ما حكم المرأة التي تغضب زوجها؟

ما حكم المرأة التي تغضب زوجها، وما هي صفات الزوجة الصالحة؟ أرشدنا الإسلام إلى الطرق والوسائل التي تجمع الشمل بين الزوجين وتديم العلاقات الزوجية الناجحة والواجب على كل من الزوجين معاملة الآخر بالمعروف – فماذا إذا حدثت مشاكل بين الزوجين وما هو حكم المرأة التي تغضب زوجها ومتى يجوز للمرأة أن تقوم بفعل هذا؟ كل هذا سوف نناقشه ونوضحه في موضوعنا لإجابة سؤال ما حكم المرأة التي تغضب زوجها على موقع زيادة.

حقوق الزوج على زوجته

ما حكم المرأة التي تغضب زوجها

من واجبات الزوجين معاملة الآخر بالمعروف كما جاء بقول الله تعالى:

(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19.

وقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة/228،

يجب على الزوجة أن تطيع زوجها وتمتثل لأوامره وألا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها، ويجب أن تعرف الزوجة أن لزوجها حق عظيم وكبير عليها وأن طاعته واجبة ومقدمة على طاعة أبيها وأمها، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ) رواه ابن حبان، وقد قرن صلى الله عليه وسلم بين طاعة الزوج وبين إقامة فروض الدين والحفاظ على الشرف، وهذا دليل على أهمية مكانة طاعة المرأة لزوجها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم المرأة التي تكلم غير زوجها؟

ما حكم المرأة التي تغضب زوجها

بسؤال الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف “ما حكم المرأة التي تغضب زوجها؟” أن على الزوجة أن تفكر في أعباء زوجها الكثيرة، ومن حقه أن يراها في خير حالاتها مع نفسها ومع زوجها وتنظيمها بيتها ورعايتها أبنائها وهي أمور عظيمة وأعباء ثقيلة على الزوجة، وهذا لأن الزواج ميثاق غليظ وليس هو بنزهه نستمر فيها إذا أعجبتنا ونتراجع عنها إذا لم تعجبنا والزواج والأسرة مسئولية.

إذا كان إغضاب الزوجة لزوجها له بغير حق تأثم عليه، فلا يجوز لها أن تنازع ولا أن تؤذيه بالكلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اطَّلَعْتُ في النَّارِ فرأَيْتُ أكثَرَ أهلِها النِّساءَ واطَّلَعْتُ في الجنَّةِ فرأَيْتُ أكثَرَ أهلِها الفُقراءَالراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري -المصدر: صحيح البخاري

عن عبد الله رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ جَزْلَةٌ: وما لنا يا رَسولَ اللهِ، أكْثَرُ أهْلِ النَّارِ؟ قالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وما نُقْصانُ العَقْلِ والدِّينِ؟ قالَ: أمَّا نُقْصانُ العَقْلِ: فَشَهادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ فَهذا نُقْصانُ العَقْلِ، وتَمْكُثُ اللَّيالِيَ ما تُصَلِّي، وتُفْطِرُ في رَمَضانَ فَهذا نُقْصانُ الدِّينِ“، رواه البخاري ومسلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تؤذي امرأةٌ زوجَها في الدُّنيا إلا قالت زوجتُه من الحورِ العينِ لا تؤذِيه قاتلكِ اللهُ فإنما هو عندك دخيلٌ يوشكٌ أن يفارقَكِ إلينا“.

أما إذا كان إغضابها لزوجها بحق بأن أنكرت عليه عمل منكر أو مكروه مثل أن يتساهل في الصلاة، أو أن يشرب ما حرمه الله فأنكرت عليه هذا ونصحته فغضب منها فلها الأجر عند الله، وهذا يعني أن ضمن إجابة سؤال ما حكم المرأة التي تغضب زوجها، أنه إن كان إغضابها له بحق فهي مأجورة وإن كان إغضابها له بغير حق فهي آثمة وعليها الكلام الطيب والسمع والطاعة في المعروف.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم الزوج الذي يهين زوجته وسبها وسب أهلها

تابع حكم إغضاب الزوجة لزوجها

استكمالًا لما سبق يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا:

لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجدَ لغيرِ اللهِ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها، والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها، حتى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها كلَّه، حتى لو سألها نفسَها وهي على قَتَبٍ لم تمنَعْه الزوجة الناشز”.

إذا كانت الزوجة عاصية لزوجها ولا تحترمه ولا تراعي حقوقه بل وترفع صوتها عليه، فهذه زوجة ناشز، عاصية لربها وناشزة عن حقوق زوجها، وقد دلنا الله تعالى إلى علاج للنشوز بقوله تعالى:

(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا . وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) النساء/34، 35.

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”، الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري -المصدر: صحيح البخاري

في حديث مسلم: والَّذي نفْسي بيدِهِ، ما مِن رَجُلٍ يَدْعو امرأتَهُ إلى فِراشِهِ، فتَأْبَى عليه، إلَّا كان الَّذي في السَّماءِ ساخِطًا عليها حتَّى يَرضَى عنها” الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم.

بعد أن عرفت ما حكم المرأة التي تغضب زوجها، ففي البداية يجب أن يبدأ الزوج بنصيحة الزوجة وبيان خطئها، فإن لم يجدي الوعظ فعليه بهجرها ثم الضرب غير المبرح ثم الاستعانة بصالحي من أهله وأهلها ليحكموا بينهما، أما إذا أصرت الزوجة على النشوز فإن القول في طلاقها أو الإمساك عليها وذلك يتوقف على المصالح والمفاسد التي تنتج من ذلك.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها في الشرع

رعاية المرأة لزوجها

يقول الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن من حقوق الزوج على زوجته أن تحافظ على ماله باعتبارها مسئولة وراعية في بيته كما نص الحديث الشريف “…الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا…”، ولهذا يجب على المرأة أن تخشى الله في مال زوجها من إنفاقها لمال زوجها بما يحتاجه البيت أو عندما تتصدق منه، فلا بد أن يكون هناك اعتدال في الإنفاق دائمًا.

صفات الزوجة الصالحة

قدم القرآن الكريم صورة جميلة للمرأة الحافظة لزوجها، حيث قال الله تعالى “فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ” وليست الزوجة حرة في أن تفرط في نفسها في غياب زوجها أو في حضوره، لأن الحفاظ على الأسرة في الإسلام شيء مقدس، ومن ضمن الحقوق المتبادلة حق حفظ الغيبة فيحرم على الزوجة أن تفشي أسرار زوجها.

مواصفات المرأة الصالحة أجملها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في الحديث الشريف: ما استفادَ المؤمنُ بعدَ تقوى اللَّهِ عزَّ وجلَّ، خيرًا لهُ مِن زَوجةٍ صالحةٍ، إن أمرَها أطاعتْهُ، وإن نظرَ إليها سرَّتهُ، وإن أقسمَ عليها أبرَّتهُ، وإن غابَ عنها نصحَتهُ في نفسِها ومالِهِ“.

ليس على المرأة بعد أدائها حق الله ورسوله، أهم من أدائها لحق زوجها عليها حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها رواه الألباني وغيره.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة؟

عليه فيجب على كل زوجة أن تطيع زوجها ولا تعصيه أبدًا ولتعلم أن في طاعة الزوج فوز عظيم، وإجابة سؤال ما حكم المرأة التي تغضب زوجها أنها آثمة، ومن أهم صفات الزوجة الصالحة هي طاعة الزوج والحفاظ عليه وعلى بيتها وأن طاعة زوجها عليها أوجب والله أعلم، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا