حكم قراءة الفاتحة في الصلاة للأمام والمأموم

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة عدم معرفته تؤدي إلى بطلان الصلاة وكأن الصلاة التي كان يصليها أصبحت هباءً منثورًا أي كأنها لم تُصلى، فأحكام العبادات عامة متنوعة وفي الصلام الأحكام كثيرة التنوع وإن سقط شرط بطلت الفريضة.

لذلك عبر موقع زيادة سنعرض لكم حكم قراءة الفاتحة في الصلاة جهرًا وسرًا كما سنبين بعضًا من أحكام الفقه في الصلاة إن كنت مأمومًا وقرأت الفاتحة جهرًا أو كنت إمامًا بالناس في الصلاة.

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

فاتحة القرآن الكريم أو أم الكتاب كما قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- (الحمدُ لله ربِّ العالمين أمُّ القرآنِ، وأمُّ الكتابِ، والسبعُ المثَاني) ذكره الشيخ الألباني -رحمه الله- في كتابه صحيح الجامع.

هذا دليل على أن سورة الفاتحة ذات فضل عظيم ولا تصح الصلاة دون أن يقرأها الإمام (حسب قول ورأي العلماء) وتلك السورة الكريمة ترتيبها رقم واحد في المصحف بشكليه المصحف المدني والمصحف المكي وتليها سورة البقرة في ترتيب المصحفين.

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (سورة الفاتحة الآيات من 1 إلى 7).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الصلاة في البيت الفريضة أو النافلة

حُكم افتتاح الإمام للصلاة بالفاتحة

يصلي المسلم صلاته إن صلاها فردًا لا في الجماعة أو أن يبدأ صلاته إن كان إمامًا بتكبيرة الإحرام ثم بقراءة الفاتحة ثم قراءة قصار السور فالركوع ثم القيام فالسجود والركعة الثانية والثالثة والرابعة إن كانت ظهرًا أو عصرًا أو عشاءً ويقرأ الفاتحة قراءة سرية.

فقد أجمع علماء الفقه الإسلامي من المذاهب الأربعة على أن الصلاة لا تصح دون قراءة الفاتحة جهرًا في الصلوات الجهرية قبل المصلين والشاهد هو:

قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامت (لا صَلاةَ لمن لم يقرَأْ بفاتِحةِ الكِتابِ) والحديث صحيح رواه الترمذي وصححه الألباني.

أي أن صلاة الإمام بالناس يجب أن تبدأ بتكبيرة الإحرام ثم قراءة الفاتحة وهو أمر واجب (حسب ما وضحنا) ثم بقراءة ما فتح به الله عليه من قصار السور ثم الركوع فالسجود وهكذا في الصلوات الجهرية أما في الصلوات التي يصليها المسلمون سرًا فيجب أيضًا أن يقرأ الفاتح هو والمصلين جميعًا من خلفه بصوت خافت.

قراءة المأموم في الصلاة للفاتحة

في صلاة الجماعة يكون الإمام هو القائد للناس في الصلاة فيتبعوه في ركوعه كاتباعهم له حسن سجوده، لكن ذهب الأغلبية من العلماء على رأسهم علماء المذهب الحنبلي وعلماء المذهب الشافعي على أن قراءة المأموم للفاتحة واجبة.

بينما ذهب الإمام مالك بالقول إلى أن قراءة الفاتحة للمأموم واجبة في الصلوات السرية مثل صلاتي الظهر والعصر أما في الصلوات الجهرية فعليه الإنصات مستندًا إلى قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 204

(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

يمكنك الاضطلاع أيضًا على: حكم قراءة القرآن للحائض في رمضان

قراءة المصلي منفردًا للفاتحة في صلاته

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة تختلف من الإمام إلى المأموم، فإن الإمام كما ذكرنا في السطور أعلاه يصلي في الصلوات الجهرية يقرأ الفاتحة جهرًا وفي الصلوات السرية يصلي بالفاتحة سرًا ومن خلفه المصلون، لكن في صلاة المسلم المنفرد لا في الجماعة تكون واجبة لا نقاش فيها.

في رأي الإمام الشافعي وعلماء الشافعية ورأي الإمام مالك بن أنس وعلماء المذهب المالكي من بعده أن صلاة المنفرد لا في جماعة دون فاتحة باطلة لأن الفاتحة ركن من أركانها مستندين إلى حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- (لا صَلاةَ لمن لم يقرَأْ بفاتِحةِ الكِتابِ).

كما جاء رأي الإمام أحمد بن حنبل موافقًا لرأييهما بينما جاء رأي الإمام أبي حنيفة النعمان أن قراءة من صلى مفردًا للفاتحة واجبة ليست لازمة، لكن من تركها عمدًا فقد أساء لكنه لم يذنب أو يأثم حسب قول المذهب الحنفي.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قراءة السور القصيرة في الصلاة ما حكمها؟!

رأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله-

في هذه السطور سنعرض لكم رأي العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- في حكم قراءة الفاتحة في الصلاة كما سنعرض أيضًا رأي الشيخ -محمد بن صالح العثيمين- في ذات المسألة.

أولاً رأي الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

يوافق رأي الشيخ ابن باز رحمه الله رأي علماء المذهب المالكي بأن قراءة الفاتحة في الصلاة السرية للمأموم والإمام على حد سواء ومن قراءة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، أما في الصلوات الجهرية فعلى الإمام فقط أن يقرأ الفاتحة وعلى المأموم الإنصات، عن المنفرد في صلاته مثل المصلي في الجماعة سرًا في هذا الحكم.

ثانيًا رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

أما الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فيوافق رأي الحنابلة والشافعية في أن المأموم  ملزم بقراءة الفاتحة خلف الإمام إذا ما انتهى الإمام منها إلا في حالة واحدة وهي إن أتى المأموم إلى الصلاة وقد وجد الإمام راكعًا فقد سقطت عنه الفاتحة في تلك الركعة، أما المنفرد في صلاته فيقرأ الفاتحة سرًا قم ما تيسر من آيات القرآن الكريم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم قول صدق الله العظيم بعد انتهاء من قراءة القرآن

بذلك نكون قد عرضنا لكم في سطور الموضوع السابق حكم قراءة الفاتحة في الصلاة للإمام والمأموم والمنفرد في صلاته دون جماعة، كما أوضحنا أيضًا آراء الأئمة الأربعة في تلك المسألة، ونرجو أن تكونوا قد استفدتم من خلال قراءة هذا الموضوع.

قد يعجبك أيضًا