حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف

حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف من الأحكام الفقهية التي تم استحداثها في العصر الحديث، بعدما تطورت الوسائل التكنولوجية تطورًا وكبيرًا، وأصبح من الممكن ان يتم التواصل بين الأفراد إلكترونيًا سواء عن طريق المكالمات أو المحادثات الكتابية.

لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة سنتعرف سويًا على حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف، والآراء التي ذكرها العلماء بذلك الشأن، كما سنتطرق أيضًا لذكر حكم ممارسة الفتاة لذلك الفعل مع رجل أجنبي عنها، بالإضافة إلى حكم الاستمناء في كلتا الحالتين سواء مع الزوج أو الأجنبي، كل ذلك وأكثر ستجده خلال السطور التالية.

حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف

حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف

يلجأ بعض الأزواج إلى الممارسة عن طريق الهاتف عندما يكونان في مكانين يبعُدان عن بعضهما، ولا يوجد مجال لأن يُقيما علاقة حميمية؛ لذا يتطرقان لذلك الأمر من أجل أن يتخلصا من الرغبة التي تتملك كلًا منهما، أما فيما يخص حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف؛ فانقسم العلماء إلى رأين، وفيما يلي سنعمل على توضيح كلًا منهما على حِدة:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم ترك الأضحية مع القدرة

الرأي الأول

يرى بعض العلماء أنه من حق الرجل أن يستمتع بزوجته سواء عن طريق النظر إليها أو الحديث معها عن طريق كافة الوسائل؛ فهي زوجته التي أحلها الله له، وحال الممارسة عبر الهاتف فيجب على الزوجين الانتباه وأخذ الاحتياطات اللازمة التي لا تمكن أي شخص من التجسس عليهما.

تجدر الإشارة إلى أن علماء ذلك الرأي قد أباحوا إمكانية أن يقوم الزوجان بالاستمناء سواء عن طريق اليد أم لا، ولكن فيما يخُص استخدام اليد فلم يتم التوصل إلى حكم واضح، حيث إنه كما ذكرنا أشار عدد من علماء ذلك الرأي إلى مشروعيته، والبعض الآخر أجازه حال أنه لم يوجد مفر من الزنا.

الرأي الثاني

أجمع علماء الرأي الثاني على أن ممارسة الزوجين من الأمور التي يجب أن تحدث محل خلوة بينهما؛ لذا فإنه لا يجب أن تتم عن طريق الهاتف الجوال، حيث إنه يعتبر أحد الوسائل التكنولوجية الغير آمنة؛ فمن الممكن أن يتم التجسس على المكالمات أو المحادثات بكل سهولة، وبذلك يكون شرط الخلوة قد تلاشى.

استند هؤلاء العلماء في رأيهم على قوله -تعالى-: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”، ويقصد بها أن التزام كلا الزوجين ببعضهما يعد مثل اللباس، ويرجع ذلك إلى انضمام الجسد وتلازمهما وامتزاجهما، وفي إحدى التفسيرات الأخرى لتلك الآية قيل أن كلًا منهما يكون سترًا للآخر فيما يتم بينهما أثناء الجماع من أبصار الناس.

تجدر الإشارة إلى أنه يجب على الزوجة أن تنبه زوجها إلى أنه لا يجب أن تتم مثل تلك الأمور؛ وذلك حتى لا يترتب عليها الوقوع في المحظورات، أما فيما يخص قيام الزوجة بإخبار زوجها بأنها فعلت ما طلبه منها أثناء الممارسة الهاتفية، وهي لم تفعل؛ فإن الأصل في الكذب التحريم، وهو ما يعتبر من المعاصي التي تدعو صاحبها إلى الفجور، وبالتالي تكون عاقبته جهنم.

أما حال كونها لم تفعل ما طلبه منها نظرًا لقلة شهوتها أو عدم رغبتها، وكان سيترتب على إخباره بحقيقة كونها لم تفعل ما طلبه مفسدة، مثل نفور الزوج عنها، أو غضبه منها فلا إثم من ذلك.

تجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة للطهارة فإنها لا تنتقض عند الحديث في مثل تلك الأمور، أما حال كونها مصحوبة بإنزال المني أو المذي؛ فإنها تكون قد انتقضت، ويتوجب التخلص من تلك النجاسة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية

حكم استمناء الزوجين عبر الهاتف

ضمن إطار عرضنا لحكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف، توجب علينا أن نذكر لكم الحكم الخاص بالاستمناء، ومن ذلك المنطلق فتجدر الإشارة إلى أن ذلك الأمر محرم في جميع الأحوال، ولكن يوجد بعض الحالات التي يتم استثناؤها وهي كالتالي:

  • الاستمناء عن طريق يد الزوجة أو أي عضو في جسدها أثناء العلاقة الجنسية عدا الدبر.
  • الاحتلام.. ولا يوجد إثم في ذلك لأن ذلك الأمر يحدث تلقائيًا لمعظم الشباب الغير متزوجين دون شعورهم، ولا يمكنهم التحكم في ذلك.
  • الاستمناء من أجل إجراء فحوصات السائل المنوي أو العمليات الجراحية وما إلى ذلك بأمر من الطبيب.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم من فعل العادة السرية في نهار رمضان

حكم ممارسة الجنس مع أجنبي هاتفيًا

تعتبر ممارسة المرأة للجنس مع رجل أجنبي عنها من الأمور المحرمة قطعًا في الشريعة الإسلامية، حيث إنه تقع تحت طائلة الزنا ولا يوجد خلاف على ذلك.

عن عبد الله بن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ”، لكنه لا يعد من الزنا الفعلي الذي يستوجب إقامة الحد، والندم عليه والتوبة عن الإقدام عليه مرة أخرى.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب

بذلك نكون قد أوضحنا لكم حكم ممارسة الزوجين عبر الهاتف، والآراء التي أتفق حولها العلماء في ذلك الشأن، كما تطرقنا إلى عرض حكم الاستمناء أثناء العلاقة الهاتفية، ليس ذلك وحسب بل ذكرنا أيضًا حكم ممارسة الفتاة للجنس مع أجنبي عن طريق الهاتف، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا