حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج

حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج من أهم أحكام شريعة الإسلام لأنها تتعلق بفرض الصيام، فالصيام بشكل عام هو أمرٌ مستحب ففيه فضل عظيم وجزاء كبير لفاعله، كما أن الصيام تهذيب للروح والجسد، لكن هناك أمور تُيسر فيها الشريعة على المسلمين، فهل حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج من قبيل تلك الأمور؟ هذا ما سنعلمه في حديثنا من خلال موقع زيادة.

حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج

حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج

قبل التطرق في الحديث إلى حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج، نذكر أنَّ أيام التشريق هي الأيام اللاحقة ليوم النحر، تتبع عيد الأضحى وهي:

  • يوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة.
  • يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة.
  • يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

سُميت أيام التشريق بذلك الاسم لأن الناس يقومون فيها بنشر لحوم الأضاحي، وتكون متوفرة للجميع، فمن قبيل التوسيع على الناس هو منع الصيام في تلك الأيام.

إن التشريق من أنواع الأيام التي يُنهى فيها الصوم، وقد ثبت في الأحاديث النبوية ذلك الحكم، كما أن تلك الأيام هي من الأيام المعدودات التي نهى الله فيها الصوم لكنه أمر فيها بذكر الله، وهذا في قوله تعالى:

“وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَى ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (سورة البقرة الآية 203).

اقرأ أيضًا: حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا

الأصل العام في الحكم

إن الحكم الذي اتفق عليه المذاهب الفقهية الأربعة، المالكية والحنفية والحنبلية والشافعية هو تحريم صيام أيام التشريق بشكل عام، وهو قول أكثر أهل العلم بالإجماع.

مستندين في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: “أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ” (صحيح مسلم)، الذي يحمل إشارة إلى سماحة الدين الإسلامي دين اليسر الذي أمر المسلمين أن يُوسعوا على أنفسهم بالأكل والشرب في أيام الأعياد، ويشمل أيام التشريق التي تتبع عيد الأضحى المبارك.

في حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ” (صحيح البخاري)، وهذا الحكم يشمل الحجاج أيضًا، لكن ما نريده من معنى الحديث بصدد حديثنا عن حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج أن ذلك غير مباح.

اقرأ أيضًا: حكم صيام النصف من شعبان وفضله

اختلاف أقوال أهل العلم

كما الحال مثل بعض أحكام الشريعة الإسلامية، يختلف أهل العلم في أمرها والحكم فيها تبعًا لاستثناءات معينة، فهم انقسموا لثلاثة آراء في صدد حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج.

  • الرأي الأول: أنه من غير المباح صيام أيام التشريق بأي حال من الأحوال، وهو ما ذهب إليه الأئمة الأربعة كما أشرنا سلفًا.
  • الرأي الثاني: يجوز أن يصومها المسلم على سبيل التطوع أو غيره، ولكن لا يحل صيامها تطوعًا بقول علماء آخرون.
  • الرأي الثالث: صحة الصيام للمتمتع إذا لم يجد الهدي، وهو أمر خاص بالحجاج.

لكن أظهر الأقوال وأقربها إلى الصواب هو الرأي الأول على اتفاق الأكثرية، وبناءً على أحاديث السنة النبوية الشريفة.

خلاصة القول إذًا، أن حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج هو أمر منهيّ عنه، أما للحاج سواء كان متمتعًا بدون هدي أو غير ذلك فإن صيامه في تلك الأيام أمر اختلفت فيه أقوال الفقهاء، ومن الأرجح ألا يقوم بالصيام في تلك الأيام استنادًا إلى الحكم العام ونوعًا من الاحتياط.

لكننا نشير أن الصيام يجوز بدايةً من اليوم الرابع عشر من ذي الحجة، وهي الأيام البيض، لكنه يستثني أيام التشريق، ويقوم بالصيام بعدها فهو مُستحب.

جدير بنا أن نذكر أن من قام بصيام أيام التشريق كنوع من أنواع القضاء لما فاته من صيام لأيام رمضان، فيعد ذلك غير قضاء، وعليه أن يعيده مرة أخرى، بما أن حكم صيام أيام التشريق من الأصل غير جائز.

اقرأ أيضًا: هل يقبل الصيام بدون صلاة ؟

إن عدم الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية المفروضة يستوجب الاستغفار لله تعالى، لأن في ذلك مخالفة لما نهى عنه الله ورسوله، لذلك قدمنا لكم حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج حتى يعلمها كل مسلم ولا يغفل عنها، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا