًا في الثاني عشر من ربيع الأول، وبعد قام الكثير بسرد الكثير من قصائد وفاة النبي مكتوبة.

قبل وفاة النبي صلى الله عليه قام بإلقاء خطبته في حجة الوداع، فيقول بن إسحاق: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حَجِّهِ، فَأَرَى النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ، وَأَعْلَمَهُمْ سُنَنَ حَجِّهِمْ، وَخَطَبَ النَّاسَ خُطْبَتَهُ الَّتِي بَيَّنَ فِيهَا مَا بَيَّنَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا قَوْلِي، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا بِهَذَا الْمَوْقِفِ أَبَدًا، أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، وَقَدْ بَلَّغْتُ، فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلِيُؤَدِّهَا إلَى مَنْ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ، وَلَكِنْ لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ، لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ، قَضَى اللَّهُ أَنَّهُ لَا رِبَا، وَإِنَّ رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، وَأَنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دِمَائِكُمْ أَضَعُ دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ فَهُوَ أَوَّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ مِنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ أَبَدًا، وَلَكِنَّهُ إنْ يُطَعْ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ فَقَدْ رَضِيَ بِهِ مِمَّا تَحْقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ، يُضَلُّ بَهْ الَّذِينَ كَفَرُوا، يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا، لِيُواطِؤُا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَيُحَرِّمُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَإِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ، وَرَجَبُ مُضَر، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقًّا، لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، وَعَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يَأْتِينَ بِفَاحِشَةِ مُبَيَّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تَهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَتَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرَّحٍ، فَإِنْ انْتَهَيْنَ فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكُسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لَا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّكُمْ إنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ الله، واستحللتم فزوجهنّ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ، فَاعْقِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ قَوْلِي، فَإِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا، أَمْرًا بَيِّنًا، كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ، أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا قَوْلِي وَاعْقِلُوهُ، تَعَلَّمُنَّ أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخٌ لِلْمُسْلِمِ، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ إخْوَةٌ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئِ مِنْ أَخِيهِ إلَّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَلَا تَظْلِمُنَّ أَنَفْسَكُمْ، اللَّهمّ هَلْ بَلَّغْتُ؟، فَذُكِرَ لِي أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهمّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّات.

كان يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأكثر إشراقًا والأفضل على الأمم جميعها، كذلك كان يوم وفاته هو الأكثر ظُلمًا وحزنًا في نفوس البشر، لذا بدأ الجميع في قول الكثير من القصائد وفاة النبي مكتوبة رثاءً له.

قد يعجبك أيضًا