أجمل أشعار نزار قباني

أجمل أشعار نزار قباني التي نالت شهرة واسعة في عالمنا العربي، حيث أسر مستمعيه بحروفه العذبة وكلماته الراقية التي استطاعت الوصول إلى قلوب جماهيره، بل وقلوب الأجيال المتعاقبة.

على الرغم من كون الشاعر نزار قباني من المجددين في الشعر العربي، إلا أنه تمرد على القواعد الشعرية الرائجة وقام بخلق قواعد جديدة خاصة به، أضافت على أشعاره رونقًا وطابع خاص، لذلك من خلال موقع زيادة سنوافيكم أجمل أشعار نزار قباني، وسبب كتابته لها.

أجمل أشعار نزار قباني

كتب الأديب الشهير نزار قباني على مدار حياته العديد من القصائد الذهبية التي ترسخت في أذهان الجميع، حتى أنه قد تم تحويل الكثير من قصائده إلى أغاني، تم أدائها بأصوات كبار مطربين الوطن العربي، وأشهر تلك القصائد هي قصيدة قارئة الفنجان، ونصها الآتي:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شعر عن البحر نزار قباني أجمل ما قيل من كلمات

قصيدة قارئة الفنجان

جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

يا ولدي،

قد ماتَ شهيداً

من ماتَ على دينِ المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

وتموتُ كثيراً يا ولدي

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى و ورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

من يطلبُ يَدَها..

من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود

قصة قصيدة قارئة الفنجان (الحب الضائع)

تؤكد العديد من المصادر أن عبد الحليم حافظ هو من طلب من نزار كتابة قصيدة قارئة الفنجان أثناء إحدى رحلاته إلى لندن، حيث سرد عبد الحليم قصته مع قارئة الفنجان (مرجانة) السيدة السودانية المستبصرة إلى صديقه نزار قباني.

روى له عن مرجانة التي صادفها في أحد الأيام وتنبأت له بشهرته الواسعة ونجاحه الباهر في الوسط الفني، وذات يوم كانت تقرأ الفنجان له وعند نظرها إلى الفنجان رفضت أن تتكلم خشيةً أن يُجرح من الأحداث التي يتنبأ بها الفنجان له.

لكنه ألح عليها أن تتكلم وتشرع في الاستبصار فأخبرته أن الفنجان يتنبأ برحلة مرض شديدة قد تنتهي بموته، وأنه لن يستطيع أن يتزوج بحب عمره، كانت هنا تشير إلى الفنانة الكبيرة الراحلة (سعاد حسني) الذي لطالما أحبها ورغب بالاقتران بها.

فكتب الشاعر الكبير نزار قباني قصيدة تحمل عنوان قارئة الفنجان التي واجهت في البداية بعض المشكلات، التي أدت في نهاية الأمر إلى تغيير بعض الكلمات بها، خشية من غضب المسئول الكبير الذي يتردد أنه كان سبب موت الفنانة سعاد حسني.

حتى بعد التغيير التي خضعت له القصيدة نجح نزار قباني في انتقاء الكلمات التي استطاعت أن تُعبر تمامًا عن ما يشعر به عبد الحليم حافظ من أسى وحزن على حبه الضائع، فقام بغنائها في الحفل الأخير له عام 1976 فأحبها الكثير من الجمهور الحاضر.

هكذا نكون قد تحدثنا عن قصة أجمل أشعار نزار قباني وهي قارئة الفنجان.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شعر عتاب للحبيب نزار قباني وأفضل قصائده

ما وراء قصيدة بلقيس

كتب الشاعر نزار قباني قصيدة بلقيس رثاءً لزوجته الراحلة التي أحبها بصدق، لكن كان للقدر رأي آخر في نهاية تلك القصة العظيمة، فانتهت نهاية مأساوية فطرت قلب نزار وقلوب الجميع من حوله، وكان نص قصيدة بلقيس:

شُكْرَاً لَكُمْ

فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم

أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة

وقصيدتي اغتيلت ..

وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..

– إلاَّ نحنُ – تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ …

كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِلْ

بلقيسُ ..

كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

كانتْ إذا تمشي ..

ترافقُها طواويسٌ ..

وتتبعُها أيائِلْ ..

بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

هل يا تُرى..

من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

يا نَيْنَوَى الخضراء..

يا غجريَّتي الشقراء..

يا أمواجَ دجلةَ..

تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

أحلى الخلاخِلْ..

قتلوكِ يا بلقيسُ..

أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ..

تلكَ التي

تغتالُ أصواتَ البلابِلْ؟

أين السَّمَوْأَلُ؟

والمُهَلْهَلُ؟

والغطاريفُ الأوائِلْ؟

فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ..

وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ..

وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ..

قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما..

تأوي ملايينُ الكواكبْ..

سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ؟

أم مثلنا التاريخُ كاذبْ؟

كتب الشاعر نزار قباني قصيدة بلقيس رثاءً لفقيدته زوجته الراحلة التي راحت ضحية الانفجار المُدبر في السفارة العراقية في بيروت، فيروي نزار أنه في صباح اليوم العائر من شهر ديسمبر عام 1981 ميلاديًا، استيقظ هو وزوجته في الصباح وتعانقا كالعادة، ثم افترقا حتى يذهب كلًا منهما إلى عمله.

فكانت بلقيس تعمل في الملحق الثقافي للسفارة العراقية في بيروت، وفي اللحظة التي وصل بها نزار إلى مكتبه سمع صوت انفجار شديد زلزل الأرض تحت قدميه، وبعد دقائق معدودة من الانفجار توفت بلقيس التي يطلق عليها نزار “النخلة العراقية”، و61 شخصًا آخرين.

فأنهار نزار قباني وانفطر قلبه فقد ضاع حب عمره أمام نظره بأبشع الصور، مما دفعه إلى كتابة (قصيدة بلقيس) التي خرجت لنا بأعذب الحروف وأرقى الكلمات التي تحمل الأسى والحزن، فأنفطر قلب الجميع وتأثر بمجرد سماعها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عبارات نزار قباني وما هي أشهر أقواله

قصيدة أقدم اعتذاري  

كتب نزار قباني قصيدة اعتذار لمسقط رأسه دمشق الذي لطالما حُرم منه لأسباب سياسية، فقد شرع نزار قباني باتخاذ تلك الخطوة لرغبته في أن يُدفن جسده في أرض وطنه الحبيب دمشق، وكان نص قصيدة أقدم اعتذاري هو:

.. أقدم اعتذاري

لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار

.. عن الكتابات التي كتبتها

.. عن الحماقات التي ارتكبتها

عن كل ما أحدثته

في جسمك النقي من دمار

وكل ما أثرته حولك من غبار

.. أقدم اعتذاري

عن كل ما كتبت من قصائد شريرة

.. في لحظة انهياري

فالشعر ، يا صديقتي ، منفاي واحتضاري

.. طهارتي وعاري

ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري

من أجل هذا .. جئت يا صديقتي

.. أقدم اعتذاري

.. أقدم اعتذاري

كانت السبب وراء رغبة نزار في الاعتذار من النظام في دمشق هو أنه أراد أن يُدفن في موطنه دمشق الذي ترعرع فيه، واكتسب فيه الابداع والشعر، حيث بدأ الأمر عند حدوث نكسة 1967 بهزيمة جيوش العرب أمام العدو الإسرائيلي، فشرع نزار قباني بكتابة قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” التي أثارت غضب حكام العرب.

على الرغم من قبول دمشق اعتذار نزار قباني إلا أن الكلام الانفعالي الذي صدر من أبنته عندما قام حافظ الأسد بإرسال طائرة لنقل جثمانه، قد خرب كل شيء، وبسبب ذلك الأمر تم تغييب اسم نزار قباني اليوم الذي يلي وفاته من كافة وسائل الأعلام.

كما قام رجال المخابرات بمنع خروج جثمان نزار قباني من العربة حتى تدخل الشباب الذي أحب نزار، فأبعده رجال المخابرات عنه حتى قاموا في النهاية بدفنه في موطنه العزيز كما كان يتمنى.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شعر عن الغيرة نزار قباني واجمل عبارات عن الغيرة في الحب

قصيدة زيديني عشقًا

قصيدة زيديني عشقًا التي قام بغنائها الفنان الكبير كاظم الساهر في ألبومه الشهير(مدرسة الحب)، حيث خاض الطرفان مناقشات طويلة من أجل تعديل بعض الجمل والمفردات بها، ونص القصيدة هو:

زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوبات جنوني

زيديني غرقاً يا سيدتي إن البحر يناديني

زيديني موتاً علً الموت إذا يقتلني يحيني

يا أحلى امرأة بين نساء الكون أحبيني

يا من أحببتك حتى أحترق الحب أحبيني

إن كنتِ تريدين السكنى أسكنتك في ضوء عيوني

حبكِ خارطتي ما عادت خارطة العالم تعنيني

أنا أقدم عاصمة للحزن وجرحي نقش فرعوني

وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد إلى الصين

عصفورة قلبي.. نيساني..

يا رمل البحر وروح الروح ويا غابات الزيتونِ

يا طعم الثلج .. وطعم النار.. ونكهة شكي ويقيني

أشعر بالخوف من المجهول فآويني

أشعر بالخوف من الظلماء فضميني

أشعر بالبرد فغطيني وظلي قربي غني لي

فأنا من بدأ التكوين

أبحث عن وطن لجبيني

عن حب امرأة يأخذني لحدود الشمس ويرميني

نوارة عمري مروحتي قنديلي فوح بساتيني

مد لي جسراً من رائحة الليمون

وضعيني مشطاً عاجياً في عتمة شعركِ وأنسيني

من أجلك أعتقت نسائي

وتركت التاريخ ورائي.

بسبب المفاوضات الشاقة التي دارت بين الفنان الكبير كاظم الساهر والشاعر الرائع نزار قباني، تعثر انضمام قصيدة زيديني عشقًا إلى ألبوم مدرسة الحياة مرتين على التوالي، حيث أراد كاظم حذف وتعديل العديد من أبيات القصيدة.

فبدأ بحذف مقطع مؤثر جدًا في مطلع القصيدة وهو (يا سفر الخنجر في خاصرتي ويا غرغرة السكين)، كما قام باستبدال (جسمك خارطتي) بـ(حبك خارطتي)، وقام بتعديل جملة (بقعة زيت) فجعلها (سرب حمام)، ثم طلب من نزار قباني في النهاية تحوير المقطع (أنا أقدم عاصمة للحزن) إلى بغداد بدلًا من بيروت.

بعد أن تحدثنا عن أجمل أشعار نزار قباني من خلال عرض مجموعة من أجمل أشعاره مثل: (قارئة الفنجان-  قصيدة بلقيس-  قصيدة أقدم اعتذاري- قصيدة زيديني عشقًا)، علاوة على ذلك قمنا بذكر القصة أو الأسباب وراء كتابة كل قصيدة.

نتمنى أن نكون قد أفدناكم بحديثنا حول هذا الموضوع، وأن نكون قد أثرينا إلى معلوماتكم حول أجمل أشعار نزار قباني، الشاعر الذي أذهل الجميع بأشعاره العذبة.

قد يعجبك أيضًا