آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء

آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء تؤكد أهمية الإحسان إلى الآباء وطاعتهم، فطاعة الآباء من أهم الوصايا التي تركها لنا الرسول، وحثنا عليها الدين الإسلامي.

فالدين الإسلامي دين الوسطية والرحمة، والذي لا يفرق بين كبير أو صغير إلا بتقوى الله عز وجل، لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء بالآباء.

آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء

القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة هما السبيلان الوحيدان لدى المسلم كي يأخذ منهما شرائع وأحكام الدين الإسلامي، فجاء في حديث رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه.

تركتُ فيكم شيئينِ لن تضلوا بعدَهما كتابَ اللهِ وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوضِ“، الحديث صحيح أورده محمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة صحيحًا، وجاء أمر طاعة الله سبحانه وتعالى، وأخذ الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة في القرآن الكريم.

فقد جاء في الآية التاسعة والخمسين من سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ)، وعلى هذا فإن المسلم يأخذ تشريعات دينه من القرآن الكريم، ويجد توضيحها في السنة النبوية المطهرة.

من ضمن ما جاء في الدين الإسلامي ومتعلق بالقرآن والسنة والشواهد فيهما، آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء، لفظة بر الأبناء في حد ذاتها تحتوي على معنيين، إما بر الأبناء لآبائهم، أو بر الآباء لأبنائهم.

وكلاهما ردت عليهما الأمثلة من القرآن والسُّنة، فنجد في بر الأبوين قوله تعالى في الآية الثالثة والعشرين من سورة الإسراء: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ).

جاء معنى قضى في هذه الآية الكريمة حسب ما أوضحه الإمام البغوي في تفسيره للقرآن الكريم، وذكره لقول الربيع بن أنس أنها تعني الوجوب، وقول مجاهد الذي قال إنها بمعنى التوصية، فالله عز وجل قد أوصى عباده بحسن معاملة أهله.

أما الحديث فهو ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عمر وابن عمر بن العاص، وأورده الألباني حسنًا “رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ“.

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن بر الوالدين وأهميته

آيات قرآنية في بر الوالدين

كما ذكرنا في السور السابقة أن الآيات القرآنية وشروحها هي المصدر الأول للتشريع في الدين الإسلامي، وفي هذه الفقرة لن نعرض آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء مجموعين في هذه الفقرة، بل سنعرض لكم آيات من القرآن الكريم عن بر الأبوين فقط.

فجاءت منزلة الوالدين عظيمة في القرآن الكريم، فجاء الإحسان إلى الوالدين في القرآن الكريم في أربع آيات مختلفة، منها الآية الثالثة والعشرين من سورة الإسراء التي ذكرناها في السطور السابقة.

كما جاءت في الآية الثالثة والثمانين من سورة البقرة: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وفي الآية السادسة والثلاثين من سورة الآية السادسة والثلاثين من سورة النساء: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

كما جاء الأمر ذاته من الله سبحانه وتعالى في الآية الحادية والخمسين بعد المائة من سورة الأنعام (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ).

في الآيات الأربعة التي سبق ذكرهم في سطور هذه الفقرة، كان الشاهد فيها بيان منزلة طاعة الأبوين، فقد ارتبطت طاعة الأبوين في القرآن الكريم بعبادة الله سبحانه وتعالى وحده وعدم الشرك.

حتى إن كان الأبوان كافرين، أو كان الابن مسلمًا وأصرا على أن يكفر، فعلى الأبن أن يعاملها المعاملة الحسنة في الدنيا، وأن يطلب لهما الهدايا، مهما كانت معاملتهما له في غاية السوء.

كما قال الإمام شمس الدين القرطبي صاحب تفسير القرآن للقرطبي، في تفسير هذه الآية من سورة الأنعام الوصية التي أوصى بها الله تقتض بحفظ الأبوين والامتثال لأمرهما، وطاعتهما في الخير، وحسن معاملتهم في الدنيا، والدعاء لهما بالرحمة في الآخرة.

اقرأ أيضًا: تعبير عن بر الوالدين 10 اسطر

أحاديث شريفة في بر الوالدين

السنة النبوية الشريفة لم تأتِ منفصلة عما جاء في القرآن الكريم من شرائع وأحكام، فكما ذكرنا أن السُّنة النبوية جاءت مكملة لما جاء في آيات الله سبحانه وتعالى، وكما عرضنا في السطور السابقة الآيات القرآنية التي وردت عن طاعة الأبوين.

فبهذه الفقرة سنورد البعض من الأحاديث النبوية عن بر الأبناء للأبوين، لذا في ذلك نشير إلى أن فضل الأم عن الابن عظيم، فهي نبع الحنان، وجاء في سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي توضح قيمة الأم.

فلعل أشهر هذه الأحاديث هو الحديث الذي رواه معاوية بن حدية، وأبو هريرة رضي الله عنهما وأرضاهما: “قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ“.

هذه الرواية اتفق عليها كل من الإمام مسلم والإمام البخاري في صحتها، والرواية الأخرى من هذا الحديث جاء بها الشيخ ناصر الدين الألباني، وصححها شعيب بن أرناؤوط لغير معاوية بن حيدة.

أُمَّكَ، ثمَّ أُمَّكَ، ثُمَّ أُمَّكَ، ثُمَّ أباكَ، ثُمَّ الأقربُونَ فالأقربُونَ“، وفي الحديث يوضح مكانة الأم فهي أصل البر والأمان والإكرام، ونبع الحنان بالنسبة للابن، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم للأم ولتكرارها ثلاثًا في الحديث السابق دلالة.

الدلالة ليست للتقليل من قيمة الأب، فهو عماد البيت، ورب الأسرة الذي يشملها برعايته، لكن التأكيد ثلاثًا عند أهل البلاغة يسمى تكرارًا للتأكيد على الفكرة.

كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله ابن عمرو بن العاص في توضيح الكبائر أن عقوق الوالدين ثالثهما “الكَبائِرُ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ” أخرجه البخاري، ويدل هذا الحديث على كبيرة عقوق الوالدين، فالكبائر هي الذنوب العظيمة، وجاءت بعد الشرك بالله.

من الأثر المذكور عن بر الأبناء للوالدين

في السطور السابقة قمنا بعرض آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء، ولكن ما هو الأثر، وما هي فائدة الأثر في الشرح والإيضاح بالنسبة لأصول الدين، لذا في هذه الفقرة سنعرض لكم ما جاء في الأثر عن آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء.

لعل أشهر الأثر الذي جاء عن بر الوالدين هي القصة الثلاثة المحبوسين في الكهف، والتي جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا رُحْتُ عليهم حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بوَالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وإنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَومٍ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ

فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ

في هذه القصة التي وردت في الحديث الشريف هي قطعة من حديث طويل لرسول الله فيه من خبر الثلاثة الباقين، لكن هذه القصة فيها من التوضيح الذي يبين أن فرج الله سبحانه وتعالى مرتبط برضا الوالدين، وعلى وجه الخصوص.

فما جاء في ذكر هذا الرجل أنه جعل تفضيل أبويه على أبنائه، فجاء في الحديث أن أبنائه كانوا “يَتَضَاغَوْنَ” أي منظرون الطعام بفارغ الصبر لجوعهم، والبر أيضًا يتمثل في مكوثه عند رأس أبويه وألا يوقظهما.

اقرأ أيضًا: خطبة قصيرة عن بر الوالدين

ما جاء في بر الأبناء

لعل الجميع يعرف بر الأبناء للوالدين، لكن هل يكون الأب أو الأم عاقة لأبنائهم، وهل يوجد في الدين الإسلامي آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء، في هذه الفقرة سنعرض إجابة هذه الأسئلة، والشواهد عليها.

في الإسلام لا توجد أي آية أو حديثٍ قد جاء نصًا في توضيح هذه المسألة، لكن جاء بشكل عام في حدود وإطار إنشاء الأسرة الإسلامية القويمة، في الحديث الذي جاء رواه عبد الله بن عمر وأورده الإمام البخاري في صحيحه.

الحديث هو “كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ“، فالرعية هنا هي الأبناء.

فعقوق الأبناء قد يبدأ من اختيارهم الاسم السيء لهم، ناهيك عن المعاملة السيئة للابن أو الابنة، وأبرز سمات العقوق كما ذكرها الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي، هي في عدم تعليمهم العلوم الشرعية الصحيحة.

مثل عدم تعليمهم الصيام، أو الصلاة، واهتمامهم بأمور الدنيا فقط لا غير، وفي يوم القيامة سيقتص هذا الولد من أبيه، والبنت عن أمها ويسألهما الحق تبارك وتعالى عن ماذا صنعا في تربيتهم لأبنائهم.

الأبناء هم قرة عين الآباء لذلك يبحث الآباء عن الراحة والسعادة لهم، وتعليمهم أصول الدين، بينما الآباء هم الكنز الذي يؤدي بالأبناء إلى الجنة إن أحسنوا معاملتهم.

قد يعجبك أيضًا