حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني

حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني يجب توضيحه وفقًا للشريعة الإسلامية حتى لا يقع المسلم والمسلمة في أي فعل محرم، حيث إن الزنا يعد كبيرة من كبائر الله سبحانه وتعالى ومن السبع الموبقات المهلكات، وعلى من يزني التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- باتباع الإيمان الصادق والأعمال الصالحة، وسنقدم لكم من خلال موقع زيادة حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني عبر السطور التالية.

حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني

حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني لا يحرمه الله -سبحانه وتعالى-، ومن حق الزوجة أن تطلب من زوجها الطلاق، والواجب عليها أن تنصحه وتحذره من عقاب الله -سبحانه وتعالى- الشديد الذي وضعه للزاني في الآخرة، والزنا من كبائر الذنوب، والدليل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-:

(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

إذا استجاب الزوج لنصيحة زوجته بالابتعاد عن الزنا وتاب إلى الله دون رجعة واتجه للأعمال الصالحة، وتقرب من الله فالحمد لله، والله -سبحانه وتعالى- يتقبل التوبة كما ذكر في قوله -تعالى-:

(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).

أما بالنسبة لحكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني إذا لم يستجب الزوج الزاني لنصيحة زوجته، فلها الحق في طلب الطلاق منه، وإذا رفض الزوج الزاني طلاق زوجته فيقوم القاضي بتطليق الزوجة منه للضرر، ولا يوجد خير في البقاء مع زوج زاني لا يراعي زوجته، ولا حرمات الله -سبحانه وتعالى-.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم من نسي سجود السهو

الزنا

الزنا يعرف في اللغة على أنه إتيان الرجل المسلم للمرأة بدون عقد شرعي، كما يعرف أيضًا عند الفقهاء بأنها فعل الفواحش في القبل أو الدبر، ويعد من أعظم الذنوب والكبائر التي حرمها الله -سبحانه وتعالى-.

هو فعل محرم والدليل على ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

شروط ثبوت حد الزنا

يوجد بعض الشروط التي حددها ووضعها الله -سبحانه وتعالى- لثبوت حد الزنا، وتتمثل هذه الشروط في الآتي:

البلوغ حيث يشترط لثبوت حد الزنا أن يكون الزاني بالمرأة رجل بالغ وعاقل وحر ومختار وعلى علم بمحرمات الله سبحانه وتعالى، وإثبات الزنا عليه يمكن أن يتحقق بأمرين، وهما الاعتراف بالفعل أو الشهادة، وقال الرسول -عليه الصلاة والسلام-:

(رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ).

كما شدد الله سبحانه وتعالى في شروط قبول الشهادة، حيث إنه من روط قبول الشهادة هو أن يكون عدد الشهداء 4، ويجب أن يكونوا جميعهم عقلاء وبالغون وأن يكون جميعهم متبعين لدين الإسلام ويشهدون في مجلس واحد، وعن جابر رضي الله عنه:

(أنَّ رَجُلًا من أسلَمَ جاء إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاعترَفَ بالزِّنا، فأعرَضَ عنه، ثُمَّ اعترَفَ، فأعرَضَ عنه، حتى شَهِدَ على نَفْسِه أربعَ مَرَّاتٍ، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبكَ جُنونٌ؟ قال: لا، قال: أُحصِنتَ؟ قال: نَعم، فأمَرَ به النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرُجِمَ بالمُصلَّى، فلمَّا أذلَقَتْه الحِجارةُ فَرَّ، فأُدرِكَ فرُجِمَ حتى مات، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرًا، ولم يُصَلِّ عليه).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم قراءة سورة البقرة يوميًا عند ابن باز؟

حكم الزاني

حكم الزاني المتزوج يتوقف على ما إذا كان الزاني محصن أو غير محصن، والزاني المتزوج المحصن هو الذي وطء زوجته في قبلها بالنكاح الصحيح، وكان بالغ وعاقل وحر، كما يتضح من ذلك أن الإحصان يتضمن على 5 شروط وتتمثل هذه الشروط في الآتي:

  • الوطء في القبل.
  • الحرية والبلوغ لكلًا من الزوج والزوجة.
  • الوطء بنكاح صحيح.
  • العقل لكلًا من الزوج والزوجة.

إذا تحققت الشروط في الزاني المتزوج، فيعد حينها محصن، ويكون حكم الزاني المتزوج المحصن هو أن يتم رجمه بالحجارة حتى الموت، كما أن حكم الرجم هذا ثابت عند الرسول صلى الله عليه وسلم بالأفعال والأقوال.

حيث ذكر إنه جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو جالس في المسجد وأخبر الرجل النبي بأنه زنا فأعرض عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعاد الرجل قوله مرة أخرى بأنه زنا فأعرض عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرة أخرى، وقام الرجل بتكرار ذلك حتى أقر على نفسه بالزنا 4 مرات فقال له نبي الله:

(أبكَ جُنونٌ؟ قال: لا، قال: فهل أحصنتَ؟ قال: نعم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اذهَبوا به فارجُموه).

أما عن حكم الزاني الغير محصن أن يجلد 100 جلدة، ويتم تغريبه سنة كاملة سواء رجل أو امرأة، ولا يتم تغريب المرأة إلا إذا كان لها محرم، وإذا تواجد محرم فيتم حبسها في بلدها لمدة سنة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم المداعبة الفموية في رمضان بالأدلة

أضرار الزنا

لا يحرم الله -سبحانه وتعالى- شيء إلا وإذا كان له حكمة في ذلك، حيث حرم الله -سبحانه وتعالى- الزنا وجعله من الكبائر العظيمة لما تحمله من أضرار ومفاسد عظيمة وضخمة، ومن الأمثلة على هذه الأضرار ما يلي:

  • يمكن أن يتسبب الزنا في حدوث تخالط في الأنساب، وذلك يمكن أن يؤدي إلى انتساب الأبناء لغير أبيهم، وتوزيع الورث لمن ليس من حقه.
  • كما تسبب الزنا في حدوث تنازع وقتال بين الناس بسبب هذه المنكرة التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار الفتن والحروب.
  • انتشار الفاحشة بين الناس والرذيلة، مما يؤدي إلى خوف الرجل من أن يأمن لأهل بيته سواء أهله أو زوجته أو بناته، وأن تموت الغيرة في القلوب، كما تؤدي إلى اختفاء الطهر والحياء.
  • يتسبب الزنا في الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى، وانتشار المعاصي والفسق بين الناس في المجتمع مما يؤدي إلى الكفر وما بعد الكفر ذنب.
  • كما أنه من أضرار الزنا وقع عقاب عظيم على الفرد عند الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.

حيث إن ذلك متواجد في عصرنا الحالي عن طريق انتشار العديد من الأمراض مثل الإيدز وهو ما لم يجد له علاج حتى الآن، وكذلك مرض الهربس والسيدا والعديد من الأمراض الأخرى التي تنتشر بين الزناة، أما في الآخرة، فقد قال رسول الله فيما رآه للزناة في الآخرة:

(فانْطَلَقْنا، فأتَيْنا علَى مِثْلِ التَّنُّورِ- قالَ: فأحْسِبُ أنَّه كانَ يقولُ – فإذا فيه لَغَطٌ وأَصْواتٌ قالَ: فاطَّلَعْنا فِيهِ، فإذا فيه رِجالٌ ونِساءٌ عُراةٌ) فأخبره الملك عليه السلام بأنهم زناة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم صلاة الفجر بعد طلوع الشمس متعمدًا

عقوبة الزنا

تقام عقوبة الزنا على الزاني بالجلد أو الرجم على سواء كان كافر أو مسلم والدليل على ذلك عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-:

(أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَامْرَأَةٍ قَدْ زَنَيَا فَقَالَ لَهُمْ كَيْفَ تَفْعَلُونَ بِمَنْ زَنَى مِنْكُمْ قَالُوا نُحَمِّمُهُمَا ذَلِكَ قَالُوا هِيَ آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا قَرِيبًا مِنْ حَيْثُ مَوْضِعُ الْجَنَائِزِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الصفرة والكدرة قبل الحيض أو بعده

قدمنا لكم في هذا الموضوع حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني، وتبين أن الله سبحانه وتعالى لا يحرم كل منهما للآخر، وأن على الزوجة أن تنصح زوجها بالتقرب من الله كما أنه من حقها أن تطلب الطلاق، وقدمنا لكم أيضًا أضرار الزنا وعقوبتها.

قد يعجبك أيضًا