شعر ليبي حزين

شعر ليبي حزين قد نبع من وجدان الشعراء نتيجة لما عاصروه من ويلات وألآم مرت عليهم وأثرت بهم حتى أذاقتهم مرارة الحياه ولكن من المعروف على الشعب الليبي أنه شعبا جسورًا لا ينهار أمام الصعاب ولا يستسلم فطباع ذلك الشعب طباعًا لا تلين للصعاب ولا تستسلم للويلات ولكنها طبيعة البشر أجمعين أن يشعروا بالحزن تارة وبالهوان تارة أخرى ولكن سرعان ما يتحول هذا الوهن والضعف إلى قوة عند الشعب الليبي.

شعر ليبي حزين هو الفن الذي نبع من تحدي الصعاب

ومن الليبين الذينّ اختارتهم الصعاب لتختبر عزيمتهم هو الشاعر نعيم الزاوي فقد تعرضّ لموقف عظيم وهو فقدان أخيه وأنها لمن الصعاب التي تتحدى عزيمة الرجال فقد تأثر لموت أخيه وحزن حتى أنه حول هذا الألم إلى كلما ويالها من كلمات يرثي فيها أخيه.

فيبدع الشاعر ويقول:

خـــــــوذ القلم اكتب ودكن حبرا

على رحل عدا واندفن في قبرا

اكتب صـــــــــارت

ليلة رحيله والدمــــــوع انهارت

وارسم ملامح ع العيون توارت

والخط اسود زين وضــــــح كبرا

واملا الورقة كيف روحه طـارت

اللي كان روحي في الحياه نعتبرا

وعزى العين الـى عليه احتارت

وابكـــــــى امعايا يا قـلم بالعبرا

ثم يضيف إليه الشاعر رجب الشيخى ويكمل ما بدأه الشاعر نعيم الزاوي في رثاء أخيه ويضيف اليه كلمات قوية ويقول:

أكـتـب عـنـي

عـلي خـذاه الـمـوت فـجـأه مـني

ألا نــا لا نــقـــدر ولا مـتـهــنــي

من يـوم عـدا ومـاسكـتـني عبرا

وأحـكي عـلي ايـامي اللي خـلني

انعـاني سبايب جـرح زايـد كـبرا

مـكـسور منهـن خاطـري متكدى

وكسرت الخاطر ما اتجيبه جبرا

يارب طـالـب صـبـرنـا مـتـمـنى

كي مـا صـبـر ايـوب فـاده صبرا

اقرأ أيضًا : شعر عتاب الصديق وبعض عبارات العتاب الرقيقة

ظروف ليبيا تسطر اجمل الاشعار

ومن أبناء ليبيا ابراهيم الاسطى عمر من شعراء العصر الحديث ولد بدرنة عام 1908 وقد عاش في ظروف صعبة فأخذ يصارع صعابه حتى صرعها فقد كانت هذه الظروف الصعبة ملهمة له في شعره.

فيقول:

أيها المـسجـون في ضيق القفص
صـادحاً من لـوعـةٍ طـــولَ النهار

رَدَّد الألحـــان من مرِّ الغصـــص

وبــكى في لحْنــــهِ بُعد الديـــــــار

ذكَرَ الغصـنّ تـثـــنـى

وألـــيـفاً يـتــغـــــــنَّى

وهو في السجن معنّى

فشـكا الشــــــوق وأنَّ

وتَمَنّى

والأمــــــاني ما أُحيْــلاها خـــيال

يـتلاشى، أو محـلكٍ في مــــــــنام

لو صحا في روضةٍ والغصن مال

من نسيمِ الفجر، وانجــــاب الظلام

ومضى يصدحُ في دنيا الجــــــمال

طـائراً حـراً طلـيـــــقاً في الأكـــام

راويا للطير من تلك القصـــــــص

مـــــا به هدى وذكـــرى واعـــتبار

كــيف حـــازته أحابـــيل القـــــنص

هو يبغي الحـــب في عرض القــفار

ضاق ذرعاً بالأماني

وهو في نفس المكان

ويعاني ما يعــــــاني

رَددَ الحزن أغــــاني

فرآني

شـــارد الـلب إليه نـــــــــــــــاظراً

قــــال – مـلتاعاً-: ألا تســعــفـــــني

قلت: لو كـــنت قويــــاً قــــــــــادراً

لــم تــذق يــــا طيـــرُ مــرَّ المحـــن

ولهــدمت الـنـــظــــام الجــــــــــائر

ولــمــا استـــخــذى فــقـــير لغــــني

ولكــــان الـــشر في الدنيـــــــا نقص

ولكـــان العـــدلُ للــنــاس شعـــــــار

رزقـنـــا يقـــســم فـــيـنا بالحصـــص

لا غــني لا فــقـــير لا فـينا شــــــرار

هكــذا تصفو الحياة

لجمـيع الكــــــائنات

وتزول الســـــــيئات

سعينا في الحـــسنات

للممات

غـير أنــي، أيــها الطـــير الكئيب

عــاجزُ مثـــلك مــغلول اليـــــدين

في بــلادي بيـــن أهــلي كالغريب

وأنـــــــــا الحر ولو تدري ســجين

فلــتــكن دعواك للرب المجــــــيب

نعـــم من يدعي وعــــون المستعين

وارتــقــب فالحـــظ في الدنيا فرص

ربمــا جــاءت على غــــــير انتظار

وأرتــك الــــــيأس وغرد في القفص

وتـنـاســــاه وغــــني يــــــــــا هزاز

آه لو يدري مقالــــي

لشجاه اليوم حــالـــي

غير أني بخيــــــالـي

في رشــــادٍ أو ظلال

لا أبالي

أيــــــــــها الإنســان ما ذنب الطيور

تودعُ الأقـــفــاص هــل كانت جناة؟

هــل تــمادت في ظـــلال وفجــــور

مثـلنا؟ ما الحــكم؟ أين البيــــــــنات؟

أ من العـــدل ظـــلوم في القـــــصور

وبــريء سجـــنه من قصبـــــــــات؟

لــيس في المعـقـول والمنقــــول نص

يدعــيه الـمـرء فـــي صيد الــــــهزاز

اقرأ أيضًا : شعر حزين عن الفراق

شعر ليبي حزين من العصر الجاهلي

يعد لبيد ابن ربيعة من أشهر شعراء العصر الجاهلي فقد كان ينتج الشعر الفصيح قوي اللغة وكان صحابيّ وأحد شعراء العصر الجاهلي نشأ بالكوفة مع أبيه ربيعة بن مالك وعمه ملاعب الألسنة, مدح لبيد ملوك  الغساسنة وبعد ظهور الإسلام ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واعتنق الاسلام وبعدها ترك الشعر ولم يقل إلا بيتًا واحدًا وتوفى في بداية عهد معاوية في سن 157 عام حيث بقى 90 عامًا بالجاهلية وما تبقى عاشه مسلمًا يقول لبيد بن ربيعة.

ألاَ ذَهَبَ المُحافِظُ والمُحامِي وَمَانعُ ضَيْمِنَا يَوْمَ الخِصَامِ

وأيقنتُ التفرُّقَ يومَ قالوا تُقُسِّمَ مَالُ أرْبَدَ بالسِّهامِ

وأرْبَدُ فارسُ الهَيْجَا إذا ما تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بِالْخِيَامِ

تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعًا وَوِتْرًا والزَّعَامَةُ لِلْغُلامِ

كأنَّ هِجانَهَا مُتَأبِّضَاتٍ وفي الأقرانِ أصورَة الرُّعامِ

وقدْ كان المُعصَّبُ يعتفيهَا وَتُحْبَسُ عِنْدَ غاياتِ الذِّمامِ

على فَقْدِ الحَرِيبِ إذا اعْتَرَاها وعند الفضْلِ في القحمِ العظامِ

خُبَاسَاتُ الفوارسِ كلَّ يومٍ إذا لم يُرْجَ رِسْلٌ في السَّوَامِ

إذا ماتَعْزُبُ الأنعامُ راحَتْ عَلى الأيْتَام والكَلِّ العِيَام

فيحمدُ قدرَ أربدَ مَنْ عَرَاهَا إذا ما ذُمَّ أربَابُ اللِّحامِ

وجارتُهُ إذا حلَّتْ إليْهِ لها نَفَلٌ وَحَظٌّ في السَّنَامِ

فإنْ تَقَعُدْ فَمُكْرَمَة حَصَانٌ وإن تظعنْ فمحسنة الكلامِ

وإنْ تشرَبْ فنعم أخُو النَّدامى كريمٌ ماجدٌ حُلْوُالنِّدامِ

وفتيانٍ يَرَوْنَ المجدَ غُنْمًا صَبَرْتَ لحقِّهِم لَيْلَ التَّمامِ

يتألم الشعب الليبي

ما حدث من ويلات وخراب في ليبيا جعل الشعب الليبي يبدع في التعبير عن ألمه وأن ينتج قصيدة تعبرعن لهيب حزنهم فيقولوا.

مش شوية … كل يوم جثة ع الوطا مرمية…. اللي صارلك يا وطن موش شوية….. كل يوم قتل وموت….. وصوت الرصاصة فيك اعلى صوت…. بين الكفن واللحد والتابوت….. راحوا شبابك كلهم جميلة…. القتل عادي فيك بين الخوت…. ايجوز في الشريعة الخي يقتل اخيه…. ايجوز المدافع يردمن البيوت…. كل يوم نار وضرب مدفعية…. موش شوية…. كل يوم جثة ع الوطا مرمية…. اللي صارلك يا وطن…. كل يوم قتال…. كل يوم نار وضرب واغتيال …. اللي صارلك يا وطن مو ع البال…. بين العرب ما عاد في حنية ….. كل يوم المدافع دايرة زلزال …. كل يوم الضحايا في حدود المية ….. دموع الصبايا دايرة شلال…. على حالتك يبكن بقلب ونية…. ايريدن الحال ايكون غير الحال… ايريدن حياة تبقى حياه هنية …. موش شوية …. اللي صارلك يا وطن …. موش شوية….

اقرأ أيضًا : شعر عن الوداع والفراق كتبه عمر بن أبي ربيعة والبحتري ونزار قباني

ملهمي الشعر الليبي الحزين

ومن الشعراء الذّين تميزوا بأدبهم وأبدعوا في التعبيرعن الأحداث المؤلمة التي أصابت ليبيا الشاعر ميلاد عمر المزوغي من مواليد طرابلس وحصل على بكالوريوس المحاسبة عام 1996 ثم حصل على ماجيستير هندسة طيران في عام 2009   يقول الشاعر ميلاد عمر المزوغي مستنكرًا لما يصير في بلاده ليبيا حزينًا على الأحداث التي أصابت وطنه الليبي.

” يا وطن كل شيء فيك صار عذاب

الظـــــلــم مــــــــــا لا حــســــــاب

صـــرت غنيمة ينهشــها الكــــلاب

******

يـــــــــــا وطـــن كثروا جــــراحك

اللــــي يطعنك بالظهر هـو سلاحك

عـــويله يلعبـــــــــوا لوّحوا مفتاحك

علـــــــــى الصلح صكروا الابواب

******

الوطــــــن يا ســــــــــــــــــــــرّاقه

فاطـــن لـكم ما تحسبوها حــــــذاقه

انتـم أنــــــذال ما اتجـــــوش رفاقه

للســـــوس مـــــــا ينفع إلا الكلاّب

******

البعــــض صاروا فــــــــــــــوطه

اسيادهم تعـــلّوا فـــوق وهمّ لـوطه

ديمــة عــاد البردعـــة مقشــــوطه

عطشـــان بيشرب إلقاه ســـــــراب

******

يــا خـوي مـــانك واعــــــــــــــــي

بعـمايلك رانـــك لويت ذراعـــــــي

شمتت فـــي الأعداء زادوا أوجاعي

أرجــــع لعقلك ما عاد لينا أصحاب ”

استعرضنا في السطور السابقة أفضل الأبيات والقصائد التي تعبر عن أفضل شعر ليبي حزين نابع من وجدان صادق وعاطفة قوية لشعراء مميزين نتيجة للظروف التي مروا بها وحقًا قد أبدعوا في وصف ما كان في وجدانهم ومن العجيب
أن يولد الجمال الأدبي والفني من ظروف قاسية عانى منها الليبيين ولكن هذه هي طبيعة الحياة أنها مليئة بالمتناقضات.

قد يعجبك أيضًا