حكم الإفطار في صيام القضاء

حكم الإفطار في صيام القضاء وهل يجوز سؤال يسأله الكثير و سنجيب على هذا السؤال في مقالنا هذا بالأدلة من الأحاديث النبوية الشريفة وآيات الله من القرآن الكريم.

ما هو الصيام 

  • الصيام هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، ففرض الله سبحانه و تعالى الصيام على المسلمين جميعاً،  فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: “الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان”.
  • كما قال الله تعالى في قرآنه الكريم :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
  • كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :”
    (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)
  • وايضاً قال طلحة بن عبيد رضي الله عنه أن جاء رجل أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :(أخْبِرْنِي ما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ فَقالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا)
  • وبذلك يكون صيام رمضان فرض وواجب على جميع المسلمين فقد جاء العديد من الآيات والأحاديث الشريفة التي تبين حكم الصيام في الإسلام.
  • فالصيام واجب وفرض على كل المسلمين و لإفطار الصائم في رمضان  حكم، فالإسلام دين اليسر وليس العسر و أراد الله أن يسهل علينا الصيام ومن الممكن الإفطار في وجود عذر شرعي كالمرض أو بسبب السفر ويجب أن يصوم هذه الأيام في وقت أخر، فقال الله سبحانه وتعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
  • فمن الممكن قضاء أيام رمضان من نهاية رمضان حتى ما قبل رمضان من العام الذي يليه،  ويجوز صيام أيام القضاء متفرقة ومتقطعة،  أو متتابعة.

ومن هنا يمكن قراءة موضوع حكم مداعبة الزوجة في رمضان وما يجوز بين الزوجين في نهار رمضان: حكم مداعبة الزوجة في رمضان وما يجوز بين الزوجين في نهار رمضان

حكم الإفطار في صيام القضاء وهل يجوز

حكم الإفطار في صيام القضاء ورأي كل مذهب من المذاهب الأربعة:

المذهب الشافعي

وافق الشافعيّة ما ذهب إليه الحنابلة من وجوب إتمام صيام القضاء في حال الإمساك، وإن أفطر المُكلَّف بغير عُذرٍ؛ وجب عليه إمساك بقيّة اليوم؛ لحُرمة الوقت، وقضاء ذلك اليوم؛ حيث قال الرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من استقاء وهو صائمٌ فعليه القضاءُ)، أمّا ما يترتّب على الإفطار في صيام القضاء من الإثم؛ فقد بيّنه الشافعيّة بقَوْلهم بحُرمة قَطع الفرض العينيّ ولو كان غير فوريٍّ، بل اعتبروا ذلك العمل من الكبائر.

المذهب الحنفي :

قالوا الحنفية بوجوب قضاء الفائت من العبادات المُؤقَّتة؛ سواء كان فوات العبادة بعُذرٍ شرعيٍّ، أو من غير عُذرٍ، وبناءً عليه لا يقتصر وجوب قضاء صيام على مَن أفطر بعُذرٍ شرعيٍّ فقط، بل يجب أيضاً على مَن أفطر بغير عُذرٍ شرعيٍّ، لا سِيَّما أنّ العلّة في القضاء جَبْر الفائت؛ وهو ما يحتاج إليه غير المعذور أكثر من المعذور، ومن الجدير بالذكر أنّ للقضاء شروطاً لا بُدّ من تحقُّقها؛ ليكون الصيام واجباً على المُكلَّف، ومنها: القدرة على القضاء؛ فإن أفطر الصائم بعُذر المرض، ولم يستطع القضاء؛ لأنّه بقي مريضاً حتى توفّاه الله -تعالى-، فذمّته بريئةٌ أمام الله -تعالى-، ولا قضاء عليه، وعلى الرغم من وجوب القضاء على من أفطر بعُذرٍ، أو دون عُذرٍ، إلّا أنّ الإثم يترتّب على مَن أفطر دون عُذرٍ؛ لأنّه أبطل عمله، وأفسد صيامه، ولا يُقبَل إبطال العمل؛ لقَوْل الله -تعالى-: (وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)

المذهب المالكي :

قالوا الملكيين بوجوب القضاء على مَن أفطر مُتعمِّداً؛ سواء كان صيامه واجباً، أو تطوُّعاً؛ إذ ينبغي للمُكلَّف إتمام ما شرعَ فيه من العبادة، أمّا في حال عدم إتمام صيام التطوُّع؛ لعُذرٍ شرعيٍّ، كالمرض، أو السفر، فلا يجب عليه القضاء، وأكّد المالكية على وجوب إتمام صيام القضاء، واختلفوا في ما يجب على المُكلّف في حال عدم إتمام صيام القضاء؛ إذ قال فريقٌ منهم بوجوب قضاء الأصل فقط، وقال فريقٌ آخر بوجوب قضاء الأصل وقضاء القضاء؛ فإن أفطر المُكلَّف في يوم قضاءٍ من رمضان، وجب عليه صيام يومَين؛ يومٌ عن الأصل، ويومٌ عن القضاء، أمّا إن أفطر المُكلَّف يوم القضاء سهواً، فلا يقضي.

المذهب الحنبلي :

 قال الحنابلة بوجوب الإمساك في حال نوى المُكلَّف الصيام، ودخل في العبادة؛ لقَوْل الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)،؛ فالآية الكريمة تدلّ على أنّ صيام يومٍ من القضاء بمنزلة صيام يومٍ من رمضان؛ ولذلك لا يجوز الإفطار فيه، كما لا يجوز الإفطار في أيّام رمضان إلّا بعُذرٍ شرعيٍّ، بالإضافة إلى أنّ القاعدة الشرعيّة تنصّ على أنّ القضاء يأخذ حُكم الأداء؛ فما لا يجوز في الأداء، لا يجوز في القضاء، أمّا في حال نوى المُكلَّف صيام يوم القضاء، ولم يدخل في العبادة؛ أي أنّه لم يُمسك، فيجوز له الإفطار، ونَقل الصيام إلى يومٍ آخرٍ، ولا يقتصر الحُكم على الإفطار في صيام القضاء فقط، بل يشمل جميع الصيام الواجب، كالنَّذْر، والكفّارة أيضاً، فإن دخل المُكلَّف في صيامٍ واجبٍ، وجب عليه إكماله، ولا يجوز له قَطعه إلّا بعُذرٍ شرعيٍّ، وإن أفطر المُكلَّف بعد أن دخل في صيامٍ واجبٍ، فلا يكون حُكمه كحُكم المُفطر في رمضان، إلّا أنّه يأثم، ويبقى صيام ذلك اليوم في ذِمّته.

ومن هنا يمكن يمكن الإطلاع على حكم من شرب ناسيا في صيام التطوع وأنواع صوم التطوع: حكم من شرب ناسيا فى صيام التطوع أنواع صوم التطوع

رأي المذاهب الأربعة في كيفية قضاء الصيام 

المذهب الشافعي:

 واتفق فقهاء الشافعيةُ الحنفيّةَ في  المتابعة في قضاء الصيام؛ واستدلّوا بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه قال: (من كانَ عليهِ صومٌ من رمضانَ فليسرِدهُ ولا يُقَطِّعه)

المذهب الحنفي:

قالوا يجوز  تأخير القضاء، وعدم اشتراط التتابُع في الصيام؛ إذ يجوز لِمَن أراد القضاء أن يصوم أيّ يومٍ من العام، وإن حلّ رمضان التالي، ولم ينتهِ من قضاء السابق، فينبغي تقديم صيام الأداء على القضاء، ولا يترتّب على ذلك أيّ فِديةٍ، وممّا يدلّ على حُريّة الاختيار بين التتابُع والتفريق في قضاء الصيام قَوْل الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)؛وفي الآية دليلٌ على جواز الصيام في أيّ يومٍ من أيّام السنة، لا سِيَّما أنّها أيّامٌ مُنكَرةٌ غير مُعيَّنةٍ، ولو أراد الله -تعالى- أن يُوجب القضاء مُتتابعاً، لفَرَضه في أيّامٍ مُعيّنةٍ، ولم تدلّ الآية على أنّ المُكلَّف إن صام يوماً فإنّ التتابُع يلزمه فيه.

المذهب المالكي :

ذهبوا إلى استحباب تعجيل قضاء الصيام وتتابُعه؛ وعلّلوا رأيهم بأنّ المُبادرة إلى الطاعة وبراءة الذمّة أولى من النافلة، ولا يجب التتابُع في قضاء صيام رمضان، ولكن يُستحَبّ؛ ليكون أقرب إلى مُشابهة الأداء، ولأنّ الإنسان لا يعلم ما قد يحدث له.

المذهب الحنبلي :

قالوا بعدم تفضيل التتابُع في صيام القضاء، وقد سُئِل الإمام أحمد -رحمه الله- عن قضاء رمضان، فقال: “إن شاء فرّق، وإن شاء جمع.

وللمزيد من المعلومات حول هل يجوز قراءة القران بدون حجاب وما حكم قراءة القران للحائض والنفاس: هل يجوز قراءة القران بدون حجاب وما حكم قراءت القرآن للحائض والنفاس

وبذلك نكون جمعنا كل الإجابات التي تخص مسألة قضاء الصيام ورأي المذاهب الأربعة :الشافعية والحنابلة والحنفية و المالكية .

قد يعجبك أيضًا