حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا

حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا وفضل الإحرام ومحظوراته يمكنك التعرف عليها عبر موقع زيادة ، حيث يقدم علينا في هذه الأيام موسم للطاعات وأداء العبادات، وشهر من أجل الشهور وأفضلها، ألا وهو شهر رمضان الكريم، ولعظمة هذا الشهر، جعل الله تعالى أجور الطاعات فيه مضاعفة، سواء كانت فروض كالصلاة والصيام، أم تطوع كالنوافل والعمرة، ولانتشار الأمراض في هذه الفترة بما فيها فيروس كورونا المستجد، نجد الكثير يتساءل عن حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا؟.

اقرأ من هنا عن: حكم لبس النقاب في العمرة ومناسك العمرة للنساء

ما هي العمرة؟

حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا

العمرة في اللغة بمعنى الاعتمار، أي الزيارة والقصد، وفي الشرع معناها  القصد والتوجه إلى مكة المكرمة بغرض زيارة بيت الله الحرام، وأداء بعض المناسك الخاصة كالطواف والحلق والسعي بين الصفا والمروة وغيرهم.

وقد اعتمر النبي صلى الله عليه 4 مرات، عمرة الحديبية، وعمرة القضية وعمرته التي قرنها مع حجته وعمرة الجعرانة، وتبعه أصحابه، ولا خلاف في ذلك بين العلماء.

يمكنك التعرف على المزيد عبر: شروط العمرة للنساء بدون محرم وما هو حكم الشرع في سفر المرأة بدون محرم

ما هو حكم العمرة؟

أجمع العلماء منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على مشروعية العمرة وثبوتها في الإسلام، ذلك أن النبي أداها وأداها أصحابه من بعده، لكنهم اختلفوا في حكمها إلى قولين على النحو التالي:

1ـ الرأي الأول

وهو مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل وجماعة من أهل الحديث أنها واجبة، وأدلتهم في ذلك قوله تعالى:﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)، كما استدلوا على وجوبها من خلال:

ما رواه أهل السنن وغيرهم عن أبي رزين العقيلي – وافد بني المُنتفِق – أنَّه أتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: إنَّ أبي شيخٌ كبير لا يستطيع الحجَّ ولا العُمرة، فقال: (حجَّ عن أبيك واعتَمِر).

كما استدلوا أيضًا بحديث عمر في رواية الدار قطني، وفيه قال:

– صلَّى الله عليه وسلَّم -:(وتحج البيت وتعتمر)، فكل هذه الأحاديث وأكثر تدل على وجوبها، كما قال الإمام أحمد لا أرى أصح من هذه الأحادي في إثبات وجوب العمرة على المسلمين).

2ـ الرأي الثاني

يرى أصحاب هذا المذهب أن العمرة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين من بعده، وهذا الرأي ذهب إليه الإمام مالك وأبو حنيفة وذهب إليه أكثر أهل العلم، ودليلهم في ذلك اقتصار المولى عز وجل على ذكر فرض الحج في قوله تعالى:

﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾.

وبالطبع لفظ الحج هنا لفظ خاص لا يشمل العمرة والحج، بل يقتصر على الحج فقط.

كما استدلوا أيضًا بحديث جابر رضِي الله عنه مرفوعًا: سُئِل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن العُمرة: أواجبةٌ هي؟ قال:(لا، وأن تعتَمِرَ خيرٌ لك)، كما استدلوا أيضًا بحديث:

ابن عمر رضِي الله عنهما في الصحيحين وغيرهما:(بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام)، وهذا هو الرأي الذي تميل إليه النفوس.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: وزارة الحج تسجيل حجاج الداخل عبر وزارة الحج والعمرة

حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا

حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا

داء كورونا هو من الأمراض المستحدثة، فلم يظهر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما يماثل حالة هذا المرض وما يتبعه من أحكام خاصة به، ولذلك اجتهد العلماء في حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا إلى قولين:

1ـ الرأي الأول

يرى أن هذا الأمر هو وقاية للمحرمين، فالكمامات تقي المحرمين وتحميهم من الأمراض حال الإحرام بالحج أو العمرة، ومن المعروف أن شريعة الإسلام شريعة سمحة، تهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على النفس البشرية، لذلك لا بأس من هذا الأمر الاضطراري، كما يستوي فيه الرجال والنساء.

2ـ الرأي الثاني

يرى أصحاب هذا الرأي أن لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا لا يجوز، إذ أن تغطية الوجه لا تجوز للنساء وكذلك لبس المخيط لا يجوز في حق الرجال، والكمامة في الغالب تكون من المخيط، كما لا يجوز تغطية الوجه كله أو بعضه، وإذا كان هناك حاجة ملحة لذلك، كانتشار مرض أو خوف من عدوى، جاز ذلك مع الفدية والله أعلم.

كما أدعوك للتعرف على: شروط الحج والعمرة وما هي شروط الاستطاعة للمرأة والرجل؟

فضل العمرة في السنة

وردت أحاديث نبوية شريفة، كثيرة ومتنوعة، تدل على الثواب الجزيل الذي أعده لله لصاحب العمرة، فعلى الرغم من الاختلاف الواسع بين العلماء في وجوبها أو سنتها، إلا أنهم جميعًا اتفقوا على عظم الفضل الذي بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم لها، ومنه:

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ).

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من طاف بالبيت، لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة: وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة).

عن ابْن عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: ( مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً).

محظورات الإحرام

للإحرام بعض المحظورات التي هي في الأصل مباحة، إلا أنه لا ينبغي على الشخص المحرم فعلها، وهذه المحظورات تنقسم من حيث جملتها إلى ما يشترك فيه الرجال والنساء، ومنها ما يتعلق بالرجال دون النساء، ومنها ما يتعلق بالنساء دون الرجال على النحو التالي:

1ـ محظورات مشتركة بين الرجال والنساء

توجد بعض المحظورات التي يستوى فيها الرجال والنساء على الصعيد الواحد، ذلك أن الأحكام الشرعية في الأصل يتساوى فيها الذكر والأنثى، ومن هذه المحظورات:

الفسق والجدال

الفسق معناه ارتكاب المعاصي والخروج عن طاعة الله تعالى، وإذا كان الفسق محظور في الحالات العادية، فهو بالتأكيد أشد حرمة وإثمًا حال الإحرام والعمرة، أما الجدال فهو مأخوذ من المخاصمة وكثرة الكلام، بمعنى أن يجادل المسلم أخوه المسلم، أو أن يسيء إليه بالكلام أو الفعل.

لقوله تعالى (وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِ).

أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يدخل في ذلك الحكم.

مس الطيب

يحرم على المحرم استعمال الطيب، كالزعفران والعود والمسك والكافور لكلا الجنسين من غير اختلاف بين الفقهاء على ذلك، فيحرم على المعتمر أن يمس الطيب شعره أو جسمه أو حتى ملبسه، لقول النبي في الرجل الذي مات مُحرماً: (اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللَّهَ يَبْعَثهُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا).

تقليم الأظافر وإزالة شعر الرأس

كذلك يحرم على المحرم ذكر كان أو أنثي أن يقوم بتقليم أظافره، أو أن يزيل بعض شعر رأسه أو كله، كذلك الحكم لسائر شعر البدن، وذلك لما ورد في قوله تعالى:

(وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).

ولعل الحكمة في ذلك أن هذا الفعل يعد من الرفاهية التي لا تتناسب مع مظهر الإحرام والاعتمار.

أما من كسر له ظافر فاضطر إلى إزالته، أو من تأذى بشعره بسبب من الأسباب، جاز له إزالتهما بإجماع الفقهاء دون كفارة في ذلك، وذلك لما جاء في قوله:

(فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).

صيد البر

من الأمور المحظور فعلها حال الإحرام هي قتل صيد البر أو الإعانة على هذا الأمر أو حتى طعامه لقوله تعالى:

(وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا).

أما عن صيد البحر فيجوز صيده وأكله والإعانة على الحصول عليه أيضًا، لقوله:

(أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ).

ويستثنى من هذا الحكم الهوام والحشرات، والحيوان المؤذي بطبعه كالنمر والأسد بالإضافة إلى الحيوانات الخمس المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم (خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ ليسَ علَى المُحْرِمِ في قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: الغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ).

عقد النكاح والجماع

يعد عقد النكاح وما يعقبه من جماع ودواعيه من الأمور المحظورة أثناء الإحرام، فلا يجوز للشخص المحرم أن يعقد لنفسه أو يعقد لغيره.

لقوله صلى الله عليه وسلم (إنَّ المُحرمَ لا يَنْكِحُ ولا يُنْكِح).

وكذلك الحال بالنسبة للجماع:

لقوله تعالى: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِ).

قطع شجر الحرم وحشيشه

ويعد قطع شجر الحرم أو حشيشه من الأمور المحظورة على المحرم وغيره، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن البلد الحرام:

(فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ).

2ـ المحظورات الخاصة بالرجال

يوجد بعض المحظورات الخاصة بالرجال، لأنها لا تتناسب مع طبيعتهم، وكذلك لا تتماشى مع الإحرام ومنها:

لبس المخيط

ويطلق لفظ المخيط على كل شيء فصل بغرض ستر البدن، سواء كان ساترًا لكل البدن أو بعضه، وسواء كان بخياطة أم بغير خياطة، وذلك يشمل القميص والعمامة والحذاء والسراويل، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم صفة لباس المحرم بقوله:

(لَا يَلْبَسُ القُمُصَ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا البَرَانِسَ، ولَا الخِفَافَ إلَّا أحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ).

تغطية الرأس

ومن الأمور المحظور فعلها على الرجال دون النساء في الإحرام، هي تغطية الرأس سواء كان كله أو بعضه، أما إذا كان الجو شديد الحرارة أو شديد البرودة وأراد المعتمر أو الحاج أن يستظل بشيء ما، فلا حرج عليه في ذلك بالاتفاق، بشرط أن لا يلامس هذا الشيء رأسه أو شعره.

3ـ المحظورات الخاصة بالنساء

من المعروف أن لملابس النساء طبيعة خاصة عن ملابس الرجال، إذ أن الأصل في الملابس هو تحقيق الستر، والستر في حق النساء أبلغ وأهم من الرجال، وعلى ذلك فإن هناك بعض المحظورات الخاصة بالنساء أثناء الاعتمار وهي:

النقاب والقفازين

يحظر على المرأة المحرمة بالحج أو العمرة أن ترتدي القفازين أو النقاب:

لقوله صلى الله عليه وسلم (ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ).

لكن يفضل أن تضع على وجهها ما يشبه الاسدال أو الغطاء يسترها عن الناس ولا بأس إذا لامس هذا الشيء وجهها، وذلك لقول

أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كان الرُّكبانُ يَمُرُّون بنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُحْرِماتٌ فإذا حاذُوا بنا أَسدَلَتْ إحدانا جِلْبابَها من رأسِها على وجهِها).

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: دعاء العمرة عند الميقات وأركان ومستحبات العمرة

وإلى هنا نكون قد تناولنا موضوع حكم لبس الكمامة في العمرة بسبب كورونا، وتحدثنا عن محظورات الإحرام في الحج والعمرة، كما بينا أن الأصل في الإحرام عدم ارتداء المخيط وعدم تغطية الوجه، لكن من سماحة الشريعة الإسلامية، أنها تحرص على أتباعها وتراعيهم في فرض الأحكام والتشريعات، فيمكن ارتداء الكمامة إذا كان هناك حاجة لذلك، أما إذا انتفت العلة، يتبعها الحكم بالانتفاء.

قد يعجبك أيضًا