حكم الاحتلام في رمضان

حكم الاحتلام في رمضان ما هو؟ يعد الاحتلام هو خروج المني للرجل، وخروج إفرازات المرأة لا إرادي أثناء النوم، والاحتلام يحدث للإنسان في سن المراهقة، وهو سن الإقبال على البلوغ للإنسان، والاحتلام يحدث بعد البلوغ للإنسان في أي وقت.

ويكون هذا الاحتلام مرافق للتخيلات الجنسية أو أحلام جنسية، ويحدث الاحتلام عندما يتأثر الإنسان بمثيرات جنسية أو عندما يمر مدة طويلة دون أن يقوم الإنسان بقضاء الشهوة، لذا تابعوا عنا السطور التالية عبر موقع زيادة .

اقرأ أيضا: حكم سماع الأغاني في رمضان

تعريف الاحتلام

  • يعرف الاحتلال في اللغة بأنه ما يراه النائم من المباشرة، ويحدث عند البلوغ، يؤدي إلى نزول المني للرجال، وفي الشرع عرف الفقهاء أن الاحتلال ما يراه النائم من المباشرة، وفي الغالب يسبب نزول المني، ويحدث للرجل والمرأة.
  • وقال الإمام البخاري عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:

” أنها قالت : جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟.

  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ”.

  • وهناك اختلاف بين الاحتماء والاستماء لأن الاستماء هو خروج المني بطلب من الإنسان باليد أو بأي شيء آخر مشابه وهو يقظ، وليس أثناء النوم، والاستمناء محرم، ويجب الاغتسال، ويفسد الاستمناء الصيام عند حدوثه في نهار رمضان.

اقرأ أيضا: قراءة القران للحائض في رمضان

ما حكم الاحتلام أثناء الصيام ؟

  • لا يوجد فرق بين المرأة والرجل في حكم الاحتلام أثناء الصيام، وأوضح العلماء بالإجماع إن الاحتلام في فترة نهار رمضان لا يقوم بإفساد الصيام، ويرجع ذلك لأن الاحتلال لا يكون بإرادة الإنسان فهذا يحدث خارج طاعة وطاقة الإنسان.
  • ويقول الله تعالى:

“لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”

البقرة الآية 286.

  • وعند طرح سؤال حكم الاحتلام في نهار رمضان على اللجنة الدائمة فقامت بالإجابة:

“من احتلم وهو صائم أو محرم بالحج والعمرة فليس عليه إثم ولا كفارة.

ولا يؤثّر على صيامه، وعليه غسل الجنابة إذا كان قد أنزل منيًّا”.

  • وقال أيضا ابن قدامة في الكتاب الخاص به، وهو المغني:

“لَوْ احْتَلَمَ لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ؛ لِأَنَّهُ عَنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ مِنْهُ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ دَخَلَ حَلْقَهُ شَيْءٌ وَهُوَ نَائِمٌ”.

  • وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

“رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ”.

  • والاحتلام يكون بدون إرادة وغير مكلف من الإنسان مثله مثل دخول شيء أثناء النوم في الفم.

قد نص الشريعة على ان هناك عدد من الأمور التي لو قام بها الصائم سوف تبطل صيامه، وللتعرف عليها قد اقرأ أيضا: مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين

هل هناك فرق بين الاحتلام والعادة السرية ؟

1_ أولا الاحتلام

  • أثر الاحتلام يكون في الغسل حيث أن من احتلم، ولم يوجد مني فلا يجب عليه الغسل، ودليل على ذلك قال ابن المنذر في ذلك:

“أَجْمَعَ عَلَى هَذَا كُل مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْل الْعِلْمِ”، ولكن عند وجود مني يجب على من احتلم الغسل سواء أنه يتذكر أنه قد احتلم أو لا.

  • وهذا ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

“سُئِلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عَنِ الرجُلِ يَجِدُ البَلَلَ ولا يَذْكُرُ احتِلامًا؟ قال:

يَغْتَسِلُ، وَعَنِ الرجلِ يَرَى أنه قَدِ احتَلَمَ ولا يَجِدُ بَلَلًا؟ قال: لا غُسْلَ عليه، قالت أُمُّ سُلَيْمٍ: هل عَلَى المَرْأَةِ -تَرَى ذلك- غُسْلٌ؟ قال: نَعَمْ، إنَّ النساءَ شقائِقُ الرجالِ”.

  • ولكن اختلف العملاء في حكم الغسل حالة وجود المني في فراش يشاركه الإنسان مع غيره وهناك أقوال على ذلك.

2_ العادة السرية

  • العادة السرية هي قيام الرجل أو المرأة بإيقاظ الشهوة، وذلك عن طريق مداعبة الإنسان باليد أو الاحتلام من أسباب الجنابة: يحدث الجنابة بسبب الجماع حتى وإن لم يرافق ذلك نزول المني.
  • ودليل على ذلك ما قاله الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:

إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ).

  • ويحدث الجنابة بسبب الاحتلام، ودليل على ذلك قاله البخاري عن ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها:

جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ.

اقرأ أيضا: هل يجوز الصيام بدون اغتسال من الحيض

ما أجمع عليه العلماء حول الاحتلام والعادة السرية

قال الشافعية والحنابلة بان الغسل لكل منها مستحب، ولا يجوز صلاة قبل الغسل لأحدهما دون الآخر لوجود الشك، وعدم التأكد من طهارتهما دون التفريق إن كان من يحتلم متزوج أو لا .

ولكن عند وجود مني يجب على من احتلم الغسل سواء أنه يتذكر أنه قد احتلم أو لا، وهذا ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
“سُئِلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عَنِ الرجُلِ يَجِدُ البَلَلَ ولا يَذْكُرُ احتِلامًا؟ قال: يَغْتَسِلُ، وَعَنِ الرجلِ يَرَى أنه قَدِ احتَلَمَ ولا يَجِدُ بَلَلًا؟ قال: لا غُسْلَ عليه.

قالت أُمُّ سُلَيْمٍ: هل عَلَى المَرْأَةِ -تَرَى ذلك- غُسْلٌ؟ قال:
نَعَمْ، إنَّ النساءَ شقائِقُ الرجالِ”.

ولكن اختلف العلماء في حكم الغسل حالة وجود المني في فراش يشاركه الإنسان مع غيره وهناك أقوال على ذلك، وهي:

  • قال الشافعية والحنابلة بأن الغسل لكل منها مستحب، ولا يجوز صلاة قبل الغسل لأحدهما دون الآخر لوجود الشك، وعدم التأكد من طهارتهما دون التفريق إن كانوا متزوجين أو لا.
  • قال الحنفيّة بوجوب الغسل على كل منهما واجب بدون التفريق إن كانوا متزوجين أم لا.
  • قالوا فصل المالكية إنهما إن كان الشخصين متزوجين فالغسل على الزوج واجب لأن المني يخرج من الزوج في الغالب ولكن في حالة كانوا غير متزوجين فيجب أن يقوموا بالغسل.

اقرأ أيضا: 10 معلومات عن شهر رمضان

اختلاف العلماء في الشك في تحديد البلل الذي يوجد في الفراش

والعلماء اختلفوا في الشك في تحديد البلل الذي يوجد في الفراش مني أو لا، وهناك أقوال تدل على ذلك، وهي :

  • قال الحنفية، والمالكية، والحنابلة بأن الغسل واجب، ولكن الحنفية قاموا بوضع شرط أن الغسل واجب الشك بين المذي والمني أو بين الودي و المني أو بين الودي والمذي.
  • والمالكية قالوا أن الغسل واجب بالشك في شيئين، ومنها المني وللتوضيح المني هو خروج الماء بقوة بسبب تحقيق الشهوة أو اللذة الكبرى، ويتوجب الغسل من المني أما الودي هو ماء أبيض يخرج قبل أو بعد خروج البول.
  • وفي أغلب الأحيان يكون بعد خروج البول، ولا يكون مرتبط بالشهوة بينما المذي هو ماء يخرج بسبب اللذة والشهوة الصغرى، ويجب تطهير المكان بعده والوضوء .
  • قال الشافعية بالاختيار في جعل البلل مني أو غير ذلك لان الذمة مشغولة في طهارة، والقيام بالحكم على ما يترتب بناء على هذا الاختيار.
  • ما يحرم بالجنابة: الجنابة تسبب تحريم أمور عديدة على المسلم، ومنها الصلاة، وتلاوة القرآن، والطواف بالبيت الحرام، وحمل المصحف، ولمس المصحف إلا في وجود غلاف للمصحف، والجلوس في المسجد.

كانت هذه نبذة عن حكم الاحتلام في رمضان وما هو رأي علماء الدين فيه وفي وجوب الغسل من عدمه.

قد يعجبك أيضًا