أسباب تستحق الطلاق شرعا

توجد أسباب تستحق الطلاق شرعا فتجعله مباحًا رغم كونه أبغض الحلال عند الله، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستحيل معها الحياة الزوجية، فيلجؤون إلى الانفصال، ومع هذا تتراتب بعض الآثار النفسية السيئة التي يعاني منها الطرفين والتي تلحق بالأطفال حالة وجودهم، ومن خلال موقع زيادة يُمكن تسليط الضوء على الأسباب التي تستوجب الطلاق.

أسباب تستحق الطلاق شرعا

قال الله تعالى: لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)” سورة البقرة.

هناك العديد من أسباب الطلاق التي أقرها الشرع وللأسف في الوقت الحالي نجدها تنتشر بشكل كبير في المجتمع، وفيما يلي نستعرض هذه الأسباب:

1- الخيانة الزوجية

مما لا شك فيه أن الخيانة الزوجية تعد من أبشع أنواع الخيانة لأن الزواج ميثاق غليظ قائم على الإخلاص والوفاء والثقة المتبادلة، فعند حدوث الخيانة تنهار الثقة وينتهي الاحترام ويهتز كيان الأسرة، لذلك فالخيانة لا تهاون فيها وتستحق طلب الطلاق شرعا، وللزوجة أن تطلب الطلاق حال خيانة زوجها.

اقرأ أيضًا: كيف أكون قوية بعد الطلاق

2- سوء المعاملة

أمر الله -سبحانه وتعالى- بحسن المعاشرة وأن يكون المودة والرحمة أساس التعامل بين الزوجين، لذلك حين يتعرض أحد الطرفين لأي تجاوز لفظي أو بدني ينتج عنه جرح كبير يصعب ترميمه فيكون الطلاق هو الحل الأمثل للطرفين.

3- سوء الأوضاع المالية

مع ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة أصبح من الصعب على الزوج تأمين تكاليف الحياة اليومية بمفرده نظرًا لتدني الرواتب مما ينتج عنه كثرة الخلافات والمشاحنات بين الزوجين، لذلك يجب على الزوجة أن تساعد زوجها وتسانده للعمل على تأمين احتياجاتهم والسعي لاستمرار الحياة الزوجية.. وإن لم تستطع فلها أن تطلب الطلاق.

4- عدم الرغبة في العلاقة

هذا العامل من العوامل الهامة التي تجعل الزواج مهددًا بالانتهاء فيجب على الزوجين علاج الأسباب التي تجعل أحدهما ينفر من الآخر في العلاقة الحميمة، وهذا النفور بدوره يعد من أهم الأسباب التي تستحق الطلاق شرعا إن كان الزوج أو الزوجة مقصرًا فيها، حيث إن الزواج يستتبع العفة، والتي تأتي بإتمام الرغبة، فإن لم تتم بالزواج فهناك مجالًا للفتنة.

5- هجر الزوج لزوجته

إذا سافر الزوج لأكثر من ستة أشهر وخافت على نفسها الفتنة من حقها طلب الطلاق وهذا السبب رغم حساسيته إلا أنه من أكثر أسباب تستحق الطلاق شرعا، في سبيل عفة الزوجة وعدم وقوعها في الفتن.

6- مرض الزوج

أن يكون لدى الزوج مرض منفر كالإيدز أو البرص، أو لديه ما يعوق الاتصال الجسدي بالحد الذي يُمتع زوجته، ففي هذه الحالة من حق الزوجة أن تطلب الطلاق، ولا تكون آثمة، فإن صبرت على مرضه لها الثواب العظيم وإن لم تصبر فلا جناح عليها.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج الذي يهدد بالطلاق

7- الحرمان من الإنجاب

للأسف نجد أن عدم قدرة الزوج على الإنجاب من شأنه أن يكون سببًا كافيًا لإنهاء الزواج.. في حال كانت الزوجة صحيحة وتريد أن تُنجب، أما في حالة إصابتها هي بالعقم من شأن الزوج التعدد، فيكون العقم من أهم الأسباب الفاصلة في الأمر.

8- الطلاق الصامت

هذا الطلاق أن يعيش الزوجان معًا دون أي تواصل بصري أو جسدي بينهما.. دون مشاركة أي حوار وإنما يعيشان عيشة روتينية لا يشعر أيًا منهما بدور الثاني في حياته، ولحل مشكلة الطلاق الصامت أولًا يجب الاعتراف بالمشكلة والتحدث بين الطرفين والنقاش بهدوء، وإن لم يجدِ الأمر فيكون الطلاق سبيلًا.

أحكام الطلاق الخمسة

في حديثنا عن أسباب تستحق الطلاق شرعا نذكر أن هناك أحكام شرعية تنطبق على الطلاق يجب العلم بها كما يلي:

  • يكون الطلاق مكروهًا إن كان دون سبب واضح.
  • حكمه واجبًا في حال خيانة الزوجة وفجورها.
  • يُستحب الطلاق في حال قيام الزوجة بإلحاق الضرر والإيذاء بوالدي الزوج.
  • يُباح الطلاق في حالة لم يستطع الزوج إيفاء زوجته حقوقها.

الآثار المترتبة على الطلاق

قال الله تعالى في سورة الطلاق: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)”.

بعدما تحدثنا عن أسباب تستحق الطلاق شرعا نذكر أن الطلاق مشكلة اجتماعية كبيرة لها آثار سلبية جسيمة سنتناولها فيما يلي:

  • آثار نفسية: فالمرأة بعد الطلاق تصاب باهتزاز ثقتها بنفسها وشعور بالحرمان والندم وشعور بالنقص والدونية، والكثير من المشاعر السلبية التي تجتاحها في ذلك الوقت.
  • آثار اجتماعية: فالمطلقة ينظر لها نظرة سلبية من المجتمع ويرفض الرجال الارتباط بالمطلقة في كثير من الأحيان، وإن كانت صغيرة في السن كأن بها نقص أو عيب، وتتعرض المطلقة دائمًا إلى اللوم والتجريح، ودائمًا تكون معرضة للمراقبة الشديدة ممن حولها اعتقادًا منهم أنها تكون عرضة للانحرافات السلوكية مما يؤدي إلى إيذائها بشدة.

نصائح يجب اتباعها للتقليل من حالات الطلاق

علاوةً على وجود أسباب تستحق الطلاق شرعا ونظرًا للأضرار البالغة الناتجة عن ظاهرة الطلاق ينصح بالآتي للحد من انتشارها:

  • يجب على الآباء استشعار المسؤولية تجاه أبنائهم والتصرف بما فيه الخير لهم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته“.
  • الصبر على الأخطاء وغض الطرف عنها فليس هناك إنسانًا كاملًا، مع تطوير المميزات الموجودة في شريك الحياة بذكرها ومدحها دائمًا.
  • توضيح الحقوق والواجبات الزوجية من خلال الندوات والدورات المختلفة.
  • ينبغي أن تكون لغة الحوار هي السائدة بين الزوجين وتجنب العنف والقسوة.
  • عدم السماح للأهل والأقارب بالتدخل في حياتهم ومشاكلهم الخاصة.
  • مراعاة التوافق الثقافي والاجتماعي والمادي عند اختيار شريك الحياة.
  • التودد بين الزوجين بعبارات الحب والحنان لإشباع غريزة العاطفة.

اقرأ أيضًا: حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم

نصائح لما بعد الانفصال

مما لا شك فيه أن فترة ما بعد الطلاق فترة صعبة تحتاج إلى الصبر والإرادة لتجاوزها، وفيما يلي بعض النصائح لتجاوز هذه المرحلة:

  • الرضا بالقدر والاستسلام لإرادة الله فكل الأمور التي تحدث للمؤمن خير.
  • عدم العيش في الماضي ومحاولة بدء حياة جديدة بنظرة تفاؤلية إلى المستقبل وتفادي الأخطاء السابقة.
  • تجاهل نظرة المجتمع السلبية ومحاولة تحقيق الذات بالعمل والنجاح.
  • محاولة تغيير نمط الحياة ولو بأبسط الأشياء كتغيير المظهر الخارجي مثلًا.
  • محاولة إبعاد الأطفال عن مشاهدة الخلافات بين الآباء ولكن يجب أن يشاهدوا أبويهم يعامل كلًا منهما الآخر بتحضر ورقيّ.
  • أن يحيط كلا من الطرفين نفسه بأهله وأصدقائه المقربين حتى يقدموا له الدعم والحب الكافي لتجاوز هذه المرحلة.

إنَّ الأسرة كيان قوي وعمود المجتمع، والعلاقات الزوجية هي أساس صلاح المجتمع أو فساده لذلك تهدف الأديان السماوية للم شمل الأسرة وشيوع الهدوء والسكينة بين أفرادها.

قد يعجبك أيضًا