حكم من أكل بعد أذان الفجر غير متعمد

إن حكم من أكل بعد أذان الفجر غير متعمد يعتبر أمر في غاية الأهمية وهذا الأمر اختلفت عليه الكثير من الأقاويل والأحكام واختلف عليه الكثير من علماء الدين في العديد من المذاهب فالبعض يقول شئ في خلاف بعض آخر يقول حكم آخر، ففي هذا المقال بإذن الله سوف نوضح الحكم الأكيد من الأكل بعد أذان الفجر غير متعمد.

من أكل بعد أذان الفجر غير متعمد

  • إن علماء الدين الإسلامي أفتوا أنه قد يصح على من يأكل أو يشرب بعد أذان الفجر ولكن بشرط أن يكون غير متعمد ومخطئاً بالإضافة إلي أن المفطرات في رمضان يكون لها ثلاث شروط ألا وهم العلم والذكر والعمد وعكس العمد والدليل على ذلك ما جاء في السنة النبوية حيث قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها “أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس”.
  • أما بالنسبة لحكم من تناول شئ من المفطرات أي الطعام والشراب ثم تبين له حلول وقت الفجر فعلى حسب الذي يصح من قول العلماء أن صيامه يكون صحيح في هذه الحالة ولا إثم عليه في ذلك وقد أفتى فضيلة الشيخ ابن عثيمين إلي صحة صيام من أخذ شيئا من المفطرات أي الطعام والشراب بعد أذان الفجر ولكن إذا كان يجهل بحلول أذان الفجر أو يجهل بالحكم في ذلك.
  • ويكون من الأمثلة علي الجهل بالوقت: أن المسلم يأكل ويشرب بعد أذان الفجر بالإضافة إلى أنه من الأمثلة على الجهل بالحكم أن المسلم يعمل على ممارسة الحجامة في نهار اليوم في رمضان وهو لا يعلم أن الحجامة حرام وتفطر.

ومن هنا نتعرف على ما حكم من جامع زوجته في نهار رمضان: ما حكم من جامع زوجته في نهار رمضان متعمدا

مسألة لمن يفطر شائكاً بطلوع الفجر

إن علماء الأمة الإسلامية جميعا ً اختلفوا اختلاف كبير في هذه المسألة وهي أنه يجب التعويض والقضاء علي من أخذ شيئاً من المفطرات وهو يشك بطلوع الفجر، فإن هذه المسألة في مذهب إسحق بن رهاويه وأهل الظاهر فقد أفتوا بأنه لا يجب عليه القضاء في هذه الحالة لأنه يعتبر كمن أفطر وهو ينسي بينما قال الأكثرون أيضاً بأنه من الواجب الفضاء في هذه الحالة.

حكم من أكل بعد أذان الفجر في صيام التطوع

قيل إنه من يتناول شئ من المفطرات أي الأكل أو الشرب بعد أذان الفجر ولكن في صيام التطوع وبذلك يبطل صيامه ولا يصح له صيام لأن من نوى أن يصوم صيام التطوع فيجب عليه أن يمتنع عن تناول أي شيء من المفطرات مثل الأكل والشرب في أثناء نهار اليوم وأن يكمل صيامه إذا لم يتناول أي شئ من بعد حلول الفجر.

ولا يفوتكم التعرف على موضوع قراءة القران للحائض في رمضان وحكم قراءة القرآن للحائض في الجوال: قراءة القران للحائض في رمضان وحكم قراءة القرآن للحائض من الجوال

إجابات من أقوال بعض العلماء

  • في البداية فإن شروط المفطرات ثلاثة  كما قلنا العلم والذكر والعمد وعكس العمد وينقسم إلي نوعان هما و أحدهما يكون: أن يفطر المسلم ولكن بدون اختياره وبدون إكراه أيضاً مثال علي ذلك بأن يتمضمض فينزل الماء إلي بطنه وجوفه ولكن بدون قصد ففي هذه الحالة لم يفطر المسلم ويكمل صيامه حيث قال الله تعالى:“وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم”
  • والأمر الثاني أن يكره المسلم علي الإفطار فإنه إذا تناول الماء بعد الفجر خطئاً وليس عمداً فيكون صيامه صحيح إن شاء الله حيث أن المكلف إذا اجتهد فأخطأ فلا حرج عليه في ذلك وهناك الكثير من الأدلة على ذلك ومنها العامة والخاصة ففي الصحيحين
  • عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما نزلت “حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” بالإضافة إلي أنه قال عدي بن حاتم: يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين منهم عقال أسود ومنهم عقال أبيض لكي أعرف الليل من النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وسادك لعريض إنما هو سواد الليل وبياض النهار ولم يذكر فيه أن الرسول صلي الله عليه وسلم أمره بالإعادة، بالإضافة إلي أنه قال الحافظ شمس الدين إبن القيم رحمه الله:
  • واختلف الناس هل يجب القضاء في مثل هذه الحالة فقال الأكثرون: يجب وقال إسحاق بن راهويه ومعه أهل الظاهر: أنه لا قضاء عليهم وحكمهم في ذلك يكون مثل حكم من أكل ناسياً وقيل ذلك عن الحسن ومجاهد واختلف فيه علي عمر بالإضافة إلي أنه روى ابن زيد أي قال ” كنت جالساً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في زمن عمر فأتينا بكأس به شراب من بيت حفصة فشربنا ونحن نرى أنه من الليل ثم انكشف السحاب فإذا الشمس طالعة قال فجعل الناس يقولون: نقضي يوماً مكانه فسمع بذلك عمر فقال: والله لا نقضيه وما تجانفاً لإسم: رواه البيهقي وغيره.
  • وقد روي البيهقي بإسناد فيه نظر عن صهيب: أنه قد أمر أصحابه بالقضاء في قصة جرت لهم مثل هذه القصة فلو قدر تعارض الآثار عن عمر ولكن في الحقيقة القياس يقتضي سقوط القضاء لأن الجهل بوجود اليوم كنسيان نفس الصوم ولو حتى أكل وهو ناسياً أنه صائم ففي هذه الحالة لم يجب عليه قضاؤه بالإضافة إلى أن الشريعة لم تفرق بين الذي لا يعرف والذي ينسى لأن كل واحد منها فعل ما يعتقد أن هذا هو الصحيح وأخطأ في فعله وقد تساوت في بعض الأحكام وفي رفع الآثار أنه ماذا يكون الفرق بينهم في هذه الحالة وقد جعل أصحاب الشافعي وغيرهم الجاهل المخطئ يكون أولى بالعذر من الناسي في العديد من المواقف، وبالجملة: فلم يمكن التفريق بينهما في الحج وأيضاً ولا في مفسدات الصلاة ومثال على ذلك حمل النجاسة وغير ذلك
  • فعندما اتفقوا جميعاً علي أن الإثم موضوع عنه كان يدل ذلك على أن الفعل غير منسوب ولا يعتبر تفريط والسبب الذي يجعله يقبل علي الفطر لا ينسب إليه في كلاً من الحالتين وهذا يكون بالنسبة للنسيان في مسألة الناسي وهذا أطعمه الله وسقاه بالنسيان وبالنسبة للثاني فهذا أطعمه الله وسقاه بإخفاء النهار 
  • وقال الشيخ العثيمين في “الشرح الممتع في زاد المستنقع” حيث عندما يكون المسلم مفطر وهو يشك في طلوع الفجر فإن صومه يعتبر صحيح حيث أن الله سبحانه وتعالى قال “فالآن باشروهن وابتغوا وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” فما دام الفجر لم يتبين لنا فمن الوجوب الأكل والشرب كما قال الله تعالى: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا” وبتعبير هذا من الخطأ، وقال أيضاً: “وهل يقيد هذا فيما إذا لم يتبين أنه أكل بعد طلوع الفجر؟
  • وإن من المرجح في ذلك: أنه لم يقيد حتي لو تبين له بعد ذلك أن الفجر قد طلع يعتبر صومه صحيح ويكون ذلك بناء على عذره في عدم علمه بصحيح الأمور في مثل هذه المواقف. 

ومن هنا تعرف على هل شهر رمضان كامل ام ناقص هذا العام 1445: هل شهر رمضان كامل ام ناقص هذا العام 1445

وفي نهاية مقالنا نكون أوضحنا لكم ما هو حكم من أكل بعد أذان الفجر غير متعمد وما هو حكم من أكل بعد أذان الفجر في صيام التطوع وأجوبة بعض أهل العلم على هذه الفتوى، نتمنى أن تنال أعجابكم وفي إنتظار تعليقاتكم.

قد يعجبك أيضًا