حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله من الأحكام التي تحتاج إلي سؤال أهل العلم والدين، وكذلك لابد من معرفة الدلائل من القران والسنة، لذا سوف نناقش في هذا المقال عبر موقع زيادة الحكم مصحوب بأدلة وقرائن من كتاب الله وسنة رسوله.

حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

فيما يلي نعرض لجميع المتابعين حكم الشرع في الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله:

  • لا يجوز الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله، كذلك لا يجوز الذبح في مكان فيه صنم أو وثن، أو مكان يعبد فيه أي شيء غير الله سبحانه وتعالى.
  • حيث جاء في حديث شريف أن الرسول قال:

(أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم).

  • وفي هذا الحديث دلالة واضحة على حرمانية الذبح لغير الله، حيث أن الذبح عبادة خالصة لله.
  • ولا يمكن القيام بها في الأماكن التي يتقرب بها الضالين المشركين لغير الله.
  • كما قد حرم الله أكل الذبائح التي تذبح عند النصب، حتى إن ذكر اسم الله عليها.
  • النصب عبارة عن حجارة حول الكعبة، كان العرب يذبحون عندها في الجاهلية.
  • وحرم الله أكل الذبائح المذبوحة فند النصب، وبناء عليه يحرم الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله، خوفًا من التشبه بالكفار والتأثر بهم.

اقرأ أيضًا: الذبيحة التي تذبح عن المولود وحكمها

أدلة تحريم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

نقدم أدلة حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله وتحريم ذلك فيما يأتي:

الدليل الأول لتحريم الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله

قال الله تعالى:

(لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا).

نزلت هذه الآية في مسجد ضرار الذي بني على نية فاسدة.

حيث قال الله تعالى عن هذا المسجد:

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).

قد اتخذ المنافقون مسجد ضرار لمضاربة مسجد قباء، ولكي يكون مركز لاجتماعهم.

وأرادوا أن يفرقوا بين المؤمنين، حيث يذهب بعض المؤمنين لهذا المسجد، ويذهب أخرون لمسجد قباء.

جعل المنافقين هذا المسجد مكان لإعطاء التوجيهات للتفرقة بين المؤمنين، ومكر وخداع رسول الله.

الدليل في هذا أن ابن عثيمين رحمه الله قال فيما معناه أن هذا المسجد كان مكان للمعاصي، فلا تجوز الصلاة فيه.

على الرغم من أن المؤمن يمكنه أن يصلي في هذا المسجد لله، إلا أن المكان محل للمعصية ونهي الله رسوله والمؤمنين عن الصلاة فيه.

هكذا يعتبر الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله حرام؛ لأنه أمر يشبه العبادة والصلاة في مسجد الضرار.

الدليل الثاني على حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

نقل حديث عن ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه؛ قال:

(نذرَ رجلٌ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أن ينحرَ إبلًا بِبُوانةَ فأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ:

إنِّي نذرتُ أن أنحرَ إبلًا ببُوانةَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هل كانَ فيها وثَنٌ من أوثانِ الجاهليَّةِ يعبدُ قالوا لا قالَ هل كانَ فيها عيدٌ من أعيادِهم قالوا لا قالَ:

رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أوفِ بنذرِكَ فإنَّهُ لا وفاءَ لنذرٍ في معصيةِ اللَّهِ ولا فيما لا يملِكُ ابنُ آدمَ).

يعني الحديث أن هناك رجل كان يسأل النبي عن أن يذبح في مكان يدعى بوانه، وفاءًا لنذر عليه.

فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمرين بخصوص هذا المكان، وقال له هل فيه شرك؟، وهل فيه عيد مخالف للشريعة؟.

لذلك يعد هذا الحديث دليل صريح وواضح على تحريم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية وشروطها وآدابها

الحكمة من تحريم الذبح في مكان يذبح فيه غير الله

اجتهد العلماء والفقهاء في تفسير حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله وحكمة تحريمه.

وقد ورد في كتاب التوحيد الخاص بتعليم الناس أصل الدين وأمور الفقه، أن الذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله يكون تشبه بالكفار.

كما أن من يفعل ذلك قد يساء الظن به، وقد يشك الناس في عمله.

لذلك التحريم لمصلحة الناس والفاعل، حتى لا يساء الظن بالفاعل أو أن يظن الكافرين أنه على دينهم وعلى طريقهم.

وهكذا لا يباح للمسلم الصلاة في مكان يعبد فيه غير الله أو في محلات وأماكن أقامها المشركون، إلا إذا اضطر المسلم لذلك قهرًا.

اقرأ أيضًا: أفضل وقت لذبح الأضحية

كفارة الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله

اختلف الناس في أمر هل يوجد كفارة يمين في حالة الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله أم لا، وهناك قولين عند العلماء كما يلي:

القول الأول

لا تجب الكفارة على من نذر بمعصية، وهو مذهب المالكية والشافعية وغيرهم.

وجاء هذا الرأي بدليل عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:

(لا وَفاءَ لنَذرٍ في معصيةٍ، ولا فيما لا يَملِكُ العبدُ).

القول الثاني

تجب الكفارة على مَن نَذَرَ نَذْرَ معصية، وهو ما اتبعه الحنفية والحنابلة وابن باز وابنِ عثيمين وغيرهم.

وأخرج الفقهاء دليل من السنة، حيث جاء في حديث عن عُقْبةَ بنِ عامِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:

(كَفَّارةُ النَّذْرِ كَفَّارةُ اليَمينِ).

وَهذا الحديثَ يعتبر حديث عام، لذلك يدخل فيه حالة النذر بمعصية.

اقرأ أيضًا: دعاء عند ذبح العقيقة للذكر

في ختام حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله، نكون قد تعرفنا على الأدلة على تحريم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله والحكمة من تحريم هذا الذبح، وكذلك تعرفنا على كفارة اليمين المرتبطة بالنذر في أراء علماء المسلمين.

قد يعجبك أيضًا