الدعاء باسم الله الأعظم

الدعاء باسم الله الأعظم له فضل عظيم إن علمته لن يفارق صيغته لسانك في التعبير عن حاجتك من الكريم، ولكن في كل الأحوال يجب أن يتم حسن الظن بالله تعالى وقدرته على تحقيق مطلبك وأن الحكمة فيما يختاره هي الأفضل والخير للحياة، وذلك ما نتناوله عبر موقع زيادة.

الدعاء باسم الله الأعظم

إن الدعاء من أقوى العبادات التي تقرب ما بين العبد وربه، فإنها تحقق المطالب ويحب سبحانه وتعالى أن يسمع لنداء عباده وتضرعهم وتذللهم له، والجدير بالذكر أن التذلل هنا لا يعني ما يمس الكرامة ولكن أن يكون المسلم يشعر بمدى رحمة الله تعالى وعظمته وقدرته على التحقيق لما يريد.

قد ورد في السنة النبوية آداب الدعاء التي تساهم في قبول واستجابة الدعاء من الله تعالى، ومن ضمن ما ورد عن الفقهاء ويحتار فيه نسبة كبيرة من الناس هو الترديد لاسم الله الأعظم في الدعاء لكي يتم الاستجابة السريعة.

فقد كان هناك اختلاف ما بين الفقهاء بخصوص ما هو اسم الله الأعظم ذلك، ففي السنة النبوية الأحاديث الشريفة المختلفة التي توضح ماهية ذلك الاسم، وفيما يلي نتناول ذلك ولكن بشكل عام إن الدعاء باسم الله الأعظم من الأمور المتفق أنها تجعل من الدعاء مستجابًا بإذن الله.

ناهينا أن التضرع لله تعالى بالقلب الصادق والنية العازمة على التقرب منه بالأعمال الصالحة تساهم في زيادة القبول لما يريد العبد، فهو القائل في كتابه الكريم:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة البقرة: الآية 186].

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي

دعاء اسم الله الأعظم

قد جاء في السنة النبوية الشريفة حديث مأخوذ منه صيغة الدعاء باسم الله الأعظم الذي يساهم في استجابة الدعاء، ونظرًا لأن الإنسان بطبعه عجولًا على استجابة الدعوات فإننا فيما يلي نتناول ذلك الحديث كما جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن ترديده يجعل النداء مُلبيًا.

عن بريدة بن الحصيب الأسليمي ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال:
فلَقِيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ بيَدِه فأدخَلَه المًسجِدَ، فإذا صَوتُ رَجُلٍ يَقرَأُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُراهُ مُرائيًا؟ فأُسكِتَ بُرَيدةُ، فإذا رَجُلٌ يَدْعو، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنتَ اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه -أو قال: والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه- لقد سَأَلَ اللهَ باسْمِه الأعظَمِ الذي إذا سُئِلَ به أعْطى، وإذا دُعِيَ به أجابَ” [صحيح الأرناؤوط].

الخلاف حول اسم الله الأعظم

قد اختلف العلماء والفقهاء في الدين بخصوص اسم الله الأعظم واتفق على أنه قد يكون واحد من ضمن 14 اسم، وكل منهما يعد من أسماء الله الحسنى التي يستجاب بها الدعاء بإذن الله، ونتناولهم فيما يلي:

  • ذو الجلال والإكرام.
  • الله.
  • القيوم.
  • هو الله.
  • الرحيم.
  • الحي.
  • الرحمن.
  • القيوم.
  • القادر.
  • المنان.
  • الحنان.
  • ربي.
  • لا إله إلا الله.
  • لا إله إلا أنت سبحانك.
  • هو الله.
  • بديع السماوات والأرض.
  • لا إله إلا هو رب العرش العظيم.

فإكمالًا لعرض موضوعنا الدعاء باسم الله الأعظم وجب التنويه أن هناك خلاف حول ماهية ذلك الاسم، فغير الحديث السالف الذكر قد جاء عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
“كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جالسًا ـ يَعني ـ ورجلٌ قائمٌ يصلِّي ، فلمَّا رَكَعَ وسجدَ وتشَهَّدَ دعا ، فقالَ في دعائِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ ، يا حيُّ يا قيُّومُ ، إنِّي أسألُكَ ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِهِ: تَدرونَ بما دعا ؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ ، قالَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى” [صحيح النسائي].

على هذا نصح الفقهاء بأن يتم الترديد للدعاء لكي يستجاب باسم من أسماء الله الحسنى، أو قول: “اللهم إني أسألك بكل اسم قد سميت به نفسك وباسمك الأعظم الذي لا يُرد به الدعاء … من ثم اذكر حاجتك” لتفادي أي خلاف حول الاسم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم قول اللهم اني استودعتك نفسي

دعاء الشدائد المستجاب

هناك دعاء ينصح بترديده أهل العلم لكي يتم الإجابة والحصول على المراد وانفراج الكرب خاصةً في حالة الوقوع بالشدائد، فمذكور فيه اسم الله الأعظم، وفيما يلي نعرضه إليك:

اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث.

أوقات الاستجابة للدعاء بالسنة النبوية

بعد التعرف على أهمية الدعاء باسم الله الأعظم فمن الجدير بالتنويه أن هناك ساعات إن تحراها المسلم يتمكن من رؤية إجابة ندائه في الوقت القريب أو حتى دفع الشر عنه وإتيانه الخير من الله تعالى، فقد جاء الحديث عنها في السنة النبوية وأنها تجعل الدعاء مستجابًا، وفيما يلي نتناول تلك المواقيت:

  • الدعاء في وقت السحر وهو قيام الليل.
  • بساعة الجمعة التي تكون ما بين العصر والمغرب.
  • الدعاء في الوقت بين الأذان والإقامة.
  • دعاء المظلوم
  • ليلة القدر.
  • الدعاء بعد الصيام.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الدعاء المستجاب بعد الصلاة

آداب لاستجابة الدعاء

بعد التعرف على الدعاء باسم الله الأعظم وكيفية جعله مستجابًا بإذن الله، فمن الواجب الإلمام بآداب الدعاء التي جاءت عن نبينا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ في سنته النبوية، فهي ما تزيد من أسباب الرزق وقبول النداء، وفيما يلي نتناولها:

  • الوضوء قبل الدعاء واستحضار النية.
  • البدء في الدعاء بحمد الله على نعمه في الحياة.
  • الصلاة على النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالصلاة الإبراهيمية.
  • البدء بالتضرع لله تعالى بما في القلب على أن يكون بالصيغة الجيدة والمقبولة دون الزيادة في السجع.
  • الإلحاح أثناء الدعاء بكثرة لأن الله تعالى يحب المتضرعين بإلحاح.
  • ضرورة ألا يكون هناك ألفاظ سيئة في الدعاء أو التضرع لله تعالى بما لا يليق من مظاهر التعبير عن السخط والضيق، فيجب أن يكون التوسل بالطرق المشروعة.
  • العزم على عدم الرجوع لطرق الضلال والحرص على العزم على نية التوبة والتقرب لله تعالى بالأعمال الصالحة.
  • الأخذ بالأسباب بعد الدعاء وعدم التواكل.
  • رفع اليدين أثناء الدعاء.
  • ختم الدعاء بالحمد والصلاة على النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالصلاة الإبراهيمية.

يسمع الله سبحانه وتعالى للعباد ما داموا عقدوا نية التوبة له والتوكل عليه في شؤون حياتهم، فأحسن الظن بالكريم وادعه باسمه الأعظم للحصول على الإجابة ورؤية التغيرات الإيجابية في حياتك.

قد يعجبك أيضًا