حكم صيام يوم عرفة

حكم صيام يوم عرفة في الدين الإسلامي هو مجال البحث عبر الفقرات التالية حيث إن الكثير من المسلمين يصومون ذلك اليوم، وبالأخص الذين لم يحجون إلى بيت الله الحرام، ومن خلال هذا المقال عبر موقع زيادة سنوضح حكم صيام يوم عرفة وفضل هذا اليوم ومكانته عند الله سبحانه وتعالى.

حكم صيام يوم عرفة

ما حكم صيام يوم عرفة ؟ فإن صوم المسلمون ليوم عرفة حكمه في الدين الإسلامي هو كونه سُنَّة من بين السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صامه النبي ودعا المسلمين إلى صومه، وقد جاء الإجماع من قِبَل مختلف علماء الأمة على الاستحباب لصوم ذلك اليوم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: متى يبدأ يوم عرفة ومتى ينتهي؟

فضل ومكانة يوم عرفة في الإسلام

حكم صيام يوم عرفة

أشرنا أعلاه إلى حكم صيام يوم عرفة للمسلمين من غير الحجاج لبيت الله، ومن خلال تلك الفقرة نوضح المكانة، والفضل العظيم لهذا اليوم، والذي يعد من بين الأيام ذات المنزلة عند الله، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث أورد النبي عليه الصلاة والسلام أن كل مسلم يصوم اليوم، يكفر الله عنه الخطايا، والآثام.

يوم عرفة هو الحائل بين العبد وبين الذنوب، إذ أنه يكفر الذنب لسنتين، سنة ماضية، وأخرى قادمة، وهو من عظيم ما أهدى به الله أمة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فاليوم إن حرص المسلم على الصوم له في كل عام، فستمحى جميع ذنوبه بحول الله، وبأمره، وسيكون من المغفور لهم إن شاء الله، وذلك على حسب ما جاء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد.

يشير الحديث التالي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى المكانة والمنزلة لهذا اليوم: ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عتقاء من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنوا فيباهي بهم الملائكة، سبحانه وتعالى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حكم صيام يوم عرفة لحجاج بيت الله

في بياننا السابق كان حكم صيام يوم عرفة لغير الحاجين أمر مستحب، وسنة مؤكدة، وهذا الحكم يختلف ولا يسري على عباد الله من الحجاج حيث أن الحكم لصومه للحجاج كافة هو الكراهة، أي أن صوم الحاج يوم عرفة من الأمور المكروهة، أو غير المستحبة.

جاء الحكم بالكراهة من باب الرحمة بهؤلاء الحجاج، وضيوف الرحمن، حيث أن مناسك الحج تعد شاقة، ولكي يقوى المسلم على الأداء الكامل لها، فيستوجب الأمر أن يكون العبد المسلم الحاج بكامل قوته، ويستعين بالطعام والشراب ليقوى على أداء مناسكه بذلك اليوم العظيم.

يكره صوم ذلك اليوم لمن يحج استنادًا لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حينما حج مع الصحابة الكرام، فلم يشهده أحدهم صائم، وفي هذا بيان واضح للأمة إل أن الصوم بذلك اليوم يعد مكروهًا، وغير مستحب للحاج فقط، أما باقي الأمة فالصوم لا حرج فيه، بل وفيه المثوبة العظيمة من الله لعباده الصائمين.

اقرأ أيضًا: هل يصوم الحاج يوم عرفة

الاستدلال على حرص النبي صلى الله عليه وسلم لصوم يوم عرفة وبيان فضله

تبين لعلماء الأمة حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الصوم ليوم عرفة مما ورد في الهدي النبوي الشريف من قصد الرسول عليه الصلاة والسلام لصيام اليوم، حيث جاء الحديث كالتالي:

روي عن بعض الزوجات للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت إحداهن: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغدا، والحديث الذي يشير لفضل ذلك اليوم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما يدعو به المسلم بيوم عرفة

يشير الشرع الإسلامي الحنيف أن حكم صيام يوم عرفة لغير الحاجين فيه الاستحباب، لذا فحال الصيام يستوجب ذلك من المسلم أن يلتزم بالدعاء بشكل دائم على مدار اليوم، وذلك لما لهذا اليوم من الفضل العظيم، ومن أجمل الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يستحب البدء في الدعاء بالثناء على المولى سبحانه وتعالى، والتحميد والتهليل والتكبير، والصلاة على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، ثم يقوم المسلم سواء الحاج، أو غير الحاج بالدعاء بما شاء لطلب خيري الدنيا والآخرة من المولى عز وجل.

وجب الإكثار من جوامع الكلم في الدعاء، وذلك حتى يحين توقيت غروب الشمس، وذلك كما فعل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

ما هو الحكم لصيام عرفة بنيتين مختلفتين؟

يأتي التساؤل الشائع وهو هل من الجائز في الإسلام أن يصوم العبد ليوم عرفة بنيتين مختلفتين، فعلى سبيل المثال بنية قضاء يوم فطر قد فطره المسلم في رمضان لعذر مرض أو ما شابه، مع جمع تلك النية مع نية اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ وتأتي الإجابة على النحو التفصيلي التالي:

  • يجوز عند أئمة المذهب الشافعي أن يكون هناك جمع لنيتين، وهي النية لقضاء ما فات من صيام الفرض، مع الصوم لليوم نظرًا لفضله واتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • أضاف علماء المذهب الشافعي أن الأفضل هو الإفراد لكل نية على حدا مع استحباب الصوم على نيةٍ واحدة، فذلك يكون للثواب الأكمل.

ما الحكم للصوم بيوم عرفة لمن لم يصم الثمانية أيام قبله

حكم صيام يوم عرفة

حكم صيام يوم عرفة إن لم يصم المسلم الأيام الثمانية فيما قبل اليوم أن الأمر جائز، وصيام عرفة غير مشروط بصيام عدة الأيام التي قبله، وقد ورد بالحديث النبوي الشريف استحباب الأمر، في غير وجود لقرينة أو لاشتراط الصوم قبل عرفة.

شروط صيام يوم عرفة

من أهم الاشتراطات ما يلي:

  • أن يكون المسلم غير حاج بهذا العام.
  • البعد عن الفواحش، والذنوب والمعاصي.
  • التماس الطاعات إلى جانب عبادة الصوم.

اقرأ أيضًا: دعاء يوم عرفة لقضاء الحاجة

كيف يكفر صوم يوم عرفة الذنوب للعام الذي بعده؟

يقول المناوي مجيبًا على هذا السؤال ما يلي ذكره بالنقاط التالية:

  • هو الحفظ للمسلم من الارتكاب للذنب، بما يفتح الله له من توفيق في الأداء للطاعات.
  • قد يعطي الله سبحانه وتعال من العطاء والمثوبة والأجر ما يمحي به الذنوب والخطايا.
  • يوجد أمر آخر أن الله عز وجل يكفر بالفعل عن الذنوب وذلك قبل أن يرتكب العبد الإثم، أو يقع بالذنب، وهذا من عظيم رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين.

لماذا يفضل الصوم بيوم عرفة عن أي يوم آخر

علاوة على أن حكم صيام يوم عرفة هو الجواز كإحدى السنن عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤكدة، فإن الصوم له مفضل حتى على أيام أخرى قد صامها النبي كيوم عاشوراء، وقد قال العالم ابن حجر في ذلك الشأن ما يلي:

  • يصام يوم عرفة وهو أفضل يوم، وصومه أفضل من الصيام لعاشوراء.
  • يقول أن المغزى والحكمة من ذلك أن الصوم لعاشوراء ينسب لنبي الله موسى عليه السلام، أما الصيام ليوم عرفة فهو نسبةً إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولهذا جاء الحكم بأفضليته.

قال العلم ابن القيم رحمه الله تعالى:

  • يأتي يوم عرفة بالشهر الحرام، وفيما قبله أحد الأشهر الحرم، ويأتي بعده أحد الأشهر الحرم، وهذا بخلاف يوم عاشوراء.
  • قال أيضًا أن الصوم لذلك اليوم من الخصائص المنصوص عليه في الأحكام الخاصة بالشريعة الإسلامية، وقد تضاعفت مثوبته ببركة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

مثوبة التكفير للذنوب هل هي لصغائر الآثام أم للكبائر؟

حكم صيام يوم عرفة ومثوبته قد أشارت لها الشريعة بالوضوح التام عبر النصوص الدينية التي جاءت بالسنة النبوية الشريفة، أما بالنسبة للتكفير للذنوب بأنواعها سواء الصغائر كانت أم الكبائر فيوجد قول لابن عثيمين:

  • قال الإمام ابن عثيمين: الصيام ليوم عرفة يعد مكفر للذنوب التي كانت بالسنة فيما قبل، وفيما بعد اليوم، وهذا لصغائر الآثام.
  • تستوجب الكبائر، والذنوب الكبرى النية المستقبلية للتوبة والندم على مثل تلك الأفعال.

حكم صيام يوم عرفة إن توافق ليوم جمعة

نصت الشريعة الإسلامية باتفاق العلماء على أن الصوم يتم ولا حرج فيه إن تصادف كون يوم عرفة موافق ليوم الجمعة، ولا يكون الصوم مكروه، لأن المقصد هو الصوم ليوم عرفة، وليس الصوم ليوم الجمعة.

حكم الصيام بيوم عرفة بغرض التطوع والمسلم لا زال عليه قضاء

كل عبد صام ليوم عرفة، وكان الغرض والنية هو الصوم تطوعًا، واتباع للسنة الشريفة، فالصيام يعد صحيحًا، ويفضل لو كان القضاء للأيام التي فطر فيها المسلم بشهر رمضان أولى أن تقضى بوقتٍ باكر من العام.

هل من الاشتراطات أن يكون هناك تثبيت للنية قبل الصوم لعرفة؟

أكد العلماء على أن الإنسان المسلم لا تكون من بين اشتراطات صومه بالأيام التي يسن فيها الصيام أن يثبت نيته، بمعنى أنه من الجائز للمسلم حين استيقاظه بيوم عرفة أن يصوم اليوم بشكل عادي حتى ولو لم يكن مستحضر للنية قبيل فجر اليوم، وهذا الحكم قد جاء باتفاق العلماء.

الاستدلال والاستناد فيما اتفق عليه العلماء كان للحديث التالي:

عن السيدة عائشة ابنة طلحة عن أمنا السيدة عائشة رضوان الله تعالى عليها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاءها في يوم وقال لها: يا عائشة هل عندكم شيء؟ قالت: فقلت يا رسول الله ما عندنا شيء، قال فإني صائم.

تثبيت النية واستحضارها يكون واجب وفقط بأيام الفرض لشهر رمضان المعظم أما بالنسبة للسنن، فالأمر مختلف وهذا ما قد توصل له العلماء من الحديث الشريف المذكور أعلاه.

من لم يستطع صيام يوم عرفة

الصوم ليوم عرفة لمن استطاعه من غير الحجاج لبيت الله، فمن كان لديه عذر سواء لمرض، أو لسفر، فلا يستطيع الصوم فلا حرج عليه، إذ أن الأمر من السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي جاءت على الاستحباب ما دام المسلم قادر على أداء الصوم.

حكم صيام يوم عرفة هو ما قد تطرقنا له بمزيد من التفصيل، كما تعرفنا على الحكم للحجاج، ولغير الحاجين، كما أوردنا فضل هذا اليوم العظيم، والمثوبة التي أعطاها الله لكل من صام هذا اليوم من المسلمين.

قد يعجبك أيضًا