حكم لبس الباروكة للزوج

حكم لبس الباروكة للزوج اختلف عليه علماء الدين، سواء أكان بغرض تزين المرأة أو ارتدائها للزوج؛ لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة سنتعرف سويًا على حكم لبس الباروكة للزوج بشيءٍ من التفصيل، كل ذلك وأكثر ستجده خلال السطور التالية.

حكم لبس الباروكة للزوج

حكم لبس الباروكة للزوج

الباروكة هي شعر مستعار مكون من ألياف صناعية أو من شعر طبيعي تستعمله المرأة لحاجة ما، إما للزينة أمام زوجها أو إذا كان بها أذى في رأسها أو مرض يتسبب في تساقط شعرها لكن للباروكة أحكام وضوابط تحكمها في الدين الإسلامي، وتوضح حكم لبسها أمام الزوج.

تندرج الباروكة في الفقه الإسلامي تحت بند الوصل والوصل هو إضافة المرأة شعرًا إلى شعرها ليكثر ويبدو ذو شكل أكبر أو بمعنى معاصر (Hair Extensions)، وهذا في الإسلام حرام أم لبس الباروكة للزوج فهي حلال ولا حرج فيها.

كما أجاب الشيخ الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عبر فيديو تم بثه على القناة الرسمية لدار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال قائلاً إنهن لا حرج في ارتداء المرأة للباروكة لزوجها كون العلماء استثنوا التجمُّل للزوج من وضع الباروكة.

كما أن الباروكة ليست من الوصل والباروكة وضع لشعر على الشعر لا ربط كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة “لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ..” الحديث صحيح كما ذكره البخاري في صحيحه.

كما ذكرت الدكتورة نادية عمارة عبر برنامجها “قلوب عامرة” المذاع عبر فضائية الحياة المصرية أن الباروكة كانت من مواد طاهرة أي شعر غير طبيعي، إما من الحرير أو الألياف الصناعية؛ فلا حرج في ذلك ما دام في باب التزين للزوج فقط لا غير.

اقرأ أيضًا: حكم تركيب الشعر الصناعي

قول العثيمين وابن باز في ارتداء الباروكة للزوج

أوضح اثنين من أجل علماء أهل السنة المعاصرين حكم لبس الباروكة للزوج فعرض كلاهما رأيين مختلفين بعض الشيء باختلاف مذهبيهما، وفي تلك الفقرة سنعرض عليكم رأي الشيخين كلاً على حدة.

  • قول الشيخ آل عثيمين: جاءت إجابة الشيخ ابن عثيمين في برنامجه نور على الدرب على وجهين الوجه الأول أن يكون للمرأة شعر وفير كثيف طويل في رأسها وتلبس الباروكة فهذا حرام لأنه من باب الوصل في الإسلام حتى وإن كان يقصد به تجمل المرأة لزوجها.
  • أما القول الثاني وهو نقيضه وهو إن كانت المرأة بلا شعر لعلة مرضية ولا يمكن إخفاء العيب إلى بالشعر المستعار فلا حرج في ذلك.
  • قول الشيخ بن باز: أما رأي الشيخ عبد العزيز بن عبد بن باز رحمه الله فقد أفتى بأن ارتداء الباروكة محرم في كافة الأحوال مستندًا إلى الحديث الذي ذكره معاوية، وحدَّثه البخاري صحيحًا “إِنَّمَاْ هَلَكَتْ بَنُوْ إِسْرَاْئِيْلَ حِيْنَ اَتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاْؤُهُمُ“، والمقصود بقول المصطفى “اَتَّخَذَ هَذِهِ” أي الشعر المستعار.

قول المذاهب الأربعة في وضع الباروكة على رأس المرأة

لا يمكن للمسلم أو الموكل بالإفتاء أن يعطي فتوى في أمر ما إلا ويجب عليه أن يتعرض إليها في مذهبٍ واحدٍ على الأقل من المذاهب السُنية الأربعة ولهذا فإنا سنعرض عليكم حكم لبس الباروكة للزوج وفق أقوال جمهور علماء المذاهب الأربعة.

  • عند جمهور علماء المذهب الحنفي: ذهب علماء المذهب الحنفي إلى كراهة وصل الشعر بشعر آخر، لكنهم أجازوا الباروكة على الشعر كونها مما يوضع على الرأس ولا يوصل بالشعر.
  • عند جمهور الشافعية: يرى الشافعية في المجمل أن الوصل حرام للمرأة ما لم يكن لها زوج، وإن كانت ذات زوج فتصل بإذنه، وإلا فحرم كما أن الشافعية أجازوا للمرأة لبس الباروكة بشرط إذن الزوج؛ فإن لم يأذن الزوج فهو حرام.
  • عند جمهور علماء المالكية: اتفق أتباع مذهب الإمام مالك على أن الوصل حرامًا دون النظر إلى المادة الموصولة بالشعر مع أخذهم في الاعتبار، وتوضيحهم بأن ما يوضع على الرأس ليس بوصل لهذا أجاز المالكية لبس الباروكة؛ لأنها توضع وضعًا لا تتصل بالرأس أو بالشعر.
  • عند جمهور علماء مذهب الإمام أحمد بن حنبل: أجاز الحنابلة وضع الباروكة لحاجة أو لعلة في رأس المرأة سواء أكانت لمرض في الشعر أو للتزين للزوج، بينما حرموا الوصل تحريمًا بغض النظر عن المواد التي توصل بالشعر أكانت طاهرة أو لا.

اقرأ أيضًا: حكم قول يا ساتر

أقوال العلماء المعاصرين في لبس الباروكة للزوج

بعد عرضنا لأقوال كبار العلماء الأقدمين في هذه المسألة سنعرض في هذه الفقرة آراء العلماء المعاصرين وهم الشيخ الحسن الددو، والشيخ مصطفى العدوي، والشيخ عطية صقر، والشيخ خالد المصلح، والشيخ المطلق:

  • قول الشيخ محمد الحسن ولد الددو: جاء رد الشيخ بأن الوصل من الكبائر والاقتراب منه، وإلى كل ما يؤدي إليه فهو ممنوع فذهب إلى تحريم الباروكة إلى زيادة كثافة الشعر، وإن لم يزرع ولم يثبت، لكن إن كانت الباروكة من غير جنس الشعر فهي لا بأس به.
  • قول الشيخ مصطفى العدوي: ذهب الشيخ مصطفى العدوي مجيبًا على سؤال إحدى المتصلات في برنامجه التلفزيوني على قناة الرحمة بأن الباروكة حرامًا لأنها من باب الوصل بالشعر فلا تجوز.
  • قول الشيخ عطية صقر: يرى الشيخ أن الباروكة تكون حرامًا في الفتنة والإغراء في جذب انتباه الرجال، وفي تلك الحالة تعد من الغش والوصل لكن إن كان من باب التزين وإذن الزوج سواء أكان الشعر طبيعي أو لا بشرط عدم التدليس والإغراء.
  • قول الشيخ خالد المصلح: أفتى الشيخ بأن المرأة إن كان لها شعر كثيف وتريد ارتداء باروكة لزوجها؛ فهو حرام لأنه من باب الوصل، أما إن كان شعرها غير كثيف فلا حرج.
  • قول الشيخ عبد الله المطلق: أجاز الشيخ عبد الله بن محمد المطلق لبس الباروكة؛ لأنها ليست من الوصل وتجوز في حالة الرأس الخفيف (الشعر الغير كثيف)، وأنها ليست من الوصل كما أنها لحاجة.

حكم من يعمل في صناعة الباروكة وجملة القول لارتداء الباروكة

بعد عرضنا لأقوال قدامى الشيوخ وحديثهم ومعاصريهم عن إجابة سؤال حكم لبس الباروكة للزوج، سنعرض عليكم في هذه الفقرة توضيح وبيان حكم من يعمل في صناعة الشعر المستعار (الباروكة).

أجاب أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الدكتور أحمد ممدوح بأن العمل في مجال صناعة الشعر المستعار ليس بالحرام؛ لخروج الشعر المستعار من باب الوصل؛ فالباروكة تلبس على الشعر وتركب عليه لا تتصل بخصلة، وأضاف الشيخ أن الباروكة من الصناعات المحايدة التي يختلف استخدامها باختلاف مستخدمها مثل السكين.

لكن إن كان العامل يعمل في صناعة الخصل التي توصل بالشعر؛ فهو عمل غير جائز لأن الوصل من المحرمات التي نهى عنها رسول الله، وهو عليه إثم حسب قول أغلب العلماء.

أما جملة القول في ارتداء الباروكة أنها حرام لمن تريد أن تتفاخر بشعرها أو تطيله لغير سبب أو تتبرج به لغير محارمها بينما هي جائزة في حالات الضرورة مثل طلب الزوج في قول الشافعية أو فقد الشعر لأسباب مرضية.

اقرأ أيضًا: حكم كلام الحب بين المخطوبين

بذلك نكون قد أوضحنا لكم حكم لبس الباروكة للزوج من مختلف المذاهب الفقهية الأربعة وأقوال العلماء القدماء والمحدثين وبيان حكم من يعمل في صنع الشعر المستعار ونرجو أن تكونوا قد انتفعتم بسطور هذا الموضوع.

قد يعجبك أيضًا