الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى

الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى هي ما يضمن للإنسان أن يعيش قويمًا يسير على النهج الصحيح، الذي يضمن له كنوز الدنيا والأخرة وهي من أهم ما يجب أن يطلع عليه كل مسلم ويعمل به.

سنعرف من خلال موقع زيادة الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى وكيف يمكن للعبد أن يختلقها بنفسه.

الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى

إن الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى هي ما تحمل العبد على مراعاة الله في كل وقت وحين، وتلك الأسباب التي تساعد المرء في مراعاة الله ومراقبة وجوده على الدوام بشرية بحتة أي بمعنى أن كلها في يد العبد وبإمكانه الحصول عليها، أما تلك الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى على الدوام فهي تتمثل في:

1- التدبر في القرآن ومعانيه

إن العبد كلما كان أكثر تدبرًا لكلام الله ازداد إيمانه به وتضاعف وبدأ يشعر أنه بالفعل أقرب إليه من حبل الوريد، وهذا وحده كفيل بألا يغفل العبد عن ربه أبدًا وأن يشعر بأنه رقيب عليه ويعلم سره ونجواه وعلانيته، وهذا دافع فعلي من شأنه أن يجعل العبد أوابًا ذو ضمير حي مهما كانت نفسه أمارة بالسوء.

اقرأ أيضًا: فضل سبحان الله وبحمده للرزق

2- مصاحبة الصالحين

إن الصديق يلعب دورًا كبيرًا في مدى استقامة صديقه من عدمها فجميعنا قد يستمع إلى نصائح وتوجيهات الصديق وينصاع وراء ميوله أكثر من اتباعه لنصائح الأهل وذوي القربى، لذا يجب أن نستغل هذه الفرصة ونغتنمها بشكل صحيح من خلال انتقاء الأصدقاء الصالحين الذين يعرفون طريقهم إلى الله، لكي عندما يحدث وننسى ذكر الله أو لا نراعيه في قول أو عمل ما نجد من يرشدنا إلى الطريق الصواب مرة أخرى.

3- مجاهدة النفس

إن سنة الحياة قد قضت بأن النفس لأمّارة بالسوء ولقد جعل الله من تلك السنة ابتلاءً ليدخل العبد به إلى جنات الخلد في نهاية المطاف، والسبب وراء تلك المكافأة هي ما يعانيه العبد من مشقة أثناء مجاهدته لنفسه التي تميل إلى فعل الذنوب بطبيعتها، ولكن اليقين بالله وبأن وعده حق يجعل الإنسان يتحمل تلك المشقة على الدوام لكي يظفر برضا الله.

إن في مجاهدة النفس يقول الله تعالى في سورة العنكبوت (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ)

كما قال بن القيم الجوزية رحمه الله عن مجاهدة النفس كواحدة من الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالي وهذه اللذة والتنعم بالخدمة إنما تحصل بالمصابرة على التكره والتعب أولا، فإذا صبر عليه وصدق في صبره أفضى به إلى هذه اللذة، قال أبو يزيد: سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك

4- الإكثار من النوافل

إن معنى الإكثار من النوافل هو التقرب من الله بأداء الفروض الدينية وعدم التكاسل أو التقاعس عن أدائها، فتلك من أكثر الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى والتي تولد شعورًا لدى المرء بأن الله يراه ويسمعه في كل وقت وحين وتجبره بشكل غير مرئي أو غير مباشر على مراعاة الله تعالى في كل وقت.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه

اقرأ أيضًا: هل الروحانيات شرك بالله

5- قراءة النصوص المرغبة في الأعمال الصالحة

إن أهم ما يميز طريقة الكتاب والسنة هو أنها متنوعة فيما بين الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، ولقد وجه العلماء عناية خاصة ببيان النصوص التي وردت عن الترغيب والترهيب كما قام بعضهم بإفرادها في التصنيف، والمفيد هنا هو أنه عندما يضطلع المرء على الثواب والأجر تهون عليه مشقة الحياة وتجعله يلتفت إلى نظرة الله له في كل أقواله وافعاله فلا يغفل عنه أبدًا.

6- الدعاء

كلما تقرب العبد إلى الله بالدعاء توالد لديه شعور قوي جدًا بنظر الله له وتتبعه وتتبع أقوله وأفعاله في كل حين، وهذا كفيل بأن يولد في قرارة نفسه أن الله يصاحبه ويراقبه على الدوام، مما يجعله هو بدوره يراعي مراقبة الله في كل ما يفعله في حياته مهما كان بسيطًا وفي ذلك قال رفاعة الزرقي أن النبي دعا يوم أحد بدعاء طويل، وفيه: «الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين

7- التنويع في العبادات

إن الشريعة الإسلامية أكدت على ضرورة التنويع فيما بين العبادات فعلى سبيل المثال نجد منها ما هو مادي وما هو جسدي وما هو معنوي، ونجد منها أيضًا ما هو عمل باطن ومنها ما هو عمل ظاهر.

كما جاءت الشريعة الإسلامية أيضًا موضحة بأن صفات العبادة كثيرة، حتى يجد المسلم أن العبادة الواحدة قد تكون لها أكثر من صفة وكلها مشروعة.

إن الحكمة في ذلك وهي ما جعلت التنويع في العبادات واحدة من الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى هي أنها بتلك الطريقة تدفع الملل والرتابة عن نفس المؤمن، وتجعل العبادة لديه حبًا وشغفًا مما يعني أن العبادة بتلك الطريقة تتحول إلى عادة أكثر من كونها عبادة.

8- التدبر فيما يُقرأ في العبادة

إن هذا يعني ضرورة أن يلتفت العبد ويدقق فيما يقرأه من آيات عندما يقوم بأداء فروضه، وفي ذلك يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: صليت مع النبي ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه

اقرأ أيضًا: أذكار بعد الصلاة وما هي فوائدها

فضل مراقبة العبد لله سبحانه وتعالى

إن الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى من قبل العبد في كل ما يصدر عنه من قول وفعل يضمن له أن يجني ثمرات حِسان في دنياه وأخرته أيضًا، ومن فضل مراعاة العبد لربه:

  • أنها تجعله في منأى عن المعاصي والذنوب وتجعل منه شخصًا أمينًا يدرك وجود الله تعالى ويستشعره.
  • تجعل العبد بعيدًا كل البعد عن الغيبة والنميمة وذلك استحياءً من الله أن يتفوه عن الناس بقول سيء ورب الناس يراه ويسمعه.
  • تجل العبد حريصًا كل الحرص على أداء عباداته وإتمامها على أكمل وجه.
  • تجعل من العبد شخصًا مستنفر عن فعل أي شيء مما قد نهى الله عنه.
  • تجعل المرء يغض من بصره دومًا خشية أن تقع عينيه بنظرة على ما حرمه الله.
  • تجعل العبد يستعفف عن إشباع شهواته ورغباته وإرضاء نزواته بطريق غير الذي شرعه الله له.

من خلال معرفة الأسباب المعينة على مراقبة الله تعالى يمكننا القول بأن تلك الأسباب حقًا بوسع الإنسان أن يصطنعها بيديه إذا ما أراد أن يقوي جسره مع الله.

قد يعجبك أيضًا