حكم الأضحية في عيد الأضحى

حكم الأضحية في عيد الأضحى ما هو؟ وكيفية تقسيمها وما هو حكم ادخار لحم الأضحية؟ سوف نقدمها لكم اليوم عبر موقع زيادة ، حيث أنه من لطف الله تعالى ورحمته بعباده المؤمنين، أن شرع لهم مواسم للعبادة، تعقبها أعياد يظهرون فيها بهجتهم وسرورهم مع اجتماعهم بأحبتهم.

وقد أكرم الله تعالى المسلمون في شتى بقاع الأرض بعيدي الفطر والأضحى، ومع اقتراب عيد الأضحى، يسأل الكثيرون عن حكم الأضحية في عيد الأضحى المبارك، لذا سنخصص هذا المقال للإجابة على هذا السؤال وما يتعلق به، فكونوا معنا.

اقرأ أيضًا: حكم ترك الأضحية مع القدرة

ما هي الأضحية؟

يطلق لفظ الأضحية على كل ما يجوز ذبحه من الأغنام أو البقر أو الإبل بأنواعها، أو ما تعرف ببهيمة الأنعام، شريطة أن تكون في الأيام المحددة لها، والتي تقدر ب4 أيام هي يوم عيد الأضحى وال 3 أيام التي تليه والتي تعرف بأيام التشريق.

ويرجع تسمية الأضحية بهذا الاسم إلى الوقت الذي تذبح فيه في الغالب وهو وقت الضحى، أو بداية الوقت الذي شرعه الله تعالى لذبحها وهو ضحى يوم عيد الأضحى.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية

حكم الأضحية في عيد الأضحى

حكم الأضحية في عيد الأضحى
حكم الأضحية في عيد الأضحى

اتفق الفقهاء فيما بينهم على أن الأضحية شعيرة من شعائر الله تعالى التي قال عنها في كتابه العزيز أنها من تقوى القلوب، لكنهم اختلفوا في حكمها إلى عدة أقوال على النحو التالي:

1ـ رأي أبو حنيفة وابن تيمية وبعض الأئمة

وهو رأي الإمام أبو حنيفة والأوزاعي والليثي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية، بالإضافة إلى أحد القولين للإمام مالك بأنها واجبة، واستدلوا على ذلك بفعل الأمر الوارد في قوله تعالى:

(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).

بالإضافة إلى الحديث الوارد في السنة النبوية المطهرة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:

( من ذبح قبلَ أن يصلي فليذبحْ أخرى مكانَها، ومن لم يذبحْ فليذبحْ باسمِ اللهِ).

وقال أيضاً:

(مَن كانَ عنده سَعةٌ فلَم يضحِّ فلا يقربَنَّ مُصلَّانا).

2ـ رأي جمهور الفقهاء

وهو رأي جمهور الفقهاء ومنهم الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد، بان الأضحية سنة مؤكدة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، إلا أنها يكره تركها لمن هو قادر عليها ودليلهم في ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال:

(شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأضحى بالمصلّى، فلمّا قضى خطبته نزل من منبره، وأُتي بكبشٍ فذبحه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده، وقال (بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أَكْبرُ، هذا عنِّي، وعمَّن لَم يضحِّ من أمَّتي)، بالإضافة إلى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم (من كان لهُ ذبحٌ يذبحُهُ ، فإذا أَهَلَّ هلالُ ذي الحجةِ، فلا يأخذَنَّ من شعرِهِ ولا من أظفارِهِ شيئاً، حتى يُضحِّي).

ومما سبق نستنتج أن الذي تميل إليه النفوس، أن الأضحية من الأمور التي يكره تركها، لاسيما في حالة القدرة عليها، لما فيها من امتثال لأوامر الله تعالى، وتعظيم لشعائره، وإبراء للذمة.

اقرأ أيضًا: هل تجوز الاضحية عن الميت

حكم تقسيم الأضحية

من المعروف لدى المسلمين، أن الأضحية تقسم إلى عدة أقسام، قسم خاص بالفقراء والمساكين، وقسم خاص بالمضحي وأهل بيته، وقسم آخر في صورة الإهداء، لكن العلماء قد اختلفوا في الحكم الشرعي وراء تقسيم الأضحية إلى ما يلي:

1ـ الحنفية

يرى جمهور الحنفية أنه يستحب للمضحي أن يتصدق ب3/1 أضحيته دون نقصان، كما يجوز له أن يطعم الأغنياء منها، إلى جانب جواز انتفاعه بجلدها، لكن لا يجوز له بيعه.

2ـ الشافعية

يرى الشافعية أنه يجب على المضحي أن يضحي بشيء من أضحيته، على أن يكون هذا الشيء غير مطبوخ، بمعنى أن يكون لحمًا نيئًا، ولا يدخل في هذا الجلد أو الكبد ، كما قالوا بأن الأفضل للمضحي أن يأكل الكبد ويتصدق بباقي الأضحية، وأن لا يقل تقسيم الأضحية عن 3 أقسام، توزع كالآتي: 3/1 لأهل بيته، و3/1 للصدقة، و3/1 يهدى.

3ـ المالكية

اتفق جمهور المالكية على أنه ينبغي للمضحي أن يقسم أضحيته إلى 3 أقسام، دون تحديد النسب في أي منهم، وبذلك فالأمر عندهم به سعة كبيرة عن غيرهم.

4ـ الحنابلة

يرى الحنابلة بأنه يسن للمضحي أن يأكل 3/1 أضحيته، ويتصدق ب3/1، ويهدي 3/1، لكن يستحب له أن يتصدق بأفضل جزء منها، ويتصدق بالذي يليه، بينما يأكل أقلها في الفضل، كما يجب على المضحي أن يتصدق بشيء من أضحيته لفقير مسلم، فإن لم يفعل تصدق بمقدارها مال، اللهم إلا إذا كانت الأضحية ليتيم، فلا يجوز لوليه أن يتصدق أو أن يهدي منها، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية

ما حكم ادخار لحم الأضحية؟

ما حكم ادخار لحم الأضحية؟

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز ادخار لحوم الأضاحي إلى 3 أيام، ودليلهم في ذلك ما رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:

(أنَّهُ نَهَى عن أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ قالَ بَعْدُ: كُلُوا، وَتَزَوَّدُوا، وَادَّخِرُوا).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى قبل ذلك عن ادخار لحوم الأضاحي في العام الذي قدم فيه ضعفاء من الأعراب إلى المدينة، وعلى هذا الرأي سار على بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما.

بينما يرى آخرون أن الصحابيين عبد الله بن عمر وعلى بن ابي طالب رضي الله تعالى عنهما، قد أفتوا بما سمعوه وعاصروه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وربما بلغ الأمر بعد ذلك مبلغ لم يصل إليهم، وربما قد رفع النهي والله أعلم.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية

وبذلك نكون قدمنا لكم حكم الأضحية في عيد الأضحى، بعد التعريف بالأضحية وما يلحق بها من أحكام تتعلق بكيفية تقسيمها وتوزيعها، هذا ومن الأفضل أن يأخذ المضحي بكافة الأساليب والأسباب التي تجعله يصيب السنة المطهرة في أضحيته، كما عليه سؤال أهل العلم في الأمور التي تلتبس عليه، تقبل الله منكم أضاحيكم، ورزقكم تقوى القلوب.

قد يعجبك أيضًا