حكم صيام أيام التشريق وما يُستحب في هذه الأيام؟ فمما لا شك فيه أن الشريعة الإسلامية تسعى في جميع الأوقات إلى تشويق النفوس للأمور التي يتفضل بها الله عز وجل على العباد، ولهذا كان بين كل فينة وفينة أوقاتاً معينة يتم فيها إقامة التشريعات والأفضال والأحكام، ويعد ذلك الأمر الذي جعلها مميزة عن الشرائع الأخرى، ومن هذه الأمور أيام ذي الحجة التي تنتهي بأفضل الأيام وأعظمها عند المولى عز وجل وذلك اليوم العظيم هو يوم النحر، وسوف نتعرف على حكم صيام أيام التشريق عبر موقع زيادة.
حكم صيام أيام التشريق
من المعروف أن يوم النحر يمثل يوم عيد الأضحى المبارك وهو يوم الحج الأكبر أيضاً، ويوافق العاشر من شهر ذي الحجة، ويمثل ذلك اليوم يوم الحج الأكبر نظراً لكثرة الأعمال العظيمة التي تقع في ذلك اليوم، ومنها: الوقوف بالمزدلفة، ورمي الجمرات، والحلق، والنحر، وطواف الإفاضة، وأداء صلاة العيد، وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم: (أعظمُ الأيّامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ)
وتأتي الأيام الثلاثة للتشريق بعد عيد الأضحى المبارك مباشرة، فتكون هذه الأيام هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيّامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ).
كما أن من فضل هذه الأيام أيضاً أن الله تعالى ذكرها ووصفها بأنها أيام معدودات في القرآن الكريم، كما نبه على الإكثار من ذكر الله في تلك الأيام، فقال عز وجل: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ).
وتشتمل هذه الأيام أيضاً على يوم القرّ الذي قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيه أنه خير الأيام وأفضلها عند الله سبحانه وتعالى بعد يوم النحر، وفي هذه يتجمع نعيم القلب ونعيم البدن للإنسان المسلم، حيث يكون ذكر الله عز وجل وشكره هو نعيم القلب، أما الأكل والشرب والفرح والسرور فهو نعيم البدن.
وأما فيما يخص حكم صيام أيام التشريق فرأى أكثر العلماء أن صوم أيام التشريق على وجه التطوع ليس جائزاً، واستدلوا على هذا الرأي بأحاديث كثيرة، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ، وشُرْبٍ، وذِكْرِ اللهِ).
ومن الأحاديث أيضاً ما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه بعث رجلاً يطوف في الناس في أيام التشريق، ويبلغهم قول النبي وهو: (لا تصومُوا هذه الأيامَ، فإنّها أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرِ اللهِ).
أما في حالة صوم تلك الأيام على وجه القضاء لفريضة صوم شهر رمضان، ففي ذلك رأى بعض العلماء إلى جواز هذا الأمر، ورأى البعض الآخر عدم جواز ذلك الأمر.
أما بالنسبة إلى الحاج المتمتع والقارن فيكون صيامها جائزاً له في حالة إن لم يجد الهدي، وهذا ما رآه أكثر العلماء، مستدلين بما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عندما قالا: (لم يُرَخَّصْ في أيامِ التشريقِ أن يُصَمْنَ، إلا لمَن لم يجِدِ الهَديَ).
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام أيام التشريق
أفعال الحاجّ في أيام التشريق
يبقى الحاجّ أثناء أيام التشريق الثلاثة مقيماً في مِنى، كما يبيت هذه الليالي فيها أيضاً، ويعد ذلك الأمر من واجبات الحج، وأثناء كل يوم من الأيام الثلاثة للتشريق بعد غروب الشمس يقوم الحاجّ برمي الجمرات، ويقوم المتعجل برميها في اليومين الأُول فقط، أي خلال اليوم الحادي عشر واليوم الثاني عشر.
أما بالنسبة إلى المتأخر فإنه يقوم برميها في الأيام كلها، أي اليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر، واليوم الثالث عشر، ويقوم برمي الجمرات من خلال رمي الجمرة الصغرى في البداية بسبع حصيات، ثم بعد ذلك يقوم برمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات أيضاً.
ثم بعد ذلك الجمرة الكبرى بسبع حصيات أيضاً، ومع كل حصى يقوم برميها يكبر، وأثناء أيام التشريق الثلاثة أيضاً من أراد أن يتطوع بهدي، أو كان عليه هدي فيقوم بالذبح فيها.
ما يستحب في عيد الأضحى
من المعروف أن عيد الأضحى المبارك هو من الأعياد الخاصة بالمسلمين والتي شُرعت في الدين الإسلامي من الله عز وجل، وقد قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحديدها عندما قدم المدينة، فجعل لأهلها يومين يمرحون ويلعبون فيهما، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قد أبدلَكم بِهما خيراً منهما؛ يومَ الأضحى، ويومَ الفطرِ).
ويشتمل عيد الأضحى المبارك على أفضل الأيام وأعظمها، وهذه الأيام هي: يوم النحر، الأيام الثلاثة للتشريق، وفيه هذا اليوم يخرج جميع المسلمين سواء رجالاً ونساء كباراً أو صغاراً لتأدية صلاة عيد الأضحى، وينصتون إلى الخطبة والدعاء، ثم يقومون بشكر الله عز وجل على نعمه الكثيرة، وبالأخص نعمة العيد من خلال تأدية الصلاة.
وفي صبيحة هذا اليوم نرى تكبيرات المسلمين التي تعد سنة لهم في العيد تعلو في المآذن، كما تعلو أصوات التلبية لله سبحانه وتعالى من حجاج بيت الله الحرام، وفي هذا اليوم يتم تقوية روابط المحبة والإخاء وترسيخها بين جميع المسلمين سواءً الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران.
ومن ثم يقومون بتبادل الزيارات والتهاني بين بعضهم البعض، كما يقومون بإهداء لحوم الأضاحي إلى بعضهم.
ويستحب في ذلك اليوم أن يهنئ المسلمين بعضهم البعض، وذلك لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذلك اليوم أنهم كانوا يقولون لبعضهم: (تقبّل الله منّا ومنكم)، ويقومون بتلك التهنئة بعد الانتهاء من أداء الصلاة.
ومن السنن المأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم هي الإمساك عن الطعام حتى العودة إلى البيت بعد الصلاة، كما أنه من المستحب في ذلك اليوم أيضًا أن يكون المسلم بشوش الوجه مسروراً.
كما يستحب أيضاً أن يقوم بإدخال الفرح والسرور على قلب أهله وعياله ويوسع عليهم في هذا اليوم، وأن يقوم بصلة رحمه ومسامحة الآخرين والعفو عنهم، كما أباح الدين الإسلامي الحنيف في هذا اليوم اللهو واللعب نظراً لسعة الإسلام.
ومن الأمور المندوبة في هذا العيد المداومة على التكبير طوال أيام العيد، ويكون ذلك بعد تأدية كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة، ويكون ذلك عن طريق قول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
اقرأ أيضًا: حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج
من سُنَن العيد
من السنن في يوم عيد الأضحى المبارك أن يقوم المسلم بالاغتسال والتطيب، ويرتدي من الثياب التي يمتلكها أفضلها، وارتداء ما فيه إسبال من الثوب غير جائز، والمرأة أيضاً لا يجوز أن تتبرج أو تتطيب خارج المنزل أو أمام الرجال الأجانب، حتى وإن كانت ذاهبة إلى صلاة العيد، فإن الإنسان إذا أراد قصد طاعة الله سبحانه وتعالى، فلا يصح أن يتم قصدها بالمعصية.
ومن السنن في ذلك اليوم أيضًا، أن الإنسان إذا ضحى في هذا اليوم أن يأكل من تلك الأضحية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا، ومن السنن أيضاً أن يقوم المسلمين بتأدية صلاة العيد في المصليات.
ولا يقوموا بتأديتها في المساجد إلا في حالة وجود مانع من آدائها في المصليات مثل المطر، ومن السنة أيضاً أن يذهب المصلي لأداء صلاة عيد الأضحى ماشيا، ومن الأفضل أن يأخذ طريقا غير طريق الذهاب عند العودة إلى البيت، فهكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: ما هي أيام التشريق
وبهذا نكون قد وفرنا لكم حكم صيام أيام التشريق وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.