شعر صوفي في حب الله

يبحث الكثير من الماس عن أبيات شعر صوفي في حب الله، حيث يعد من أشهر الطرق لوصف حب الله، فمن قديم الأزل كان العرب متميزون في إلقاء الشعر في جميع المناسبات والأحوال وقد اتبع الصوفية ذلك النهج لوصف حب الله ومدى الإيمان به ونبين ذلك لكم من خلال موقع زيادة.

شعر صوفي في حب الله

1- قصيدة “ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي” للإمام الشافعي

الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة المعروفين وهو مؤلف كتاب الرسالة الذي يجمع به أصول الفقه كما أنه كان شاعرًا رائعًا، ومن أهم قصائده قصيدة يصف فيها الحالة التي وصل إليها نتيجة كثرة ذنوبه ويطلب العفو والرحمة من الله فمهما كثرت ذنوبه فعفو الله ومغفرته أكبر منها فبدون ربط الله على قلب عباده لضلوا عن الطريق.

وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي

جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما

تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ

بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما

فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل

تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما

فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ

فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما

فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ

تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما

يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ

عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما

فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ

وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما

وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ

وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما

فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ

اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن حب الله للعبد

2- قصيدة “قلبي يحدثني بأنك مُتلفي” لابن الفارض

ابن الفارض من أشهر الشُعراء الصوفيين الإسلاميين ويُلقب بسُلطان العاشقين أعتزل عن الناس بعد أدائه فريضة الحج وكانت هذه العُزلة هي السبب في هذه القصائد، وقد كثرت قصائده التي يمدح فيها الله ويقوم بالثناء عليه وهذه هي أشهر قصائده التي يتحدث فيها مع الله ويتحدث.

قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي

روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي

لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ

في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني

يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي

ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ

عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي

منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ

فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي

والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي

لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ

سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ

واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى

جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ

لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها

عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ

3- قصيدة “أحبّك حبّين حبّ الهوى ” لرابعة العدوية

حيُث تُببين هذه القصيدة شدة حب رابعة العدوية لله فقد تم تلقيبها من شدة حبها لله بأم العاشقين حيث أنها اكتفت بحب الله عن غيره من أنواع الحب وزهدت في الناس فكان الله هو ملجأها الوحيد في الحياة وأحياًنا يطغى أسلوب المُبالغة في بعض قصائدها ولكن ذلك كان لتأكيد صدق حُبها لله:

أحبك حبين حب الهوى

وحباً لأنك أهل لذاكا

فأما الذي هو حب الهوى

فشغلي بذكرك عمن سواكا

وأما الذي أنت أهل له

فكشفك لي الحجب حتى أراكا

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي

ولكن لك الحمد في ذا وذاكا

4- قصيدة “ما لي بُعْدٌ بَعْدَ بُعْدِكَ” للحلاج

الحلاج هو شاعر صوفي مشهور أشتهر بشدة حبه لله ورسوله ومن فرط حُبه قام بإنشاء ديوان يحتوي على أكثر من 130 قصيدة شعرية في حُب الله ورسوله، وتوفى الحلاج بعد ما صُدر قرار بإعدامه بسبب تُهم سياسية ودينية.

فما لي بُعْدٌ بَعْدَ بُعْدِكَ

بَعْدَمــــــا تـَيَقـَّنْتُ أنّ القرب والبُعد واحد

وإنّي وإن أُهْجِرتُ فـَالهَجْرُ صاحبـي

وكيف يصحّ الهجر والحُبّ واجد

لك الحمد في التوفيق في محض ِخالصٍ

لعبدٍ زكـّي ٍما لغيرك ساجــد

لا تـَلمنّي فاللوم منـّي بعيـد

وأَجِرْ سيـّدي فإنـّي وحيد

إنّ في الوعد وَعْدك الحقّ حقاً

إنّ في البدء بدء أمري شديد

مَن أراد الكتاب هذا خطابـي

فاقرؤُا واعلموا بأنّي شهيـد قد تصبّرتُ

 وهل يصـبرُ قلبي عــن فؤادي

5- قصيدة “سروري ومُنيتي واعتمادي” رابعة العدوية

رابعة العدوية وُلدت في قرية فقيرة توفى والدها مُنذ الصغر وتم خطفها من أهلها وبيعت ب 6 دراهم لأكثر التُجار غلظة وشراسة ولكن برغم من كل هذا كانت قوية الإيمان شديد الحب لله، هي أشهر الشُعراء المتصوفين من النساء حيثُ أنها كانت أكثر النساء حُبًا لله ومدحت الله ورسوله في كثير من القصائد:

يا سُروري ومُنيَتي وعِمَادِي

وَأَنيسي وعدَّتي ومُرادِي

أنتَ روحُ الفؤادِ أنتَ رَجائِي

أنتَ لِي مُؤْنِسِي وشَوْقُكَ زادِي

كمْ بدَتْ مِنّة وكَمْ لكَ عِندي

منْ عَطاءٍ ونعمةٍ وأيَادي

حبّك الآن بُغيتِي ونَعيمي

وجلاء لِعينِ قلبي الصَّادي

اقرأ أيضًا: شعر عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته

6- قصيدة على باب المسجد ” مهدي منصور”

في هذه القصيدة يقوم مهدي منصور بشكوى ألامه لله ويُحدثه عن ضيق الحال الذي يمُر به فعلى الرغم من أ، بيوت الله مُغلقة إلا إنه يعلم أن الله يسمعه ويشعُر به، هو أحد الشُعراء الصوفيين الذين تميزوا بالثناء على الله أو بث ما في خواطرهم لله.

أبوابُ بيتكَ هذا الليلُ موصدةٌ

والسّورُ حتى لسيلِ الدمعِ لمْ يحدِ

فكيف أجمعُ آلامي لنافلةٍ

وكيفَ أُسْكتُ هذا الجرح في خلدي؟

وكيفَ أرفعُ آذاني لقافيةٍ

وكيفَ أُفرغُ ما في الوقت من أبدِ؟

يا ربِّ والطرقاتُ امتدَّ آخرُها

تشدُّني، وحبال العمرِ من مسدِ…

وهذه الأرض ما ضاقتْ على أحدٍ

فكيفَ يا ربِّ ضاق الكونُ في أحدِ؟

فادخل مساجدَ أيامي التي صدِئتْ

ما دام بابُك لم يرأفْ بطرق يدي

وأرسل ملائكةَ ترقى لأغنيتي

فإن صوتي يتيمُ الأم والولدِ

من غيرُ مقتدرٍ يرنو لمنكسرٍ

أو غير منفردٍ يحنو لمنفردِ؟!

أمشي وقامةُ حزني طولَ مئذنةٍ

وكلُّ ما كتبَ الزيتونُ معتقدي

وفوقَ ظهرِ حنيني حملُ قافلةٍ

حتى اشتبهتُ هلالٌ ذاكَ أمْ جسدي

وذي نقوشٌ لأياتٍ بأعمدةٍ

7- قصيدة لي حبيب” للحلاج”

يوضح الحلاج ف هذه القصيدة حُبه لله فمحبوبه ليس تقليديًا فهو محبوب خفي ولكنه يشعُر به دائمًا بجواره ودائمًا ما يستمع له ولحديثه من خلال كلماته التي ذكرها في كتابه ويتحدث معه من خلال صلاته فهو شديد التعلق به ويصل حُبه به إلى درجة العشق.

لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ

حاضِرٌ غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ

ما تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي

كَي أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ

كَلَماتٍ مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق

طٍ وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ

فَكَأَنّي مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّاه

عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي

حاضِرٌ غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ

وَهوَ لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ

هُوَ أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَهم

وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ

اقرأ أيضًا: ما هي علامات حب الله للعبد العاصي؟

8- قصيدة “يا موضع الناظر من ناظري” للحلاج

يوضح شهيد الحب “الحلاج” في قصيدته حُبه لله فهو قريب منه فالله يراه كما يراه أي شخص أخر وهو يعلم ما يُخفيه وما يُعلنه فهو أحب إليه من نفسه ولُطفه يجري به دائمًا فهو يحميه من الشرور مهما بلغت ذنوبه.

يا موضع الناظر من ناظري

ويا مكان السر من خاطري

يا جملة الكل التي كلها

أحب من بعضي ومن سائري

تراك ترثي للذي قلبه

معلقٌ في مخلبي طائر

مدلهٌ حيران مستوحشٌ

يهرب من قفرٍ إلى آخر

يسري وما يدري وأسراره

تسري كلمح البارق الثائر

كسرعة الوهم لمن وهمه

على دقيق الغامض الغابر

في لج بحر الفكر تجري به

لطائف من قدرة القادر

الكثير من الناس يحبون الشعر الصوفي لا سيما في حب الله وما زاد هذا الحب أن الكثير من شعراء المسلمين قد أبدعوا فيه من الصوفيين وغيرهم وتنافسوا عليه.

قد يعجبك أيضًا