حكم المرأة التي تعاير زوجها

حكم المرأة التي تعاير زوجها يجب تنفيذه كما وضعه الإسلام لكي تتعلم من أخطائها، فالزواج علاقة مقدسة تقوم على الود والاحترام بين الطرفين، ومن الطبيعي حدوث المشادات بين الأزواج، ما يؤدي إلى ارتفاع صوتهما أثناء الغضب، لكن ليس من الطبيعي معايرة الزوجة للزوج، وسنتحدث عن ذلك الموضوع عبر موقع زيادة.

حكم المرأة التي تعاير زوجها

هذا الأمر لا يجوز شرعًا ولا يسمح الدين الإسلامي بحدوث ذلك، لأن الدين الإسلامي أمرنا بالمعاملة الحسنة بين الزوجين، وحسن المعشر المتبادل بينهما، فالله عز وجل أمر الزوجة بطاعة زوجها في كافة أمور الحياة، عدا ما يُخالف الدين الإسلامي الحنيف وشريعته، وحث الرجل على الاهتمام بزوجته والعطف عليها واحترامها، وذلك لتعم بينهما المودة والرحمة.

فلا يحق للزوجة القيام بأي فعل من شأنه التقليل من زوجها، وخاصة المعايرة ويجب تجنب المُشكلات التي تحدث، لأنها قد تؤدي للنفور والبرود بينهم وقد ينتهي الأمر بفشل العلاقة، ومن الأحاديث التي تبين حكم المرأة التي تعاير زوجها وتقوم بإغضابه، قول مُعاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه، والذي قال فيه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا تؤذِي امرأةٌ زوجَها في الدنيا؛ إلا قالت زوجتُه من الحورِ العِينِ: لا تؤذيه قاتلكِ اللهُ! فإنما هو عندكِ دخيلٌ، يوشِكُ أن يُفارِقَكِ إلينا” [صحيح التُرمذي].

حور العين مكافأة الرجال الصالحين في الآخرة، ومن ذلك الحديث يوضح فيه الترهيب ونهى صريح عن عصيان الزوج واغضابه ووجوب طاعته، ولا يجوز مخالفته سوى فيما نهى عنه الله عز وجل.

كما أن هُناك حديث آخر ورد على لسان أبو هريرة رضي الله عنه، قال فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها” [حسن صحيح].

هذا الحديث يبين عظمة طاعة الزوج وعدم إغضابه، ويدل على مكانة الزوج التي يجب احترامها وتقديرها للحصول على رضاه، هذا الحديث قيل عندما سُئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن السُجود لغير الله، لذلك يجب الاهتمام بوصايا رسول الله لكي تجنب غضب الزوج.

ورد حديثٌ آخر قيل فيه على لسان أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه إنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره” [صحيح المسند].

اقرأ أيضًا: ما حكم المرأة التي تغضب زوجها

آيات قرآنية تدل على المودة والرحمة

حرص رسول الله دائمًا على تحذير المرآة من إغضاب زوجها لأن ذلك يعود عليه بالغضب وعذاب الأخرة، وحث الله سُبحانه وتعالى على ذلك في كتابه الحكيم، وذلك من خلال الآيات الكريمة الآتي ذكرها:

  • {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
  • {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63]
  • {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96].

اقرأ أيضًا: ما هو حكم المرأة التي لا تسمع كلام زوجها

تقديم طاعة الزوج على الوالدين

إن للوالدين ليهم حقوق كثيرة، وخاصةً الطاعة لهم ونيل رضاهم والبر الدائم بهم، ورغم ذلك لقد حدد الدين الإسلامي على تقديم طاعة الزوج على الوالدين، من حيث أن المرأة تتزوج وتذهب لبيت زوجها فواجب عليه طاعته.

كما أن الدين الإسلامي أعطى الأولوية للأسرة لذلك يجب طاعته للحفاظ على استقرار المنزل واستمرار الحياة الزوجية، وإذا كانت تنفق عليهم من الواجب الحصول على رضا الزوج للاستمرار في ذلك بعد الزواج، وهذا لا يعني قطع صلتها بهما، ولكنه إشارة إلى أهمية ومكانة الزوج في الوقت الراهن.

قواعد اختيار الزوج بالإسلام

يوجد قواعد قد وضعها الدين الإسلامي لمساعدة الزوجة في اختيار الزوج التي ترضيه، ويعينها على إنشاء أسرة سوية يرتضيها الإسلام، وتلك القواعد تساعد على تجنب ما قد يواجه أحد الأطراف من إهانة، ومن تلك القواعد ما يلي:

  • عدم اختيار الزوج وفقًا للمال والمكانة الاجتماعية، بل يجب اختبار أخلاقه وقيمه التي ترضيها، ولكي يكون لها حسن الزوج والسند.
  • الزوج يجب عليه اختيار زوجته على أساس الأخلاق والدين، ذلك لتعينه على المحافظة على المنزل، ويأتمنها على المنزل في غيابه دون قلق أو الخوف والذي سيعيق إكمال الحياة.
  • عدم الاعتماد على مشاعر الحب في الحياة لأنه يظهر ويختفي بمرور المشاكل ومصاعب الحياة يجب تواجد الأخلاق والمبادئ التي تيسر تلك المشاكل بين الأزواج بكل الاحترام والود.
  • الزواج علاقة مقدسة من التفاهم والرحمة والتي يجب الحفاظ عليهم بين الطرفين لكي يصبح الزوج خير السكن لزوجته، والزوجة خير السكن لزوجها.
  • اختيار الزوج مع معرفة طبيعة البيئة التي نشأ بها من بيت والديه ومبادئ الدين التي أنشأ عليها والاستقرار العائلي بينهم.
  • الشعور بالسكينة والراحة القائمة بين الطرفين والتي تساعد على الاستمرار في العلاقة.

اقرأ أيضًا: ما حكم المرأة التي ترفع صوتها على زوجها

نصائح لمعاملة الزوجة لزوجها

يوجد الكثير من النصائح التي يجب على المرأة أن تتبعها لكي تحافظ على العلاقة الزوجية الطبية التي تقوم على الود والرحمة والاحترام المتبادل والتي تساعد على استقرار المنزل، ومن تلك النصائح ما يلي:

  • الدعاء الدائم للزوج.
  • أخذ إذنه في حالة رغبتك في الصيام التطوعي.
  • عدم التقدم لاتخاذ خطوة الطلاق دون سبب قوي، ولأن ذلك يحملها وزر عظيم.
  • حفظ المرآة نفسها لأن ذلك حفاظ على عرض زوجها، وبعدها عن المحرمات التي حددها الله عز وجل طاعة لله، واحترام الزوج.
  • الاهتمام الجيد بالأطفال والمنزل والزوج.
  • عدم إدخال أحد المنزل دون إذنه ومعرفته ورضاه عن ذلك الشخص.
  • الإتاحة للزوج الاستمتاع بها قدر ما يريد وقت ما يشاء، لكي تساعده على حماية نفسه من الحرام او أي مغريات قد تقابله خارج المنزل.
  • أخذ الإذن منه قبل الخروج من المنزل.
  • الصبر عندما تتعرض للأذية من الزوج ثم مناقشة ذلك معه لكي يتجنب حدوث ذلك مرة أخرى.
  • طاعة الزوج فيما يرضي الله عز وجل دون اتباعه فيما يغضب الله تعالى.
  • عدم سماع كلام الآخرين فيما يضر استقرار منزلك.
  • وعدم التحدث عن أمور المنزل مع أي شخص لكيلا يتناقل الكلام.

من المواضيع الهامة التي يجب مناقشتها، وهو حكم المرأة التي تعاير زوجها لأن ذلك يؤدي للكثير من العواقب، وهو السبب الرئيسي وراء تحذير الله تبارك وتعالى من ذلك الموضوع، لما فيه من عدم احترام وتقليل للزوج.

قد يعجبك أيضًا