حديث نبوي شريف عن التسامح

حديث نبوي شريف عن التسامح والعفو.. فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم على التسامح والترابط، فالتسامح والعفو ينقي النفس البشرية من الشر، ويخلق مجتمع متقدم قائم على الود.

وسنوضح لكم من خلال “زيادة” حديث نبوي شريف عن التسامح، وآيات قرآنية عن التسامح، والتسامح في الإسلام.

اقرأ أيضًا: 17 حديث شريف عن العلم

حديث نبوي شريف عن التسامح

هناك عدة أحاديث نبوية شريفة تحثنا على التسامح والعفو عند المقدرة، نذكر منها ما يلي:

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى). رواه مسلم.
  • عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
    (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون). متفق عليه.
  • عن أبي هريرة رضي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
    (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). متفق عليه.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
    (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذه شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم الأعرابي قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك ثم أمر له بعطاء). متفق عليه.

وغير ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على فضل التسامح والعفو عن الناس والصبر على إيذائهم.
وخاصةً إذا كان ذلك الإيذاء في الله فيجب الصبر والاحتساب وانتظار الفرج من الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: ما هي علامات حب الله للعبد العاصي ؟

التسامح في الإسلام

أرسل الله عز وجل نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بدين الإسلام القويم الذي أتمه، وشريعته السمحة التي أكملها ورضاها لعباده.

وميز الله عز وجل أمة الإسلام بالوسطية دون سائر الأمم، قال الله عز وجل في كتابه العزيز:
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143) }

لذا فإن هذه الوسطية تقتضي اتصاف أمة الإسلام بجميع صفات الخير ومن هذه الصفات التسامح والعدل والرحمة والعفو عند المقدرة.
وغيرها من الصفات الحميدة والأخلاق الراقية التي تسهم في بناء الأمة ووحدتها والعيش بسلام وأمان.

اقرأ أيضًا: حديث نبوي شريف عن الوطن

آيات قرآنية عن التسامح

ولقد وردت أيات قرآنية كثيرة تحث على التحلي بتلك الصفات، وأحاديث نبوية شريفة تؤكد على تلك المفاهيم لاستقامة أركان المجتمع وقيامه على حسن الخلق، ومنها:

  • قال تعالى:{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }(43)سورة الشورى.
  • قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (134) سورة آل عمران.
  • قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22)سورة النور.
  • قال تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(85) سورة الحجر.
  • قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}(199) سورة الأعراف.
  • قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(34) سورة صلى.

قصص عن تسامح النبي صلى الله عليه وسلم

يوجد العديد من القصص الحقيقية التي تدل على تسامح نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نذكر منها الآتي:

قصة النبي مع الرجل الذي كان يريد أن يقتله

روى عن جابر عبد الله رضي الله عنه، قصة تدل على مدى تسامح الرسول عليه الصلاة والسلام.

وحدثت هذه القصة في غزوة الرقاع بينما يستريح النبي تحت أحد الأشجار، وقد علْق عليها سيفه.
إذا برجل مشرك يستغل هذه الفرصة ليباغت النبي ويأخذ سيفه على حين غفلة، ثم رفعه في وجه النبي.
وقال له: أتخافني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، فقال المشرك: فمن يمنعك مني، قال النبي: الله.

فسقط السيف من يد الرجل المشرك فتناوله النبي ورفعه في وجه الرجل وقال: من يمنعني منك، فقال الرجل كن خير آخذ.

فتركه النبي ولم يفعل له شيئاً وعفى عنه وقد كان أخذ عليه عهد بأن لا يقاتل المسلمين، أو أن يكون مع قوم يقاتلونهم.
فذهب الرجل إلى قومه وهو يقول:(جئتكم من عند خير الناس).

اقرأ أيضًا: أقوال عن التسامح وما هو التسامح

قصة فتح مكة

وتعد قصة فتح مكة أكبر دليل على تسامح النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل إلى مكة نهاراً بعد أن هاجر منها ليلاً.
وحطم جميع الأصنام وظل أهل مكة ينظرون إلى النبي وينتظرون أن يعاقبهم على ما فعلوه به وبأصحابه وما قدموه له من إيذاء وسخرية لا يتحملها أحد.
ولكن ما حدث أن الرسول قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قال أهل مكة: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.

فعاد الأمان إلى أهل مكة، وبدأت جماعات العرب تذهب إلي النبي صلى الله عليه وسلم لتبايعه على الإسلام.
فما يوجد شيء أجمل من التسامح العفو عند المقدرة، ولقد ظهر حلم وتسامح النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في هذا الموقف العظيم.

وفي ختام موضوعنا عن حديث نبوي شريف عن التسامح، فيجب علينا التماس الأعذار لمن حولنا، ونجعل التسامح أساس معاملاتنا.

قد يعجبك أيضًا