أسباب تحريم النكاح من الدبر

أسباب تحريم النكاح من الدبر من المؤكد أن فيه حصن للمسلم من فساد دينه وضلاله، فكل ما تم تحريمه عليه يبعد عنه الأذى والشبهة واللغط والبعد عن الله عز وجل، ولأن الله يعلم أن النفس دائماً ما توجه المرء نحو الهوى والشهوات، فقد نهى المرء المسلم عن نكاح زوجته من دبرها، فما هي أسباب تحريم هذا الأمر؟ ومن خلال السطور التالية عبر موقع زيادة سنتعرف على التفاصيل الكاملة حول هذا الأمر.

أسباب تحريم النكاح من الدبر

يقول ربنا جل وعلا في كتابه:” وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، وقد وضح لنا الرسول الكريم ﷺ أمر الزواج، وأمر النكاح من الدبر.

يعتبر النكاح من الدبر من الأمور التي قد تؤدي إلى أذى للزوج طوال حياته، كما أن هذه المنطقة منطقة خروج فضلات الجسم أي تحمل قدر من القذارة.

لا يعطي بجانب ذلك النكاح من الدبر المرأة حقها الطبيعي والغريزي في الاستمتاع بعلاقتها بزوجها في الحدود التي شرعها الله لها، بل على العكس فإن النكاح من الدبر يحرمها حرمانًا تامًا من ذلك.

يعتبر الزواج أمر شرعي يؤمر به كل مسلم في حدود ما حلل الله له، ينتج عن ذلك الزواج البنين والبنات، أمور النكاح من الدبر لا ينتج عنها الولد مطلقاً، وبذلك خرج إطار الزواج من صورته الشرعية والمخصص لها وهي إنتاج الولد، إلى صورة دنيئة من صور الاستمتاع المحرم الذي يقضي به الرجل شهوته ثم يمضي وهو لا يدري مقدار غضب ربه عليه.

أعطى البعض تفسير آيات القرآن:” نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”، أن ذلك يعني نكاح المرأة في أي موضع، لكن هؤلاء أعمتهم شهواتهم عن تفسير الآية الصحيح، وهي أن المرأة مثل الأرض (الرحم) التي يغرس فيها الرجل البذور (الحيوان المنوي) حتى تنتج الزرع والنبات الصالح (الولد).

إتيان الزوجة يكون فقط حسب آراء كافة العلماء وفقهاء الدين من موضع الولد أو الفرج، ولا يجوز نهائياً مجامعة الزوجة في غير هذا الموضع.

اقرأ أيضًا: حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية 

كيف نهي النبي  ﷺ عن أمر النكاح من الدبر؟

الأحاديث النبوية الشريفة وضحت أسباب تحريم النكاح من الدبر، والتي جاءت بناءً على ما سبق وأوضحه كافة الرسل والأنبياء السابقين إضافة إلى كتاب الله لهذا الأمر:

  • يعتبر هذا الأمر من الأمور التي تخالف الفطرة التي فطر الله عليها الناس، فقد ورد في الحديث: “مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم”.
  • وصل الأمر أن أصبح من يفعل ذلك ملعون من ربه.
  • كذلك أصبح مثله كمثل الكافر، ورد أيضاً في حديث آخر: “لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ”.
  • أحل الله النكاح للرجل من موضع محدد وهو الفرج، سواءً كانت المرأة مدبرة أو مقبلة، وغير ذلك منهي عنه، فقد قال الرسول ﷺ:” إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ – لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ”.

وضح من ذلك أن الرجل الذي يفعل هذا المنكر والفحش مع زوجته، لا يجوز لها معاشرته ومفارقته أهون وأيسر من غضب الله عليه وعليها، وأذي النكاح من الدبر أشد عند الله بغضاً من النكاح وقت الحيض.

مساوئ النكاح من الدبر

من أسباب تحريم النكاح من الدبر التي تعتبر من المساوئ عظيمة الشأن وينهى نهياً تاماً عنها:

  • ممارسة تلك الفاحشة تعتبر إدمان لكلا الجنسين، حيث توجد في منطقة المستقيم بجسم المرأة نوع من البكتيريا، هذه البكتيريا تعتمد في تغذيتها على الفضلات.
  • القيام بالنكاح المنهي عنه يجعل المني يحل محل هذه البكتيريا، بانقطاع الأمر من يوم إلى اثنين تجف تلك المنطقة من السائل المنوي المخاطي.
  • لذلك يعود الرجل مجامعة زوجته بهذا الموضع، بما يشبه حالة إدمان من الطرفين.

اقرأ أيضًا: حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال

أمور الزواج وتأثير النكاح عليها

النكاح من الدبر أمر يخالف الفطرة، وأساسه يقوم على خلاف شرع الله، لكنه لا يتسبب في حدوث الطلاق أو فسخ العقد بين الزوجين، طالما أنهما تابا إلى الله وتوقفا عن فعل المحرمات.

إن اتخذ الزوج هذا الأمر عادة، وقامت الزوجة مجبرة بطاعته فإن ذلك يوجب التفريق بينهما، وأوضح شيخ الإسلام ابن تيمية الأمر حيث قال:( ومتى وطئها في الدبر وطاوعته، وهادا إلى رشدهما فلهما العذر، وإلا يتم التفريق بين الفاجر ومن يفجر به)، وفسر معنى تواطؤ الزوجة مع الزوج أنها لم تكن قادرة على حماية نفسها ومنعه عن فعل الفحشاء.

تتأثر طبيعة أمور الحياة الزوجية بين الزوجين، حيث أن نتائج الزواج التي هي الولد الصالح لا يكون لها محل، وهو كما أوضحنا أحد أسباب تحريم النكاح من الدبر، وينصرف الزوج عن مجامعة الزوجة بالطريقة الصحيحة الشرعية المحللة له، حيث أنه يعجز عن القيام بالأمر مع مرور الوقت.

يتأثر كلا من الزوجين فيما بعد حيث تحدث المشكلات الصحية المترتبة على الأمر، كما ثبت أن طول مدة ممارسة الأمر يؤثر على المخ، وفي النهاية يصل الحد بينهما إلى الطلاق حيث أن كل منهما غير قادر على إعطاء الآخر أية حقوق شرعية.

مما سبق يتضح أن خروج الزواج عن إطاره الشرعي واعوجاج الأمور وسيرها في غير شريعة الله، سبب رئيسي في انتفاء الزواج وبقائه.

اقرأ أيضًا: شروط النكاح وأركانه في الإسلام وما هي آدابه

تأثير النكاح من الدبر على الرجل

الأمر أيضاً يوضح الطبيعة الشاذة لمن يقومون بهذا الأمر، حيث أنهما عن رضا واقتناع يقوما بذلك حتى يتجنبوا رزق الله لهما بالولد، وفيما يلي نتعرف على السوء الكبير الذي يحدثه القيام بهذا الأمر:

  • إخراج الرجل الحيوانات المنوية في شرج امرأته، يحدث الكثير من الشروخ والالتهابات.
  • يتأثر بها الأنسجة الموجودة في المستقيم والتي تحدث بها شروخ أيضاً.
  • الأمر بما به من شذوذ يجعل الحيوانات المنوية تقل بل وتنفذ في مجرى الدم للرجل.
  • جسم المرأة كذلك يبدي رد فعل طبيعي، حيث أن دخول الحيوانات المنوية من فتحة الشرج أمر غريب على الجسم، حيث يقوم جسمها بإفراز أجسام مضادة.
  • تنتج هذه الأجسام المضادة بصفة مستمرة عند دخول الحيوانات المنوية إلى جسم المرأة، بالتالي عند حدوث نكاح طبيعي من الفرج فإن الدم في جسم المرأة يحمل الأجسام المضادة التي تقوم بمهاجمة الحيوانات المنوية والقضاء عليها.
  • الأمر السابق ذكره هو ما يسبب عقم الرجل مدى الحياة.
  • يتضح الخطر على الرجل كذلك من إثبات العديد من الأبحاث العلمية أن مرض نقص المناعة المكتسبة، نسبته تصل إلى 70% بين ممارسي النكاح من الدبر، حيث أن مني الرجل يحتوي مادة بروستاجلاندين التي يؤدي نقصها بناءً على نقص الحيوانات المنوية في الرجل إلى تأثر الخلايا الليمفاوية وبالتالي نقص المناعة.

الأضرار الصحية الناتجة عن النكاح من الدبر

يسبب ما يعرف بجنس الشرج أو النكاح من الدبر، العديد من المخاطر الطبية لدى النساء والرجال على السواء، من أضرار ذلك الأمر:

  • توسع في فتحة الشرج أو اتساع في منطقة الدبر، تتسبب هذه المشكلة التي تزداد تدريجياً مع استمرار القيام بهذا الأمر في أمور مضرة للجسم، حيث لا تكون المرأة قادرة على التحكم في هذه المنطقة ولا تتحكم كذلك في خروج الغازات أو فضلات جسمها.
  • أخطر الأمور المترتبة على النكاح من الدبر هي ارتفاع في احتمالية انتقال الأمراض التي تنقل جنسياً، تشمل مرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي ويتم اعتبارهما أخطر أمراض تنتقل عن طريق الجنس من الدبر.
  • ارتفاع احتمالية العدوى والالتهابات الناشئة عن هذه الممارسات.
  • ترتفع عند كلا من الرجل والمرأة احتمالية حدوث التهابات في المسالك البولية، التهابات في منطقة المهبل.
  • لا توجد في منطقة الشرج أنسجة جلدية مسؤولة عن حماية هذه المنطقة، لذلك ترتفع احتمالية الإصابة بالنزيف نتائج الجماع من الدبر، ويتطلب الأمر في الكثير من الحالات إجراء تدخل جراحي لتدارك الأمر.
  • تظهر الأمراض الجلدية مثل الثآليل التناسلية.
  • الإصابة بالبواسير، أو تفاقم حالة المصابة بها مع استمرار هذه الممارسة.
  • المخاطر نادرة الحدوث تشمل حدوث ثقب في المستقيم أو القولون.

هذا وتعتبر طريقة النكاح من الدبر أمر بالغ الخطورة لما قد يتسبب به من أضرار لا تظهر آثارها إلا في المستقبل.

أسباب تحريم النكاح من الدبر لما فيه من مخالفات لأوامر وشريعة الله في الأرض بين العباد، وما فيه من مساؤي خطيرة على الزوج وزوجته، وأضرار الأمر طبياً، سبق الإشارة إليه في المقال.

قد يعجبك أيضًا