حكم اطعام الرجل اهل بيته

حكم اطعام الرجل أهل بيته يعد من الأمور الهامة التي تعرض لها الإسلام في كثير من المواضع في السنة النبوية وفي القرآن الكريم، فهي من ضمن الأمور التي تخص الاسرة والمجتمع وتضمن معرفتها والقيام بها معيشة هانئة هادئة خالية من المشاكل والخلافات، فهل هو واجب أن جائز أم ماذا؟ ومن خلال موقع زيادة سنقدم لكم حكم اطعام الرجل أهل بيته.

حكم اطعام الرجل اهل بيته

يعد إطعام الرجل لأهل بيته من النفقات الواجبة في الزواج، فتبعًا لما قاله الله عز وجل في كتابه أن النفقة على الزوجة والأبناء الغير مكلفين واجب من واجبات الزوج والأب، يقول الله تعالى في ذلك: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً أن اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) [ سورة النساء: 34].

فيعد التفريط في الإنفاق على الاهل من الآثام الكبيرة، والأدلة على ذلك من السنة النبوية كثيرة جدًا ومن خلال الفقرات التالية سنقدم لكم الأدلة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأحاديث النبوية التي توضح حكم إطعام الرجل لأهل بيته

من الأحاديث النبوية التي تجيب عن حكم اطعام الرجل أهل بيته، ما يلي:

1- النفقة على الأهل ستحتسب صدقة؟

روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث يوضح العلاقة بين النفقة على الاهل والصدقة، وهو:

عن أَبي مَسْعُودٍ الْبَدرِيِّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِي لَهُ صدقَةٌ) متفقٌ عَلَيهِ.

شرح الحديث

الانفاق في سبيل الله من أفضل صور البر، ولهذا الأنفاق العديد من الصور، ولكل صورة من تلك الصور أولوية عن الأخرى، ومن أفضل سبل الأنفاق هو الانفاق على الأهل والأولاد والاقارب، والامتناع عن هذا الأمر أثم عظيم عند الله عز وجل، فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أن إذا أنفق الرجل على أهل بيته نفقة سواء كانت كبيرة أو صغير وكان ذلك خالصًا لوجه الله فقط فجزاءه كبير عند الله ويكتب له في ميزان الاعمال الصالحة.

ليس معنى الحديث أن هذا الانفاق يعد من ضمن الصدقة ولكن هذا مجرد تشبيه فقط، وهذا من أحاديث الترغيب في الأعمال الصالحة.

اقرأ أيضًا: ما حكم من جامع زوجته في نهار رمضان متعمدا

2- هل هناك إثم من عدم الأنفاق على الاهل؟

في إطار حديثنا عن حكم اطعام الرجل اهل بيته، بين الرسول حكم النفقة على الأهل فروي عن عبدِاللَّهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ رَضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (كَفى بِالمَرْءِ إِثْمًا أن يُضَيِّعَ مَنْ يقُوتُ) حديثٌ صحيحٌ، رواه أَبو داود وغيره.

ورواه مسلم في “صحيحه” بمعنَاهُ، قَالَ: كَفى بِالمَرْءِ إِثْمًا أن يَحْبِسَ عَمَّنْ يملِكُ قُوتَهُ.

شرح الحديث

المراد من الحديث أن الإنسان إذا قام بالنفقة على أهله فإنه لا يتصدق بذلك، بل أن قوتهم وإطعامهم من واجباته التي يجب أن يقوم بها، وإذا أراد الشخص أن يتصدق عندما يكون لديه الكثير من المال الأولى أن يقوم بالإنفاق على أهل بيته، فإن تبقى من ذلك المال بعد أن كفى أمور عائلته واسرته لا مانع أن يتصدق على غير اهله، فمن أحد الأسباب التي تؤدي لزيادة الرزق هي إعطاء حق الله في المال فلا يجب أن يبخل الشخص على أهل بيته بشيء وبالأخص إذا كان قادرًا.

3- ماذا تقول الملائكة في حق الإنسان المنفق والممسك؟

استمرارا لحديثنا عن حكم اطعام الرجل اهل بيته، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث يوضح ما جزاء الكريم المنفق عند الله وكيف أن الله يكرمه بدعاء الملائكة له، وعلى النقيض ما تقوم به الملائكة تجاه الإنسان البخيل الممسك.

عن أبي هريرةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا ملَكَانِ يَنْزلانِ، فَيقولُ أَحدُهُما: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويَقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا) متفقٌ عَلَيهِ.

شرح الحديث

خزائن الله عز وجل مليئة لا تنفذ أبدًا، وقد حث الله عباده على الإنفاق من الرزق الذي أعطاهم إياه ويقوم بالخير فهذا وجوه من وجوه شكر الله عوز وجل وشكر نعمته، وقد وعد الله عباده الذين يفعلون ذلك بالفوز العظيم والأجر الكبير.

في هذا الحديث يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بحث المسلمين على الإنفاق والصدقة كوجه من وجوه الخير وبشرهم بجميل الجزاء من الله عز وجل.

كما حذرهم أيضًا من البخل والشح والإمساك على أهل بيته أو على من لديهم حاجة، فأخبر الرسول من خلال هذا الحديث العاقبة التي تعود على صاحب هذا الفعل السيء، حيث إن الملائكة تقوم بالدعاء على الإنسان الممسك البخيل، وتقوم بالدعاء للإنسان الكريم المنفق.

هذا يحدث مع كل صباح حيث تقوم الملائكة بطلب الرزق من الله لكل إنسان منفق كريم وأن يعطيه الله من كل وجه من وجوه البر والخير، بينما تطلب من الله أيضًا أن يمسك ويعسر على كل إنسان بخيل شحيح لا يصرف ماله إلا على الفساد والهلاك، وهذا الأمر سيستمر إلى يوم الدين وحتى قيام الساعة.

يعد الإنفاق الممدوح الطيب أن يقوم الشخص بالإنفاق في سبل الخير، مثل: النفقة على الاهل والأولاد، ولا بد أن يكون هذا الإنفاق عن طيب خاطر، ويكون مصدر هذا المال حلال، ودعاء الملائك على الممسك من الممكن أن يكون على ماله أو عليه هو شخصيًا.

في الحديث توضيح أن الإنفاق على الأهل أمر من الأمور الواجبة، ويدخل فيه أيضًا صدقة الفرض والتطوع.

اقرأ أيضًا: كيف يمكن عتق رقبة في هذا الزمان؟

4– ما المقصود باليد العليا واليد السفلي؟

في نطاق حديثنا عن حكم اطعام الرجل أهل بيته، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث يوضح تكريم الله للإنسان المتعفف الذي يسعى لكسب رزقه وطلب العون والمساعدة من الله فقط دون سؤال الناس شيئًا.

عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ) حديث صحيح رواه حكيم بن حزام.

شرح الحديث

حث الرسول صلى الله عليه وسلم والله عز وجل على الإنفاق والتصدق في سبيل الله، وبين من هذا الحديث أن اليد العليا أي اليد التي تنفق مما رزقها الله هي أخير وأحب إلى الله عز وجل والرسول من اليد السفلي.

أما المقصود باليد السفلي هي اليد التي تسأل تطلب الصدقات وهي قادرة على أن تسعى وتجلب الرزق بنفسها دون طلب الرزق من الاخرين فلا بد أن يطلب الإنسان الرزق من الله وحده فقط وليس من الناس.

ثم بعد ذلك يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقول بالإنفاق والإعالة بداية من النفس ثم الاهل ثم الولد، فإن أفضل ما يقوم به الإنسان صدقات هي التي يقوم بها تجاه نفسه وعياله وأهل ثم بعد ذلك يأتي دور الفقراء والمحتاجين، وذلك تبعًا لقوله أبدأ بمن تعول.

في هذا دليل على أفضل الصدقات هي التي تكون تجاه الاهل؛ لأن صدقات التطوع ليست فرض على المسلم بينما الإنفاق على الأهل من الصدقات الواجبة، ويعد هذا كله من قيم التربية النبوية الشريفة.

كما يعد هذا من ترتيب الأولويات فلا بد أن يكفي الإنسان نفسه وأهل بيته أولًا، ويحث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على التعفف والقناعة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن من يطلب العفة من الله لنفسه يعفه الله ويغنيه من فضله.

نفقة الرجل على بيته وأهله

في نطاق حديثنا عن حكم اطعام الرجل أهل بيته، تضم نفقة الزوج على أهله العديد من الأمور ومن هذه الأمور: المأكل والملبس والمشرب والمسكن فكل هذه تعد من سبل الإنفاق التي فرضها الله على الزوج ويجب أن تتم بالمعروف وإحسان، على أن تكون ضمن مقدرة الزوج ولا تتعدى امكانياته.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سُئِل عن حقِّ الزوجةِ على الزوجِ فقال: (أن تُطعمَها إذا طعمت، وتكسوَها إذا اكتسيتَ) رواه معاوية بن حيدة، حديث صحيح.

عن كرز بن علقمة الخراعي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (سألَهُ رجلٌ: ما حَقُّ المرأةِ علَى الزَّوجِ قالَ تُطعِمُها إذا طعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ ولا تضرِبِ الوجهَ ولا تُقبِّحْ ولا تَهجُرْ إلَّا في البيتِ) حديث صحيح.

بمعنى أن على الزوج في خالة كان أب أو زوج فقط أن يقوم بالإنفاق على أهل بيته ويقوم على كسوتهم وطعامهم، وكل هذا بالحسنى دون التعامل بأي صورة من صور الذل أو الإهانة أو المعايرة بأنه يقوم بالإنفاق عليهم.

فهذا في الأصل واجب من واجباته عليهم وحق من حقوقهم عليه، وكما سبق فقد شبهاها الرسول بالصدقة وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حق الصدقة: (لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى) رواه عبد الله بن عباس وصححه الالباني، حكمه ضعيف.

اقرأ أيضًا: كفارة يمين الطلاق عند الغضب

هل هناك أجر من إنفاق الرجل على أهل بيته؟

نعم يؤجر الرجل عند الإنفاق على اهل بيته، وتعد هذه من أعظم الصدقات التي يقوم بها أجرًا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربعةُ دنانيرَ: دينارٌ أعطيتَه مسكينًا، دينارٌ أعطيتَه في رقبةٍ، دينارٌ أنفقتَه في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَه على أهلِك؛ أفضلُها الذي أنفقتَه على أهلِك) رواه أبو هريرة وصححه الألباني، حكمه صحيح.

في حالة أن الزوج لم ينفق على أهل بيته قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قالَتْ هِنْدٌ أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَهلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أنْ آخُذَ مِن مَالِهِ سِرًّا؟ قالَ: خُذِي أنْتِ وبَنُوكِ ما يَكْفِيكِ بالمَعروفِ) حديث صحيح روي عن عائشة رضي الله عنها.

قد يعجبك أيضًا