حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته

حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته تختلف من عالم لعالم آخر، فتنوعت آراء العلماء في مدى إلزامية الزوج بالجماع فمنهم من يطلب منه الجماع مرة كل أربع ليال، وآخرين يطلبون من الزوج الجماع كل أربعة أشهر، والمرجح بوجه عام أن الالتزام بهذا الأمر يكون حسب الحاجة والقدرات.

حيث قال ابن تيمية: أن الرجل عليه أن يجامع زوجته بلطف، وذلك حق من حقوقها عليه، وينبغي حسب حاجتها وقدراته فهذه أصح القولين والله أعلم وإذا امتنع الزوج عن الجماع مع زوجته دون عذر رغم أن زوجته في حاجة إلى ذلك فإنه مذنب، وفي هذا المقال سوف ندلى بكل ما يخص حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته عبر موقع زيادة.

حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته

حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته
حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته

حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته هو موضوع حديثنا اليوم، فواجب على كل زوج من الزوجين أن يعاشرا بعضهما البعض، كما يجب على الزوج أن يعتني بزوجته ويريحها، ويسأل عن حالتها، ويجب عليه أيضاً إعالتها في حالة المرض، وإذا أهملها فهو مذنب.

حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا، فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ، فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ، فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا. صدق رسول الله.

وكذلك قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي رواه الترمذي.

ومن واجبات الزوجة أيضاً أن تفهم زوجها وتلتمس له العذر وإلا كانت هي الأخرى مذنبة.

اقرأ أيضًا: حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الزعل أو بسبب سوء معاملة الزوج

أشكال تجاهل الزوج لزوجته

إهمال الزوج في الجماع معها فقبل أن يطالب الزوج بواجبات زوجته عليه يجب أن يتعامل معها بما يلبي احتياجاتها وقدرته على فعل هذا الشيء، حيث يوجد بعض الآراء اشارت إلى ضرورة وجود الجماع بين الزوج والزوجة مرة كل أربعة أشهر في حالة السفر، ومرة كل أربعة في الحالات الطبيعية.

فالجماع يعتبر دعوة إلى العفة كما أنه يحميهم عن فعل الرذيلة وبالتالي فهو أهم أغراض الزواج لتجنب الفسق، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ، فإنّه له وِجاءٌ متفق عليه.

وما جاء في مذاهب الحنفية والشافعية أن ليس للزوجة أن تجامع إلا مرة واحدة عند استقرار المهر، فهذا عدل دين لله وكذلك يحق له القيام بذلك مرة كل أربعة أشهر، وقال المالكي والحنبلي الجماع من دون عذر واجب على الزوج.

امتناع الزوج عن النفقة

يجب على الأزواج أن ينفقوا الكثير من المال على زوجاتهم وأطفالهم بالرضا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وحقهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ، رواه الترمذي.

فقال البهوتي أن الزوج وجب عليه أن ينفق على المأكل والملبس والمسكن وهذه الثلاثة ذكروا في الكتاب وكذلك في السنة لقوله تعالى: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ صدق الله العظيم.

وهذا تماماً يطبق مع المرأة المطلقة حيث تحتاج إلى السكن لذا وجب على الزوج السابق توفير ذلك لها، فقد جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ، ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرشَكم أحدًا تكرَهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ رواه ابن حبّان.

يرى الفقهاء أن النفقة مرهونة بحالة الزوج، سواء كان الزوج ميسور المال أم لا، وقد رأى بعض العلماء أنها مشترطة للزوجة فقط.

حقوق الزوجة على زوجها

  • أن ينفق الزوج على طعامها وشرابها وملبسها وما تحتاجه من مسكن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم تطعِمُها إذا طعِمْتَ، وتكسوها إذا اكتسيتَ، ولا تضربِ الوجهَ، ولا تقبِّح، ولا تهجُر إلَّا في البيتِ رواه الألباني.
  • أن يستمتع زوجها معها ولو مرة كل أربعة أشهر وذلك في حالة الإعاقة لقول الله تعالى: لَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ البقرة/226.
  • ينام معها كل أربع ليال ليلة وقد حدد ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • وأن يقسم الأيام بالتساوي إذا كان متزوج من أخرى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ كانَتْ لَهُ امْرأَتَانِ يَمِيلُ لإحداهُما عَلَى الأُخْرَى، جاءَ يومَ القيامَةِ يَجُرُّ أحدَ شِقَّيْهِ ساقِطًا أَوْ مائِلًا وراه الألباني.
  • إذا أرادت رعاية أحد أقاربها أو حضور جنازة أو أرادت زيارة لأحد لا تضر بمصلحته، يستوجب عليها الحصول على إذن الزوج وتنفيذ ذلك الأمر.

اقرأ أيضًا: متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها؟ وحكم ظلم الزوج لزوجته في الفراش

واجبات الزوج على زوجته

للزوج كثير من الواجبات والحقوق لزوجته لقوله تعالى وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (البقرة/228)، ومن أهمّها:

  • طاعة الزوج بكل ما يؤمر به إلا إذا كانت في معصية الله.
  • أن تحافظ على ماله وعرضه ولا تخرج بدون إذنه لقوله تعالى حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ (النساء/34) ولقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “خيرُ النساءِ امرأةٌ إذا نظرتَ إليها سرتْكَ وإذا أمرتَها أطاعتْكَ وإذا غِبتَ عنها حفِظتْكَ في نفسِها ومالِك.”
  • تسافر معه إذا رغب في ذلك إذا لم تشترط في العقد عدم السفر.
  • إذا طلب التمتع بها فتلبي له ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ صدق رسول الله.
  • يجب استأذنه لو رغبت في الصوم في حالة عدم سفره وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحلُّ لامرأةٍ أن تصوم وزوجُها شاهدٌ إلا بإذنِه، ولا تأذَنْ في بيتِه إلا بإذنِه، (غيرُ رمضانَ) رواه الألباني.

الحقوق المشتركة بين الزوجين

حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته
حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته

فيما يلي أحد أهم الحقوق المشتركة بين الزوجين:

التعايش بالمعروف:

يجب على الزوجين التعامل بشكل جيد، ويلتزم كلاً من الطرفين بمعاملة بعضهما البعض بلطف من خلال عدم الأذى والمعاملة الحسنة لبعضهم البعض، قال تعالى وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (النساء/ 19)، وقوله سبحانه وتعالى: وَلَهُنَّ مِثْل الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (البقرة/228).

التمتع المتبادل بين الزوجين:

لكل من الزوجين حق التمتع ببعضهما البعض والنظر إلى بعضهم البعض ولمسهم لبعض لقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ صدق رسول الله.

الميراث:

هو حق من الحقوق المشتركة للزوجين حيث يرث كل منهما الآخر عند استيفاء الشروط وقد أعلن الله تعالى ميراث كل منهما لقوله تعالى  وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12).

قدسية النكاح:

يحرم على الزوجة والد زوجها وأجداده وأبنائه وفروع الأبن والبنت، كما يحرم على الزوج أم الزوجة وجدتها وابنتها وكذلك الجمع مع أختها أو خالتها أو عمتها، والزوج محرم من زوجة والده.

إثبات نسب الطفل:

عند استيفاء الشروط اللازمة لإثبات النسب، حيث يثبت عقد زواج الزوجين هنا بأنه صحيح ثم معاشرته لها.

اقرأ أيضًا: حديث عن طاعة الزوجة لزوجها وما هو فضل طاعة الزوج

ملخص الموضوع في 7 نقط

  • حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته اختلف العلماء في مدى إلزام الزوج بالجماع فمنهم من يطلب منه الجماع مرة كل أربع ليال.
  • للزوج كثير من الواجبات والحقوق لزوجته لقوله تعالى وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (البقرة/228).
  • يجب على الزوجين التعامل بشكل جيد، وأن يلتزم كلا من الطرفين بمعاملة بعضهما البعض بلطف من خلال عدم الأذى والمعاملة الحسنة لبعضهم البعض.
  • يحرم على الزوجة والد زوجها وأجداده وأبنائه وفروع الأبن والبنت، كما يحرم على الزوج أم الزوجة وجدتها وابنتها وكذلك الجمع مع أختها أو خالتها أو عمتها، والزوج محرم من زوجة والده.
  • عند استيفاء الشروط اللازمة لإثبات النسب، حيث يثبت عقد زواج الزوجين هنا بأنه صحيح ثم معاشرته لها.
  • لكل من الزوجين حق التمتع ببعضهما البعض والنظر إلى بعضهم البعض ولمسهم لبعض لقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ صدق رسول الله.
  • بالنسبة لـ حكم امتناع الزوج عن مجامعة زوجته فقد واجب على كل زوج من الزوجين أن يعاشرا بعضهما البعض، كما يجب على الزوج أن يعتني بزوجته ويريحها، ويسأل عن حالتها، ويجب إعالتها في حالة المرض، وإذا أهملها فهو مذنب.
قد يعجبك أيضًا