حكم نزول السائل الشفاف من الرجل

حكم نزول السائل الشفاف من الرجل، ففي بعض الأحيان يتعرض الرجل إلى نزول بعض السوائل منه، إما نتيجة لمداعبة زوجته أو بمجرد الكلام معها، كما يمكن أن ينزل منه بعض السوائل بدون حدوث أي مداعبة، كنزوله عند حمل أشياء ثقيلة أو بعد انتهائه من التبول، وهنا نرغب في معرفة حكم نزول ذلك السائل الشفاف، وما هي أنواعه، وهل جميعها يوجب الغسل، وما حكم ذات السائل هل هو نجس أم طاهر، فتابعونا فيما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: متى يخرج المذي من الرجل

حكم نزول السائل الشفاف من الرجل

حكم نزول السائل الشفاف من الرجل

هناك العديد من الأحكام التي تلحق ما يخرج من الرجل من سوائل، وتختلف هذه الأحكام بحسب اختلاف النازل منه، فلا يقتصر السائل النازل على نوع واحد فقط ولكن يتعداه إلى أنواع عدة، منه المذي والمني والودي، وكلاً منهما له حكم خاص به، لذلك وجب علينا بيان كل نوع وحكمه ووصفة أولاً وهو ما سنتناولها في ما يأتي:

النوع الأول المذي

  • وهو عبارة عن ماء أبيض رقيق لزج وشفاف، وهو يخرج عند حدوث شهوة خفيفة، كنزوله عندما يتحدث الرجل مع زوجته أو عند مداعبته لها، أو التفكير في الجماع، أو أن ينظر الرجل إلى شيء يشتهيه، كما أن المذي لا يعقب نزوله فتور، كما أنها لا تزيد من شهوة الرجل.
  • وحكمه أنه نجس ولكن غير موجبًا للغسل ولكن يجب الوضوء منه فقط، وتطهير ما مسه من البدن أو الثياب.

النوع الثاني الودي

  • وهو عبارة عن ماء أبيض ثخين، في الغالب ما يخرج عقب البول، وقد يخرج نتيجة لحمل شيء ثقيل أو عندما يكون الشخص مريض.
  • وحكم الودي أنه نجس في نفسه ولكنه لا يوجب الغسل، بل يكفي التطهر بالوضوء منه فقط، ولكن يجب غسل المكان والبدن الذي يمسهما.

النوع الثالث المني

هو عبارة عن ماء أصفر ثخين، يخرج من فرج الرجل بعد الجماع أو معه، كما يمكن نزوله عند اشتداد الشهوة ويعقبه فتور، ويمكن التفرقة بينهما من ثلاثة نواحي، وهم:

  • الشهوة: فإن المني لا يخرج إلا بعد شهوة قوية، وبعد نزوله تهدأ الشهوة وتنتهي.
  • الرائحة: حيث أن رائحة المني تشبه رائحة العجين، أما المذي ففي الغالب لا يكون له رائحة نفاذة.
  • كيفية الخروج: حيث في خروج المني يتدفق على دفعات ومندفعًا من الفرج، ولهذا سماها الله تعالى فالماء الدافق، أما الودي فيخرج سيلان من الفرج بدون تدفق.

اقرأ أيضًا: ما حكم الرجل الذي يغتسل من الجنابة ويرتدي نفس ملابسه مرة أخرى

حكم نزول السائل الشفاف من الرجل إذا كان مني أو ودي

  • إذا كان السائل الخارج من الرجل ودي وتحقق منه بأن رآه، فهنا يجب غسل الثوب منه جيدًا وغسل ما لامسه من مكان، لأنه نجس في نفسه، ولكن لا يوجب الغسل منه بل الوضوء فقط.
  • أما إذا كان الخارج منه مذياً بأن رأى منه صفات المذي فيجب عليه الوضوء منه ولا يلزم الغسل أيضًا، وهنا يمكن رش الثوب بدلاً من غسله بالماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كان الذي يخرج مذيا فعليه الوضوء، ولا مانع من رش الثوب أو نطحة بالماء بدلاً من غسله، والدليل ذلك:

ما رواه الترمذي عن سهل بن حنيف أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلقى من العناء والشدة بسبب المذي فقال له: كيف بما يصيب ثوبي؟ فقال عليه السلام: “يكفيك أن تأخذ كفأً من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه”.

وكذلك فقد روى أبو داود والترمذي وقال : عن سهل ابن حنيفة قال: كنت ألقى من المذي شدة وكنت أكثر الاغتسال منه، فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك الأمر، فقال: إنما يجزيك من ذلك الوضوء، فقال: يا رسول الله، فماذا عن ما يصيب ثوبي منه؟ قال النبي: يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك، حيث ترى أنه أصابه”.

  • أما إن كان الذي يخرج منياً فيجب عليه الغسل منه، فيغسل الثوب إذا كان رطبًا، ويفركه إذا كان جاف.

فعن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: يا نبي الله! إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ) متفق عليه.

وفي حديث عائشة قَالَتْ: “كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَغْسِلُ الْمَنِيَّ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ الثَّوْبِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْغَسْلِ” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلِمُسْلِمٍ: “لَقَدْ كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيه”، وَفِي لَفْظٍ لَهُ: “لَقَدْ كُنْتُ أَحُكُّهُ يَابِسًا بِظُفُرِي مِنْ ثَوْبِهِ” البخاري، وهو دليل أيضًا على طهارته.

اقرأ أيضًا: هل نزول الشهوة يبطل الصيام ويوجب الغسل؟

رأي العلماء حول الاغتسال من المني

حكم نزول السائل الشفاف من الرجل

أجمع علماء المسلمين منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على وجوب الاغتسال عند نزول المني، وعليه فكل ما يخرج من مجرى البول إذا كان غير مني فهو نجس في نفسه غير موجبًا للغسل ولكن موجب للوضوء ويجب تطهير ما مسه من الثوب والمكان.

وعليه فيأخذ حكم البول في كونه ناقض للوضوء أما إذا كان مذي فقد خفف النبي صلى الله عليه وسلم في تطهيره بالنطح بالماء، لكثرة الابتلاء منه من قبل الناس خاصة الشباب منهم.

اقرأ أيضًا: حكم نزول ماء من المهبل عند البنات

وفي الختام فقد ذكرنا في هذا المقال التفصيل الكامل لكل سائل يخرج من الرجل، و حكم نزول السائل الشفاف من الرجل بكل أنواعه ثم الأقسام التفصيلية له، ثم تناولنا الاختلاف بين كل قسم وكيفية التفرقة بينهما بالإضافة إلى دليل كل قسم منهما من السنة النبوية.

قد يعجبك أيضًا