آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة

آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة من شأنها أن ترسخ في أذهاننا المفهوم الصحيح للصداقة في الإسلام، فالشخص قد لا يتأثر بذويه قدر تأثره بصديقه الحميم.

لذا ومن خلال موقع زيادة نقدم لكم بعض الآيات من الذكر الحكيم والتي تحتوي على أسمى معاني الصداقة، كذلك سنتناول ما قاله رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر.

آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة

أعطى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مثال في الصداقة من خلال علاقته بأبي بكر الصديق، ذلك الصاحب في السراء والضراء، الذي لم يتخلى عنه قط، ولم يتركه في الأزمات والمحن، ولم يتأفف أو يتعب من صداقته يومًا.

بل كان حانيًا طيب القلب يشد من أزره ويدعمه ويقويه، حيث تجمعت فيه كل صفات الصديق الحسنة، والتي يجب أن نسير على نهجها، وأن نصادق من يتحلوا بمحاسن الأخلاق، ويتبعون نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لسمو معاني الصداقة في الدنيا والآخرة، ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز، وذكرها النبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه، لذا نقدم لكم آيات من الذكر الحكيم وأحاديث شريفة عن الصداقة من خلال الفقرات التالية.

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن عمل الخير

ذكر الصداقة في الآيات القرآنية

الآن سأصحبكم في رحلة إلى آيات من الذكر الحكيم تدل على الصداقة وقوة معناها وصلابتها وسموها، ضمن آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة، حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم:

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” سورة التوبة الآية رقم 40.

هي الآية التي شرحت موقف غار ثور الذي اختبأ فيه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، مع أبي بكر الصديق، وخشيا أن يراهما الأعداء، فطمأن رسول الله صاحبه، في أسمى معاني للسند والوقوف بصمد والمحافظة على أجمل علاقة صداقة شهدها التاريخ إلى يومنا هذا.

ذكرها لنا القرآن الكريم ضمن الآيات والأحاديث الداعمة للصداقة، حتى نعرف أهمية وجودها في حياتنا، والآن دعونا ننتقل إلى باقي الآيات التي تتحدث عن المصادقة الجميلة، ومنها قوله تعالى:

وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” سورة النساء الآية رقم 36.

هنا يوصينا الله عز وجل عظم شأنه بالصاحب والجار، وذلك لما لهما من تأثير قوي على الشخص، فالمرء قد يتغير سلوكه وتفكيره وعلاقته مع ربه تأثرًا بالمحيطين به، خاصة الأصدقاء المقربين.

في آية أخرى نجد نصح الصاحب وتوعيته له، حيث قال الله تعالى: “قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلً” سورة الكهف الآية رقم 37.

آيات قرآنية تتحدث عن الصداقة

إذا قمنا بالتركيز في لفظ الصداقة، نجد أنها قد اشتقت من الصدق، مما يجعلنا نسلط الضوء على مفاهيمها المتعددة والتي جاءت في محكم التنزيل ضمن آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة، والتي سنذكر لكم منها العديد من خلال قول الله تعالى:

“أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا* وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا* الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا”
“وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا” سورة

في الآيات السابقة نجد ندم الأشخاص جراء تأثرهم بأصحابهم، والذين تسببوا في إيذائه وإضلاله لطريق الهدى، مما جعله من أهل النار.

هنا يتضح لنا من خلال ذكر آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة، أن الصديق يجب أن يختار صديقه بعناية حتى يرافقه في الجنة بإذن الله عز وجل، كما أننا سنرى أن الله تعالى قد ساوى الصديق بالأهل في الآية التالية، حيث قال:

لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ”

“لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” سورة النور الآية رقم 61.

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن جبر القلوب

آيات قرآنية أخرى تتحدث عن الصداقة

تنفذ البحار ولا ينفذ كلام الله عز وجل، فقد قال:” قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًاسورة الكهف الآية رقم 109.

من الآية السابقة نعرف أن فضل كلمات الله علينا لا ينتهي، لذا نقدم لكم المزيد من الآيات التي تذكر الصداقة من خلال ما قول الله عز وجل فيما يلي:

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ* وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ* مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ* فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ* وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ* قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ* تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ”

“وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُون* فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيم* فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ” سورة الشعراء الآيات من 91 إلى 103.

من خلال الآية السابقة تتضح لنا أهمية الصديق في حياة صديقه، فهو الداعم له والدافع للأعمال الحسنة، وكذلك هو من يتسبب في ضلاله وسلوكه للسبل غير الصحيحة.

في الآية القادمة نرى معرفة الشخص بمدى التأثر بصديقه، فالأصحاب والأصدقاء هم من يشكلون حياتنا بكل تفاصيلها، لذلك قال الله عز وجل في الآية القرآنية المعبرة عن الصداقة:

قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” سورة الأنعام الآية رقم 71.

آيات عن الأصحاب في القرآن الكريم

كلمات الله عز وجل لا يمكن أن يمل المسلم من سماعها، لذلك نفيض عليكم من بركات آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة، من خلال ما يلي:

يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ* وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا* يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ* وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ* وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ” سورة المعارج الآيات من 8 إلى 14.

آيات أخرى من آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة سنتناولها فيما يلي مشيرين إلى علاقة سيدنا يوسف بأصحابه في السجن، فهم من آنسوا وحدته ووحشته على الرغم من عدم معرفته بهم مسبقًا، فقال الله عز وجل:

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار* ُمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”

“يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ* وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سنين” سورة يوسف الآيات من 39 إلى 42.

من خلال الآيات القادمة، نرى أن المتقين في الآخرة من الأصدقاء لا يتركون بعضهم البعض، فقد قال الله عز وجل:

هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ*الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ*يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ” سورة الزخرف الآيات من 66 إلى 68.

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن الأمل والطموح 

أحاديث تحث على الصداقة

بعد أن تناولنا الآيات القرآنية الجليلة كأول جزء من آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة، دعونا ننتقل إلى الأحاديث الشريفة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تحثنا على الصداقة الحسنة، والتي تتمثل فيما يلي:

مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ مَثَلُ العطَّارِ إنْ لم يُصِبْك منه أصابك ريحُه ومَثَلُ الجليسِ السَّوءِ مَثَلُ القَيْنِ إنْ لم يُحرِقْك بشَرَرِه علِق بك مِن ريحِه(صحيح) رواه أبو موسى الأشعري.

كما رأينا في الحديث السابق، فرسولنا الكريم يوضح لنا من خلال آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة أهمية الصداقة في حياة الإنسان ومدى تأثر الصاحب بصاحبه، لذا علينا أن ننتقي أصدقاءنا بعناية فائقة، وبالمعايير التي تناسب ديننا الحنيف.

الخليل هو اسم من أسماء سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، كما أنه أحد أسماء الأصدقاء المقربين، فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

المرءُ على دينِ خليلِه ولا خيرَ في صُحبةِ من لا يرى لَك مِثلَ الَّذي ترى لهُ ولم يقُلِ الفضلُ المرءُ على دِين خليلِهِ” (صحيح) رواه سهل بن سعد الساعدي.

كما أننا سنرى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القادم، أنه أمرنا بنص صريح وواضح ألا نصاحب إلا الشخص المؤمن، وذلك حين قال: “لا تُصاحِبْ إلَّا مؤمنًا ولا يأكُلْ طعامَك إلَّا تقيٌّ

(صحيح) رواه أبو سعيد الخدري.

يجب على الشخص اتباع قواعد الدين الإسلامي في اختيار الأصدقاء، وبعد أن تعرفنا من خلال آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة على أهميتها في الدنيا والآخرة، لننعم بالعيش الرغد في الدارين بأمر الله عز وجل.

قد يعجبك أيضًا