حكم قول صدق الله العظيم

حكم قول صدق الله العظيم عقب التلاوة للآيات والنصوص القرآنية والتي يكون القصد منها هو أن يثني القارئ على المولى جل في علاه، وقد يؤول البعض أن في ذلك بدعة، ومن خلال هذا المقال سنعرض آراء علماء الأمة بخصوص حكم قول صدق الله العظيم عبر موقع زيادة

حكم قول صدق الله العظيم

ما حكم قول صدق الله العظيم ؟ فلقد أقر فريق من علماء الإسلام أن للمسلم جواز قول صدق الله العظيم عقب انتهائه مباشرةً من تلاوته لورد قرآني معين، والمقصد من ذلك هو أن يثني تالي القرآن على الحق سبحانه وتعالى وهذا وارد وبنصٍ قرآني بارز بالقرآن الكريم حيث قال المولى سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم “قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان المشركين” صدق الله العظيم، فالثناء على المولى جل وعلا يعتبر من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يذكرها بكل وقت، والإتيان بكل قول فيه ثناء عليه ليس فيه أي ابتداع، ولا توجد به أي مخالف لحكم من أحكام الشريعة.

أهمية الثناء الدائم على الله سبحانه وتعالى

أشرنا في السابق إلى حكم قول صدق الله العظيم وذلك فيما يعقب التلاوة القرآنية، ومن بين أهم ما يشير له الثناء الدائم على المولى سبحانه وتعالى ما يلي بالنقاط التالية:

  • الثناء يكون من باب التأدب مع الحق عز وجل.
  • الثناء بقول صدق الله العظيم حال التلاوة للقرآن فيها تعظيم لله، وتقدير للآيات القرآنية التي يتلوها القارئ.

رأي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قول صدق الله العظيم

جاء بالحديث الشريف عن الصحابي بريدة رضوان الله تبارك وتعالى عليه أنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران، ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر ثم قال: صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين فلم أصبر، ثم أخذ في الخطبة وروى ذلك الحديث الإمام أبو داوود.

اقرأ أيضًا: حكم قول صدق الله العظيم بعد انتهاء من قراءة القرآن

قول الإمام القرطبي في حكم قول صدق الله العظيم

الإمام القرطبي من بين أئمة الإسلام الذين أجازوا القول بالثناء بشكل دائم على الله عقب التلاوة القرآنية، وذلك في كتابه، وتفسيره الذي قام به لبعض آراء من سبقوه من علماء وأئمة الإسلام، وكان مستند في رأيه على آراء هؤلاء العلماء حيث قال:

ومن مظاهر حرمته إن انتهت قراءته هي التصديق لقوله سبحانه وتعالى، كما يشهد بالبلاغ.

قد جاء بحاشية نهاية المحتاج إن قيل صدق الله العظيم حال القراءة لأية في القرآن الكريم قال الإمام شمس الدين الرملي أن ذلك لا يضر وهكذا إن قال: آمنت بالله.

رأي آخر لفريق من العلماء بشأن قول صدق الله العظيم

حكم قول صدق الله العظيم

حكم قول صدق الله العظيم عند بعض العلماء من كبار علماء الأمة الإسلامية:

  • جاء الاعتياد من قبل الكثير من الأفراد المسلمين على أن يرددوا صدق الله العظيم عقب الإنهاء للتلاوة، ولكن ذلك ليس له أصل بأحكام الشريعة الإسلامية الثابتة والتي لا خلاف فيها.
  • أشار البعض من الفقهاء إلى الضرورة لترك ذلك واعتباره من باب البدعة.
  • أشاروا إلى أن قول الله تعالى، قل صدق الله غير مرتبط بجواز حكم قولها عقب كل تلاوة يتلوها المسلم ولكنها جاءت لبيان أن الله قد صدق قوله في كل كتبه المنزلة على رسله.
  • لا يوجد نص نبوي يقر بالتزام قول صدق الله العظيم، ومن الجدير بالذكر أنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الكرام الالتزام بهذا القول عقب كل قراءة للقرآن.

ما حكم قول صدق الله العظيم للشيخ ابن عثيمين

أفاد الشيخ ابن عثيمين بأن الحكم لقول صدق الله العظيم أنه لا يوجد له سند بالسنة النبوية، أو قول ثابت من أحاديث الرسول يدلل على تكراره والالتزام به عقب كل تلاوة لآيات الذكر الحكيم.

لا شك أن القول لجملة صدق الله العظيم فيها الثناء على الله، وأنها من بين الألفاظ التي تقرب إلى الله، ولكن لا يجب على المسلم أن يكون متعبد باستخدامها دون البيان، أو الدليل الشرعي على صحة ثبوتها كسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الشيخ بالكثير من تفسيراته أنه طالما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر الإلزامي الذي يوجب قول صدق الله العظيم، إذن فهي لا يعتد بها كسنة نبوية مؤكدة عنه عليه الصلاة والسلام.

استند فضيلة الشيخ أيضًا بالموقف الذي دار ما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصحابي ابن مسعود حينما كان يتلو الآيات التالية: بسم الله الرحمن الرحيم فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا فإذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لابن مسعود رضي الله عنه حسبك، ولم يرد عنه أنه قال صدق الله العظيم.

اقرأ أيضًا: حكم لمس المصحف بدون وضوء

رأي الشيخ عطية صقر رحمه الله

الشيخ كان دائم الذكر في كتابته لأن المسلم أو العالم لا يجب أن يكون عجول في الحكم بالابتداع في أي أمر من الأمور، أما عند القول لجملة صدق الله العظيم فإنها ليست من البدع، وإن احتسبها بعض العلماء بكونها بدعة، فهي ليست من البدع المذمومة.

استرشد الشيخ بأنها لا يوجد أي نص من السنة يفيد بحتمية عدم قولها، أو النهي عنها، والسبب الآخر أنها من بين ألفاظ الذكر لله عز وجل وليس فيها أي شيء ينهى عنه الإسلام علاوة على أنها متضمنة لأفضل الذكر للمولى سبحانه وتعالى واسمه الأعظم.

حكم قول صدق الله العظيم في الصلاة

حكم قول صدق الله العظيم

رأي من الآراء لفقهاء الأمة أن ذلك لا شيء فيه، واستندوا في ذلك إلى أن المسلم من حقه أن يثني على ربه بأي وقت، وبكل المواقف، ورأي آخر قد أفاد بأن ذلك من غير الثابت أو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وأقواله.

يوجد الرأي الذي أقر بأن الحكم لهذا القول بأنه بدعة، في حين أقر علماء آخرون بأن كل من أقر بحكم بدعة هو المبتدع.

جاءت تلك الجملة صدق الله العظيم كاستدلال من الآية الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم ومن أصدق من الله قيلا كما جاء القول صدق الله العظيم من الآية، بسم الله الرحمن الرحيم ومن أصدق من الله حديثًا.

بالنسبة للرأي من بعض العلماء المتبعين للمذهب  الشافعي والذي يقول كل من تلفظ بقول صدق الله العظيم خلال صلاته فهذا لا يؤدي لبطلان أي ركن من أركانها، وصلاته صحيحة، وذلك إن كان يقصد الذكر.

بالنسبة لكل من يردد صدق الله العظيم في صلاته، فعند الإمام أبو حنيفة النعمان الصلاة تبطل، وهذا إن قصد الجواب على الإمام.

اقرأ أيضًا: حكم قراءة الفاتحة في الصلاة للأمام والمأموم

وفي نهاية مقالنا فلقد وضحنا حكم قول صدق الله العظيم وقد عرضنا مجموعة الآراء لمختلف العلماء منها ما هو مؤيد لترديد صدق الله العظيم ومنها ما هو معارض، ومعتبر ذلك بدعة، ولكن المتفق عليه أنها من باب ثناء العبد على الله سبحانه وتعالى.

قد يعجبك أيضًا