شعر عن بعد المسافات بين الحبيبين

شعر عن بعد المسافات بين الحبيبين يُبين كم الابتعاد عن ذلك يُعد أمرٌ قاسي، فكل حبيب يريد أن يكون بجوار نصفه الآخر ويراه طيلة الوقت، الأمر الذي يزيد لوعته وحيرته، مما ينتج كتابة قصائد شعرية تحوي مشاعر كهذه، وهي ما تتبين عبر موقع زيادة.

شعر عن بعد المسافات بين الحبيبين

1- قصيدة أحلام الُمني للشاعر إبراهيم محمد إبراهيم

ولد الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم عام 1961 في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعة بيروت العربية.

بدأ في نشر قصائده عام 1980 حيث تزامن نشره للقصائد مع مشاركاته في الأمسيات والمهرجانات الشعرية التي كانت تقيمها بعض المؤسسات التعليمية والثقافية التي تهدف إلى النفع العام.

تولى عدة مناصب هامة مثل رئاسة اللجنة الثقافية بنادي الشباب الثقافي الرياضي واللجنة الثقافية باتحاد وأدباء الإمارات، علاوةً على رئاسة اللجنة الثقافية واللجنة الأدبية بالنادي الثقافي العربي بالشارقة.

له العديد من القصائد يصل عددها إلى 73 قصيدة شعرية متنوعة من أهمها قصيدة أحلام المني في الاشتياق للحبيب ولوعة البُعد عنه.

يا حبيبي إنّكَ اليومَ معي

فرحةٌ تختالُ بين الأضلُع ِ

طيفُكَ الورديُّ قدْ أسلمتُهُ

لهفةَ المشتاق ِعندَ المضجع ِ

فاسترحْ ما شئتَ في الروح ِالتي

حطّمتْ خطبَ الفراق ِالمُفجع ِ

واتركِ الآلامَ لا تحفلْ بها

يصف الشاعر ألم فراقه عن الحبيب وأن رؤيته تُعد فرحة لا مثيل لها تتوغل بين أضلاعه، وأن رؤية حبيبته تشبه اشتياق الشخص المتعب إلى الراحة.

يا حبيبي إنك اليومَ معِى

لا أرى الناسِ إلا ما أرى

أنتَ من أبصرتُهُ بين الورى

لا يضُمُّ القلبُ إلا من بهِ

لا تضُمُّ العينُ الا البَصرا

سفّهِ العُذّالَ اني شاهِدٌ

أين وضعُ الشمس ِمن وضع ِ الثرى

واعتصمْ بالصبرِ واعلمْ أنني

لا أرى في الناس ِإلا ما أرى

يكمل الشاعر وصفه لفرحته بلقاء حبيبته بأنه لا يريد بالتفكير في شيء آخر وهي بحضرته، وبأن عينه لا ترى إلا هي وقلبه لا يشعر إلا بها، فيرد باستنكار على من يلومه على حبها بأنها قدرها كالشمس لا تقارن بأحد وأنهم كحبات رمال إلى جانبها.

يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى

يُنعشُ القلبَ بلُقياكَ الفتى

إن لي نفسين ِ قد سُقتهما

في غِمارِ الشوق ِحتى ذابتَا

لَكَأَنّ القلبَ من حَرِّهِما

بين نارين جُنوناً شَبَّتَا

فمتى الأقدارُ تُسدى سَعْدها

يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى

غَنَّتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ

تُطربُ العشاقَ عند الموردِ

في يديها فرحةٌ تحيا بها

أين ذاك الأنسُ ولّى من يدِي؟

ينادي الشاعر محبوبته بشقيق الروح ليعبر لها عن مدى حبه لها وأنها بالنسبة له نصف روحه، كما يتساءل الشاعر متى يسعد برؤية محبوبته؟ فهو لا يطيق الانتظار ويتألم في البُعد عنها ويشعر بالفقد لها.

أصبح قلبه لا يتحمل أكثر من ذلك، فهو يريد أن يشعر بالسعادة ويتذوق فرحة لقائهما.

عَلِمَ الحُسّادُ أني عاشقٌ

من يقيها من عيون ِالحُسَّدِ

هكذا تستشرِسُ العينُ إذا

غنتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ

أيها الساكنُ في ذاك الجبلْ

هل ترى في الأفقِ خَيطاً من أملْ

هل ترى الأحلامَ هل أبصرتَها

تتهادى فوقَ جِسرٍ من قُبَلْ

هل ترى قلباً يُجاري خَطوها

قد مضى في ركبِها ثم انفصلْ

ذاك قلبي حين أعياهُ النّوى

أيها الساكنُ في ذاكَ الجبلْ

عَطّلَ التسهيدُ أحلامَ المُنى

وخيولُ الوصل ِتعدو بيننَا

تحملُ البُشرى الى كل البيوتْ

تطرقُ الأبوابَ إلا بابَنا

فسألتُ الخيلَ هل من خبرٍ

يقشعُ الأحزانَ من آفاقِنا

فإذا بالقلبِ يُبدي صيحةً

عطّل التسهيدُ أحلامَ المُنىَ

أغمِضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِي

وأبيحي السِرَّ إنْ لَمْ تَسْتَحِى

سِرّيَ المكتومُ من يدري ِ بهِ

لن يذاعَ السِرُّ إنْ لم تَشْرحي

فاستحي يا عينُ إني صابرٌ

واكتمي الأحزانَ حتى تَفْرَحي

لا يبيحُ السِرَّ إلا ظالمٌ

أغمضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِى

 يقول الشاعر بأن أعين الحُساد تلاحقهما ويحسدونهم على حبهما لبعضهما، ويعبر عنه خوفه الشديد من أن يصيبها مكروهًا نتيجة حسدهم، فهو لا يكف عن أن يحلم بيوم اللقاء وأنه يعيش على هذا الأمل والسبب في بقاؤه حيًا وهو في انتظارها.

اقرأ أيضًا: خالد الفيصل شعر عن الحب

2- قصيدة الحب ما منع الكلام الألسنا للمتنبي.

لُقب بالشاعر الحكيم وهو أحد الشعراء العظماء في العصر العباسي، وُلد المتنبي في عام 303هـ في الكوفة في بلدة كندة في العراق ونشأ في الشام، وتنقل بالبادية من مكانٍ لأخرًا طالبًا تعلم الأدب العربي وتعلم اللغة العربية.

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا

وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى

مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما

أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد

أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا

أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها

نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا

أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً

ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا

وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي

فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا

وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى

يقوم الشاعر بوصف ما يشعر به من لوعة الاشتياق نتيجة بُعد حبيبته، فيقول بأن الحب هو الذي يمنعه من أن يعلن عما يشعر به وإن لم يكن هذا هو معنى الحب فيكون غير حقيقي.

3- قصيدة قُل للصبية تُحييني وتُرديني للشاعر تميم البرغوثي

تميم البرغوثي شاعر فلسطيني وُلد بالقاهرة عام 1977 م لأب فلسطيني وأم مصرية.. ترجع أصوله إلى قرية دير غسانة، نشأ في عائلة تعشق الأدب فوالده الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وأمه الروائية المصرية رضوى عاشور.

تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة بوسطن عام 2004، وكتب عِدة قصائد اشتهرت بأنها تتناول قضايا الأمة، لكن منها ما وصف لوعته بسبب فراق الحبيبة.

قل للصبية تُحييني وتُرديني

لم يبق مني سوى ما ليس يبقيني

يا ظبيةً في قديم الشعر ما برحت

تُبكي الكريم بمنهلٍ ومكنون

رأيتُها وأنا في الحق لم أرها

لكنه طربٌ للشعر يعروني

تُحيل كل فتىً مرَّت بخاطره

وكل بنتٍ إلى ليلى ومجنون

تُميل من قدها ما قد تُميل به

أئمةَ الناسِ من دينٍ إلى دين

ولو رأى وجهها القديسُ قال لنا

لا بأس بالذنبِ بين الحين والحين

ويدخل النارَ فيها أمةٌ طمعوا

من حسنها في جنان الحور والعين

***

***

قد يُنقصُ الحسن قدراً مَن تَيَقنه

ولا كحسنٍ بظهرِ الغيبِ مظنونِ

وأعرفُ الحسن لكن لا أُعَرِّفُه

يبدو لعيني ولا يبدو لتعييني

روحي بقايا سماءٍ أُسكِنت جسداً

ولم تزل للسماء الروح تدعوني

إن لم أطر حسبتني لم أطر كسلاً

واستنجدت بعباد الله تشكوني

فإن أحسَّت بأُخرى مثلها خفقت

طَرقُ المساجينِ أبواب الزنازينِ

هي الأسيرُ رأى في البُعدِ أُسرته

فصاح لا ترجعوا للدارِ من دوني

والروحُ تسعى وراء الروحِ تؤنسها

من غربة الدارِ بين الماءِ والطينِ.

يقوم الشعر بمناجاة حبيبته لتعود له لكونه لا يتحمل غيابها عنه لتلك الفترة الطويلة، فوصت أنه لا يحيا إلا بها، وعودتها سر رجوع الروح إليه، ومن كثرة شوقه لها تخيل أنه رآها بجواره.

يصف حُسنها بأنها تفتن أي شاب تمر في خياله من شده جمالها، وإن رآها القديس يقبل بالذنب من أجل النظر إليها، فشدة جمالها تثير الغيرة في نفوس غيرها من الفتيات.

لا شك أن الشعر من الأساليب الشهيرة لدى العرب للتعبير عن المشاعر المختلفة التي يمر بها، فقديمًا كانوا يتهادون بالقصائد ويصفون بها معاركهم وخيولهم.

قد يعجبك أيضًا