آيات قرآنية عن الأمل والطموح 

آيات قرآنية عن الأمل والطموح التي تحمل خيراً كثيراً وبشرى وانشراح صدر لمن قرأها أو سمعها أو تلاها في صلواته، وما هو أفضل من القرآن ليبعث في أرواحنا كل أمل وتفاؤل ويزيد من عزيمة وإصرار الإنسان في حياته؟، الإنسان مخلوق يسعى بفطرته إلى حب الحياة والأمل والطموح والسعي نحو مستقبل أفضل ولا يأتي ذلك إلا بالأمل والطموح، فلنتابع معًا مجموعة من الآيات القرآنية التي تريح النفس وتبعث فينا الأمل والطموح  عبر موقع زيادة.

آيات قرآنية وتأثيرها في حياتنا

خلق الله الإنسان على هيئة لا يعلمها إلا هو وجعل سعيه وعمله ورزقه المقدر هدفاً له حتى لا يضل عن طريق الهداية، لكن إن امتلأ كيان الإنسان بالهزيمة والإحباط واليأس فإن طريقه في الحياة يكون مظلماً وقد يتخذ طريق معصية وضلال وفساد، لكن من رحمة الله تعالى بخلقه أن أعطاهم إشارات ربانية وأنوار تضيء لهم طريقهم وسبلهم في مسعاهم في هذه الدنيا من هذه الإشارات آيات قرآنية عن الأمل والطموح التي وضعها الله في كتابه الكريم.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة مريم

آيات قرآنية تحث على الأمل

في آيات القرآن الكريم نجد العديد من الآيات التي تحي قلوبنا، وتذكرنا أن لهذا الكون إله عظيم يدبر أمره مهما وجهنا من المصاعب والأزمات، فالله معنا وسيحي لنا الأمل مرة أخرى، ومن بين تلك الآيات:

  • يصيب الشخص منا بصدمات في حياته الدنيا، قد تأتيه على هيئة فقدان عزيز كأب أو أم أو زوجة أو صديق، لكن من الأقوال التي يتداولها الناس في هذا الظرف أن يجعل أمله كبيراً بخالقه، فمن أحق من الله بترقب الأمل حتى نتمسك به؟ بالطبع لا أحد فقد قال في كتابه الكريم: في سورة البقرة “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”،  الكثير من الأمل والبشرى تحمله هذه الآية الكريمة تأتي بعد بلاء وهم وحزن لمن صبر وأجره على الله.
  • الأمل هو البذرة التي تزرع داخل الإنسان، فهي خير معين على كافة صدمات ومآسي هذه الحياة، تبدأ حياة الإنسان بالأمل فكلا من الأبوين يتأملان في ابنهما خيراً منه ويتأملون خيراً وبركة في حياته ومستقبله، كذلك من لا يريد أن يرزق بولد صالح؟ بالتأكيد لا أحد وهو ما بشرنا به رب العالمين في كتابه لمن يتأمل رزق ربه له بولد صالح وسعى في ذلك مساعي كثيرة عند الأطباء والحكماء لكن الأمل أتى في سورة الشورى في كتاب رب العالمين حيث قال: “يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ”.
  •  من منا يستطيع تحمل أن يعيش في يأس وإحباط؟ لا أحد يهدف لذلك لكن الكثيرين باستطاعتهم العيش بالأمل، فكما يقال “لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس”، فالأمل هو الحياة ومن يعيش بغير ذلك فهو أشبه بالأموات يمشي على الأرض، والكثير من الأمهات تدعو لأبنائها بالهداية وصلاح الأحوال، وتتأمل في آيات قرآنية عن الأمل والطموح في كتاب ربها كما قال في سورة النمل: “أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ”، الأمل والبشرى من ربك في هذه الآية واضح تمام الوضوح فهو رحيم بعباده المؤمنين يهديهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح.

اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي بها سجدتان

آيات قرآنية عن الأمل والطموح 

من رحمة الله بعباده أن رزقنا بالقرآن الكريم، الذي في شفاء لما يصيب قلب البشر من يأس وإحباط، فالقرآن يضم مئات الآيات التي تحمل معها الأمل، وتُحي في في نفوسنا الطموح مرة آخرى، ومن بين تلك الآيات الكريمة، ما يلي:

آيات القرآن الكريم عن الأمل

  • الإنسان الذي يحيا حياته في يأس وانكسار يكون سجين أفكاره ودواخله المريضة، أما من يحيا بالأمل والتفاؤل فتشرق حياته كل صباح على الخير والبركة والانتعاش، يستطيع الضرير أن يعيش بلا نظر لكنه لا يستطيع ولا يقدر على العيش بدون أمل، فكم من إنسان يحيا حياة العجائز بعد فقدانه الأمل؟، وكم من إنسان وصل سريعاً لهدفه مع ملازمته للأمل؟، قال تعالى في سورة الشرح: ” إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”.
  • الكثير من المرضى يسعون خلف الأطباء والأدوية العلاجية ويضيع وقتهم وجهدهم في الهواء، لكن بالأمل والتفاؤل برحمة الله لعباده وأنه الواحد القادر على الشفاء يستطيع الإنسان يقيناً أن يحيا حياة سعيدة، فهو سبحانه وتعالى من قال في سورة الأنبياء: ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ “، فكان أمله بربه باعثا له على الشفاء بقدرة الله.
  • كيف يعرف الإنسان شعور الأمل دون أن يجرب الحزن واليأس؟، فكما قيل وبضدها تعرف الأشياء، لابد أن يذوق كل فرد مرارة اليأس والحزن حتى يفهم شعور السعادة والحياة بالأمل، ومن أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربا لهذا المثل حيث لاقى أصناف من العذاب والإحباط واليأس خلال رحلته للدعوة فبشره ربه هو وصديقه وهما في رحلتهما للهجرة و يختبئان في الغار، حيث قال رب العالمين عنهما في كتابه في سورة التوبة: ” إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا “، فقد تأمل رسولنا الكريم كل الأمل من ربه فرد عليه ربه سؤاله بهذه البشرى والنصر العظيم.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة النور

آيات القرآن عن الطموح

  • آيات قرآنية عن الأمل والطموح التي هي من الأهداف والمساعي المشتركة لدى الفئة العامة من الناس، الطموح يشبه مياه البحر الجارفة التي لا يستطيع أحد إيقافها، لكن بالطبع الطموح أمر محمود فمن كانت مساعيه أن يتولى منصباً ذي شأن وبذل كل جهده لذلك فهو أمر محبوب ومرغوب، ومن سعت للتفوق الدراسي على زميلاتها فلها كل الاحترام والتقدير على طموحها وسعيها، والذي يأتي ضمن طاعة وعبادة الله حيث في سورة الأحزاب قال: ” وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”، على هذا فإن الأمل والطموح لا يتحققان بغير طاعة الله.
  • تعتبر الأركان الأربع في أضلاع المربع المغلق الذي تدور حياة الإنسان بداخله وهي: الأمل والسعي والطموح والرزق، فمن كان لديه أمل يحيا به جعل همه وهدفه ومساعيه في الدنيا تحقيق ما يطمح إليه وبذلك ينال ما قدر له ربه من رزق، فكما قال في كتابه في سورة الطلاق: ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ”، التمسك بالأمل وأن الرزق آتي من المولى عز وجل جعل ذلك الإنسان يقيناً يعيش ما يطمح لعيشه في الحياة.
  • الإنسان الذي يقوم ويحيا ويحيط نفسه بالطموح والرغبات الدائم السعي لها، يملك قوى خفية تجعله لا يوقفه شئ أو أحد، ويجعله ذلك قادراً على تغيير حياته وحياة من حوله من أشخاص، من أقدر من نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على وصف ذلك لنا فقد كان يطمح لنشر رسالة ربه في الأرض وسعي بكل أمل وبقدرة ربه إلى ذلك فقد قال عن ذلك المولى عز وجل في سورة آل عمران: ” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”، فتمسك المؤمن بالأمل والطموح يقابله من ربه جزاء ذلك علو المنزلة والمكانة في الحياة الدنيا بين عباده.

آيات من القرآن الكريم عن الأمل والتفاؤل

رسائل ربانية بين صفحات المصحف الشريف يبعثها الله لعباده لبث الأمل والتفاؤل في نفوسهم فهو سبحانه أعلم بحالهم، ومن بينها:

  • يخاف العبد الصالح من عذاب ربه في دنياه وآخرته، فيستمر سعيه إلى إرضاء وطاعة وعبادة ربه، ولا يخفت شعاع أمله في رحمة ربه، فيستمر بالطموح والسعي في حياته بكل ما أوتي من قوة إلى تحقيق ذلك، فقد أخبرنا رب العالمين في سورة الزمر: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، على هذا فإن الأمل برحمة الله الواسعة تحقق أسمى رغبة وهدف للإنسان وهي غفران الذنوب ورضا رب العالمين.
  • سورة الطلاق خير مثال وضعه المولى عز وجل في كتابه حيث قال فيها: ” لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ” كلمة لعل المذكورة كلها أمل بتبدل حال الإنسان من سيء إلى أحسن حال ذلك بتأمل الفضل من الله سبحانه.
  • سورة آل عمران كذلك لا تخلو آياتها من الأمل والطموح فقد قال المولى فيها: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ “، من كان إدراكه بأن وصوله لما يطمح إليه بين يدي ربه عز وجل فقد فاز ونجح في سعيه ونال مراتب العزة والكرامة والشرف العالية.
  • الأمل بأخذ محبة الله جاء في سورة آل عمران: “وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ” فقد جاءت محبة الله لكل من كان طموحه وسعيه لقاء ربه بقلب سليم نتيجة عفوه وصفحه عن الناس.
  • سورة الإسراء بها دلالة لا شك فيها على أن الطموح والسعي وجهان لعملة واحدة فمن طمح لنيل شئ لابد له من السعي والجهد والعمل، فقد قال سبحانه: “وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا “، فمن طمح وسعى ووجه أمله لله نال نتاج سعيه.

آيات القرآن الكريم لا تخلو من العظة والعبرات في حياة الأنبياء، وقد تناولنا في المقال بعض مما يتعلق بما ذكر من  آيات قرآنية عن الأمل والطموح التي تطمئن قلب كل مؤمن بالله وكل عبد صالح من عباد الله.

قد يعجبك أيضًا