أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى

يوجد العديد من الشعراء الذين وضعوا أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى، منهم من هو تابع للعصر القديم، ومنهم من هو تابع لشعراء العصر الحديث، وتختلف طريقة كل شاعر عن الآخر في التعبير عن مشاعر الحب والاشتياق الموجودة بداخله، وفقًا لأسلوبه وألفاظه التي تُظهر مدى صدق مشاعره، لذا من خلال موقع زيادة سنقوم بذكر عدة أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى لمختلف الشعراء.

أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى

يُفضل عدد كبير من الناس قراءة أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى فضلًا عن الأبيات المكتوبة بالعامية، والتي تمتلئ بالمعاني الجميلة والألفاظ العذبة، وهو ما يُميز شعراء العرب عن غيرهم من الشعراء في كتابة قصائد الشعر المختلفة، سواء كانت معبرة عن الشوق والغياب أو غير ذلك من أغراض الشعر المتعددة.

سواء كان الشاعر تابع للعصر القديم أو الحديث فإن كافة الأشعار العربية تتمتع بدرجة عالية من الإحساس والشعور الصادق، نظرًا لِما يتركه الغياب من لوعة ولهفة وألم، فنجد أن أشعار العرب جمعت بين كل تلك الأحاسيس الجميلة، وأطلقتها بألفاظ رقيقة ومعاني رائعة، لذلك سوف نعرض بعض أبيات الشعر والقصائد التي تخص الحديث والقديم من الشعراء في السطور الآتية:

أشعار محمود درويش عن الشوق

وُلد محمود درويش عام 1941م في فلسطين، ويُعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين الذين ساعدوا على تطوير الشعر العربي الحديث، وقد أطلق عدة أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى مثل المذكورة فيما يلي:

على الأنقاض وردتُنا

ووجهانا على الرملِ

إذا مرّتْ رياحُ الصيفِ

أشرعنا المناديلا

على مهل.. على مهلِ

وغبنا طيَّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرة في البال

يا أُختاه!

إن أواخر الليلِ

تعرّيني من الألوان والظلّ

وتحميني من الذل!

وفي عينيك، يا قمري القديم

يشدُّني أصلي

إلى إغفاءةٍ زرقاء

تحت الشمس.. والنخلِ

بعيدًا عن دجى المنفى

قريبًا من حمى أهلي

اقرأ أيضًا: أجمل أبيات شعر عن الشوق

أشعار أمل دُنقُل عن الشوق

محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل هو أحد الشعراء المصريين المحدثين في عالم الشعر، وُلد في قرية صعيدية بمحافظة قنا عام 1940م تزوج من الصحفية عبلة الرويني، تأثرت شخصية أمل دنقل وشعره بعلم والده، حيث كان عالم من علماء الأزهر الشريف، كما تأثر بالتراث العربي أيضًا، وظهر ذلك بشكل ملحوظ في قصائده، والتي تُعد قصيدة “لا تصالح” من أشهرها.

نجد أن أمل دنقل وضع أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى في قصيدته “شيء في قلبي يحترق” والتي أظهرت الكثير من مشاعره من خلال ألفاظ سهلة وواضحة وجميلة في نفس الوقت، ومنها الأبيات المذكورة فيما يلي:

شيء في قلبي يحترق

إذ يمضي الوقت … فنفترقُ

ونمدّ الأيدي

يجمعنا حبٌّ

وتفرّقها.. طرقُ

***

ولأنت جواري ضاجعةٌ

وأنا بجوارك، مرتفقُ

وحديثك يغزله مرحٌ

والوجه.. حديث متّسقُ

ترخين جفونا

أغرقها سحرٌ

فطفا فيها الغرقُ

وشبابك حانٌ جبليٌّ

أرز، وغدير ينبثقُ

ونبيذ ذهبيّ وحدي

مصطبح منه ومغتبقُ

وتغوص بقلبي نشوتهُ

تدفعني فيك.. فتلتصقُ

وأمدّ يدين معربدتين

فثوبك في كفّي.. مزّقُ

أشعار الهادي آدم عن الشوق

الهادي آدم هو شاعر سوداني وُلد في أوائل القرن 19 عام 1927م، حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها من كلية دار العلوم بالجامعة المصرية، ثم حصل على الدبلوم العالي من كلية التربية جامعة عين شمس، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل حصل على الدكتوراه الفخرية أيضًا من جامعة الزعيم الأزهري، ثم عمل معلمًا بوزارة التعليم في مدينة رفاعة.

يُعد ديوان “كوخ الأشواق” من أشهر الدواوين التي وضعها الشاعر آدم، كما تُعد مسرحية “سعاد” من أشهر كتاباته في مجالات الإبداع الأدبي، وله العديد من الأشعار مثل قصيدة “غدًا ألقاك” التي اشتهرت بشكل أكبر بغنائها من قِبل أم كلثوم، وتُعد هذه القصيدة من أجمل الأشعار التي كتبها عن الشوق واللوعة، لذا ذكرنا منها بعض الأبيات وهي المتمثلة فيما يلي:

أغدًا ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ

يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد

آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابًا

كنت أستدنيه لكن هبته لِما أهابا

وأهلت فرحة القرب به حين استجابا

هكذا أحتمل العمر نعيمًا وعذابا

مهجة حرة وقلبًا مسُه الشوق فذابا

أغدًا ألقاك

أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني

أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني

أغدًا تشرق أضواؤك في ليل عيوني

آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني

كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء

يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء

أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء

أنا أحيا لغدِ الآن بأحلام اللقاء

فأتِ أو لا تأتي أو فافعل بقلبي ما تشاء

أغدًا ألقاك

اقرأ أيضًا: شعر نزار قباني عن الشوق للحبيب

أشعار نزار قباني عن الشوق

وُلد نزار بن توفيق القباني عام 1923م في سوريا، وعائلته هي أسرة عربية دمشقية عريقة، حيث يُعد جده أبو خليل القباني أحد رواد المسرح العربي، درس نزار قباني الحقوق في الجامعة السورية حتى تخرج منها عام 1945م ثم دخل في مجال الدبلوماسية وأصبح دبلوماسي حتى استقال عام 1966م وفي ظل الحديث عن أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى نجد أن نزار قد أصدر أول ديوان له عام 1944م.

تُعد قصيدة “رسالة من تحت الماء” من أشهر القصائد الخاصة بنزار قباني باللغة العربية الفصحى في الشوق والغياب، والتي غناها عبد الحليم حافظ، وفيما يلي قُمنا بعرض بعض الأبيات منها:

اشتقت إليكَ.. فعلِّمني

ألا أشتاق

علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق

علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق

علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

إن كنتَ قويًا.. أخرجني

من هذا اليَمّ..

فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم

الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق

وأنا ما عندي تجربةٌ

في الحُبِّ.. ولا عندي زَورَق

إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ

فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ

إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..

إنّي أغرق..

أغرق..

أغرق..

بالإضافة إلى بعض الأشعار التي احتوت على مشاعر الاشتياق التي كتبها نزار قباني لزوجته بلقيس بعد موتها، والتي ذُكر بعضها فيما يلي:

بلقيس..

كانت أجملَ الملكاتِ في تاريخِ بابل

بلقيس..

كانت أطولَ النّخلاتِ في أرض العراق

كانت إذا تمشي

تُرافقها طواويسٌ

وتتبعها أيَائِل

بلقيس.. يا وجعي

ويا وَجعَ القصيدةِ حينَ تلمسها الأنامِل

هل يا ترى من بعدِ شَعْركِ سوف ترتفعُ السّنابل؟

يا نَيْنَوَى الخضراء

يا غجرِيّتي الشّقراء

يا أمواج دجلة

تلبسُ في الرّبيع بِساقها أحلى الخَلاخل

أشعار أحمد شوقي عن الشوق

يعتبر أحمد شوقي من أعظم الشعراء المصريين في العصر الحديث، اسمه أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك وُلد في القاهرة عام 1868م، وغني عن التعريف بلقبه أمير الشعراء، لوحظ التجديد الحادث في أغلب قصائده، له ديوان يُسمى الشوقيات والذي ضم أربعة أجزاء تحتوي على المنظومات الشعرية الخاصة به في القرن التاسع عشر.

امتلك أحمد شوقي خبرة كبيرة في ثقافة كلًا من الغرب والشرق، نظرًا لكثرة سفره إلى مدن الغرب والشرق، كما اتسمت قصائده بالدقة والجمال والابتكار وما طاب من محاسن الشعر، وذُكر أنه كان يقلد الشعراء القدامى من العرب.

لم يقتصر شعر أحمد شوقي على غرض معين، بل برع في كافة أغراض الشعر من غزل ورثاء ومدح ووصف وحكمة وغيرهم من الأغراض الشعرية المختلفة، مما جعله من أفضل الشعراء في الوطن العربي، وفي الظل التعرف على مختلف أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى نجد أن لأمير الشعراء نصيب في ذلك عندما أطلق أبيات معبرة عن شوقه وحنينه لوطنه، وقد ذكرنا بعضها فيما يلي:

اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي

وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ

صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ

عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت

سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ

وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها

أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي

كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ

رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي

اقرأ أيضًا: شعر بدوي عن الشوق

أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى لسامي البارودي

محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي هو شاعر مصري وُلد قبل منتصف القرن 18 تقريبًا، اهتم بالتعرف على التراث العربي وخاصةً الأدب، لذا فإنه كان حافظ لكثير من الأشعار العربية وهو في مقتبل العمر، وجدير بالذكر أنه أُعجب كثيرًا بأشعار المحدثين من الشعراء، والذي يُعد واحد منهم.

اتسمت الألفاظ في أشعار الشعراء بالركاكة في الفترة التي ظهر فيها محمود سامي البارودي، لكن إذا اتجهنا إلى أشعاره نجد أنها سلمت من المساوئ التي ظهرت في تلك الفترة، ويعتبر السبب وراء ذلك هو أنه تأثر بما ظهر في أبيات التراث الأدبي القديم من ألفاظ وصور ومعاني وغيرهم، وبعض من أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى التي تخص محمود سامي البارودي، والتي ظهرت في قصيدة “أبي الشوق إلا أن يحن ضمير” فيما يلي:

أبَى الشَّوْقُ إِلَّا أَنْ يَحِنَّ ضَمِيرُ

وَكُلُّ مَشُوقٍ بِالْحَنِينِ جَدِيرُ

وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرءُ كِتْمَانَ لَوْعَةٍ

يَنِمُّ عَلَيْهَا مَدْمَعٌ وَزَفِيرُ

خَضَعْتُ لأَحْكَامِ الْهَوَى وَلَطَالَمَا

أَبَيْتُ فَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيَّ أَمِيرُ

أَفُلُّ شَبَاةَ اللَّيْثِ وَهْوَ مُنَاجِزٌ

وَأَرْهَبُ لَحْظَ الرِّئْمِ وَهْوَ غَريرُ

وَيَجْزَعُ قَلْبِي لِلصُّدودِ وَإِنَّنِي

لَدَى الْبَأْسِ إِنْ طَاشَ الْكَمِيُّ صَبُورُ

وَمَا كُلُّ مَنْ خَافَ الْعُيُونَ يَرَاعَةٌ

وَلا كُلُّ مَنْ خَاضَ الْحُتُوفَ جَسُورُ

وَلَكِنْ لأَحْكَامِ الْهَوَى جَبَرِيَّةٌ

تَبُوخُ لَهَا الأَنْفَاسُ وَهْيَ تَفُورُ

وَإِنِّي عَلَى مَا كَانَ مِنْ سَرَفِ الْهَوَى

لَذُو تُدْرَأ في النَّائِباتِ مُغِيرُ

أشعار ابن نباتة المصري عن الشوق

في ظل التحدث عن أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى لا يُمكننا تجاهل الشاعر ابن نباتة المصري الذي وُلد عام 1287م في مدينة القاهرة وعُد واحد من شعراء العصر الأندلسي، والذي امتلك ديوان شعر كبير مرتب وفقًا للحروف الهجائية، كما أن له العديد من الكتب المختلفة، ومن أشهر قصائده قصيدة “سوق الرقيق”، ومن الأبيات التي تحدث فيها عن شوقه ولوعته ما يلي:

وطيفٌ سرى للشامِ من أرضِ بابل

لأبعدت يا طيف الحبيب مدَاكا

وذكرتني العهد القديم على الحمى

رعى الله أيام الحمى ورَعاكا

أشعار أبو الطيب المتنبي عن الشوق

يُلقب أبو الطيب المتنبي بشاعر العرب، وُلد عام 915م ويُعد من أهم شعراء العرب القدماء، كما أنه من أكثر الشعراء الذين كانوا على علم بقواعد اللغة العربية وألفاظها، لذا نجد من الناس من يلقبونه بنادرة زمانه وأعجوبة عصره، ونجد أن شعره ما زال على ألسنة الناس لوقتنا هذا، وما زال مصدر إلهام بالنسبة للكثير من الشعراء.

بدء في نظم الشعر منذ سن التاسعة، مما جعله مشهورًا بين الناس بذكائه واجتهاده وموهبته الشعرية التي ظهرت في مقتبل عمره، كانت تدور معظم قصائده حول مدح الملوك والوصف وأشعار الحكمة أيضًا، لكن جدير بالذكر أن كافة أشعاره جاءت مصاحبة لمعاني مبتكرة وألفاظ جميلة دون تكلف، مما جعله يتميز عن غيره من الشعراء.

إذا أردنا التحدث عن أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى وردت في أشعار أبو الطيب المتنبي نجد العديد من الأبيات التي تتحدث عن الشوق، والتي تمتلئ بالألفاظ الدقيقة التي تعكس للقارئ مدى صدق مشاعر القصيدة.

جاء هذا النوع من الأبيات في شعر المتنبي في قصيدته “مالنا كلنا جو يا رسول” التي اختص بها سيف الدولة الحمداني بعد ما تدخل بعض الأشخاص الذين كانوا يرغبون في إفساد علاقتهما، فبدء قصيدته ببعض الأبيات التي تعبر عن شوقه للمحبوبة كما هو سائد في أشعار القدماء من الشعراء، وتتمثل هذه الأبيات فيما يلي:

مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ

أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ

كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا

غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ

هناك العديد من الأبيات الخاصة بالمتنبي والتي تعبر عن شوقه ولوعته باستخدام ألفاظ سهلة ورقيقة، كما هو موضح في الأبيات التالية:

أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ

وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى

بَغيضًا تُنائي أَو حَبيبًا تُقَرِّبُ

وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ

 بالإضافة إلى عدة أبيات أخرى تبين لوعة الشاعر كلما تذكر محبوبته، مثل المذكورة فيما يلي:

منَ الشوقِ والوجدِ المُبَرِّحِ أنَّني

يُمَثَّلُ لي من بعدِ لُقياكَ لُقياكا

سأسلو لَذيذَ العيشِ بعدك دائمًا

وأنسى حياةَ النفسِ من قبلِ أنساكا

أشعار علي بن الجهم عن الشوق  

وُلد علي بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد القرشي عام 803م في بغداد، ولُقب بأبي الحسن، تأثر بأسرته القرشية في الموهبة الشعرية والفصاحة، فقوت موهبته وزادت فصاحة لسانه، كان أخوه الأكبر يعشق قراءة الكتب وذُكر أنه جمع بين ثقافة كلًا من العرب واليونان، لكن لم يهتم علي بن الجهم إلا بالثقافة العربية.

وصف علي بن الجهم شوقه من خلال إطلاق أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى، والتي ذُكر بعضها فيما يلي:

عيون ألمها بين الرصافة والجسـر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

سَلَوتُ وَلكِن زاد جَمراً عَلى جَمرِ

اقرأ أيضًا: شعر حزين عن الأب المتوفي

أشعار جرير عن الشوق

جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي هو أحد الشعراء القدماء، وُلد في بادية نجد عام 650م، بدء مسيرته في الشعر بنقد الشعراء المحليين ثم اتجه إلى نقد الفرزدق، وهو الأمر الذي دام طويلًا، يُعد أحد أشهر شعراء العرب في تلك الفترة، والذي اشتهر بشعر الهجاء والغزل، ونجد في قصيدته التي تُسمى “بان الخليط ولو طوعت ما بانا” بعض أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى.

تحمل أبيات تلك القصيدة مشاعر الحزن والأسى الذي يعاني منهم الشاعر بعد أن فارق محبوبته التي كان يتمنى أن يبقى معها دائمًا، ويصف المشهد عند رؤيته شخصٍ ما سوف يسافر إلى بلاد المحبوبة فتمنى أن تحمله الجمال الخاصة بهذا الشخص إلى بلادها ليصل إليها وتهدأ لوعته وشوقه إليها، وهي الأبيات المذكور بعضها فيما يلي:

بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا

وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا

حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلًا

بِالدارِ دارًا وَلا الجيرانِ جيرانا

قَد كُنتُ في أَثَرِ الأَظعانِ ذا طَرَبٍ

مُرَوَّعاً مِن حِذارِ البَينِ مِحزانا

يا رَبُّ مكتئب لَو قَد نُعيتُ لَهُ

باكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنعانا

لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا

أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا

إذا أردنا التعرف على المزيد من أبيات الشعر المكتوبة باللغة العربية والتي تتحدث عن لوعة الفراق واللهفة، نجد أن لجرير قصيدة تُسمى “أقلي اللوم عاذل والعتابا” والتي تحمل هذا النوع من الأبيات.

تحمل تلك القصيدة شرح الشاعر مشاعر شوقه لحبيبته التي أُثيرت مرة أخرى عند رؤية البرق اللامع في السماء، والذي جعله يعبر عن لوعته بكتابة تلك الأبيات الجميلة، كما أنه يرى أن كل شيء من حوله يُذكره بمحبوبته طوال الوقت حتى ولو كان مشغولًا في أمور حياته، وتتمثل كل هذه المشاعر في بعض أبيات القصيدة والتي تتمثل فيما يلي:

وَهاجَ البَرقُ لَيلَةَ أَذرِعاتٍ

هَوىً ما تَستَطيعُ لَهُ طِلابَ

فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيتُ أُخرى

فَهاجَ عَلَيَّ بَينَهُما اِكتِئابا

وَوَجدٍ قَد طَوَيتُ يَكادُ مِنهُ

ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا

سَأَلناها الشِفاءَ فَما شَفَتنا

وَمَنَّتنا المَواعِدَ ولخلابا

لَشَتّانَ المُجاوِرُ دَيرَ أَروى

وَمَن سَكَنَ السَليلَةَ ولجنابا

أَسيلَةُ مَعقِدِ السِمطَينِ مِنها

وَرَيّا حَيثُ تَعتَقِدُ الحِقابا

أشعار قيس بن الملوح عن الشوق

وُلد قيس بن الملوح في نجد عام 645م ويعتبر أحد الشعراء الأمويين، وهو المُلقب باسم مجنون ليلى، ويرجع سبب تلك التسمية إلى حبه الشديد لمحبوبته ليلى العامرية التي لم يتمكن من الزواج منها بسبب رفض أهلها ذلك، فصار يطلق الأشعار فيها والتي امتلأت بأبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى.

من تلك الأبيات ما يظهر حبه لها والذي تقابله هي بالبعد والهجران، وبالرغم من بعدها عنه إلا أنه لم ينسها قط وظل شوقه لها مستمر، وهو الموضح فيما يلي من الأبيات:

أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبِّي

وَتُبدينَ لي هَجرًا عَلى البُعدِ وَالقُربِ

وَأَهواكِ يا لَيلى هَوىً لَو تَنَسَّمَت

نُفوسُ الوَرى أَدناهُ صِحنَ مِنَ الكَربِ

شَكَوتُ إِلَيها الشَوقُ سِرًّا وَجَهرَةً

وَبُحتُ بِما أَلقاهُ مِن شِدَّةِ الحُبِّ

تعددت الأبيات التي أطلقها قيس في حب ليلى والشوق إليها بعد غيابها، وبالرغم من الألم الذي يشعر به بسبب معاناته من فراقها، إلا أنه لا يمل من ذلك ولا يكرهه، بل يحب أن تتواجد بداخله مشاعر الحب والاشتياق لها، ومن تلك الأبيات ما هو موضح في السطور التالية:

أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى

بليلى كما حن اليراع المنشب

يقولون ليلى عذبتك بحبها

ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب

إضافة إلى عدة أبيات أخرى تحوي مشاعر الاشتياق التي يحملها قيس لمحبوبته ليلى، مثل المذكورة فيما يلي:

أَجِدَّكِ يا حَماماتٍ بِطَوقٍ

فَقَد هَيَّجتِ مَشغوفًا حَزينا

أَغَرَّكِ يا حَماماتٍ بِطَوقٍ

بِأَنّي لا أَنامُ وَتَهجَعينا

وَأَنّي قَد بَراني الحُبُّ حَتّى

ضَنِنتُ وَما أَراكِ تَغَيَّرينا

أَرادَ اللَهُ مَحلَكِ في السُلامى

إِلى مَن بِالحَنينِ تَشَوَّقينا

وَلَستِ وَإِن حَنَنتِ أَشَدَّ وَجدًا

وَلَكِنّي أُسِرُّ وَتُعلِنينا

وَبي مِثلُ الَّذي بِكِ غَيرَ أَنّي

أَحُلُّ عَنِ العِقالِ وَتَعقِلينا

أَما وَاللَهِ غَيرَ قِلىً وَبُغضٍ

أُسِرُّ وَلَم أَزَل جَزِعًا حَزينا

لَقَد جَعَلَت دَواوينُ الغَواني

سِوى ديوانِ لَيلى يَمَّحينا

فَقِدمًا كُنتِ أَرجى الناسِ عِندي

وَأَقدَرَهُم عَلى ما تَطلُبينا

أَلا لا تَنسِيَن رَوعاتِ قَلبي

وَعِصياني عَلَيكِ العاذِلينا

أشعار الفرزدق عن الشوق

يُعد الفرزدق أحد الشعراء العرب الأمويين، وُلد عام 641م في البصرة، يعتبر الفرزدق لقب له بينما اسمه هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، ويرجع سبب هذا اللقب إلى ضخامة وجهه، اشتهر بأشعار الهجاء والمدح والفخر، ونجد أن مطالع قصائده تضم بعض من أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى، مثل الموضحة في السطور الآتية:

أَهاجَ لَكَ الشَوقَ القَديمَ خَيالُهُ

مَنازِلُ بَينَ المُنتَضى وَمُنيمِ

وَقَد حالَ دوني السِجنُ حَتّى نَسيتُها

وَأَذهَلَني عَن ذِكرِ كُلِّ حَميمِ

عَلى أَنَّني مِن ذِكرِها كُلَّ لَيلَةٍ

كَذي حُمَةٍ يَعتادُ داءَ سَليمِ

إِذا قيلَ قَد ذَلَّت لَهُ عَن حَياتِهِ

تُراجِعُ مِنهُ خابِلاتِ شَكيمِ

إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها

فَقُل في بَعيدِ العائِلاتِ سَقيمِ

فَإِن تُنكِري ما كُنتِ قَد تَعرِفينَهُ

فَما الدَهرُ مِن حالٍ لَنا بِذَميمِ

لَهُ يَومُ سَوءٍ لَيسَ يُخطِئُ حَظُّهُ

وَيَومٌ تَلاقى شَمسُهُ بِنَعيمِ

اقرأ أيضًا: شعر عن الوطن لكبار الشعراء

أشعار قيس بن ذريح عن الشوق

أشتهر قيس بن ذريح بالغزل العربي وهو شاعر عربي وُلد عام 625م، ولُقب بمجنون لبنى، عاش في بادية العرب منذ القرن الأول من الهجرة، فعاصر الخلفاء الراشدين، ومن الجدير بالمعرفة أن السبب وراء لقبه هو حبه للبنى الذي عشقها فتزوج منها، لكنه طلقها بسبب أنها لا تنجب، وبعد أن تزوجت من غيره ساء حاله وأراد ان يعود إليها مرة أخرى.

في تلك الفترة أطلق قيس العديد من الأشعار التي تعبر عن شوقه لها ولوعته من فراقها، والتي احتوت على أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى، مثل المذكورة فيما يلي:

وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني

أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ

فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ

وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ

وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ

وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ

تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيرًا بِبَلدَةٍ

وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ

أَلا يا غُرابَ البَينِ وَيحَكَ نَبِّني

بِعِلمِكَ في لُبنى وَأَنتَ خَبيرُ

فَإِن أَنتَ لَم تُخبِر بِشَيءٍ عَلِمتَهُ

فَلا طُرتَ إِلّا وَالجَناحُ كَسيرُ

وَدُرتَ بِأَعداءٍ حَبيبُكَ فيهِمُ

كَما قَد تَراني بِالحَبيبُ أَدورُ

تتعدد أبيات الشعر المكتوبة بغرض إظهار مشاعر الشوق واللوعة بعد الفراق، والتي غالبًا ما تكون موجهة إلى المحبوبة، ونجد أن أشهر الشعراء لهم أشعار وقصائد تعبر عن أشواقهم ومشاعرهم الدفينة.

قد يعجبك أيضًا